احتفلت الهيئة القومية للغابات باعياد الحصاد الغابي السادس بولاية شمال كردفان بغرض انتاج وتسويق منتجات الغابات عامة والاصماغ بصفة خاصة و بغرض الوقوف الميداني على المشاكل والمعوقات التي تؤثر على اداء قطاع الغابات والانتاج والبحث عن الحلول بمشاركة الجهات ذات الصلة وقد ضم الوفد المشارك في الاحتفالات وزير البيئة والغابات والتنمية العمرانية حسن عبد القادر هلال والمدير العام للهيئة القومية للغابات دكتور عبد العظيم ميرغني وعدد كبير من قيادات العمل الغابي ومنظمة الاممالمتحدة ووزارة الرعاية الاجتماعية ووزارة الزراع? ، بالاضافة الى عدد كبير من الاعلاميين وقد بدأت الرحلة بزيارة الى منطقة مشروع سكر النيل الابيض للوقوف على تجربة زراعة 5% من المشروع باشجار البان ثم منطقة ابو جبيرة بالدويم حيث شهد الوفد تشجير شارع ابوجبيرة باشجار النيم ، وقال مدير غابات ولاية النيل الابيض موسى سفوري ان المشروع تم بشراكة بين شركتي زين وسكر النيل الابيض في اربع دوائر القطينة ووسط النيل الابيض والدويم وام رمته ثم اتجه الوفد الى مدينة ام روابة ووقف على المشروع السوداني لترقية انتاج وتسويق الصمغ العربي، واكد مدير غابات شمال كردفان مسعود محمد?مسعود ان المشروع يحتوي على 78 جمعية معتمدة لمنتجي الصمغ العربي ، و قال ان المشروع اسهم الى حد كبير في استقرار المنتجين بالاضافة لتدريبهم ، واعتبر دائرة ام روابة من اكبر الدوائر في شمال كردفان قائلا انها تحتوي على 5 مشاتل كبيرة انتجت 300 ألف شتلة هذا العام، وقدم المنسق القومي للمشروع هاشم حمزة نبذة عن المشروع قائلا انه قام بتمويل مشترك من صندوق دعم المانحين والمنظمة العالمية للتنمية الزراعية «ايفاد» لتقديم خدمات مباشرة لمنتجي الصمغ العربي، واوضح ان المشروع بدأ عام 2009 بتكلفة 10 ملايين دولار . واشار الى ان ?لمكون الاول للمشروع يهتم بدعم واصلاح قطاع الصمغ العربي عبر اصلاح السياسات و تحرير تجارته ، و ذكر ان وزارة المالية راجعت كل الرسوم و الضرائب على سلعة الصمغ حيث انخفضت من 13 رسما الى 5 رسوم اساسية الامر الذي اسهم في زيادة الانتاج بنسبة 220%، موضحا ان الانتاج ارتفع من 24 ألف طن عام 2009 الى 53 ألف طن عام 2011 بالاضافة الى ارتفاع النسبة التي يحصل عليها المنتج من حصيلة الصادر من حوالى 10-15% عام 2009 الى 50% عام 2010 نتيجة لارتفاع الاسعار العالمية، وذكر ان المكون الثاني للمشروع يهتم ببناء القدرات المؤسسية وتقدي? الدعم لجمعيات منتجي الصمغ العربي ويشتمل على التسليف والمال الدوار للمنتجين حيث بلغ حجم التسليف 3,2 مليون دولار تعادل 32% من جملة تكوين المشروع، وقال ان جملة المستفيدين 8682 استلموا تمويلا خلال العام الاول منهم 7 آلاف نساء ما يعادل نسبة 19% من جملة المستفيدين من التمويل و 1600 من الرجال، واشار هاشم حمزة الى المنح التشاركية في المشروع، مبينا ان المنتج يدفع 20% والمشروع 80% قائلا انه في هذا الاطار يتم اختيار المشروعات الصغيرة التي تدعم انتاج وتسويق الصمغ العربي، وقال ان الخطة تستهدف تمويل 48 مشروعا صغيرا، وا? ما تم تنفيذه 35 مشروعا، واضاف ان المشروع يهتم بتعمير مشاتل الغابات المركزية ، مبينا انه تم صيانة 14 مشتلا لانتاج 780 ألف شتلة، واضاف انه حسب الخطة الموضوعة ان ارتفع دخل المنتجين الى 110% قائلا ان الدخل ارتفع الى 165% عام 2011 م. من جانبه ، دعا مدير الهيئة القومية للغابات دكتور عبد العظيم ميرغني الى مراجعة الممارسات والسياسات وعكسها خاصة في اطار عيد الحصاد الغابي ،واكد ان قطاع الغابات مهمل بدرجة كبيرة، ودعا الى اشراك المنتجين بصورة فعلية في ادارة العمل ، وقال ان المشروع يحتوي على مشاريع للمياه وتدريب المنتجين ما يعني تنمية ريفية متكاملة، وقال ان انتاج ولاية شمال كردفان هو الاعلى والاجود في السودان، وقال ان المشروع يعتبر المرحلة الثالثة لاعمار حزام الصمغ العربي وقال في السابق كان انتاج الصمغ يقوم على نظام الامتياز ، واشار الى ان فلس?