شاهد بالفيديو.. الفنانة رؤى محمد نعيم تعلن خطوبتها من ناشط شهير وتظهر معه في بث مباشر تابعه الآلاف    شيرين عبد الوهاب : النهاردة أنا صوت الكويت    ريال مدريد ثالثا في تصنيف يويفا.. وبرشلونة خارج ال10 الأوائل    السودان وتشاد.. كيف عكرت الحرب صفو العلاقات بين الخرطوم ونجامينا؟    الحرس الثوري الإيراني "يخترق" خط الاستواء    فيتش تعدل نظرتها المستقبلية لمصر    عالم فلك يفجّر مفاجأة عن الكائنات الفضائية    تمندل المليشيا بطلبة العلم    السيد القائد العام … أبا محمد    اتصال حميدتي (الافتراضى) بالوزير السعودي أثبت لي مجددا وفاته أو (عجزه التام الغامض)    ((كل تأخيرة فيها خير))    الربيع الامريكى .. الشعب العربى وين؟    الإتحاد السوداني لكرة القدم يشاطر رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الأحزان برحيل نجله محمد    هيفاء وهبي تثير الجدل بسبب إطلالتها الجريئة في حفل البحرين    وصف ب"الخطير"..معارضة في السودان للقرار المثير    والى الخرطوم ينعى نجل رئيس مجلس السيادة    قبل قمة الأحد.. كلوب يتحدث عن تطورات مشكلته مع صلاح    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    مستشار سلفاكير يكشف تفاصيل بشأن زيارة" كباشي"    وفاة محمد عبدالفتاح البرهان نجل القائد العام للجيش السوداني    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    قائد السلام    واصل تحضيراته في الطائف..منتخبنا يؤدي حصة تدريبية مسائية ويرتاح اليوم    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الخميس    العقاد والمسيح والحب    شاهد بالفيديو.. حسناء السوشيال ميديا السودانية "لوشي" تغني أغنية الفنان محمد حماقي و "اللوايشة" يتغزلون فيها ويشبهونها بالممثلة المصرية ياسمين عبد العزيز    «الذكاء الاصطناعي» بصياغة أمريكية إماراتية!    مؤسس باينانس.. الملياردير «سي زي» يدخل التاريخ من بوابة السجن الأمريكي    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    فينيسيوس يقود ريال مدريد لتعادل ثمين أمام البايرن    الحراك الطلابي الأمريكي    تعويضاً لرجل سبّته امرأة.. 2000 درهم    أنشيلوتي: لا للانتقام.. وهذا رأيي في توخيل    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المشوار طويل و «الزول بدورلو مرفق»... وفي المثل «إيد واحدة ما بتصفق»
ملفات الساسة والسياسة

اجابة على السؤال بشأن حقيقة البيان الذي اصدره السيد محمد الحسن الميرغني نجل المرشد الختمي السيد محمد عثمان الميرغني حول رفضه اي سيدي الحسن لمشاركة الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل في السلطة الحاكمة بقيادة المؤتمر الوطني في تعبيره الحالي عما جرى من تطور للحركة الاسلامية الممثلة للنخبة السودانية الحديثة والمعاصرة والمؤسسة له عقب ما يسمى بالمفاصلة بين القصر والمنشية بزعامة السيد رئيس الجمهورية المشير عمر البشير من جهة ود. حسن الترابي الزعيم التاريخي للحركة الذي تمت الاطاحة به على الجهة الاخرى.. نعود لما ?رد في هذا الصدد وبهذا الخصوص من قبل عراب الشراكة المثير للجدل رجل الأعمال الشهير والرئيس السابق لنادي الهلال الرياضي الكبير الأستاذ صلاح إدريس.
كما نعود كذلك لما ورد عن العراب الآخر للمشاركة السيد أحمد سعد عمر الذي اتسم اداؤه لدوره بالصبر والمثابرة وممارسة المباصرة في ازالة المتاريس وتحقيق رغبة السيد الميرغني في إشراك الاتحادي الاصل والحاقه بالسلطة على النحو الذي أسفر عن تولي أحمد سعد لمنصب وزير رئاسة مجلس الوزراء، وفي ما يلي رصد لما جرى وفقاً لافادات العرابين.
