لجان مقاومة النهود : مليشيا الدعم السريع استباحت المدينة وارتكبت جرائم قتل بدم بارد بحق مواطنين    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    جامعة ابن سينا تصدم الطلاب.. جامعات السوق الأسود والسمسرة    من رئاسة المحلية.. الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع يعلن تحرير النهود (فيديو)    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    بحضور عقار.. رئيس مجلس السيادة يعتمد نتيجة امتحانات الشهادة السودانية للدفعة المؤجلة للعام 2023م    إعلان نتيجة الشهادة السودانية الدفعة المؤجلة 2023 بنسبة نجاح عامة 69%    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    احتجز معتقلين في حاويات.. تقرير أممي يدين "انتهاكات مروعة" للجيش السوداني    هجوم المليشيا علي النهود هدفه نهب وسرقة خيرات هذه المنطقة الغنية    عبد العاطي يؤكد على دعم مصر الكامل لأمن واستقرار ووحدة السودان وسلامة أراضيه    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رئيس اتحاد الطلاب السودانيين دعا الميرغني لعدم احتكار الاتحاديين فرد عليه السيد بالمثل ضاحكاً:
ملفات الساسة والسياسة

هل تعود النخبة الإسلامية الحاكمة لجذورها في الحركة الوطنية الاتحادية المخضرمة؟!
بتاريخ الأحد 8 يناير 2102م استقبل المرشد الختمي زعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل السيد محمد عثمان الميرغني بمنزله في دار أبو جلابية قيادة الاتحاد العام للطلاب السودانيين. وقد جاء ذلك اللقاء في إطار تكريم الاتحاد للسيد الميرغني ضمن الاحتفال بالذكرى السنوية للاحتفال بعيد الاستقلال الوطني من الاستعمار الأجنبي في مطلع عام 6591م. وفي كلمة مدح موجهة للسيد الميرغني دعا رئيس الاتحاد المهندس محمد صلاح المرشد الختمي لعدم احتكار الاتحاديين، فرد عليه المرشد الختمي ضاحكاً: «إنتو كمان فكوها شوية ولا تحتكروا الشغلانة». وزاد السيد الميرغني قائلاً: «هذا من باب المعاملة بالمثل» وعندها انفجر الجميع ضاحكين. وأشار السيد الميرغني لوجود مسيحيين محبين للطريقة الختمية، وروى طرفة عن زعيم الحركة الشعبية الراحل جون قرنق، ذكر فيها أنه عندما تقدم بطلب للنائب الأول لرئيس الجمهورية الأستاذ علي عثمان محمد طه أثناء مفاوضات نيفاشا بشأن مشاركة المعارضة فيها، جاء قرنق بذات الطلب لعلي عثمان حينها، وعندما علم بالأمر قال: «دا ما كلام سياسة وانما هو كلام ختمية»، واضاف قائلاً للسيد الميرغني والأستاذ علي عثمان في ذلك الحين «أقول لكما: «هناك مسيحي ختمي كمان».
عودة للجذور:
وفي سياق السؤال عن عودة النخبة الاسلامية للصفوة السودانية الحاكمة لجذورها في الحركة الوطنية الاتحادية المخضرمة ومنابعها الصوفية العريقة، تجدر الإشارة لما ورد في كتاب وزير الدولة الحالي برئاسة الجمهورية د. أمين حسن عمر الذي صدر في الطبعة الأولى عام 9891م ضمن منشورات ادارة الشؤون الثقافية بالجبهة الاسلامية القومية المعبرة عن الحركة الاسلامية للنخبة والصفوة السودانية الحديثة والمعاصرة في تلك الفترة من مراحل تطورها، حيث ذكر تحت عنوان ملامح من التجربة عن أصول فقه الحركة ونشأتها وتناولها للقضايا الوطنية، انه مثل غالبية المثقفين كان خط الحركة الاسلامية في البداية اتحادياً مسانداً لتقوية الروابط من الشقيقة مصر في أرض الكنانة بشمال وادي النيل، باعتبارها هي الرافد الاساسي للهوية العربية الاسلامية في السودان، بيد ان ذلك الموقف كان قد تبدل بعد تنكر الرئيس المصري في تلك الحقبة لحركة الاخوان المسلمين المصريين واعدامه لعدد من قياداتهم في ذلك الحين، حيث قاد الاسلاميون بالسودان حملة شعبية متضامنة مع الاخوة في مصر الشقيقة على شاكلة تظاهرات جماهيرية في العاصمة المثلثة بالخرطوم وام درمان والخرطوم بحري، اضافة لمدني وعطبرة وسنار وغيرها من المدن السودانية الاخرى آنذاك. ونتيجة لذلك الموقف الشعبي السوداني المساند للاخوان المصريين، امتنعت حكومة الزعيم الوطني الاتحادي إسماعيل الازهري عن تسليم بعض الإخوة المصريين الفارين للسودان في ذلك الحين لنظام الرئيس عبد الناصر، مما مثل اول اشارة استقلالية حينها من جانب حكومة السودان الوطنية الاولى المنتخبة تجاه الشقيقة مصر. وقد كان لموقف الإسلاميين والوطنيين الاتحاديين بقيادة السيد علي الميرغني في تلك الفترة المبكرة دوره في بلورة الاتجاه الاستقلالي السوداني الوطني والاسلامي، ولذلك فقد انصرفت الحركة للتفكير في إطار السودان المستقل عن الشقيقة مصر.