ة الجمعيات تقوم على سياسة الاعتماد على الذات واعتبر التي تم تمويلها فاتحة العمل في مجال تنظيم قطاع الصمغ والارتقاء من الشكل التقليدي القديم الى نظام التعاونيات والبورصات ويصبح للمنتج الحق في الاستفادة من الانتاج وادارة السلعة بالتعاون مع الجهات الاخرى، واضاف انه تم اختيار ولاية شمال كردفان لاقامة الاحتفال باعتبار انها الاكثر انتاجا وجودة و منتجيها اكثر تنظيما ولديها مؤسسات متميزة في مجال الصمغ ، واكد ان الهيئة استقطبت حوالي 30 مليون دولار لاعمار حزام الصمغ خلال الفترة من 1980-1995م. ودعا ممثل منتجي الصمغ عبدالرحمن أحمد الى الاسراع بتمويل ما تبقى من الجمعيات، مشيرا الى انه تم تمويل 25 جمعية من جملة 78 جمعية، وقال ان المنتجين في السابق ينضوون تحت لواء الاتحاد الزراعي، و اكد استفادة المنتجين من المشروع، مشيرا الى انه في العام السابق تم تمويله بمال دوار. واعلن وزير البيئة والغابات والتنمية العمرانية حسن عبد القادر هلال استجابته الفورية لمطالب المنتجين ووعد باتخاذ قرار سريع في هذا الاطار، واكد ان مطالب المنتجين لا تجد حظها في الاسبقيات واولويات التمويل ، داعيا الى التوسع في الموارد والاستفادة منها تجنبا للنزاع خاصة في ظل النمو السكاني والعمراني والزحف الصحراوي وتلوث البيئة واتساع ثقب الاوزون، واكد على اهمية نشر علم الاقتصاد الاخضر، واشار الى اهمية جذب التمويل الخارجي، وقال يمكن ان نصل بانتاج الصمغ الى 100 ألف طن، داعيا الى العمل من اجل هذا بالترويج والتسوي? باسعار مجزية بالاضافة الى الالتفات لحماية البيئة، ووصف الوضع البيئي الحالي بالمأزق التاريخي، وقال لابد من الصرف على مشاريع حماية البيئة ، واضاف ان وزارة البيئة بلا موارد وتحتاج لدعم الدولة والمانحين، ودعا الدول الغنية الى دفع غرامات للدولة الفقيرة المتضررة من التطور الصناعي والتقاني ، مشيرا الى اهمية نشر الثقافة البيئية وحماية الانسان السوداني من التلوث، وكشف عن اتجاهه لانشاء جمعيات بيئية واخرى لاصدقاء البيئة في كل السودان والاستفادة من مقدرات القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني، و دعا الى ضرورة تكاتف الج?ود لتلافي القصور والعجز للمساهمة في خلق بيئة صحية ونظيفة تساعد في مناهضة الفقر و المرض، واكد على اهمية دفع القوة الشابة الى الانتاج المثمر في الزراعة والصناعة التحويلية . في قرية ود اسماعيل بالقرب من النهود قام الوفد بزيارة للحقل الايضاحي لانتاج الصمغ العربي واعلن الوزير تبرعة بمبلغ 10 آلاف جنية للمنتجين، واكد معتمد محلية النهود عبد الرحمن علي الماحي ان الصمغ ثروة قومية هامة تدعم الاقتصاد الوطني، داعيا الى الاهتمام به و بشر بانتاج وفير من الحبوب الغذائية خلال هذا الموسم خاصة الفول السوداني والسمسم وحب البطيخ، واشاد بتجربة الجمعيات خاصة فيما يتعلق ببعدها عن الاعسار، داعيا الى توطين المنتجين و دعمهم بالخدمات. وبشر نائب والي شمال كردفان محمد بشير سليمان اهالي قرية ود اسماعيل بالتخطيط الاستراتيجي لاعادة سلعة الصمغ الى سيرتها الاولى، واضاف ان السودان يحتاج الى الاستثمار في الصمغ خاصة بعد ذهاب البترول، داعيا الى تنمية مناطق الصمغ و دعمها بالصحة والتعليم والارتقاء بتقانات الصمغ في اطار الارتقاء بالخدمات، وقال نحتاج لصناعات تحويلية للصمغ في الولاية عبر الصناعات الصغيرة، و اعلن عن ورشة استراتيجية تعقد في ولاية شمال كردفان الاسبوع القادم للخروج برؤية واضحة عن الصمغ كسلعة استراتيجية. وفي قرية ابو حميرة بالقرب من النهود حيث اقيم الاحتفال الرسمي باعياد الحصاد الغابي السادس، اعلن وزير البيئة والغابات والتنمية العمرانية حسن هلال تبرعه بمبلغ 5 آلاف جنيه للمنتجين بالقرية وتم الوقوف على تجربة اقامة خزانات المياه التي انشئت لتسهم في استقرار المنتجين كما تم تكريم عدد من قيادات العمل الغابي. و في ختام الاحتفالات زار الوفد غابة خور كليكيس بالقرب من ربك، وحذر مدير الهيئة القومية للغابات من ان يؤثر الضغط الذي تشهده الغابات من قبل الرعاة، حيث اشار الى اتجاه عدد كبير منهم الى الغابات بعد انفصال الجنوب.