الانفجار يبدأ بحوار:
بتاريخ 12 أغسطس 1102م وتحت عنوان: «صلاح إدريس يقول في حوار ما بعد الاستقالة أنا ما غواصة للمؤتمر الوطني»، نشر مدير أول التحرير في الزميلة صحيفة «السوداني» عثمان فضل الله حواراً اجراه مع صلاح ادريس. ورداً على سؤال عن الاستقالة التي تقدم بها من الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل بقيادة وزعامة المرشد الختمي السيد محمد عثمان الميرغني، ذكر صلاح إدريس: نعم تقدمت بالاستقالة من الحزب ولكن هذا الأمر ليس بالجديد، فقد تقدمت باستقالتي منذ ما يقارب الاربعة اشهر، ولكن السيد محمد عثمان الميرغني طلب مني ان تبقى طي الكتمان فا?ترمت رغبته، وحافظت عليها، واوقفت نشاطي من جانبي، لكن التواصل بين السيد الميرغني وشخصي استمر على خير ما يكون. ويمكن القول إنني قد تقدمت باستقالتي عندما تراكمت الاشياء وانفجرت حينما تحدث احد قيادات الحزب وهو التوم هجو في ولاية جنوب كردفان معلناً باسم السيد الميرغني دعمه لمرشح الحركة الشعبية عبد العزيز الحلو في انتخابات المنافسة على منصب الوالي مع مرشح المؤتمر الوطني للمنصب أحمد هارون. وبحسب علمي لم يكن ذلك هو موقف السيد الميرغني ولا موقف الحزب، لكن السيد الميرغني لم ينف ما قاله التوم هجو باسمه، بل ترك النفي ?مصدر مسؤول، الأمر الذي يضعف النفي عادة، كما لم يتعرض من ادعى قولاً على رئيس الحزب للمساءلة والمحاسبة. ويشير صلاح ادريس الى ان موقف جنوب كردفان لم يكن هو الموقف الوحيد الذي دفعه للتقدم بالاستقالة من الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل في تلك الفترة، بل كان موقفاً تراكم على مجموعة من التحفظات، حيث يضيف قائلاً: أنا متحفظ مثلاً على اللجنة المفوضة التي كانت تدير دفة العمل في الحزب، وكذلك أنا متحفظ على الهيئة القيادية، اذ لا وجود للجنة المفوضة أو للهيئة القيادية في الهيكل الوارد في النظام الاساسي للحزب، وانا متحفظ ا?ثر على تجميد المكتب السياسي بل تغييه، وأيضا انا متحفظ على موقف السيد الميرغني من الاستاذ علي محمود حسنين الذي أرى انه خرج من الحزب دون إخطار، وطالبت بتجريده من منصب نائب الرئيس، خاصة أن تعيينه جاء من السيد الميرغني ولم يأت بانتخاب مباشر من المكتب السياسي للحزب. وباختصار فلا اللجنة المفوضة والا الهيئة القيادية التي جاءت بديلا لها لهما او لأي منهما شرعية في النظام الاساسي، حيث لم تأتِ عضوية أي منهما بالانتخاب في حين جُمد واهمل المكتب السياسي الذي جاء بالانتخاب، مما يعني تجاوز وإلغاء مؤتمر المرجعيات المنعقد ب?لقناطر الخيرية في العاصمة المصرية القاهرة عام 4002م.
إشارة للغواصة:
ورداً على أسئلة أخرى ذكر صلاح ادريس: لقد قلت للأخ د. نافع علي نافع إذا كملت الاحزاب ولم يبق سوى المؤتمر الوطني فلن انضم له، لا لرأي سالب فيه، ولكن لأنني ملتزم مع الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل، وعملت معه في ملفات حساسة، وأنا أعتقد ان هناك العديد من القواسم المشتركة بين الحزبين، ولكني لن انضم للمؤتمر الوطني حتى لا يُقال عني انني غواصة لصالحه، علما بان اهل المؤتمر الوطني لا يريدون انضمامي لهم، ويمكن لمن اراد يعرف ان يسأل د. نافع عن السبب، فأنا واحد من اربعة اشخاص فقط كنا نفاوض المؤتمر الوطني في وقت غير هذا،?ووصلنا الى اتفاق مبدئي بالمشاركة بعد ان تيقنا من ان الحزبين يتفقان على المبادئ العامة، والمشاركة يجب ان تقوم على اسس وليس من اجل شغل المناصب، وكنا قد اختلفنا مع الإخوة في المؤتمر الوطني على النسب، حيث رأينا ان نسبة الاتحادي الديمقراطي الاصل يجب ان تتفق مع ثقله الجماهيري وارثه التاريخي والوطني ومسؤولياته المستقبلية التي سترمي بها المشاركة عليه، ولم نشأ أن تكون مشاركة الحزب تمامة جرتق للسلطة.
