المريخ يواصل تدريباته وتجدد إصابة كردمان    مركز الملك سلمان للإغاثة يدشن تسليم الدفعة الثانية من الأجهزة الطبية    مشاد ترحب بموافقة مجلس الأمن على مناقشة عدوان الإمارات وحلفائها على السودان    أنشيلوتي: لا للانتقام.. وهذا رأيي في توخيل    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    شمس الدين كباشي يصل الفاو    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    المريخ يتدرب بالصالة    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    بعد أزمة كلوب.. صلاح يصدم الأندية السعودية    الإمارات وأوكرانيا تنجزان مفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة    المؤسس.. وقرار اكتشاف واستخراج الثروة المعدنية    القلق سيد الموقف..قطر تكشف موقفها تجاه السودان    البيان الختامي لملتقى البركل لتحالف حماية دارفور    الداخلية السودانية: سيذهب فريق مكون من المرور للنيجر لاستعادة هذه المسروقات    مدير شرطة ولاية النيل الأبيض يتفقد شرطة محلية كوستي والقسم الأوسط    السودان..مساعد البرهان في غرف العمليات    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    تدرب على فترتين..المريخ يرفع من نسق تحضيراته بمعسكر الإسماعيلية    الزمالك يسحق دريمز في عقر داره ويصعد لنهائي الكونفيدرالية    إيران تحظر بث مسلسل "الحشاشين" المصري    شاهد بالفيديو.. سائق "حافلة" مواصلات سوداني في مصر يطرب مواطنيه الركاب بأحد شوارع القاهرة على أنغام أغنيات (الزنق والهجيج) السودانية ومتابعون: (كدة أوفر شديد والله)    شاهد بالصورة والفيديو.. طلاب كلية الطب بجامعة مأمون حميدة في تنزانيا يتخرجون على أنغام الإنشاد الترند (براؤون يا رسول الله)    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    شاهد بالصور.. بالفستان الأحمر.. الحسناء السودانية تسابيح دياب تخطف الأضواء على مواقع التواصل بإطلالة مثيرة ومتابعون: (هندية في شكل سودانية وصبجة السرور)    جبريل إبراهيم يقود وفد السودان إلى السعودية    تجارة المعاداة للسامية    يس علي يس يكتب: روابط الهلال.. بيضو وإنتو ساكتين..!!    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    بايدن منتقداً ترامب في خطاب عشاء مراسلي البيت الأبيض: «غير ناضج»    تدمير دبابة "ميركافا" الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    سوق العبيد الرقمية!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محادثات مثمرة ونتائج في السوق قريباً ولقاءات فوق العادة
البشير في الدوحة ..... حقائق ووقائع
نشر في الصحافة يوم 19 - 12 - 2011

توجه الرئيس عمر البشير الى الدوحة نهار السبت 10 ديسمبر الجاري يرافقه وزير شؤون الرئاسة الفريق الركن بكري حسن صالح، ووزير الخارجية علي أحمد كرتي ،ووزير الثقافة السموأل خلف الله ومحافظ بنك السودان محمد خير الزبير، لحضور (منتدى تحالف الحضارات) الذي يستمر ثلاثة أيام «الأحد -الثلاثاء».
سافر البشير الى قطر بعد ساعتين من أداء الحكومة الجديدة اليمين الدستورية،وترك وراءه الخرطوم ومجالسها غارقة في تحليل وتفسير وتأويل التشكيل الحكومي وتداعياتها، وهل هي رشيقة أم عريضة و»منبعجة»،وتيارات الحركة الاتحادية تتجاذب الأحاديث عن مشاركة الحزب الاتحادي «الاصل» وموقف مولانا محمد عثمان الميرغني،وبعض من كلفوا أو أعيد تكليفهم وهم الغالبية يوزعون الحلوى ويذبحون الخراف،والجدل يحتدم في البرلمان عن رفع الدعم عن البنزين.
