قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل سترسل بعثة إلى دولة جنوب السودان لبحث سبل مساعدة الدولة الوليدة ، وذكر مكتب نتنياهو عقب لقائه سلفاكير ميادريت الذي قام بزيارة لإسرائيل أمس،أن وفدا إسرائيليا «سيتوجه إلى جنوب السودان لبحث كيفية مساعدة الناس الذين مروا بمعاناة كبيرة في السنوات الأخيرة لتطوير دولتهم الجديدة». وكان سلفاكير قد وصل صباح الثلاثاء إلى إسرائيل في أول زيارة لها، ويعتقد أن محادثاته مع نتنياهو ركزت على المهاجرين غير الشرعيين من جنوب السودان الذين يتسللون إلى إسرائيل. وأشارت صحيفة جيروزاليم بوست إلى اعتزام نتنياهو مطالبة سلفاكير بأن يعمل على عودة أكبر عدد من مواطنيه الذين تسللوا إلى إسرائيل بعد تأهيلهم،وفور وصوله أجرى سلفاكير مباحثات مع الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز في مقر إقامة الأخير بالقدسالغربية. ونقل مراسلون عن سلفاكير قوله إنه «شعر بسعادة غامرة» عندما وطأت قدماه ما اسماها أرض الميعاد، في إشارة إلى إسرائيل التي وصلها برفقة وفد يضم وزير خارجيته ووزير دفاعه ووزير الأمن القومي لجنوب السودان، بالإضافة إلى رئيس غرفة الصناعة والتجارة. وقال سلفاكير خلال الاجتماع إن بلاده تعتبر إسرائيل «نموذجا يحتذى به ومثالا للنجاح»، مؤكدا أنه سيتعاون مع إسرائيل وسيعمل معها يدا بيد من أجل توثيق العلاقات بين الجانبين وفق ما نقلته الإذاعة الإسرائيلية. وأبلغ سلفاكير الرئيس الإسرائيلي أن جنوب السودان يريد توسيع قاعدة التعاون مع إسرائيل خاصة في مجال التكنولوجيا والتنمية الزراعية والمائية. من جانبه وصف بيريز اللقاء بأنه «لحظة تاريخية»، قائلا إن إسرائيل دعمت وسوف تدعم دولة جنوب السودان في جميع المجالات لتطويرها وتقويتها. كما اجتمع سلفاكير أيضا مع وزير الدفاع إيهود باراك ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، ويتضمن برنامج الزيارة أيضا متحف تخليد ذكرى المحرقة اليهودية في القدسالمحتلة. وكشفت مصادر دبلوماسية إسرائيلية لوكالة الأنباء الفرنسية أن المسؤولين في جنوب السودان طلبوا من سلفاكير أن يبقي زيارته الأولى لإسرائيل «بعيدة عن الأضواء». وتسعى إسرائيل إلى تعزيز علاقاتها مع دول وليدة مثل جنوب السودان لتوظيفها في المحافل الدولية، مؤكدة أن زيارة سلفاكير تشكل بادرة لبداية علاقات سياسية واقتصادية بين الطرفين. وذكرت وكالة أسوشيتد برس أن الزيارة تدخل في إطار التحالفات التي تبنتها إسرائيل مع دول شرق أفريقيا لمواجهة تهديدات ما تسميه التطرف الإسلامي. ويعتزم نتنياهو زيارة دول أفريقية في فبراير المقبل، وبالرغم من أن جدول زيارته لم يحدد بشكل نهائي فإن الاعتبارات الأمنية تجعل فكرة إدراج جنوب السودان ضمن برنامج الرحلة أمرا مستبعدا.