نفي الشخصنة:
ويضيف صلاح إدريس قائلاً: انا اتعامل مع خلافاتي بعيدا عن شخصنتها، واحتفظ بكل خلاف في اطاره الصحيح. ولم يمنعني خلافي مع الاخ طه علي البشير في نادي الهلال الرياضي من أن اصطحبه معي في زيارة للسيد محمد عثمان الميرغني بمقر اقامته في القاهرة وأقدمه للسيد الميرغني، وقد ذكر الأخ طه للسيد الميرغني حينها أنه كان قد التقاه في الخرطوم عام 6891م. وبالنسبة للأخ علي السيد وغيره فإن اختلافنا لا يبارح المكان الذي اختلفنا فيه، اما الاخ الاكبر احمد علي ابو بكر فقد ذكر لي انه كان كثير التحفظ علىّ خلال سنوات المعارضة لأنه لم يك? يعرفني ولا يستطيع ان يثق باي احد في ظروف المعارضة والملاحقة وتلك الايام الصعبة. وحتى السيد الميرغني لم يذكر لي تحفظات احمد علي ابو بكر كما لم يذكر ذلك الى احد، بل ان احمد علي ابو بكر نفسه هو الذي اخبرني بتلك التحفظات عندما توثقت علاقتنا وصرنا صديقين، وهو يذكر ذلك من باب الصدق والنقاء اللذين عرف بهما. وإذا كان من يرغب في المشاركة من أجل المشاركة فإنها قادمة، وليس في الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل مفاوضون يمكن لهم ان يحققوا المشاركة باي ثمن من الأخوين بابكر عبد الرحمن واحمد سعد عمر، فهما المكلفان بالتفاوض ?ع المؤتمر الوطني من أجل المشاركة حسب علمي.
وتبقى الحياة سؤالاً:
ومنذ منتصف سبتمبر 1102م ومواصلة لما دار في الحوار المشار اليه، والإصرار على المزيد من الاثارة لهذا الامر، والاستمرار في محاولة للقيام بدور مؤثر في ما يتعلق بالسعي لتحقيق رغبة السيد الميرغني في مشاركة الحزب الاتحادي الديمقراطي في السلطة الحاكمة بقيادة المؤتمر الوطني، شرع صلاح إدريس في تحرير عمود رأي يومي بالزميلة صحيفة «السوداني» تحت عنوان «الحياة سؤال». وفي سياق هذا الاطار فقد ذكر في عموده بتاريخ 52 سبتمبر الماضي أن أحد الإخوة من شباب الحزب وهو الاستاذ هشام فحلابي قد فاجأني بابن عمي الاستاذ احمد سعد عمر ال?ي لا يعرف الكثيرون عنه الا انه حفيد السلطان علي دينار، لكن ذلك انما من جهة الام، اما من جهة الاب فإن اباه سعد عمر يرحمه الله من سعداب الهويجي والجريف بمحلية المتمة، فهو إذن سعدابي يصل بنسبه الى جدنا المك سعد ابو دبوس مؤسس مملكة الجعليين. وقد عاتبني الأخ أحمد سعد عمر على ما جاء في حواري مع هذه الصحيفة عنه وعن الاخ الاستاذ بابكر عبد الرحمن، وقولي بأنهما من أكثر الساعين نحو المشاركة، فما انكرت ولا نفيت، بل قلت له إن هذا الرأي لا يثبته او ينفيه اللسان بل العمل، واني ارى انكما ومن معكما اكثر الساعين لذلك.?وحوار المشاركة بين الانقاذ والاتحاديين وغيرهم قديم قدم الإنقاذ، وما دخول د. الترابي الى كوبر حبيساً الا تكتيكاً وواحداً من سيناريوهات التئام القادة السياسيين للحوار في ركن خفي ومن بعد خفى بعد الانقلاب العسكري الذي استولى على الحكم في الثلاثين من يونيو 9891م. وقد مر ذلك الحوار بمحطات كثيرة كانت اولها مبادرة الاخ د. حسين سليمان ابو صالح في عام 2991م، وكانت قد جاءت بعرض صريح، وشارك الاستاذ حسن عبد القادر هلال بتلقي تلك المبادرة وعرضها على القيادات الاتحادية، لكنها رفضتها حينها في اجتماع ترأسه الحاج مضوي محمد ?