صباح الاحد 11 ديسمبر، توجه الوفد السوداني الى قاعة المؤتمرات لحضور الجلسة الافتتاحية للمنتدى الذي شرفته الشيخة موزة بنت ناصر المسند، زوجة أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني،وكان غياب الامير والبشير لافتا،اذ كان معلنا أن المؤتمر سيفتتحه الشيخ حمد،كما بثت وكالة الانباء السودانية «سونا» ان البشير غادر الخرطوم الى الدوحة للمشاركة في المنتدى.
وما فتح الباب أمام التأويلات حديث الرئيس الألماني كريستيان فولف أنه لن يشارك في المنتدى في حال ظهر فيه الرئيس السوداني، ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر لم تسمها أن دولا أوروبية وكذلك الأمانة العامة للأمم المتحدة احتجوا لدى قطر لدعوتها البشير إلى حضور المنتدى، بسبب قرار محكمة الجنايات الدولية بحقه.
لكن وزير الخارجية علي كرتي برر غياب البشير بقوله في تصريح مقتضب للصحفيين عقب الافتتاح «الرئيس لم يتغيب قصدا إنما هناك أمر جمعه مع أمير دولة قطر لتطوير بعض الحوار حول القضايا الثنائية بين البلدين».
وكان التصريح الأكثر وضوحا للدكتور خالد بن محمد العطية، وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري، الذي نفى بشدة ما تردد عن تلويح وفود بالانسحاب من جلسة افتتاح منتدى تحالف الحضارات فى حال حضور الرئيس البشير، قائلا: « لايوجد مثل هذا الكلام على الاطلاق وقطر هي سيدة قرارها وفخامة الرئيس البشير موجود الآن في قطر»، مشيرا إلى أن هناك قرارا واضحا وصريحا من جامعة الدول العربية فيما يتعلق بموضوع محكمة الجنايات الدولية.
وذكر أن «السودان ضمن مجموعة أصدقاء التحالف وأن الوفد السوداني حضر كاملا في وقت الافتتاح والرئيس البشير ربما كانت لديه اجتماعات جانبية في وقت الافتتاح ولم يتسن له الحضور»، مشيرا الى أن كل من حضر مع الرئيس البشير حضر الافتتاح وشارك في المنتدى وفي صياغة توصياته.
زيارة البشير المعلنة الى الدوحة كانت ثلاثة أيام ولكن امتدادها الى خمسة أيام أثار تساؤلات عدة،في مجالس الخرطوم السياسية،أكثرها براءة أن هناك محادثات سرية بين الحكومة وقوى دولية مؤثرة ستجري برعاية قطرية،ولكن أعتقد أن القمة السودانية القطرية كانت «فوق العادة»،مظهرا ومخبرا،فقد احتفت القيادة القطرية بالرئيس البشير واستقبله الشيخ حمد بن خليفة في بهو الديوان الاميري وعقدا جلسة محادثات اتسمت بالدفء والحميمية، قبل أن ينضم إليهما مستثمرون ورجال أعمال،وركزت على توسيع الاستثمارات القطرية في السودان التي تشمل مشروع حصا? للانتاج الغذائي في منطقة أبو حمد بالولاية الشمالية في مساحة 265 ألف فدان، وترتيبات إيصال الكهرباء للمشروع بتكلفة 160 مليون دولار، ومشروع مواشي لتربية المواشي بشمال كردفان،و»مشيرب» العقاري في الخرطوم بحري، ومصرف قطر الوطني الذي وسع نشاطه وزاد عدد فروعه، بالاضافة الى المشروعات الجديدة في دارفور لتعزيز عملية السلام التي أرستها وثيقة الدوحة،وسيكون أبرزها تلك التي تستهدف تشغيل الأيدي العاملة ومنها «مشروع صلتك» لدعم الشباب والتدريب من أجل الحصول على وظائف محددة وفق برنامج متفق عليه، ووجه أمير قطر المسؤولين ا?قطريين والشركات القطرية خلال اللقاء بدفع وتطوير الاستثمارات القطرية بالسودان.