ماذا قال طه لمبعوث الميرغني في نيفاشا؟
وبالإشارة لما جرى بين السيد الميرغني والأستاذ علي عثمان محمد طه بكينيا أثناء مفاوضات نيفاشا مع الحركة الشعبية حول السلام الشامل بين شمال وجنوب السودان، تجدر العودة لما ورد في كتاب «يوميات نيفاشا» الذي صدر عن المركز السوداني للخدمات الصحفية بالخرطوم في أبريل 1102م الماضي، حيث ذكر تحت عنوان محضر اجتماع النائب الاول مع مبعوث الميرغني، أن الأستاذ علي عثمان استقبل عقب صلاة المغرب يوم الجمعة 72/2/4002م د. جعفر أحمد عبد الله مبعوث السيد محمد عثمان الميرغني الذي جاء الى كينيا بعد اتصالات مكثفة ومستمرة ومتلاحقة من قبل السيد الميرغني وآخرين. وكما ورد عن النقاش الذي دار في ذلك الاجتماع، فقد نقل د. جعفر تحيات وتقدير مولانا الميرغني ودعواته بالتوفيق والسداد والوصول لما فيه الخير للبلاد. وأكد التزامه التام بما تم الاتفاق عليه والحرص على التواصل والتفاكر المستمر بغرض توحيد الرؤى والمواقف. وقد نقل د. جعفر ذات الرسالة لقرنق في كينيا حينها. ومن جانبه فقد رحب النائب الأول بذلك وشكر مولانا، ونقل له التحيات والدعوات عبر المبعوث الشخصي. وقال الأستاذ علي عثمان للدكتور جعفر حينها: أرجو أن تبلغ مولانا أننا نعتقد أن أساس ما تم بيننا في اتفاق جدة في ديسمبر 3002م وما سبقه من اتصالات، هو الالتزام بالخروج من مرحلة المواجهة والمقاومة لمرحلة الحل السلمي، لكننا فوجئنا بعد لقاء المدينة المنورة بقبول تجمع المعارضة لانضمام المتمردين في دارفور له، وقد بعثت برسالة مع السيد أحمد الميرغني أكدت فيها لمولانا السيد محمد عثمان أن الحكومة والمؤتمر الوطني يعتبران خطوة قبول مجموعة خارجة على القانون وتحمل السلاح ضد الدولة في دارفور حتى هذه اللحظة بمثابة عمل عسكري ضد الحكومة، ونقض لما تم الاتفاق عليه في جدة مع الحزب الاتحادي الديمقراطي وتجمع المعارضة برئاسة السيد الميرغني. وقد ظللنا نرفض مشاركة التجمع المعارض في المفاوضات، لأنه جهة تسعى لإزالة الحكومة بالقوة. وقد جاء اتفاق جدة بعد أن أشارت الاتصالات إلى ان هناك مجالاً للعمل السياسي، وأن تجمع المعارضة يتجه نحو الحل السلمي، بيد أن الإعلان عن منح عضوية التجمع لمتمردي دارفور دون تخليهم عن استخدام العنف يعطيهم شرعية سياسية، مما يعد خروجا على اتفاق جدة وعن روح الحل السلمي التي تقوم على عدم تشجيع او رعاية من يحمل السلاح. وقد كان بوسع تجمع المعارضة أن يعلن الوساطة في اطار الحوار، لكن قبوله بمتمردي دارفور وهم ليسوا جهة سياسية بل مجموعة خارجة عن القانون وتحمل السلاح دون التشاور مع الحكومة والحزب الحاكم، يطرح العمل معاً على إيقاف نزيف الدم في دارفور لا نراه بمثابة محافظة من التجمع المعارض على العهد. وفي غياب طرح مثل هذا التشاور نرى أن ما تم من قبل تجمع المعارضة عمل عدائي مسلح ضد الحكومة ودعم للمواجهة العسكرية ضدها. ولا يستطيع أحد أن يقول إنه يعمل للسلام ثم يرحب بمن يحمل السلاح. ونحن نعتبر تجمع المعارضة مسؤولاً عن كل من يموت في دارفور، وعن كل الدماء والجرائم ضد أبناء دارفور بتوفير مظلة سياسية للمتمردين.. وإذا اختار التجمع السوداني المعارض وضع يده في يد إريتريا فهذا خياره، وقد تحدثنا بوصفنا حزباً حاكماً وحكومة مع السيد محمد عثمان بوصفه رئيساً للتجمع الذي تبنى الآن الحرب ومخططات إريتريا ثم سحب مندوب البجا من السودان.
