*جاءت الجمعية العمومية لنادى المريخ والتى إنعقدت مساء أمس الأول قمة فى كل شيء . حيث كان الحضور أنيقا وحرص الصفوة على الحضور مبكرا وإكمال النصاب فى زمن قياسى وضربوا مثلا رائعا فى كيفية الممارسة الصحيحة للديمقراطية وأكدوا بالفعل أنهم صفوة فى سلوكهم ومظهرهم وإرتباطهم بكيانهم وقدموا أنموذجا بديعا للآخرين . *كان المشهد جميلا حيث تقاطر بنو الأحمر بكل بمختلف الأعمار « شيبا وشبابا من الجنسين » وجاءت الأجواء مليئة بالمحبة والمودة والهدوء وكان المريخ هما للجميع لا صراع ولا حساسية أو خصومة حتى المرشحين كانوا يجلسون مع بعض وجسدوا صورة رائعة تحكى عظمة المريخ وروعة التلاقى فى حضرته ولم يأت أى سلوك مخالف أو مرفوض *الخطاب الذى قدمه قائد ثورة التجديد والتحديث والتطوير الأخ جمال الوالى رئيس مجلس الإدارة الفائز بالتزكية والإجماع جاء تاريخيا شاملا واقعيا ورصينا وشيقا اتسم باللغة الرفيعة والترتيب والإنسياب وحوى كل صغيرة وكبيرة ولم يغفل حتى السلبيات وكان الأخ جمال صادقا وقويا وشجاعا وهو يعترف ويقر بوجود سلبيات فى أداء المجلس بمثلما كانت له إيجابيات وهذا ما جعل الحضور يصرح بإرتياحه و إعجابه ويعبر عن ذلك بالتصفيق الداوى فى إشارة لرضائه عن السرد الوافى الذى قدمه قائد المسيرة وقد تجسد ذلك حينما إجاز أعضاء المريخ خطاب الدو?ة والميزانية فى ثوان معدودات عبر التصفيق الحاد والهتاف المتواصل *لقد كان جمال الوالى أمينا وحقانيا وكريما وهو يعطى كل ذى حق حقه حيث ظل يذكر وبالاسم كل الذين أسهموا ودعموا وبذلوا الجهد من أجل المريخ متطرقا لكافة الأحداث التى مرت على المريخ ومر بها خلال فترة المجلس المنتهية متوقفا فى كل المحطات الصغيرة والكبيرة وبالتفصيل وظل الكل الآذان تسمع بدرجة تركيز عالية والكل ويتابع بإهتمام نبرات الريس وهو يتحدث وكأنه يطالع فى شريط أحداث أمامه ومرئى للأخرين « ماشاء الله » وهذا ما جعل الإعجاب يتضاعف بهذا الرجل والذى إقتحم تاريخ الرياضة السودانية ودنيا المريخ من أوسع أبوابه ويحقق ?عجازا فريدا ويصل لمرتبة لم يحظ بها غيره ويكفى أنه ظل يجلس على مقعد الرئاسة لتسع سنوات بالإنتخاب ومن دون منافسة وبإجماع كامل عليه وإتفاق تام حوله ليسجل بذلك سابقة للتاريخ لم يسبقها عليه أحد. كل ذلك لأنه كان وفيا وسخيا تجاه المريخ وعشاقه ولأن المريحاب أوفياء ويعرفون قدر الرجال فقد بادلوا «واليهم» وفاءه بمثله ويكفى أنهم فرشوا له طريق الرئاسة بالورود وحجزوها له ومنحوه هذا الشرف بالتزكية و« بالإجماع السكوتى » رضاء وقناعة وإقتداء وولاء وجعلوه مبدأ غير قابل للنقاش ورمزا للمريخ وللتاريخ وشعارا ثابتا وعاليا وهذ? ما يؤكده هتافهم له «لن نوالى غير الوالى والينا الغالى رئيس طوالى» *بدأت إجراءات الإقتراع فى جو ديمقراطى مثالى وبرغم « ربكة البدايات » إلا أنه وسرعان ما استقرت الأوضاع وأدلى كل مريخى بصوته ومارس حقه الديمقراطى بكل حرية ومن دون تأثير وهنا لا بد من أن نرمى باللوم والعتاب على السلطة الرياضية بولاية الخرطوم ممثلة فى الوزير المختص وفى المفوضية المسئولة عن تنظيم المناسبة ونرى أنهم يتحملون السلبيات التى تصاحب مثل هذه الأحداث وعدم إستفادتهم من التجارب فقد توقعنا منهم أن يكونوا جاهزين وعلى علم بتفاصيل الحدث ولديهم خطة واضحة وإستراتيجية محكمة لا سيما وأنهم فرضوا رسوما عالية «جدا وغ?ر منطقية» على المرشحين وصلت إلى خمسة ملايين فقد توقعنا منهم أن يأتوا بالعدد الكافى من الكوادر الذى يناسب ويوازى الحدث حتى تنجز المهمة فى زمن وجيز ولكن للأسف فقد كان عدد الذين كلفتهم المفوضية بالإشراف على المهمة قليل جدا وأقل من المطلوب بكثير وهذا ما قاد «للهرجلة» فى بداية عملية الإقتراع كما توقعنا أن تراعى المفوضية أن الجمعية العمومية ستنعقد مساء وأن لها إجراءات تتطلب زمنا ليس قصيرا الشيء الذى كان يحتم عليها مراعاة ظروف الأعضاء وتوفير الراحة والزمن الكافى الذى يمكنهم من الإدلاء بأصواتهم والرجوع لذويهم ?بكرا خصوصا وأنهم مرتبطين بأعمال غير ذلك فهناك كبار السن وبنات حواء والآخرين القاطنين بأحياء نائية وبعيدة عن موقع الحدث وهذا خلل وقصور يحسب على السلطة الرياضية بولاية الخوطوم ممثلة فى المفوضية المعنية والتى وضح أن كل همها جمع المال من المرشحين دون أن تقدم الخدمة الموازية كما نأخذ عليها أيضا عدم استفادتها من الدروس والتجارب السابقة. *وإن كان لنا ما نختم به فهو أن جمعية المريخ العمومية جاءت ودية غاية الجمال والروعة قدم خلالها المريخاب درسا بليغا للآخرين فى كيفية الممارسة الديمقراطية على أصولها وعلى طريقة «ناس العالم الأول» وأكدوا بالفعل أنهم « صفوة الصفوة» *فى سطور *وقبل أن نرحب بأعضاء المجلس الجدد وتهنئتهم بثقة عشاق المريخ لا بد من الإشارة إلى أن المريخ سيفتقد كادرا إستراتيجيا ورجلا من نوعية فريدة و هو الأخ محمد جعفر قريش والذى قدم كل حياته للمريخ خلال التسع سنوات التى قضاها جنديا للمريخ كان خلالها مخلصا وأمينا وضحى بالكثير من أجل المريخ على حساب أسرته وإرتباطاته العملية وصحته وكان يمثل أحد رؤوس الحكمة فى المريخ *الزعيم محمد على الجاك ضقل مكانه شاغرا فى المريخ ولابد من وجوده ومن هنا نناشد المجلس الجديد والأخ جمال أن يجتهدوا فى إقناع الزعيم بمواصلة المشوار فهناك من المواقف والمهام لا يقوم بها إلا الزعيم ضقل فهو لا سيما وأنه من الشخصيات التى تحظى بالقبول العام ومن الذين يربطون حاضر المريخ بمستقبله