قبل أن نتحدث عن موضوعنا سنتحدث عن تكليف السفارة السودانية بالولاياتالمتحدة الاميركية إحدى ادارات العلاقات العامة لكي تدافع عن السودان. أيها السادة في سوداننا العزيز عدد المحامين في الولاياتالمتحدة اكثر من عدد الاطباء!! فالحكومة اليونانية منذ سنوات طويلة ابان الحكم العسكري كلفت إحدى إدارات العلاقات العامة لكي تدافع عنها وتجميل صورتها أمام الرأي العام الداخلي والخارجي ولكن إدارة العلاقات فشلت في تلميع صورة الحكومة اليونانية العسكرية وفي نهاية الامر سقطت الحكومة العسكرية اليونانية!! في الولاياتالمتحدة الاميركية هناك لوبيات كثيرة لا يمكن حصرها، اهم هذه اللوبيات ايباك والتي لها تأثير فعال في الولاياتالمتحدة الاميركية ولها تأثير أيضاً في النواب الاميركيين في مجلسي النواب والكونجرس وتجمع ملايين الدولارات وتبعثها لاسرائيل بالاضافة للمجموعة السوداء في المجلسين لذا نرى الا نلجأ لادارات العلاقات العامة فمعظم هذه العلاقات تبتز حكومات في الدول الناميةBlackmail وبدلاً من ذلك يجب علينا أن نخاطب مراكز الدراسات وهي كثيرة جداً في الولاياتالمتحدة الاميركية وغيرها، بالاضافة لاختيار سفراء من ذوي الثقافات العالية ويتقنون اللغة الانجليزية ويعرفون تاريخ الولاياتالمتحدة الاميركية واحزابها وعلاقاتها بكافة دول العالم، ومكتب الاعلام في الجامعة العربية بكل أسف لم يعمل في الدفاع عن السودان وكان واجب مكتب الاعلام في الجامعة العربية ان يوضح للرأي العام الاميركي وغيره ليست هناك إبادة جماعية في السودان وقد أكد معظم مندوبي مختلف الدول الذين زاروا السودان وعلى رأسهم كولن باول الذي ز?ر السودان وذكر انه ليس هنالك ابادة جماعية في السودان، ولكن حين عاد للولايات المتحدة الاميركية ذكر تحت تأثير وضغط اللوبيات ان هناك في السودان إبادة جماعية!! بالاضافة إلى ما سبق يجب علينا ان نوجه فضائيات متخصصة لبث الرسائل المختلفة بلغات أجنبية وبصفة دائمة للرأي العام في مختلف دول العالم. وفيما يلي سنتحدث عن موضوع هذا المقال في إيجاز، منذ سنوات طالبت بأن نعمل على تقوية علاقاتنا مع مصر وفي هذا الاطار اقترحت ان نطبق النظام الكونفدرالي بين البلدين الشقيقين، وقد يتساءل البعض عن مفهوم الكونفدرالية وهو عكس الفدرالية فالكونفدرالية عبارة عن تجمع مجموعة من الدول لتحقيق مشروع من المشروعات، وأقرب مثال لذلك الكمنويلث البريطاني الذي كان يجمع بين الدول التي كانت تستعمرها المملكة المتحدة وهذه الدول لها عملتها الخاصة وعلمها الخاص وتمثيلها الخارجي وقد تتحول بمرور الزمن الكونفدرالية الى الفدرالية واقرب مثال ?