وشهد السودان خلال الفترة الأخيرة تدفقا كبيرا للاستثمارات القطرية في كافة المجالات، خاصة الاستثمار العقاري السكني والزراعي والحيواني والصناعي، وانتقلت قطر لتصبح من بين ست دول هي الأكثر استثمارا في السودان، وبلغت الاستثمارات القطرية المصدقة حتى الآن 24 مشروعا بمختلف القطاعات بحجم يقارب ملياري دولار أميركي ويتوقع أن تقفز الى نحو 4 مليارات دولار، ويتجه البلدان لخلق شراكة إستراتيجية تؤمن غذاء البلدين، وتجعل الاستفادة من فوائض الأموال القطرية مستغلة في كافة الفرص الاستثمارية المتاحة بالسودان.
كما جرى تشاور بين البشير والشيخ حمد حول التطورات الاقليمية والدولية التي تهم البلدين،كانت وصلا لمشاورات قبل أشهر بين القيادتين كان محورها ليبيا حيث أدى التعاون والتنسيق بين البلدين الى دعم ونجاح الثورة الليبية،واكتملت المحادثات على مائدة أميرية عكست الكرم القطري بنحر أكثر من بعير على شرف الوفد السوداني،وذبح الابل عند العرب هو قمة الكرم والجود.،ومع لحوم الابل دارت كؤوس لبن»روب» وحرص الأميرعلى وداع ضيوفه خارج الديوان وهذا يكفي عنوانا لنجاح الرحلة وتحقيق مقاصدها .
لكن لماذا امتدت الزيارة خمسة أيام؟،رسميا لم يكن هناك تفسير من الطرفين لكن الترتيبات القطرية كانت ان البشير سيكون في ضيافتهم خمسة أيام وليس ثلاثة كما كان معلنا،وما تسرب أن تشاورا جرى بين نافذين في قطر ومسؤولين كبار حول البشير لمنح الأخير «استراحة» قصيرة بعد عمل متصل وارهاق مستمر لذا حرص البشير على عدم الدخول في برامج رسمية أو مخاطبة أي محفل حتى لو كان سودانيا، لذا فحتى العشاء الذي نظمته السفارة السودانية مساء الأربعاء الماضي بحضور عشرات من قيادات الجالية خلا من أي حديث للرئيس وكان ذا طابع اجتماعي.
وشهدت الزيارة اتصالات ومشاورات نشطة قادها وزير الخارجية علي كرتي مع جهات عدة في شأن تطوير العلاقات الخارجية وتجاوز مطبات دبلوماسية،وتذويب جليد يعترى صلات مع قوى غربية،حول ملفات معقدة،وغادر كرتي الدوحة الخميس الماضي الى تركيا في رحلة غير معلنة ويبدو أنها في مهمة ليست بعيدة عن الاتصالات الدبلوماسية عبر قنوات عليا لحل «مسائل مهمة» و»كفكفة» آثار سالبة على البلاد وتنسيق مع قوى تتولى تحريك قضايا اقليمية .
كما أجرى الرجل الصامت محمد خير الزبير مباحثات مثمرة مع مسؤولين قطريين،وما يمكن قوله إن نتائج تلك اللقاءات التي كانت بعيدة عن عيون الصحفيين ستظهر آثارها في السوق انفراجا، خصوصا في سعر صرف العملات الاجنبية ووقف تدهور الجنيه، وانشاء بنيات تحقق الاكتفاء من سلع «تلهط» النقد الاجنبي وتوفر صادرا يدر «لبنا» للبنك المركزي.
