دافع اهل السودان قبل اكثر من مائة عام عن وطنهم امام جيش كتشنرالغازي .. لم تهزمهم القدرات القتالية للانجليز بقدر ما قتلهم مدفع المكسيم الشهير في اول استخدام للوقوف على قدراته في الابادة، ودفن الانصار بعض شهدائهم في المنطقة المسماة بحي الشهداء بامدرمان الآن. بعد قرن من استشهاد الآباء يعاني الاحفاد من تمدد اوكار الجريمة ومشكلات البيئة المتردية .. ( الصحافة ) دخلت (العالم الأسفل) لاحياء الشهداء ورصدت مكامن الخطر التي تشكل اوكارا لبيع المخدرات والحبوب المنشطة والخمور المستوردة .. وابانت معاناة من ت?قى ممسكا بوصايا الآباء المؤسسين لامدرمان . زيارة التهامي .. قمة جبل الجليد الزيارة المفاجئة التي قام بها معتمد امدرمان الفريق (م ) محمد احمد امام التهامي كشفت عن اكبر مرتع مهدد للامن والصحة والبيئة ، يقول نائب رئيس حي العمدة جنوب سالم احمد الكتيابي ان اول لقاء بين المعتمد الجديد التهامي واعضاء اللجان الشعبية لوحدة العرب الادارية اوضحوا فيه جملة المشاكل التي تواجههم كمشكلة حي الشهداء جنوب وحديقة العمدة وكهربة المقابر، وبعد الاجتماع مباشرة نفذ المعتمد زيارة لمنطقة الشهداء جنوب ووجه باتمام تشييد مصرف مياه الشهداء جنوب المتعطل العمل فيه منذ 7 سنوات . بينما يوضح رئيس اللجنة الشعبية للشهداء جنوب ماجد ميرغني ان المصرف توقف العمل فيه منذ 2004 بيد ان زيارة معتمد امدرمان قبل ثلاثة ايام للمنطقة ادت الى بدء العمل من جديد وطالب ماجد بضرورة انارة الحي ولفت الى ان مشكلة المتشردين اكبر من امكانية المنطقة وتتطلب حلا من جهات اعلى كوزارة الشئون الاجتماعية محلات الشيشة .. التبول أمام المنازل وفي المنطقة المحيطة بسوق الشهداء تنتشر محلات الشيشة التي كانت آثار ممارسات مرتاديها تطفح في الارجاء. يقول طارق احمد رجب ان مشاكل احياء الشهداء جنوب هي في الاساس صحية وامنية وابان ان مشكلة مصرف المياه حلت منذ تدخل المعتمد الجديد بيد ان المشكلات كثيرة موضحا ان زوجته واولاده لا يخرجون الا في حضور شخص بالغ وشكا من مصانع الورق المجاورة للحي والتي وصفها بالمهدد الخطير لامان الحي، فقد اشتعل احد تلك المعامل قبل مدة وكادت الامور تخرج عن السيطرة و تسبب كارثة للمنطقة واوضح ان وقوع الحي بين سوقين جعل رواد تلك الاسوا? يتبولون تحت جدران منازلهم . ويلفت عبدالمحسن مصطفى عبده النظر الى تراكم النفايات في الشوارع وداخل مجاري الامطار وان معاناتهم تتجسد في محلات الشيشة، مبينا ان رواد تلك المحلات يتبولون امام منازلهم في صورة مستفزة لمشاعرهم مضيفا ان هناك منازل تؤجر لتخزين معدات شاي الاجنبيات داخل الاحياء صارت مرتعا للرزيلة . مخدرات وخمور.. وخطف ! طيلة تجوالنا داخل ازقة حي الشهداء كانت الاجواء ملبدة بالمخاطر ويحس بها كل من يدخل الحي ، ووصف حسن ابو العلاء سوق الشهداء بانه يمثل اكبر مهدد لامنهم وطالب المجلس البلدي بالحد من عمل السوق بعد الساعة الحادية عشرة ليلا ،كاشفا ان السوق يتحول بعد تلك الاوقات لبيع الخمور والمخدرات ومأوى للشماشة واوضح ابو العلاء ان الشارع من مكي الى الشهداء منذ العصر الى منتصف الليل يكاد يكون مغلقا تماما لشدة ازدحامه نتيجة لوقوف العربات الخاطئ ونبه ابو العلاء الى المشاكل الامنية من النهب نهارا من خطف الممتلكات الشخصية والسر?ات النهارية وطالب المعتمد ايلاء المنطقة نظرة خاصة لتعقد مشاكلها ، وكشفت مصادر خاصة بالصحافة عن نشاطات افراد من جالية اقامت بامدرمان زمنا منذ المهدية وهي تروج لخمور مستوردة وحبوب منشطة مستفيدة من انغلاق طائفتها للترويج لتلك المنوعات ومتخذة من قرب منازل افرادها من السوق . الشماشة .. مهدد أمني في كل مكان ثمة اثر لمتشرد يجوب المنطقة ويتخذون من مجاري الامطار مأوى ويستحمون في قارعة الطريق .. دلفنا الى داخل شوارع الحي الملتفة كالثعبان وهناك التقينا شيخاً سبعينياً واحد رموز امدرمان وقال حسن عامر شوقي انهم متضررون من وجود المخازن بالمنطقة والتي يعمل بعضها في صناعة الاكياس الورقية والتي تتعرض الى مشاكل الحرائق مضيفا ان الشهداء تعاني من كثرة الشماشة الذين تسببوا من قبل في مقتل سيدة من سكان الحي بينما يوضح محمد محمود عبده ان منطقة الشهداء تعاني منذ امد بعيد من مشكلات امنية وصحية نسبة لوقوعها بين سوقين كبيرين وانهم صاروا مزبلة لتلك الاسواق لجهة كثرة الاشخاص العطالى واللصوص ولاعبي القمار والشماشة موضحا ان المنطقة باتت مرتعا للجريمة . الحبش .. النوم وقوفاً لم تتوقف محنة حي الشهداء عند ممارسات بعض ابناء الوطن بل امتدت الممارسات لبعض الاجانب الذين وجدوا الفرصة سانحة في ظل غياب الرقابة ، ويلفت برعي الرشيد احمد النظر الى ظاهرة سكن الاجانب بمنطقة الشهداء وقال ان المنزل الواحد يسكن به اكثر من خمسين وستين شخصا من الحبش مستغربا كيف يستطيعون النوم في المساحات الصغيرة من الغرفة بهذه الاعداد مضيفا ان المنطقة لا يوجد بها صرف صحي مما يضطرهم الى رش مياه الحمامات وغسيل الملابس الى الشوارع مسببين تآكل ارضية الشوارع وتحولها الى حفر وكشف ان عدد تلك البيوت التي تؤجر للحبش ?ي ازدياد نسبة لنشاط سمسارين غير قانونيين بالمنطقة وكشف انهم يؤجرون المنازل على اساس خمس اشخاص ثم يؤجرونها الى اكثر من خمسين مستفيدين من ذلك دون مراعاة تأثير الامر على سكان المنطقة . والشاهد ان حي الشهداء يعاني جملة اشكاليات امنية وصحية وخدمية تكاد تعصف بالامن الاجتماعي لاقدم احياء امدرمان. ومشكلة حي الشهداء استعصت على كل معتمدي امدرمان ، ترى هل يفلح المعتمد الجديد التهامي ذو الخلفية الأمنية في حل المعضلة ام ان المهددات الأمنية للسوق ستجرفه كما فعلت مع آخرين من قبله.