ذلك النظام الفدرالي المطبق في الولاياتالمتحدة الاميركية وغيرها من الدول الاوربية وتختلف الكونفدرالية عن الفدرالية في ان النظام الفدرالي يكون للحكومة المركزية الدولية والعلم والتمثيل الخارجي وفي بعض الاحايين تقدم معونات للولايات في حالات كثيرة مثل حدوث الكوارث وضعف المخصصات المالية للاقاليم التي تعتبر جزءاً من النظام الفدرالي، والشعب السوداني عمل كل ما في وسعه في سبيل الدفاع عن مصر، وفي عام 3791م من القرن الماضي استقبل السودان الطائرات والدبابات وكل المواد الحربية المصرية في جبل الاولياء في جنوبالخرطوم ول? يقطع السودان علاقاته بمصر حين قطعت الدول العربية علاقاتها بها بعد توقيعها لاتفاقية كامب ديفيد «خيمة سليمان» وقدمت ويقدم قرضا ماليا لمصر. والماء كما نعلم اغلى من آبار البترول التي لها عمر افتراضي وحارب العديد من السودانيين لا سيما جنود وضباط الجيش السوداني بجانب مصر في حربها العادلة عام 3791م، وحين تم الاتفاق بين بريطانيا ومصر في عام 9881م هذه الاتفاقية لم تنص على تبعية حلايب بانها جزء من مصر وحين وافقت مصر على استقلال السودان عام 6591م لم تضع شرطاً جزائياً بان حلايب مصرية وحين عرض موضوع حلايب في مجلس الام? سحب السودان الشكوى وذلك لانه رأي ان موضوع حلايب سيحل بطريقة ودية بين السودان ومصر. والجدير بالذكر ان مجلس الأمن كان بجانب السودان بعد ان اتجهت مصر الى الدول الاشتراكية، والرئيس الراحل جمال عبد الناصر طيب الله ثراه بالرغم من شعبيته لم يذكر بان حلايب جزء من مصر، ولكن نقول صراحة والساكت عن الحق شيطان أخرس حين حاولت حكومة الانقاذ تطبيق الشريعة الاسلامية وقام البعض ولا أقول الكل بمحاولة اغتيال الرئيس حسني مبارك أثناء حضوره لمؤتمر القمة الافريقي في أديس ابابا، ومن المعلوم وكما يعلم الكل ان مصر بالرغم من دورها الايجابي في نشر الثقافة والدعوة الاسلامية وتقديم المساعدات المادية والفكرية لكل الدول?الاسلامية واستقبلت جامعة الازهر وهي من أعرق الجامعات الاسلامية الطلاب من مختلف دول العالم ولكن تحت ضغوط الصهيونية العالمية والولاياتالمتحدةالامريكية عملت مصر في التضييق على الأخوان المسلمين والسلفيين وغيرهم وزجت بهم في سجونها واغتالت الكوادر الأخوانية وعلى رأسهم السيد قطب طيب الله ثراه وغيره من الكوادر الأخوانية. ومن جانبنا في السودان «حكومة الانقاذ» لم تعمل في داخل السودان على أسلمة القوانين وغيرها وفي تشييد الجامعات الاسلامية التي تدرس مختلف العلوم الدينية وبدلا من ذلك حاول أحد الزعماء ان ينصب نفسه زعيما اسلامياً لنشر الاسلام في كافة الدول العربية والاسلامية!! وهنا نتساءل هل من المنطق ان تتبع الدول الاسلامية وعلى رأسها مصر ان يقودهم هذا الزعيم السوداني الذي لا داعي لذكر اسمه فهو معروف للكل؟!! وحين عملت اسرائيل على ضم طابا اليها قدمت دار الوثائق السودانية خارطة تبين أحقية طابا لمصر، وكان للراحل المقيم البروفيسور ابو سليم دور في تقديم هذه الخارطة. ومصر من جانبها قدمت للسودان خدمات لا يمكن انكارها وبصفة خاصة في ميادين التربية والتعليم فانشأت جامعة القاهرة فرع الخرطوم التي قدمت خدمات تربوية وتعليمية لا يمكن إنكارها والدراسة فيها كانت ليلية، ووقفت بجانب السودان في المحافل الدولية ولكن بالرغم من هذا كان المطلوب من السلطات المصرية الا تثير موضوع حلايب، وحلايب جزء اصيل من السودان وأول نائب في البرلمان ?