البشير في اللؤلؤة
خلال اقامته في الدوحة حرص البشير على الخروج من الهموم السياسية والروتين الرسمي، وزار مشروع (قطر اللؤلؤة) العملاق، وهو مشروع عقاري- سياحي حيث شيدت جزيرة اصطناعية وهي مدينة متكاملة تمتد مساحتها لأكثر من 4 ملايين متر مربع تقع على الجانب الشمالي مقابل شاطئ مدينة الدوحةا لخلاب، وتضم هذه الجزيرة 7600 منزل وشقة فاخرة، ملكيتها حرة. ويتوقع أن تصبح بعد اكتمالها مسكناً لحوالي35 ألف شخص،. كما ستضم الجزيرة مليوني قدم مربع من مساحات التسوق، وخمسة فنادق فخمة، وحوالي ثلاثة وعشرين كيلومتراً من الشواطئ،وعدداً من المدارس وا?مراكز الصحية،و تنقسم الجزيرة التي تبلغ تكلفتها 2.5 مليار دولار إلى عشر مناطق تتخذ كل منها طابعاً خاصاً بحسب نوع المباني إن كانت ڤلل شاطئية أو ڤلل حدائقية أو شققا سكنية ضمن بنايات المناطق.
ويعد هذا المشروع من أكبر مشروعات التطوير العقاري في المنطقة، ويجسد أجواء الريڤيرا في قلب المياه الدافئة للخليج العربي في موقع يعد آية في الجمال، تتعدد فيه الثقافات واللغات والأجناس مما سيعطي قطر وشعبها معنىً جديداً ليصبح وجهة تتسم بصفات ومزايا قلّ نظيرها في المنطقة.
ورغم ان اللؤلؤة لم تكتمل بعد ومن ابراجها الثلاثين لم تشغل الا بضع منها الا أن المروجين للمشروع ذكروا ان سودانيين من المقيمين في قطر وبعض المستثمرين السودانيين يمتلكون شققا في المنطقة.
في سوق واحد
وقام البشير بجولة تفقدية لسوق واقف في قلب الدوحة، إطلع خلالها على الكثير من المعالم التراثية وخلفيته المعمارية وتابع العروض والفعاليات المقامة فى السوق على هامش الدورة العربية للألعاب الرياضية المقامة حاليا فى الدوحة، وأبدى اعجابه بالعروض الشعبية المقامة بسوق واقف، كونها تمثل الكثير من التراث العربى للعديد من الدول، حيث شاهد جزءا من العروض للفرقتين الأردنية والسعودية اللتين تزامنت عروضهما مع جولته بالسوق.
كما شاهد ايضا فقرة من عروض الإكروبات الأوروبية التى تقام يوميا بسوق واقف، وقبل أن يختتم البشير زيارته لسوق واقف قام بجولة تفقديه لأقسام السوق تعرف فيها على طبيعته المعمارية والتراثية، كما زار مجلس الدامة الذى يزاول فيه اللاعبون بطولة خاصة بلعبة الدامة حاليا، واستمع لشرح عن اللعبة من الحضور.
منتدى تحالف الحضارات ...حوار جاد وحضور سوداني محدود
(منتدى تحالف الحضارات) الرابع الذي عقد بالعاصمة القطرية خلال الفترة من 11 الى 13 ديسمبر الجاري برعاية الامم المتحدة تحت شعار «حوار الثقافات وخدمة التنمية»، من التظاهرات العالمية المهمة على اجندة الامم المتحدة منذ عام 2008 حيث انعقد المنتدى الاول في اسبانيا والثاني في العام 2009 في مدينة (اسطنبول) التركية في حين عقد المنتدى الثالث عام 2010 بمدينة (ريو دي جانيرو) بالبرازيل،ومن المقرر أن يعقد المنتدى الخامس لتحالف الحضارات في العاصمة النمساوية (ڤيينا) في شتاء عام 2013.
وكانت اسبانيا قد طرحت فكرة انشاء المنتدى على الجمعية العامة للامم المتحدة في سبتمبر عام 2004 في سبيل «التغلب على سوء الفهم بين الثقافات المختلفة»، حيث جاءت هذه المبادرة عقب التفجيرات التي شهدتها مدريد في ذات العام،ويعمل التحالف بصورة خاصة على التغلب على أوجه عدم الفهم المتبادل بين الثقافات الذي يتنامى منذ فترة ،خصوصاً بين العالم الغربي والعالم الإسلامي.
