في أغسطس الماضي علم الناس ان موظفا بمنظمة امير قنسي قد خطف من مدينة نيالا، لم يكن احد يعرف تفاصيل الخطف، غير ان السلطات السودانية الايطالية والأمنية قالت حينها انه خطف من نيالا واتجه بها الجناة الي مناطق بجبل مرة ويدعي فرانسيسكو ادرا وهو ايطالي الجنسية. وبحسب تصريحات السلطات الأمنية للصحفيين في مطار الخرطوم عقب تحريره ووصوله الي الخرطوم، اعلن الخاطفون قبل فترة وجيزة انهم يريدون مليون جنيه، الا انهم تراجعوا عن المبلغ اخيرا، واعلنوا قبل ايام انهم يريدون 500 ألف جنيه لاطلاق سراحة. لكن السلطات الامنية عبر عملية استخباراتية مشتركة بين المركز والسلطات الأمنية بدارفور استطاعت ظهر امس تحرير الرهينة. بقميص رمادي يحمل شعار منظمته وشعر شاحب مرتديا عليه طاقية كات صنع محليا وساعة سوداء اللون وصل مساء امس الرهينة الايطالي فرنسيسكو المطار بعد ان تم تحريره في ذات اليوم ، وقال«شكرا لكل من ساهم في اطلاق سراحي ولكني لا اريد الحديث» ،هذه الجملة البسيطة هي ما استطاع ان يقوله الرهينة المختطف فراسيسكو والذي اختطف قبل اربعة شهور من مدينة نيالا للصحفيين الذين انتظروه اكثر من ثلاث ساعات الا انه برر عدم قدرته علي الحديث بانه مرهق ولا يستطيع الحديث كثيرا. بدا المشهد في مطار الخرطوم واضحا ان هنالك حدثا مهما يحدث فيه، فكثافة اجهزة الاعلام كانت توحي بذلك ،ولكن كان اكثر ما يشد الانتباه القلق الذي بدا علي افراد السفارة الايطالية والذين منذ ظهر اليوم كانوا بالمطار، وكان المسؤول الثاني في السفارة يقول بانجليزية واضحة قل له انه بخير ويصل بعد دقائق وبعد ان استفسرنا من المترجم الخاص لاعضاء السفارة قالوا انه يتحدث لرئيس الوزراء الايطالي والذي بحسب المترجم منذ لحظة تحرير الرهينة كون غرفة طوارئ خاصة برئاسته للوقوف علي اخر التطورات، "انه بخير" وكان في حديثه يطلب من ال?ترجم ان يطمئن رئيس الوزراء الايطالي ان فرانسيسكو بخير، اخذ المترجم التلفون وقال لرئيس الوزراء الايطالي انه بخير. تفاصيل العملية الاستخباراتية وعن تفاصيل العملية التي ساهت في تحرير الرهينة قال مصدر أمني مطلع تحدث للصحفيين ووسائل الاعلام بمطار الخرطوم ، ان العملية تمت بمشاركة السلطات الأمنية بالمركز والسلطات الأمنية في دارفور، وقال ان العملية تمت بنجاح ولم تحدث فيها اي خسائر في صفوف الجناة او صفوف السلطات الأمنية،وكشف ان الجناة عددهم ستة وستجري محاكمتهم قريبا ، واشار المصدر الأمني انهم لاينتمون الي الحركات المسلحة، غير انه لفت الي انهم في الاونة الاخيرة كانوا علي اتصال ببعض الحركات، لافتا الي انهم هددوا بتسليم الرهينة الي الحركات بعد ان لم يجدوا?استجابة لمطالبهم بدفع فدية مليون جنيه ثم تراجعوا عن مبلغهم وطالبوا ب500 ألف جنيه قبل ان تنجح السلطات في القبض عليهم في عملية وصفها المسؤولون الحكوميون في حديثهم للصحفي امس بالمطار بالبطولية.