منع قناة تلفزيونية شهيرة في السودان    وزارة الصحة تلتقي الشركة المصرية السودانية لترتيب مشروعات صحية مشتركة    ماذا قال ياسر العطا لجنود المدرعات ومتحركات العمليات؟! شاهد الفيديو    تم مراجعة حسابات (398) وحدة حكومية، و (18) بنكاً.. رئيس مجلس السيادة يلتقي المراجع العام    انطلاق مناورات التمرين البحري المختلط «الموج الأحمر 8» في قاعدة الملك فيصل البحرية بالأسطول الغربي    شاهد بالصور.. ما هي حقيقة ظهور المذيعة تسابيح خاطر في أحضان إعلامي الدعم السريع "ود ملاح".. تعرف على القصة كاملة!!    تقارير صادمة عن أوضاع المدنيين المحتجزين داخل الفاشر بعد سيطرة الدعم السريع    لقاء بين البرهان والمراجع العام والكشف عن مراجعة 18 بنكا    السودان الافتراضي ... كلنا بيادق .. وعبد الوهاب وردي    د.ابراهيم الصديق على يكتب:اللقاء: انتقالات جديدة..    لجنة المسابقات بارقو توقف 5 لاعبين من التضامن وتحسم مباراة الدوم والأمل    المريخ (B) يواجه الإخلاص في أولي مبارياته بالدوري المحلي بمدينة بربر    الهلال لم يحقق فوزًا على الأندية الجزائرية على أرضه منذ عام 1982….    شاهد بالصورة والفيديو.. ضابطة الدعم السريع "شيراز" تعبر عن إنبهارها بمقابلة المذيعة تسابيح خاطر بالفاشر وتخاطبها (منورة بلدنا) والأخيرة ترد عليها: (بلدنا نحنا ذاتنا معاكم)    شاهد بالصور.. المذيعة المغضوب عليها داخل مواقع التواصل السودانية "تسابيح خاطر" تصل الفاشر    جمهور مواقع التواصل بالسودان يسخر من المذيعة تسابيح خاطر بعد زيارتها للفاشر ويلقبها بأنجلينا جولي المليشيا.. تعرف على أشهر التعليقات الساخرة    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالصورة والفيديو.. "البرهان" يظهر متأثراً ويحبس دموعه لحظة مواساته سيدة بأحد معسكرات النازحين بالشمالية والجمهور: (لقطة تجسّد هيبة القائد وحنوّ الأب، وصلابة الجندي ودمعة الوطن التي تأبى السقوط)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    الترتيب الجديد لأفضل 10 هدافين للدوري السعودي    «حافظ القرآن كله وعايشين ببركته».. كيف تحدث محمد رمضان عن والده قبل رحيله؟    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    أول جائزة سلام من الفيفا.. من المرشح الأوفر حظا؟    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    برشلونة ينجو من فخ كلوب بروج.. والسيتي يقسو على دورتموند    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بنك السودان .. فك حظر تصدير الذهب    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    رونالدو يفاجئ جمهوره: سأعتزل كرة القدم "قريبا"    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    الحُزن الذي يَشبه (أعِد) في الإملاء    السجن 15 عام لمستنفر مع التمرد بالكلاكلة    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محادثات مثمرة ونتائج في السوق قريباً ولقاءات فوق العادة
البشير في الدوحة ..... حقائق ووقائع
نشر في الصحافة يوم 19 - 12 - 2011

توجه الرئيس عمر البشير الى الدوحة نهار السبت 10 ديسمبر الجاري يرافقه وزير شؤون الرئاسة الفريق الركن بكري حسن صالح، ووزير الخارجية علي أحمد كرتي ،ووزير الثقافة السموأل خلف الله ومحافظ بنك السودان محمد خير الزبير، لحضور (منتدى تحالف الحضارات) الذي يستمر ثلاثة أيام «الأحد -الثلاثاء».