وكانت الدعوة الى «تحالف الحضارات» قد برزت بعد فشل «حوار الحضارات»، كما يبدو، الذي كان قد انطلق ردا على «صراع الحضارات»، الذي روج له صاموئيل هانتنغتون، وبالنظر الى المخاطر الكبيرة والكثيرة، التي تحدق بالأمن والسلم العالميين.
وشارك في منتدى الدوحة أكثر من الفي شخص من بينهم قادة سياسيون وشركات ونشطاء المجتمع المدني وجمعيات الشباب والجماعات الدينية ومراكز بحوث ومؤسسات وصحفيون وذلك للعمل على اعتماد اجراءات مشتركة لتحسين العلاقات عبر الثقافات ومكافحة التحيز وبناء سلام دائم.
وتمت مناقشة تحسين العلاقات بين الحضارات ومواجهة التطرف والعمل من اجل السلام وتعزيز الشراكة العالمية من أجل السلام والتنمية وإيجاد آليات جديدة لبناء جسور الثقة والتسامح بين الشعوب.
وتضمنت فعاليات المنتدى العديد من الجلسات العامة والخاصة موزعة على مجموعات حيث عقدت أمس خمس جلسات تناقش دور التعليم في تحقيق التنمية المستدامة وقطاع السياحة والسفر والاحتفاء بالتنوع والتواصل بين الثقافات وتنمية المجتمعات ودور القطاعات الإبداعية في تعزيز التنمية من التعليم إلى الأعمال، وتأثير الهجرة على التنمية ودور الرياضة في نشر الحوار والتفاهم بين الثقافات.
ودعا المشاركون في المنتدى إلى ضرورة أن يسود التعاون في الثقافة للوصول إلى تفاهم وتعاون بين مختلف المجتمعات في الشرق الأوسط.
وشدد المشاركون في الجلسة الختامية للمنتدى على اهمية تعزيز برامج التعليم كخطوة رئيسية في سياق ارساء فكرة الحوار بين الحضارات وقبول تنوع تعدد الثقافات على المستوى العالمي.
وطالب المشاركون باتخاذ خطوات عملية في مجال التنمية من خلال إطلاق شراكات عالمية في مجال محو الامية وتدعيم التعليم وغيرها من المسائل التي تلعب دورا في التأسيس لمجتع عالمي يسوده الحوار وينبذ التعصب.
وشددوا على اهمية التقييم الدائم في مسألة التقدم الدولي في مجال الحوار بين الحضارات من خلال التواصل الدائم بين كافة المعنيين والمهتمين بالحوار بين الحضارات من صناع قرار وممثلي مؤسسات مجتمع مدني وقطاع خاص.
كما دعا المشاركون الى التعاون بينهم تحقيقا لتعميق العلاقة الراسخة بين المسار التنموي ومسار الحوار بين الحضارات، واكدوا على دور الشباب في تعزيز فكرة الحوار بين الحضارات.
واللافت في هذه الدورة مشاركة الشباب كما أكدت الشيخة موزة بنت ناصر سفيرة تحالف الحضارات وراعية المؤتمر.
لأول مرة، شارك نحو 400 شاب من دول عدة في فعاليات المنتدى، حيث عقدت ندوة حوارية بين ممثليهم وعدد من قادة الفكر والسياسة تحدثوا خلالها عن الشباب ودوره في إشعال الثورات العربية، بالإضافة إلى مناقشة موضوع الثقافات والأديان وما تمثله بالنسبة للشباب.
ودعا الشاب السوداني محمد فاضل، وهو أحد المشاركين في المنتدى، خلال حديثه إلى ضرورة إيجاد قنوات للحوار بين الشباب وصانعي القرار للبحث في القضايا التي تهم مستقبل المجتمعات.