ثل حلايب كان سودانياً!! وفي العهد المايوي وصلت العلاقات المصرية السودانية مرحلة برلمان وادي النيل ومنح الرئيس الراحل انور السادات طيب الله ثراه منفذا في الاسكندرية للصادرات السودان، ولكن الاحزاب التقليدية بعد سقوط النظام المايوي طالبوا ان يكون برلمان وادي النيل مكتب اخوة بين مصر والسودان وهذا يعني ان الاحزاب التقليدية كانت لا تريد الوحدة أو حتى النظام الكونفدرالي بين مصر والسودان، والآن يطالبون بالوحدة بين مصر والسودان!! كأن السودان ملكهم الخاص، ونقول لهم هل أنتم تمثلون الشعب السوداني؟ ولكن إذا كنتم تريدون?الوحدة بين مصر والسودان كان من المنطقي إجراء استفتاء في كافة ولايات السودان، نحن كما ذكرت آنفاً ندعو الى تطبيق فكرة الكونفدرالية بين مصر والسودان. ومما يدعو للاسف والحزن ان بعض المسؤولين في السودان بدل من ان يصروا على تبعية حلايب للسودان يرددون انهم يعملون من أجل جعل منطقة حلايب منطقة تكامل بين مصر والسودان، وحين استعان السودان بشركة كندية للتنقيب عن البترول في منطقة حلايب لم توافق مصر على هذا، وحكومة حسني مبارك بكل أسف عملت في الضغط على السودان وذلك بتأثير الولاياتالمتحدة الاميركية واسرائيل، وقد ذكر أحد ?لمسؤولين الاسرائيليين بأن حسني مبارك كان كنزاً استراتيجياً ، وأقول صراحة ان الشعب المصري يكن الحب والتقدير للشعب السوداني وقد لا يعلم الكثيرون ان العلاقات المصرية السودانية هي أزلية فسكان جنوباسوان النوبة فهم يتحدثون مثل اللغة الدنقلاوية وسكان عدندان بالانا في جمهورية مصر العربية يتحدثون لغة المحس والدناقلة. لذا نرى أن يعمل المسؤولون في السودان ومصر علي تطبيق النظام الكونفدرالي لا سيما وأن الدول الغربية وعلى رأسها الولاياتالمتحدة الاميركية وإسرائيل يعملون من أجل فصل منطقة النوبة عن مصر، وإقامة دولة للأقب?ط في جنوب مصر. والله من وراء القصد خارج النص: بكل أسف في السنوات الأخيرة رأينا العنف الطلابي في جامعاتنا ، فالجامعات هي من المعاقل الفكرية في تقديم الطلاب والطالبات لكافة المؤسسات والدوائر في بلادنا وبدلاً من أن يعملوا من أجل تكوين اتحاد للطلاب السودانيين عملوا على إنشاء اتحادات جهوية وعنصرية مثل اتحاد المسلمين الوطنيين، أيها السادة هل يعقل اتحاد بمثل هذا الاسم واتحاد أبناء دنقلا والشايقية والجنوبيين والجعليين... الخ. وكان من المنطقي أن ينصهر الطلاب في بوتقة واحدة مثل الجيش السوداني، وكان من المنطقي أيضاً أن يمنع المسؤولون في مختلف جامعاتنا تكوين اتحا?ات تحمل أسماء الاتحادات آنفة الذكر، وأنا أرى منع السياسة في الجامعات وأن يمارس الطلاب والطالبات الأنشطة اللا صفية مثل ممارسة الرياضة في كافة ميادينها وعمل الجمعيات التطوعية مثل جمعيات حماية البيئة والعلوم والإذاعات المدرسية والمكتبات التي تحمل في طياتها مختلف الأغذية الفكرية. وأخيراً نرجو لبلادنا من الله سبحانه وتعالى الاستقرار والرفاهية إنه نعم المولى ونعم النصير. ٭ ماجستير ودكتوراة في فلسفة التربية من جامعة كيندي ويسترن الاميركية