سافر البشير الى قطر بعد ساعتين من أداء الحكومة الجديدة اليمين الدستورية،وترك وراءه الخرطوم ومجالسها غارقة في تحليل وتفسير وتأويل التشكيل الحكومي وتداعياتها، وهل هي رشيقة أم عريضة و»منبعجة»،وتيارات الحركة الاتحادية تتجاذب الأحاديث عن مشاركة الحزب الاتحادي «الاصل» وموقف مولانا محمد عثمان الميرغني،وبعض من كلفوا أو أعيد تكليفهم وهم الغالبية يوزعون الحلوى ويذبحون الخراف،والجدل يحتدم في البرلمان عن رفع الدعم عن البنزين.
صباح الاحد 11 ديسمبر، توجه الوفد السوداني الى قاعة المؤتمرات لحضور الجلسة الافتتاحية للمنتدى الذي شرفته الشيخة موزة بنت ناصر المسند، زوجة أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني،وكان غياب الامير والبشير لافتا،اذ كان معلنا أن المؤتمر سيفتتحه الشيخ حمد،كما بثت وكالة الانباء السودانية «سونا» ان البشير غادر الخرطوم الى الدوحة للمشاركة في المنتدى.
وما فتح الباب أمام التأويلات حديث الرئيس الألماني كريستيان فولف أنه لن يشارك في المنتدى في حال ظهر فيه الرئيس السوداني، ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر لم تسمها أن دولا أوروبية وكذلك الأمانة العامة للأمم المتحدة احتجوا لدى قطر لدعوتها البشير إلى حضور المنتدى، بسبب قرار محكمة الجنايات الدولية بحقه.
لكن وزير الخارجية علي كرتي برر غياب البشير بقوله في تصريح مقتضب للصحفيين عقب الافتتاح «الرئيس لم يتغيب قصدا إنما هناك أمر جمعه مع أمير دولة قطر لتطوير بعض الحوار حول القضايا الثنائية بين البلدين».
وكان التصريح الأكثر وضوحا للدكتور خالد بن محمد العطية، وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري، الذي نفى بشدة ما تردد عن تلويح وفود بالانسحاب من جلسة افتتاح منتدى تحالف الحضارات فى حال حضور الرئيس البشير، قائلا: « لايوجد مثل هذا الكلام على الاطلاق وقطر هي سيدة قرارها وفخامة الرئيس البشير موجود الآن في قطر»، مشيرا إلى أن هناك قرارا واضحا وصريحا من جامعة الدول العربية فيما يتعلق بموضوع محكمة الجنايات الدولية.
وذكر أن «السودان ضمن مجموعة أصدقاء التحالف وأن الوفد السوداني حضر كاملا في وقت الافتتاح والرئيس البشير ربما كانت لديه اجتماعات جانبية في وقت الافتتاح ولم يتسن له الحضور»، مشيرا الى أن كل من حضر مع الرئيس البشير حضر الافتتاح وشارك في المنتدى وفي صياغة توصياته.
زيارة البشير المعلنة الى الدوحة كانت ثلاثة أيام ولكن امتدادها الى خمسة أيام أثار تساؤلات عدة،في مجالس الخرطوم السياسية،أكثرها براءة أن هناك محادثات سرية بين الحكومة وقوى دولية مؤثرة ستجري برعاية قطرية،ولكن أعتقد أن القمة السودانية القطرية كانت «فوق العادة»،مظهرا ومخبرا،فقد احتفت القيادة القطرية بالرئيس البشير واستقبله الشيخ حمد بن خليفة في بهو الديوان الاميري وعقدا جلسة محادثات اتسمت بالدفء والحميمية، قبل أن ينضم إليهما مستثمرون ورجال أعمال،وركزت على توسيع الاستثمارات القطرية في السودان التي تشمل مشروع حصا? للانتاج الغذائي في منطقة أبو حمد بالولاية الشمالية في مساحة 265 ألف فدان، وترتيبات إيصال الكهرباء للمشروع بتكلفة 160 مليون دولار، ومشروع مواشي لتربية المواشي بشمال كردفان،و»مشيرب» العقاري في الخرطوم بحري، ومصرف قطر الوطني الذي وسع نشاطه وزاد عدد فروعه، بالاضافة الى المشروعات الجديدة في دارفور لتعزيز عملية السلام التي أرستها وثيقة الدوحة،وسيكون أبرزها تلك التي تستهدف تشغيل الأيدي العاملة ومنها «مشروع صلتك» لدعم الشباب والتدريب من أجل الحصول على وظائف محددة وفق برنامج متفق عليه، ووجه أمير قطر المسؤولين ا?قطريين والشركات القطرية خلال اللقاء بدفع وتطوير الاستثمارات القطرية بالسودان.