ونوه بفكرة السماح للشباب من جميع انحاء العالم بالمشاركة فى المنتدى، مؤكدا ان الشباب المشاركين توصلوا الى قناعة واحدة وهي الكفاح من اجل الحقوق والمشاركة فى صناعة المستقبل.
واشار فاضل الى ان الصراعات العرقية والدينية قد تؤدي الى نتائج وخيمة، لافتا الى ان انفصال جنوب السودان كان نتيجة لصراع عرقي.
وقد أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون في كلمته الموجهة الى أعمال المنتدى أنه -المنتدى- يؤسس لتحالف القوى من أجل مواجهة التهديدات الحقيقية المحدقة بالعالم، التي لها أبعاد ثقافية مثل التشدد والتطرف الدينيين.
وتطرق بان كي مون ايضا الى ثورات الشباب العربي، داعيا إلى إحداث انتقال سلمي للسلطة، ودعم المصالحة الوطنية لتحقيق التنمية المستدامة، وإعطائها الأولوية خلال المرحلة المقبلة، وضمان حقوق الإنسان لكل شعوب العالم.
كما وجه رئيس وزراء تركيا رجب طيب أوردغان خطابا إلى المشاركين من على سرير المرض، وقال انه يجب وضع نهاية لإرهاب الدولة في منطقة الشرق الأوسط، ووقف الزعماء الذين يقومون بإطلاق النار على شعوبهم على حد قوله.
وقال رئيس النمسا هاينز فيشر إن الأحداث الحالية التي تشهدها مختلف دول العالم تؤكد توق الناس لقيم العدالة والتعليم والأمن، مشيرا إلى أن بلاده ستحتفل عام 2012 بذكرى مرور قرن على القانون الإسلامي، الذي تبناه البرلمان النمساوي، وهو الاعتراف بالإسلام داخل أوروبا، ويؤكد في الوقت نفسه على حقوق المسلمين باعتبارهم من مكوناتها الثقافية.
وفي كلمة ألقاها نيابة عن أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، تحدث عبد الله بن حمد العطية نائب رئيس مجلس الوزراء عن تكريس قطر لحرية الإعلام من خلال كفالة حرية الرأي للجميع وتقريب الثقافات والديانات المختلفة دون المساس بالآخر، وتنشيط دور الشباب في المساهمة الفاعلة في تحقيق مبادئ تحالف الحضارات.
أما الأمير الحسن بن طلال، رئيس منتدى الفكر العربي، فقال على هامش المنتدى إن العلاقات في العالم العربي أصبحت «فسيفسائية»، مضيفا «كنا في الماضي نتحدث عن الوطن العربي وأصبحنا الآن نتحدث عن القطر العربي، وكنا نتحدث عن الأمة الإسلامية والآن نتحدث عن القطر الإسلامي، بينما يتحدث الأجانب عن الدرزي والماروني والكردي والشيعي والسني كأنما يكتشفون لأول مرة أن هذه المنطقة من العالم منذ العهد البيزنطي لم تختلف عن التشظى والتشرذم الذي نعيشه اليوم».
ورغم ان عدد المشاركين في منتدى تحالف الحضارات من الساسة والمفكرين والمنظمات كان كبيرا وواسعا ومتنوعا الا أن المشاركة السودانية كان محدودة وخجولة واقتصرت على الوفد الرسمي - وزيرا الخارجية والثقافة-،وشخصيات تعد على أصابع اليد الواحدة،في محفل مهم كان الحديث ومنطق العقل هو سيد الموقف ،وبدا لافتا مشاركة رموز أفريقية مهتمة بالحوار وتذويب الفوارق التي كرسها الاستعمار لوضع حواجز ثقافية وخلق حالة من الصراع حتى تظل المنطقة مفككة وضعيفة ومهمشة، حتى تستمر الهيمنة السياسية والثقافية وتدفق المعلومات واحتكار العلوم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.