وجدت زيارة رئيس دولة جمهورية جنوب السودان الفريق سلفاكير ميارديت لاسرائيل اهتماما كبيرا في وكالات الاعلام العالمية وبدا سلفاكير اكثر سعادة عندما وطأت قدماه «ارض الميعاد» عندما قال ذلك بنفسه .وكشفت صحيفة جيروزاليم بوست الاسرائيلية ان وفدا اسرائيليا ستيوجه الي جمهورية جنوب السودان لبحث كيفية مساعدة الناس الذين مروا بمعاناة كبيرة في السنوات القادمة لتطوير دولتهم ومساعدة الدولة الوليدة في جميع مجالاتها من اجل تطويرها. وقال نائب وزير الخارجية الاسرائيلي خلال لقاء عقده مع سلفاكير ان هذه الزيارة لاسرائيل تعكس?الصداقة العميقة والشراكة الطبيعية بين جنوب السودان واسرائيل. ونقل بيان لوزارة الخارجية الاسرائيلية بثته الاذاعة الاسرائيلية يوم امس الاول عن داني ايالون قوله ان العلاقات بين اسرائيل وجنوب السودان سوف تستمر في النمو وهنالك امكانية كبيرة للتعاون وأضاف «هذه الزيارة مهمة جدا في اقامة تعاون في مجالات كثيرة ، بما في ذلك العلاقات الاقتصادية، والزراعة، والمياه، والطاقة». وتعتبر هذه الزيارة تتويجا لمخاوف الخرطوم من العلاقات المتزايدة والمضطردة بين جارتها الجديدةجوبا التى تعيش معها اوقاتا عصيبة وبين عاصمة الكيان الصهيونى. وقالت الحكومة السودانية اكثر من مرة انها تنظر للعلاقة بين تل ابيب وجوبا بانها مهدد للامن القومى السودانى ، وربما لهذا السبب سارعت الحكومة السودانية الى انها ستدرس هذه الزيارة ومايترتب عليها من اثار على الوضع فى البلاد . وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية العبيد أحمد مروح للصحافيين يوم امس ،ان اسرائيل هى من تدعم حركات دارفور وانها تقف خلف كل اللوبيات الم?ثرة على السودان. ولكن سناء حمد وزيرة الدولة بوزارة الاعلام تقول «للصحافة» خلال اتصال هاتفى يوم امس ، ان زيارة رئيس دولة جنوب السودان الي اسرائيل من حق دولة جنوب السودان ان تبني علاقات مع اية دولة في العالم وتؤكد صحة وجود علاقة قديمة وثيقة الصلة للحركة الشعبية واسرائيل منذ ان كانت تقاتل السود،ان وقللت سناء من شأن تأثير زيارة رئيس حكومة الجنوب الي اسرائيل ودعت سناء دولة الجنوب الي بناء علاقات تقوم علي الاحترام المتبادل بين الدولتين، قائلة ان الذي يجمع السودانيين من مصالح اكبر من اي دعم يقدم من اية دوله?الي الثانية ، موضحة ان السودان سيعمل علي خلق علاقات متينة مع دولة جنوب السودان تكون قائمة علي مصالح شعبي البلدين، واشارت الي ان السودان يعلم ان لاسرائيل اهدافا واجندة كبيرة خلف أية علاقات تبنيها مع اية دولة جارة للسودان واوضحت ان النوايا العدوانية من اسرائيل تجاه السودان معلومة. ويرى المحلل السياسى الدكتور ادم محمد أحمد عميد كلية العلوم السياسية بجامعة الزعيم الازهري ، ان من حق اية دولة ان تبني علاقات دبلوماسية واستراتيجية مع اية دولة في العالم شريطة ان تحقق لها العلاقة مصلحة تعود لها بالنفع . ويقول ان دولة جمهورية جنوب السودان الوليدة بدأ تتحسس خطاها لبناء علاقتها الخارجية مع دول وشعوب العالم بحثا عن المصلحة العامة لشعب جمهورية جنوب السودان الفتية، بعيد ان تم الاعتراف في الجمعية العامة بدولة جمهورية جنوب السودان واعتمادها الدولة رقم «193»لذلك لم تكن زيارة رئيس دولة جنوب ال?ودان الفريق سلفاكير ميار ديت الي دولة اسرائيل هي زيارة الاولي التي يقوم بها رئيس الدولة الوليدة في العالم بل زار الرجل ونائبه الدكتور رياك مشار منذ ان اعلن ميلاد جمهورية جنوب السودان العاشر من يوليو الماضي عددا من الدول التي تسعي جمهورية جنوب السودان لتمتين علاقتها الدبلوماسية معها ومن اهم الدول التي زارها رئيس دولة جمهورية جنوب السودان هي الولاياتالمتحدة في شهر اغسطس الماضي ووقعت معها دولة جنوب السودان عدة اتفاقيات اقتصادية بموجبها سيتم نقل كثير من التقانة الزراعية الحديثة والنفطية والعسكرية والتكن?لوجية لدولة جمهورية جنوب السودان لتنمية وتطوير مقدراتها الصناعية . وزار سلفاكير دول جواره يوغندا وكينيا واثيوبيا والكنقو ووقع معها عدة اتفاقيات اقتصادية وامنية واجتماعية وغيرها وتم اعتماد دولة جنوب السودان عضوا في منظمة الايقاد وزار رئيس جمهورية بورندي و جنوب افريقيا ووقع معها اتفاقيات تعاون كبيرة وطبع معها علاقات دبلوماسية مماثلة. ويعيش السودان وجنوب السودان هذه الايام اياما عصيبة على خلفية الاتهامات المتبادلة بين البلدين بتأجيج ودعم المتمردين الذين يسعون الى الزعزعة وعدم الاستقرار. كما ان المفاوضات بينهما حول القضايا العالقة مثل النفط والحدود وأبيى مازالت تراوح محلها بالرغم من الجهود المضنية التى يقوم بها الوسيط الافريقى ثامبو امبيكى. ويخشى مراقبون ان تزيد زيارة سلفا لتل ابيب من وتيرة التوتر الموجودة اصلا بين الدولتين الجارتين. وفى هذا الصدد يقول استاذ العلوم السياسية ادم محمد أحمد ان السودان فرط في بناء علاقات ودية مع دولة جنوب السودان منذ اعلن الجنوب انفصاله ولجأ لبناء علاقات القوي والضغط والتهديد مما جعل الجنوب ينفصل ويبني له دولة ، موضحا انه وبهذا الاسلوب ستتأثر دولة شمال السودان بالعلاقات بين الاسرائيليين ودولة جنوب اذا ما استمرت العلاقة علي هذا المنوال بين الخرطوموجوبا، موضحا ان السودان لن يتضرر كثيرا من علاقة تل ابيب بجوبا فى حال تحسن علاقته مع جوبا، بينما يري الدكتور محمد محجوب هارون مدير معهد ابحاث السلام بجامع? الخرطوم ان زيارة رئيس دولة جمهورية جنوب السودان الي اسرائيل من اجل تطبيع علاقاته معها ينبغي ان لاتؤثر في بناء العلاقات المستقبلية بين الخرطوموجوبا باي حال من الاحوال، موضحا ان الذي يجمع جوباوالخرطوم اكبر من علاقة اسرائيل وجوبا واعتبر هارون الزيارة عادية وحقا اصيل لدولة جنوب السودان.