وشهد السودان خلال الفترة الأخيرة تدفقا كبيرا للاستثمارات القطرية في كافة المجالات، خاصة الاستثمار العقاري السكني والزراعي والحيواني والصناعي، وانتقلت قطر لتصبح من بين ست دول هي الأكثر استثمارا في السودان، وبلغت الاستثمارات القطرية المصدقة حتى الآن 24 مشروعا بمختلف القطاعات بحجم يقارب ملياري دولار أميركي ويتوقع أن تقفز الى نحو 4 مليارات دولار، ويتجه البلدان لخلق شراكة إستراتيجية تؤمن غذاء البلدين، وتجعل الاستفادة من فوائض الأموال القطرية مستغلة في كافة الفرص الاستثمارية المتاحة بالسودان.
كما جرى تشاور بين البشير والشيخ حمد حول التطورات الاقليمية والدولية التي تهم البلدين،كانت وصلا لمشاورات قبل أشهر بين القيادتين كان محورها ليبيا حيث أدى التعاون والتنسيق بين البلدين الى دعم ونجاح الثورة الليبية،واكتملت المحادثات على مائدة أميرية عكست الكرم القطري بنحر أكثر من بعير على شرف الوفد السوداني،وذبح الابل عند العرب هو قمة الكرم والجود.،ومع لحوم الابل دارت كؤوس لبن»روب» وحرص الأميرعلى وداع ضيوفه خارج الديوان وهذا يكفي عنوانا لنجاح الرحلة وتحقيق مقاصدها .
لكن لماذا امتدت الزيارة خمسة أيام؟،رسميا لم يكن هناك تفسير من الطرفين لكن الترتيبات القطرية كانت ان البشير سيكون في ضيافتهم خمسة أيام وليس ثلاثة كما كان معلنا،وما تسرب أن تشاورا جرى بين نافذين في قطر ومسؤولين كبار حول البشير لمنح الأخير «استراحة» قصيرة بعد عمل متصل وارهاق مستمر لذا حرص البشير على عدم الدخول في برامج رسمية أو مخاطبة أي محفل حتى لو كان سودانيا، لذا فحتى العشاء الذي نظمته السفارة السودانية مساء الأربعاء الماضي بحضور عشرات من قيادات الجالية خلا من أي حديث للرئيس وكان ذا طابع اجتماعي.
وشهدت الزيارة اتصالات ومشاورات نشطة قادها وزير الخارجية علي كرتي مع جهات عدة في شأن تطوير العلاقات الخارجية وتجاوز مطبات دبلوماسية،وتذويب جليد يعترى صلات مع قوى غربية،حول ملفات معقدة،وغادر كرتي الدوحة الخميس الماضي الى تركيا في رحلة غير معلنة ويبدو أنها في مهمة ليست بعيدة عن الاتصالات الدبلوماسية عبر قنوات عليا لحل «مسائل مهمة» و»كفكفة» آثار سالبة على البلاد وتنسيق مع قوى تتولى تحريك قضايا اقليمية .
كما أجرى الرجل الصامت محمد خير الزبير مباحثات مثمرة مع مسؤولين قطريين،وما يمكن قوله إن نتائج تلك اللقاءات التي كانت بعيدة عن عيون الصحفيين ستظهر آثارها في السوق انفراجا، خصوصا في سعر صرف العملات الاجنبية ووقف تدهور الجنيه، وانشاء بنيات تحقق الاكتفاء من سلع «تلهط» النقد الاجنبي وتوفر صادرا يدر «لبنا» للبنك المركزي.