ماذا قال طه للراحل أحمد الميرغني؟
وأضاف الأستاذ علي عثمان قائلاً للمبعوث الشخصي للسيد الميرغني انه - أي مولانا - اما موافق على ذلك أم ان عليه أن يعلن نفض يده منه. وقد تجنبت الحديث الهاتفي معه احتراماً لما بيننا على الصعيد الشخصي، خاصة أن الهواتف مراقبة، لكني اتساءل عن دوره في قرارات تجمع المعارضة العدائية حتى في الاطار السياسي لمرحلة ما بعد اتفاق السلام، حيث حدد التجمع المعارض أنه سيخوض الانتخابات بقائمة موحدة ضد الحكومة، والسؤال هو أليس هذا هو الموقف العدائى؟ وقد قلت أنا كل ذلك وبهذا الوضوح للسيد أحمد الميرغني في الخرطوم، وطلبت منه أن يسأل مولانا لماذا لم يشاورنا بالهاتف ويقول قبل ذلك انه يواجه ضغوطاً، وانه يرى أن المصلحة قبول متمردي دارفور في التجمع لتحجيمهم؟ ولماذا تركنا نطلع على القرار من الصحف؟ ومن دفع الأمور نحو قبول متمردي دارفور؟ وأرجو أن تنقل له انهم لن يزيدوه إلا خبالاً، وستهتز صورته امام السودانيين. فقد بادر التجمع المعارض بإعلان الحرب، وقرر تجميد السيد محمد عثمان، وعليه فإن الباب قد أغلق أمام التجمع باختياره، وأضحت اتفاقية جدة مع مولانا مجمدة بموجب قرار من تجمع المعارضة، لكن الفرصة مازالت متاحة امام الحزب الاتحادي الديمقراطي. أما عن المشاركة في المفاوضات مع الحركة الشعبية بنيفاشا في كينيا، فقد قلت لمولانا حينها أمامك قرنق والوسيط الكيني سيمبويا، لأن هذا المنبر محدد من حيث التفويض والاطراف والقضية، وقد شرحت له الحل السياسي المشترك المتفق عليه بيننا في ما يتعلق بمستقبل البلاد. ولدي كل التفاصيل بشأن ما حدث بعد أن القى مولانا خطابه حول طلب انضمام مجموعات دارفور لتجمع المعارضة، فقد كلف فاروق أبو عيسى وأحمد سعد عمر بضرورة استكمال الاجراءات المكتوبة لمثل هذا الطلب، وهما اللذان مقلباه والخيار له الآن، وقد كان بوسعه ان يشترط عليهم أن يقبلوا الحل السياسي ووقف العمليات العسكرية حتى لا يعطيهم اعتباراً سياسياً ومعنوياً، ولكن بلغه تحياتي وأن «البينا عامرة» على الصعيد الشخصي رغم كل شيء، بيد أني لا أتعامل بوجهين، وكما أوضحت للسيد أحمد الميرغني فنحن عند عهدنا اذا تم تصحيح هذا الموقف، وبالعدم فهم الذين بدأوا وليست علينا ملامة.