حمد. وفي عام 6991م اعيدت الكرة بمبادرة أخذت وقتاً طويلاً للرد عليها، واضطر وسيطها ان يمكث في القاهرة لما يقارب الاربعة اشهر، لكنها اجهضت في الختام اثر خلاف اتحادي في ذلك الحين. وفي بداية هذا القرن الحادي والعشرين وقع اتفاق بين الحزبين، وقد وقعه عن الطرفين الاخ المهندس الحاج عطا المنان عن المؤتمر الوطني والفريق يوسف أحمد يوسف يرحمه الله عن الحزب الاتحادي الديمقراطي، ورغم أن المشاركة لم تكن منصوصا عليها في الاتفاق المكتوب، الا انها كانت حاضرة عند عرض ذلك الاتفاق على طاولة اجتماع برئاسة السيد محمد عثمان?الميرغني، وكان حضوراً له الراحل المقيم السيد أحمد الميرغني طيب الله ثراه والفريق يوسف أحمد يوسف يرحمه الله والاخ الاستاذ احمد سعد عمر. وقد كانت النسبة المقترحة حينها مغرية ولكن اجيز الاعتذار عنها نتيجة لاقتراح من احد الحضور بأن الموافقة على ذلك ستعني حرجاً كبيراً لرئيس الحزب الذي هو رئيس للتجمع الوطني الديمقراطي في نفس الوقت، ولا يمكن للتجمع أن يقبل من رئيسه عملاً كهذا، وقد جرت جولة جادة قبيل الانتخابات البرلمانية والرئاسية الاخيرة من اجل الوصول الى صيغة يشارك بها الحزب الاتحادي الديمقراطي في ا?حكومة، لكنها فشلت في الوصول الى اتفاق لعدم موافقة الاتحاديين على ما طرح عليهم. وفي الحزب الاتحادي الديمقراطي حالياً حرب خفية، وأخشى أن تصبح عصية على الاحتواء والحل، وهي حرب تدار باحترافية يحسد عليها اصحابها. والغريب في الأمر أن مفاوضي الاتحاديين الذين رفضوا مقترح المؤتمر الوطني هم الذين يرميهم اخوتهم في الحزب اليوم بأنهم راكضون ومهرولون نحو المشاركة التي لم تغب عن طاولة حوار اتحادي متى كانت الظروف متاحة للطرح من جانب الحكومة، لكن المشاركة لم تكن في يوم من الايام سبباً لاحداث شقاق اتحادي إلا هذه المرة. وقد ?أينا كيف تغلب جانب الاعتذار دون أن يترك وراءه مرارة عند أحد، لكن الأمر اختلف هذه المرة وأصبحت المشاركة سبباً للتنابذ بين الاطراف لا بسببها ولكن بسبب خلافات قديمة ومقيمة وجد لها الفرقاء في المشاركة منفذاً ومتنفساً.
اتفاق جدة في روايات متضاربة:
وبالعودة لما ورد في الحوار الذي دار مع الزميلة صحيفة «السوداني» فإنه تجدر الاشارة الى ان الاستاذ صلاح ادريس كان قد ذكر رداً على سؤال فيه: لقد عملت وحدي على قيادة مبادرة للتقريب بين الميرغني والحكومة الحالية، وكنت وسيطاً بينهما الى ان توصلنا لاتفاق جدة عام 3002م، وقد كتبت مسودة ذلك الاتفاق بتكليف من الأستاذ علي عثمان محمد طه الذي كلفني بأن اكتب المسودة بعد أن توصلنا الى النقاط الرئيسية، وقد كتبتها وقدمتها للطرفين ووقع عليها كل من السيد الميرغني والاستاذ علي عثمان.