البشير في اللؤلؤة
خلال اقامته في الدوحة حرص البشير على الخروج من الهموم السياسية والروتين الرسمي، وزار مشروع (قطر اللؤلؤة) العملاق، وهو مشروع عقاري- سياحي حيث شيدت جزيرة اصطناعية وهي مدينة متكاملة تمتد مساحتها لأكثر من 4 ملايين متر مربع تقع على الجانب الشمالي مقابل شاطئ مدينة الدوحةا لخلاب، وتضم هذه الجزيرة 7600 منزل وشقة فاخرة، ملكيتها حرة. ويتوقع أن تصبح بعد اكتمالها مسكناً لحوالي35 ألف شخص،. كما ستضم الجزيرة مليوني قدم مربع من مساحات التسوق، وخمسة فنادق فخمة، وحوالي ثلاثة وعشرين كيلومتراً من الشواطئ،وعدداً من المدارس وا?مراكز الصحية،و تنقسم الجزيرة التي تبلغ تكلفتها 2.5 مليار دولار إلى عشر مناطق تتخذ كل منها طابعاً خاصاً بحسب نوع المباني إن كانت ڤلل شاطئية أو ڤلل حدائقية أو شققا سكنية ضمن بنايات المناطق.
ويعد هذا المشروع من أكبر مشروعات التطوير العقاري في المنطقة، ويجسد أجواء الريڤيرا في قلب المياه الدافئة للخليج العربي في موقع يعد آية في الجمال، تتعدد فيه الثقافات واللغات والأجناس مما سيعطي قطر وشعبها معنىً جديداً ليصبح وجهة تتسم بصفات ومزايا قلّ نظيرها في المنطقة.
ورغم ان اللؤلؤة لم تكتمل بعد ومن ابراجها الثلاثين لم تشغل الا بضع منها الا أن المروجين للمشروع ذكروا ان سودانيين من المقيمين في قطر وبعض المستثمرين السودانيين يمتلكون شققا في المنطقة.
في سوق واحد
وقام البشير بجولة تفقدية لسوق واقف في قلب الدوحة، إطلع خلالها على الكثير من المعالم التراثية وخلفيته المعمارية وتابع العروض والفعاليات المقامة فى السوق على هامش الدورة العربية للألعاب الرياضية المقامة حاليا فى الدوحة، وأبدى اعجابه بالعروض الشعبية المقامة بسوق واقف، كونها تمثل الكثير من التراث العربى للعديد من الدول، حيث شاهد جزءا من العروض للفرقتين الأردنية والسعودية اللتين تزامنت عروضهما مع جولته بالسوق.
كما شاهد ايضا فقرة من عروض الإكروبات الأوروبية التى تقام يوميا بسوق واقف، وقبل أن يختتم البشير زيارته لسوق واقف قام بجولة تفقديه لأقسام السوق تعرف فيها على طبيعته المعمارية والتراثية، كما زار مجلس الدامة الذى يزاول فيه اللاعبون بطولة خاصة بلعبة الدامة حاليا، واستمع لشرح عن اللعبة من الحضور.
منتدى تحالف الحضارات ...حوار جاد وحضور سوداني محدود
(منتدى تحالف الحضارات) الرابع الذي عقد بالعاصمة القطرية خلال الفترة من 11 الى 13 ديسمبر الجاري برعاية الامم المتحدة تحت شعار «حوار الثقافات وخدمة التنمية»، من التظاهرات العالمية المهمة على اجندة الامم المتحدة منذ عام 2008 حيث انعقد المنتدى الاول في اسبانيا والثاني في العام 2009 في مدينة (اسطنبول) التركية في حين عقد المنتدى الثالث عام 2010 بمدينة (ريو دي جانيرو) بالبرازيل،ومن المقرر أن يعقد المنتدى الخامس لتحالف الحضارات في العاصمة النمساوية (ڤيينا) في شتاء عام 2013.
