عد الرئيس عمر البشير، القائد الاعلي للجيش، مصرع زعيم حركة العدل والمساواة خليل إبراهيم قصاصا ربانيا لما ارتكبه من جرائم في حق الوطن ومواطنيه، بينما شبه الامين العام للمؤتمر الشعبي حسن الترابي طريقة مقتل خليل، بالقصف الذي تعرض له موكب الرئيس الليبي معمر القذافي من قبل طائرات الناتو، وقال انه لا يؤيد استخدام خليل لما اسماه ب»القوة المؤذية»، واكدت الحركة بقاء قيادتها العسكرية تحت امرة القائد العام لقواتها بخيت كريمة وتجرى مشاورات لتعيين رئيس للحركة في اقرب وقت. وقال البشير لدى مخاطبته حفل تخريج دورة للقادة والأركان امس إن مقتل خليل نهاية لفصل من الأحقاد والخصومات غير المبررة بين أبناء الوطن. واكد الرئيس، ان مصرع خليل جاء لاختياره طريق الحرب وترويع الآمنين والعمل علي تفتيت وحدة الأمة، واعتبر ذلك رسالة لأطراف داخلية لم تميز بين حق الوطن ومعارضة الحكومة، والتي لم تستوعب المتغيرات بالمنطقة، وعلى رأسها تحسن العلاقات مع تشاد وسقوط نظام القذافي في ليبيا وتوقيع وثيقة سلام الدوحة وجنوح دول الإقليم للسلام. وحيا البشير مواقف القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والشرطة في حماية المواطنين والحفاظ علي وحدة وامن وسلامة البلاد، وأشار إلى التظاهرات العفوية التي خرجت في معظم مناطق البلاد تأييدا ودعما للجيش وانحيازا للسلام، وقال إن السودان تجاوز مرحلة الاكتفاء في إعداد نفسه لحماية أمنه وسلامه واستقراره. من ناحيته، شبه الامين العام لحزب المؤتمر الشعبي، حسن الترابي. طريقة مقتل خليل ابراهيم، بالقصف الذي تعرض له موكب الرئيس الليبي معمر القذافي من قبل طائرات الناتو. وقال الترابي- بحسب موقع سودان تربيون- ان خليل ابراهيم قتل، بعد استهداف السيارة التي كانت تقله، من قبل طائرة مقاتلة بينما فر الباقون، بيد ان الترابي نفى بشدة اية صلة بين حزبه وحركة العدل والمساواة، وشدد على انه لا يوافق خليل في انتهاجه لاسلوب القتال وقوة السلاح في مواجهة النظام، واضاف ان موقفه من اسلوب خليل، هو ذات موقفه من نهج زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن «في استخدام القوة المؤذية» وتابع بالقول «انا لا اوافق هذا الاسلوب، واقول الآن ان الاسلاميين في الجيش اذا ارادوا ان يقوموا بانقلاب ضد النظام القائم ف?ن اكون معهم، لان الفكر الاسلامي الان تطور». وابدى الترابي خشيته من ان تنزلق دارفور الى ذات طريق الجنوب بالمطالبة بالانفصال،ونفى اية صلة بين اعتقال مساعده ابراهيم السنوسي، والمعارك الاخيرة لحركة العدل والمساواة، واستبعد اعتزام خليل وقواته دخول دولة الجنوب للحاق باجتماعات في كمبالا، واكد ان قوات العدل والمساواة كانت ترتب لوصول الخرطوم وليس جوبا، معتبرا قول الحكومة ان خليل كان عازما على الوصول للجنوب «كذب واضح،» مستشهدا بإمكانية دخوله الجنوب عبر دارفور بدلا من قطع مسافات طويلة حتى كردفان. في ذات السياق، نفى الشقيق الاكبر لخليل، جبريل إبراهيم، مسؤول العلاقات الخارجية في الحركة، في حديث ل «الصحافة» الرواية الحكومية التي تحدثت عن مقتل خليل في معارك دارت ببلدة أم قوزين بولاية شمال كردفان، ووصفها بالرواية «المفبركة»، وزاد «خليل قتل نتيجة قصف جوي ليلة الجمعة الماضية بغارة استهدفت معسكر الحركة». وأوضح أن زعيم الحركة كان يتحرك ضمن مواكب اخرى تتبع للحركة ولم يكن في مركز القيادة، مبينا أن القصف الجوي استهدف موكب خليل بصورة دقيقة. وكشف عن بقاء القيادة العسكرية تحت امرة القائد العام لقوات الحركة بخيت كريمة، مضيفا ان المشاورات جارية لتعيين رئيس للحركة في اقرب وقت ممكن وتابع « لن يستغرق هذا الامر وقتا طويلا. في هذه الأثناء، قال القيادي بحركة العدل والمساواة، سليمان صندل، إن خليلاً اغتيل عن طريق قصف جوي عند الساعة الثالثة من فجر الجمعة، وهو نائم داخل عربته وليس عبر مواجهة عسكرية مع القوات الحكومية. وأوضح أنه تم إلقاء قنابل مضيئة في سماء المنطقة التي كان يوجد بها خليل دون أن يحدد اسمها لدواعٍ أمنية، قبل أن تقذف الطائرة عربته بدقة، وبصورة مباشرة بثلاث دانات، مشيراً إلى أن خليلاً «استشهد» في الحال ومعه أحد حراسه يدعى «عبدالله»، بجانب تدمير عربة أخرى مجاورة لخليل. وقال صندل في مقابلة مع «راديو دبنقا» إنه كان على بعد 20 متراً فقط من المكان الذي قصف فيه خليل، واتهم، جهات إقليمية ودولية بالمشاركة في اغتيال خليل بتقديم دعم تكنولوجي متقدّم واستخباراتي للخرطوم.