ولكن في رواية اخرى لقصة الوصول لاتفاق جدة بين المؤتمر الوطني الحاكم والحزب الاتحادي الديمقراطي عام 3002م ذكر السيد أحمد سعد عمر في حديث لبرنامج «في الواجهة التلفزيوني» نشره مقدمه الاستاذ احمد البلال الطيب رئيس تحرير الزميلة صحيفة «أخبار اليوم» في صحيفته الصادرة في الخرطوم بتاريخ 82 نوفمبر 1102م، انه في عام 3002م وبعد زيارة كان قد قام بها البروفيسور ابراهيم عمر لمولانا السيد محمد عثمان الميرغني في المدينة المنورة، وكنت يومها موجوداً هناك، بدأ بكل وضوح وصراحة شديدة حديث حول ما يدور في هموم الوطن، وتبلورت من ?لك الحديث مفاوضات بشأن اتفاق جدة الاطاري، وقد كانت البداية في المدينة المنورة ثم انتقل الحديث مع البروفيسور ابراهيم الى مكة، وكان هناك احد مرافقي الاخ ابراهيم حيث وضعنا نقاطاً للتوافق والخلاف، وتوصلنا الى مسودة الاتفاق الاطاري، واضطررت بدوري، ولكي استكمل ذلك الاتفاق، الى القيام بزيارة سرية للخرطوم رتبها بروفيسور ابراهيم بقصد استكمال اتفاق جدة مع الاخوة في الخرطوم، وقد كانت هناك نقاط مهمة جداً عالقة، ولا بد من استجلائها وتوضيحها للاخ رئيس الجمهورية المشير المشير عمر البشير والاخ النائب الاول للرئيس الاستاذ ?لي عثمان محمد طه، وعليه فقد جئت للخرطوم في تلك الزيارة السرية، وكان ذلك في شهر رمضان حيث التقيت بالاستاذ علي عثمان وذهبت من المطار الى منزله مباشرة واجتمعنا لحوالي ثلاث ساعات. وبحمد الله فقد انهينا في ذلك اليوم كل النقاط التي كانت تتطلب الاستجلاء والتوضيح، ووضعنا الاتفاق الاطاري النهائي، واتفقنا على أن يسافر الاستاذ علي عثمان الى جدة خلال اسبوع حيث سيكون في انتظاره هناك مولانا الميرغني الذي قام بالتوقيع معه على ذلك الاتفاق، وكانت تلك هي البداية لاتفاق القاهرة مع التجمع الوطني الديمقراطي للمعارضة عام 5002م.
شهادة البروف:
وتجدر الإشارة في سياق ذات الاطار، الى ان الاستاذ احمد البلال الطيب كان قد نشر في الزميلة صحيفة «أخبار اليوم» الصادرة في الخرطوم بتاريخ 32 نوفمير 1102م الرواية التي ادلى بها البروفيسور ابراهيم احمد عمر لبرنامج في «الواجهة» التلفزيوني حول ما جرى بين المؤتمر الوطني والحزب الاتحادي الديمقراطي بما في ذلك الحقيقة المتعلقة بقصة اتفاق جدة الاطاري الذي تم التوقيع عليه عام 3002م بين السيد الميرغني والاستاذ علي عثمان محمد طه، حيث ذكر البروف «أن علاقتي بهذا الملف بدأت منذ أن كنت أميناً عاماً للمؤتمر الوطني، وكان زعيم ?لحزب الاتحادي الديمقراطي مولانا الميرغني خارج السودان آنذاك، وكانت هناك مقاطعة وعداوات، ونحن ومن منطلق اننا دوما كنا متجهين لأن نخاطب ونحاور اية جهة حتى ولو كانت حاملة للسلاح، فقد كان لا بد أن نفكر في كيفية الحديث مع الميرغني وتجمع المعارضة والحاملين للسلاح في جبهة الشرق. وفي زيارة لي الى مصر في ذلك الوقت قمت بزيارة للسيد الميرغني في منزله بالقاهرة، ولم تكن تلك الزيارة مرتبة، وانما ذهبت اليه في داره بالعاصمة المصرية، وتحدثنا عن مستقبل السودان واهله، وما الذي ينتظرهم عندما يتفرق الناس، وما هي مصلحة اهل السو?