وكانت اسبانيا قد طرحت فكرة انشاء المنتدى على الجمعية العامة للامم المتحدة في سبتمبر عام 2004 في سبيل «التغلب على سوء الفهم بين الثقافات المختلفة»، حيث جاءت هذه المبادرة عقب التفجيرات التي شهدتها مدريد في ذات العام،ويعمل التحالف بصورة خاصة على التغلب على أوجه عدم الفهم المتبادل بين الثقافات الذي يتنامى منذ فترة ،خصوصاً بين العالم الغربي والعالم الإسلامي.
وكانت الدعوة الى «تحالف الحضارات» قد برزت بعد فشل «حوار الحضارات»، كما يبدو، الذي كان قد انطلق ردا على «صراع الحضارات»، الذي روج له صاموئيل هانتنغتون، وبالنظر الى المخاطر الكبيرة والكثيرة، التي تحدق بالأمن والسلم العالميين.
وشارك في منتدى الدوحة أكثر من الفي شخص من بينهم قادة سياسيون وشركات ونشطاء المجتمع المدني وجمعيات الشباب والجماعات الدينية ومراكز بحوث ومؤسسات وصحفيون وذلك للعمل على اعتماد اجراءات مشتركة لتحسين العلاقات عبر الثقافات ومكافحة التحيز وبناء سلام دائم.
وتمت مناقشة تحسين العلاقات بين الحضارات ومواجهة التطرف والعمل من اجل السلام وتعزيز الشراكة العالمية من أجل السلام والتنمية وإيجاد آليات جديدة لبناء جسور الثقة والتسامح بين الشعوب.
وتضمنت فعاليات المنتدى العديد من الجلسات العامة والخاصة موزعة على مجموعات حيث عقدت أمس خمس جلسات تناقش دور التعليم في تحقيق التنمية المستدامة وقطاع السياحة والسفر والاحتفاء بالتنوع والتواصل بين الثقافات وتنمية المجتمعات ودور القطاعات الإبداعية في تعزيز التنمية من التعليم إلى الأعمال، وتأثير الهجرة على التنمية ودور الرياضة في نشر الحوار والتفاهم بين الثقافات.
ودعا المشاركون في المنتدى إلى ضرورة أن يسود التعاون في الثقافة للوصول إلى تفاهم وتعاون بين مختلف المجتمعات في الشرق الأوسط.
وشدد المشاركون في الجلسة الختامية للمنتدى على اهمية تعزيز برامج التعليم كخطوة رئيسية في سياق ارساء فكرة الحوار بين الحضارات وقبول تنوع تعدد الثقافات على المستوى العالمي.
وطالب المشاركون باتخاذ خطوات عملية في مجال التنمية من خلال إطلاق شراكات عالمية في مجال محو الامية وتدعيم التعليم وغيرها من المسائل التي تلعب دورا في التأسيس لمجتع عالمي يسوده الحوار وينبذ التعصب.
وشددوا على اهمية التقييم الدائم في مسألة التقدم الدولي في مجال الحوار بين الحضارات من خلال التواصل الدائم بين كافة المعنيين والمهتمين بالحوار بين الحضارات من صناع قرار وممثلي مؤسسات مجتمع مدني وقطاع خاص.
كما دعا المشاركون الى التعاون بينهم تحقيقا لتعميق العلاقة الراسخة بين المسار التنموي ومسار الحوار بين الحضارات، واكدوا على دور الشباب في تعزيز فكرة الحوار بين الحضارات.
واللافت في هذه الدورة مشاركة الشباب كما أكدت الشيخة موزة بنت ناصر سفيرة تحالف الحضارات وراعية المؤتمر.
لأول مرة، شارك نحو 400 شاب من دول عدة في فعاليات المنتدى، حيث عقدت ندوة حوارية بين ممثليهم وعدد من قادة الفكر والسياسة تحدثوا خلالها عن الشباب ودوره في إشعال الثورات العربية، بالإضافة إلى مناقشة موضوع الثقافات والأديان وما تمثله بالنسبة للشباب.
