نجحت عملية استخباراتية امس بتنسيق مع عناصر اتحادية في تحرير الرهينة الايطالي فرانسيسكو أدرا الذي اختطف من مستشفى نيالا قبل اربعة اشهر، وفر به خاطفوه الى اعالي جبل مرة بغرب دارفور، ووصل الرهينة الى الخرطوم مساء امس ونقل على الفور الى مستشفى الامل الوطني تمهيدا لترحيله الى بلاده بعد محادثات هاتفية اجراها رئيس الوزراء الايطالي ماريو مونتي، الذي ترأس غرفة طوارئ مع موظفي السفارة الايطالية بالخرطوم. ووصل فرانسيسكو برفقة فريق من اللجنة الدولية للصليب الأحمر على متن طائرة للجنة الى مطار الخرطوم، وبدا الاعياء والشحوب ظاهرا على الرهينة الايطالي البالغ من العمر 36 عاما، وقد اطلق لحية كثة، وكان في استقباله وفد رفيع من السفارة الايطالية بجانب مسؤولين أمنيين من الحكومة السودانية. وقبيل وصول الرهينة الايطالي الى المطار رصدت «الصحافة» اتصالا بين رئيس الوزراء الايطالي وممثلي السفارة، واوضح مترجم السفارة في حديث ل»الصحافة» ان الحكومة الايطالية كونت غرفة طوارئ منذ صباح أمس برئاسة رئيس الوزراء لايصال الرهينة الى بلاده. وقال الرهينة، في تصريحات مقتضبة «شكرا لكل من ساهم في حريتي.. انا الان في وضع مريح وكنت في وضع أسوأ.. ولا أستطيع الحديث اكثر». وكشف مصدر أمني للصحافيين عن طبيعة عملية تحرير الرهينة الايطالي، وقال انها تمت بالاشتراك بين السلطات الامنية المحلية وبرعاية السلطات الامنية المركزية. وافاد المصدر، بان ستة متهمين متورطين في الاختطاف تم القبض عليهم، وقال انهم لا ينتمون الي الحركات المسلحة لكنهم في الفترة الاخيرة هددوا بتسليم الرهينة للحركات المسلحة، ولفت الى ان الخاطفين طلبوا مليون جنيه كفدية قبل ان يعودوا ويخفضوا الفدية الى 500 ألف جنيه. وابلغ مصدر أمني، المركز السوداني للخدمات الصحفية، ان الأجهزة الأمنية، بناء على معلومات وعمليات متابعة ورصد «مضنية» امتدت لعدة أشهر تمكنت ظهر امس من تحرير الرهينة الايطالي الذي كان يعمل مع منظمة «Emergency NGO» ، وذلك بعد عملية وصفها بالبطولية.