ان في مثل هذا الخصام، وقد كانت هذه هي فاتحة الكلام، وكان السيد الميرغني يأمل ويؤمن بحقيقة ان لا داعي للعداوات، وانه في مقدور الناس ان يتآخوا وان يلتئم شملهم اذا ما اصلحوا ذات بينهم وصححوا بعض الاشياء، وهو يقول حتى الآن انه ضد العداوات، وقد واصلنا هذا الحوار مرة اخرى في المدينة المنورة عندما كنت في زيارة لمسجد رسول الله «ص»، وكان السيد الميرغني في بيته بالمدينة في ذلك الحين، وقد كان ذلك مجرد فاتحة شهية ولم يترتب عليه شيء، ثم تابعنا ذلك الحوار في المدينة المنورة، وكان يوجد شخص يدعى ابو بكر يعمل في البنك هناك? وقد جاءني موجهاً لي الدعوة من مولانا الميرغني لتناول العشاء معه في منزله، وبالفعل قمت بتلبية الدعوة وذهبت اليه، وتناولنا حديث الخير والبركة، واستمر ذلك كذلك في مكة المكرمة حينها، وبعدها بدأت اتحدث بانه لا بد للميرغني ان يرجع الى السودان لكي يشارك في ادارة شأن البلد، وهذا هو الذي فتح المجال للحديث عن الرجوع وعلى اي اسس سيتم ذلك؟ وقد دار الحوار حول بعض الاشياء بالتفصيل، وكان مقدراً أن يعود السيد الميرغني في توقيت معين، ولكن قدر الله أن توفي السيد أحمد الميرغني، فجاء في غير الوقت الذي كان متفقاً عليه، لكننا ?اصلنا الحوار بعد مجيئه على اساس انه لا بد من ان يلتقي الناس ويتعاونوا لصالح الوطن والمواطن، ولذلك فقد استمر هذا الحديث.
ويشير البروفيسور إبراهيم أحمد عمر الى انه قبل ذلك كانت هناك اتفاقية جدة الاطارية عام 3002م، ثم اتفاقية القاهرة بين الحكومة وتجمع المعارضة 5002م. ويضيف انه بالنسبة لاتفاق جدة اذا لم تخني الذاكرة فقد تم في عام 3002م، وقد اعدت مسودته بمنزلنا في حضور اخوة من الاتحادي الديمقراطي منهم الاخ صلاح ادريس وآخرون، حيث قمنا يومها باعداد المسودة التي وقعها السيد الميرغني مع الاستاذ علي عثمان لاحقاً في جدة، وذلك بناءً على اتصالات مسبقة، فبعد الاتفاق على تلك المسودة حملها الاخ صلاح ادريس وذهب بها الى مولانا في المملكة الع?بية السعودية الشقيقة، وتم الاتفاق على لقاء جدة مع الاستاذ علي عثمان محمد طه النائب الاول لرئيس الجمهورية في تلك الفترة، وهناك تم التوقيع على ذلك الاتفاق الاطاري مع السيد الميرغني.
صلاح إدريس يعقب ويهدد:
ومن جانبه وفي تعليق له على بيان لأمانة الشباب بالحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل طالبت فيه بأن تسند وزارة الشباب والرياضة المخصصة للحزب الى احد الشباب المؤهلين والقادرين على تقديم رؤية جديدة وحديثة لادارة الوزارة بعيداً عن تصفية الخلافات التي شهدتها الساحة الرياضية، ساق الاستاذ صلاح ادريس في عمود «الحياة سؤال» بالزميلة صحيفة «السوداني» الصادرة في الخرطوم بتاريخ 01 ديسمبر 1102م التهنئة لوزارة الشباب والرياضة بوزيرها الجديد الفاتح تاج السر عبد الله الذي ذكر انه يعرفه معرفة شخصية، ويعلم انه اضافة حقيقية وباذخة ?لوزارة.