ودعا الشاب السوداني محمد فاضل، وهو أحد المشاركين في المنتدى، خلال حديثه إلى ضرورة إيجاد قنوات للحوار بين الشباب وصانعي القرار للبحث في القضايا التي تهم مستقبل المجتمعات.
ونوه بفكرة السماح للشباب من جميع انحاء العالم بالمشاركة فى المنتدى، مؤكدا ان الشباب المشاركين توصلوا الى قناعة واحدة وهي الكفاح من اجل الحقوق والمشاركة فى صناعة المستقبل.
واشار فاضل الى ان الصراعات العرقية والدينية قد تؤدي الى نتائج وخيمة، لافتا الى ان انفصال جنوب السودان كان نتيجة لصراع عرقي.
وقد أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون في كلمته الموجهة الى أعمال المنتدى أنه -المنتدى- يؤسس لتحالف القوى من أجل مواجهة التهديدات الحقيقية المحدقة بالعالم، التي لها أبعاد ثقافية مثل التشدد والتطرف الدينيين.
وتطرق بان كي مون ايضا الى ثورات الشباب العربي، داعيا إلى إحداث انتقال سلمي للسلطة، ودعم المصالحة الوطنية لتحقيق التنمية المستدامة، وإعطائها الأولوية خلال المرحلة المقبلة، وضمان حقوق الإنسان لكل شعوب العالم.
كما وجه رئيس وزراء تركيا رجب طيب أوردغان خطابا إلى المشاركين من على سرير المرض، وقال انه يجب وضع نهاية لإرهاب الدولة في منطقة الشرق الأوسط، ووقف الزعماء الذين يقومون بإطلاق النار على شعوبهم على حد قوله.
وقال رئيس النمسا هاينز فيشر إن الأحداث الحالية التي تشهدها مختلف دول العالم تؤكد توق الناس لقيم العدالة والتعليم والأمن، مشيرا إلى أن بلاده ستحتفل عام 2012 بذكرى مرور قرن على القانون الإسلامي، الذي تبناه البرلمان النمساوي، وهو الاعتراف بالإسلام داخل أوروبا، ويؤكد في الوقت نفسه على حقوق المسلمين باعتبارهم من مكوناتها الثقافية.
وفي كلمة ألقاها نيابة عن أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، تحدث عبد الله بن حمد العطية نائب رئيس مجلس الوزراء عن تكريس قطر لحرية الإعلام من خلال كفالة حرية الرأي للجميع وتقريب الثقافات والديانات المختلفة دون المساس بالآخر، وتنشيط دور الشباب في المساهمة الفاعلة في تحقيق مبادئ تحالف الحضارات.
أما الأمير الحسن بن طلال، رئيس منتدى الفكر العربي، فقال على هامش المنتدى إن العلاقات في العالم العربي أصبحت «فسيفسائية»، مضيفا «كنا في الماضي نتحدث عن الوطن العربي وأصبحنا الآن نتحدث عن القطر العربي، وكنا نتحدث عن الأمة الإسلامية والآن نتحدث عن القطر الإسلامي، بينما يتحدث الأجانب عن الدرزي والماروني والكردي والشيعي والسني كأنما يكتشفون لأول مرة أن هذه المنطقة من العالم منذ العهد البيزنطي لم تختلف عن التشظى والتشرذم الذي نعيشه اليوم».
ورغم ان عدد المشاركين في منتدى تحالف الحضارات من الساسة والمفكرين والمنظمات كان كبيرا وواسعا ومتنوعا الا أن المشاركة السودانية كان محدودة وخجولة واقتصرت على الوفد الرسمي - وزيرا الخارجية والثقافة-،وشخصيات تعد على أصابع اليد الواحدة،في محفل مهم كان الحديث ومنطق العقل هو سيد الموقف ،وبدا لافتا مشاركة رموز أفريقية مهتمة بالحوار وتذويب الفوارق التي كرسها الاستعمار لوضع حواجز ثقافية وخلق حالة من الصراع حتى تظل المنطقة مفككة وضعيفة ومهمشة، حتى تستمر الهيمنة السياسية والثقافية وتدفق المعلومات واحتكار العلوم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.