ماذا دار بين طه ومولانا في نيفاشا؟
ويشير كتاب «يوميات نيفاشا» في سياق هذا الاطار، إلى اجتماع النائب الأول لرئيس الجمهورية الأستاذ علي عثمان محمد بالمرشد الختمي السيد محمد عثمان الميرغني في كينيا أثناء مفاوضات السلام مع الحركة الشعبية، وقد حضر ذلك الاجتماع كل من د. مطرف صديق، د. أمين حسن عمر، الأستاذ أحمد سعد عمر، د. جعفر أحمد عبد الله ونجل الميرغني السيد علي محمد عثمان. وفي بداية الاجتماع ذكر السيد الميرغني: لقد كنت في زيارة ليوغندا بدعوة من الرئيس موسيفيني الذي تربطني به صلة امتدت لثمانية أعوام. وقد التقيت خلال الزيارة بالجالية السودانية، وكذلك المجلس الإسلامي اليوغندي والمفتي الذي كان لي شرف الاسهام في توحيد المسلمين اليوغنديين في اختياره، حيث كنت قد انتدبت وفداً مكوناً من السادة تاج السر منوفلي، كرم محمد كرم، وأبو بكر عثمان لتلك المهمة النبيلة، وكان لزاماً على أن أتواصل معهم واهنئ المفتي اليوغندي، وبعدها تلقيت دعوة لزيارة كينيا. وبالطبع فلا بد من التقى بكم وبالدكتور جون قرنق. واضاف مولانا قائلاً: يُكتب الكثير لكنه بعيد عن الحقيقة، وكلنا يؤمن بالحل السياسي الشامل المجمع عليه، وستلتقي الرؤى بالتشاور والتفاكر وتوسيع قاعدة المشاركة لتحقيق مصلحة الوطن والمواطن التي تهم الجميع.
ونعتقد أن اللجوء للوسطاء أمر غير صحيح، وأنا زائر وما غائر، ولم آتِ الى هنا للمطالبة بمشاركة تجمع المعارضة أو الحزب الاتحادي الديمقراطي، ولكن حضرت تلبيةً لدعوة، ولأسمع وأعاون ما استطعت، لأن أي اتفاق يتم هو لخير الوطن والمواطنين، ولا ننظر بالمنظور الضيق، وقد كان الهدف من لقاء جدة في ديسمبر 3002م هو إيجاد صيغة حل سياسي يتم بالتراضي بين الحكومة وتجمع المعارضة، والقضية ليست مشاركتي أو مشاركة الحزب الاتحادي أو عدم حدوث المشاركة، وهذا لا ينتقص من العمل الذي تقومون به أنتم وقرنق، وقد علمت من مصادري أن هناك جهات تقلل من شأنه، بعضها يرى أنه لن يتم والآخر يعتقد أنه لا داعي له أصلاً، لكني شخصياً كنت أرى أن في تعاونكما المباشر بدلاً من الاعتماد على المعلومات السماعية مصلحة للوطن، وقد اتصلت بقرنق في أول سبتمبر 3002م وقلت له إن في تعارفكما بحد ذاته مكسب للوطن، وقد قال لي حينها إن اللقاء يفترض أن يتم في اليوم التالي، لكنه لم يحدد رأيه بعد بصفة قاطعة، ونصحته باتمام اللقاء، ثم اتصل بي لاحقاً وأكد لي اللقاء. وحدد بذلك من منطلق المنظور الوطني المجرد رغم أن غيري بمن فيهم بعض المتوالين معكم في الحكم كانوا يرون ألا يتم اللقاء بينكما.. ولكن قناعتي هي أن المناصحة في أمر الوطن واجبة. وسؤالي لكم هو كيف تسير المفاوضات؟
ورداً على ذلك السؤال قال الأستاذ علي عثمان للسيد الميرغني: انني أرحب بك في نيفاشا. وبشأن ملابسات المفاوضات فإننا نأمل أن تشهد هذه الجولة تقدماً وننتظر رد الحركة الشعبية، وقد حدث تقدم في موضوع منطقتي جبال النوبة والنيل الأزرق، لكن هناك تباعداً في المواقف لحد ما بشأن منطقة أبيي. وتبقى لنا ملف قسمة السلطة، وقد باردنا بتقديم ورقة، وسيتحدد مصير هذه الجولة على ضوء رد الحركة عليها، فقد أمضيت سبعة أشهر كاملة في هذه الغرفة، وعازمون على تخطي الصعاب لمصلحة الوطن بالوصول لاتفاق يكون لصالح السودان، وبالتأكيد لن يكون ذلك شراكة حصرية بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية. وعندها قال المرشد الختمي السيد الميرغني ضاحكاً: لن يكون حكم ثنائياً، ثم أضاف قائلاً: سأعود الآن لقضاء الليل في نيروبي ثم أغادرها، وأتمنى لكم التوفيق، وأكرر استعدادي لأية معالجات مطلوبة منا، وستبقى نظرتنا وطنية متجردة، ويهمنا نجاح هذا العمل. وبعد ذلك غادر الحضور، وبدأ لقاء مغلق بين السيد الميرغني والأستاذ علي عثمان استمر لما يزيد عن نصف ساعة كما ورد في كتاب «يوميات نيفاشا».