واشار صلاح ادريس الى ان مسؤول امانة الشباب في الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل لم ينس ان يؤكد في البيان الذي اصدره التزام الشباب بقرار المؤسسية الحزبية حول المشاركة في الحكومة، كما نبه البيان الى رفض امانة الشباب ترشيح الذين لديهم خلافات مشهودة في الساحة الرياضية، مشيراً الى ان «هؤلاء لن يهتموا بالشباب بقدر اهتمامهم بتصفية حساباتهم السابقة» وأضاف البيان ان الحزب يزخر بشباب واع ومدرك لطبيعة الظروف الدقيقة التي يمر بها الوطن، وهو شباب منضبط تنظيمياً ومؤهل ليتقدم في المراتب الحزبية والمواقع الوطنية. وأن شباب ا?حزب هم الذين حملوا الراية مع القيادة في المراحل الماضية وناضلوا في جميع المنابر، وقاتلوا في جميع المواقع الحزبية والوطنية، ويستحقون كل تكريم واهتمام.
وفي تعليقه على ذلك ذكر الأستاذ صلاح إدريس انه ينكر على البيان ما حصر نفسه فيه من اصدره وانكره على غيره، الا اذا كان من اصدر البيان لم يتابع مسيرة الحزب بصورة صادقة ومتجردة، وهو معذور في ذلك لأن الحزب كان بعيداً لزمان طويل في المنافي والمهاجر، ولكن لا بد انه يعرف ان عودة الحزب واحزاب التجمع الوطني الديمقراطي قد جاءت نتيجة لاتفاق جدة الاطاري الذي اعقبته وجاءت من صلبه اتفاقية القاهرة بين الحكومة وتجمع المعارضة. وان كان لا يعرف فليسأل السيد محمد عثمان الميرغني والسيد النائب الأول لرئيس الجمهورية الاستاذ علي عث?ان محمد طه، وشاهداً ثالثاً حاضراً غيّبه الموت هو السيد أحمد علي الميرغني رحمه الله. وأضاف صلاح ادريس: ان بذرة ذلك الاتفاق كانت غضبة مضرية جاشت فيها العاطفة وغلب فيها الانفعال، فانطلق منها من كان وراء الاتفاق ليعيد الأمور الى رحاب الحكمة التي رفضت لذلك الاتفاق الذي لم يكن فيه غير ما ذكرت إلا شخصه رغم إدعاء البعض بأن لهم دوراً كان فيه، ولكن ذلك أمر أستطيع ان انفيه نفياً باتاً وقاطعاً في ما يخص نص الاتفاق وروحه وصياغته، وأضاف الاستاذ صلاح ادريس الذي صب جام غضبه على ما ورد في بيان امانة الشباب بالحزب الاتحادي ?لديمقراطي حسبما اوردت قناة «الشروق»: إن من حق مسؤول امانة الشباب كأي شخص ان يعبر عن رأيه في اي شأن طالما كان يعبر عن رأيه، وطالما كانت حرية التعبير مكفولة له ولغيره، ولكن أن يمتطي صهوة جواد امانة الشباب ليصب فيها رأياً شخصياً ينتاش به من يشاء، فهذا ما لا يليق بمسؤول حزبي. وقد فرض علىّ البيان الحديث، ولن اتحدث عن علاقتي بالوزارة المعنية، ولا الترشيح لها إلا بعد أن تجيب قيادة الحزب على هذا السؤال، والا فإنني سأضطر للتوضيح وحينها سيعلم الجميع خبايا كل الخبايا.
ووصف صلاح إدريس بيان أمانة شباب الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل بأنه يمثل كم هي الازمة في الحزب. واضاف انه لا يمكن لمسؤول امانة الشباب المنضبط تنظيما ان يصدر بياناً يناقش فيه امراً حزبياً على الملأ، كما لا يمكن له أن يرهن قراراً حزبياً بالتزام امانته فيه ان كان منضبطاً بحق.
ونؤجل الإشارة الى ما توفر من اجابة على السؤال بشأن حقيقة البيان الذي اصدره السيد محمد الحسن نجل المرشد الختمي، حول رفضه للمشاركة في الحكومة، إلى حلقة قادمة.
أحمد سعد عمر وصلاح إدريس في حديث الكواليس حول إزالة المتاريس وتحقيق رغبة الميرغني للمشاركة في السلطة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.