عودة لحفل تكريم المرشد الختمي:
وبالعودة لاحتفال التكريم الذي أقامه الاتحاد العام للطلاب السودانيين للمرشد الختمي السيد محمد عثمان الميرغني في منزله بدار ابو جلابية بمناسبة الذكرى السنوية لعيد الاستقلال الوطني من الاستعمار الاجنبي يوم الأحد 8 يناير 2102م الحالي، تجدر الإشارة إلى أن السيد الميرغني قد ذكر في ذلك اللقاء، أن المجتمع السوداني يتمتع بخصائص تميزه عن سائر الشعوب مثل الصدق والأمانة والسلوك الحميد، داعياً الطلاب إلى التمسك بهذا الإرث السوداني الذي يقوم على مكارم الاخلاق. وأضاف قائلاً: إن ركائز المجتمع السوداني تقوم على الإنسان الذي ظل يحمل كل القيم التي تجعله مطلوباً، وذلك لما يتمتع به من دماثة في الخلق والأمانة والصدق، مشيراً إلى أن هذه هي القيم الفاضلة التي تربى عليها السودانيون من السلوك الذي أرساه القوم للطرق الصوفية الختمية وكل الطرق الأخرى.
وفي سياق هذا الإطار أشار السيد الميرغني إلى حادثة تدلل على عمق القيم الأصيلة التي يتمتع بها الإنسان السوداني والسمعة الطيبة للمواطنين السودانيين في دول المهجر والغربة خارج الوطن، حيث قال إنه إبِّان حرب الخليج قام بزيارة لدولة الكويت الشقيقة في تلك الايام العصيبة، وقد كان المطلب الأول هو عودة السودانيين للعمل بالكويت لأنهم أهل أمانة وصدق، حيث أن أغلب أماكن العمل وخاصة الصرافات كانت مغلقة حينها، لأن أهل تلك البلاد لا يثقون إلا في الإنسان السوداني.
وفي سياق هذا الإطار أيضاً دعا المرشد الختمي السيد الميرغني لتكاتف جميع السودانيين للمحافظة على هذه القيم السودانية الأصيلة لأنها سمة من سمات الشعب السوداني، كما دعا للتعامل في كل الأمور السياسية وغيرها من محاور العمل حتى تصبح جزءاً من السلوك العام ونبذ الغلظة، مؤكداً ضرورة الرفق في كل الأمور وعدم التعامل بشدة، لأن المنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى، كما جاء في الحديث الشريف لخاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
وجود الختمية في يوغندا:
ومن جانبه قال رئيس الاتحاد العام للطلاب السودانيين المهندس محمد صلاح، إن تكريم الاتحاد للسيد الميرغني يأتي لأنه أحد الرموز الوطنية التي لها إسهامها الوطني العظيم والجليل والكبير في كل القطاعات، مشيراً إلى أن السادة المراغنة ظلوا أعلام هدى يُقتدى بهم وبنشرهم للإسلام. وأضاف قائلاً: إن تكريم المرشد الختمي السيد الميرغني هو تكريم لكل الرموز الوطنية التي أسهمت في نيل الاستقلال الوطني والدعوة بالحسنى. وقد تم منح السيد درع الوفاء لأهل العطاء، وذلك بحضور نجله مساعد رئيس الجمهورية السيد جعفر الصادق، ووزير رئاسة مجلس الوزراء الأستاذ أحمد سعد عمر، ومستشار رئيس الجمهورية السيد حسن مساعد، والمراقب العام للحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل الأستاذ بابكر عبد الرحمن المحامي، وأمين أمانة الشباب بالحزب محمد عباس، والخليفة عبد المجيد عبد الرحيم، والخليفة محمد سر الختم مدير هيئة الختمية للدعوة والإرشاد، والنجل الأصغر للمرشد الختمي السيد أحمد علي محمد عثمان الميرغني. وكما قال الخليفة عبد المجيد عبد الرحيم فقد أشار لوجود «22» مسجداً تتبع للختمية في دولة يوغندا المجاورة لدولة جنوب السودان، وكان السيد الميرغني قد قال لرئيس الاتحاد العام للطلاب السودانيين عندما ذكر مريديه خارج السودان: «نسيت يوغندا ما لك».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.