امتطى فرسان وفارسات مجموعة ريحة البن الشعرية خيول الشعر محلقين عبر متاهات القوافي متحديين هوج العواصف باحثين بين الحروف عن الوطن وحبات المطر صدحوا لترابه وغنوا لجماله في أمسية حالمة بمركز راشد دياب للفنون حينا حلوا ضيوفا في منتدي يوم الأحد الماضي الذي حمل عنوان ( عبق الكلمة ) أداره الأستاذ محمود الجيلي وتحدث عن مجموعة ريحة البن بأنها مجموعة من الشباب الذين اجادوا الشعر في مرحلة الجامعات خصوصا في مدني حيث كانت النشيشيبة هي ميلاد الصرخة الأولى ثم تطورت الفكرة وأنضم اليها آخرون في مراحل متلاحقة الى أن ظهرت ف?رة برنامج «ريحة البن» هو البذرة الأولى للجيل الجديد والثمرة الناضجة لتطور الإعلام والبرامج التلفزيونية من خلال الطريقة التي يعرض ويقدم بها كيفما يحب الجمهور من المشاهدين والمتابعين، متضمنا التشويق والإثارة والموضوعية واللطافة في الإعداد والتقديم. يقوم هذا البرنامج على أساس شبابي مكون من نخبة مميزة من الشعراء الشباب والذين يمتلكون قاعدة جماهيرية واسعة وحضورا فاعلاً بين الأوساط الأدبية، مؤكدين من خلال هذا البرنامج أن السلم الثقافي ما زال صاعداً، وأن النبع الأدبي لا يزال يروي عصب الثقافة وروح المجتمع، وكل ذل? يبدو واضحا من النصوص والقصائد الشعرية التي تقدم في كل حلقة بعيدا عن التكرار والملل، صابغين ذلك الإبداع بروح أخوية واضحة وبمصداقية وغيرة حقيقية على الإبداع الوطني، وتظهر تلك الروح مزينة مجملة في تلقائيتها وبساطتها في طرح مفرداتها بعيداً عن التكلف واصطناع البلاغة من جهة، وبعيدا عن الفوضوية والعادية المنفرة من جهة أخرى . وها هي المجموعة تلتقيكم في هذا المكان الرحب لتعانق افكاركم وتلامس شغاف روحكم . فبدأت القراءات الشعرية من غدير محجوب ومنتصر مهدي الفكي ومهند الشيخ وعن مجموعة ريحة البن تحدث الأستاذ أزهري محمد علي بأنها تناولت الشعر الجاد الذي يفعل فعله الإيجابي في المجتمع ثم أشار لبرنامج ريحة البن بأنه استطاع ان يخدم الثقافة بأبعاد جديدة والبرنامج ظهر ككائن حي مستقل وصل للناس دون الإستعانة بأصوات المغنيين وعندما رأيتهم فرحت لهم وتذكرت شبابي عندما احاول ان اجد لنفسي موطئ قدم بين العمالقة من الأدباء والمتابع للحركة الشعرية يجد في كل يوم صوت جديد يحاول ان يعلي من شأن الحركة الثقافية رغم أن هناك شعر هابط جاء نتيجة لواقع الحرب التي تأبى ان تفارق حياة السودانيين فظهرت عبا?ات القنبلة والكلاشنكوف وغيرها من المسميات التي تختفي ما لم توفر وزارة الثقافة الأدوات التي تجعلها تقود الحياة المجسد في شعارها . بعده تواصل المد الشعري من المجموعة كما تحدث الأستاذ محي الدين الفاتح عن مرحلة مجموعة ريحة البن ووصفها بأنها مرحلة تشويق وليس فيها اشباع , واستطاعت ان تعبر عن نفسها بشكل دقيق جدا والمجموعة جاءت بشئ جديد ومدهش في آن واحد حينما نقلت الحالة الشعرية من ابداع فردي الى ابداع جماعي بشكل مخالف ولكنه ممتع . في الختام كانت هناك مداخلات من د. رشا والشاعر الشاب بشرى البطانة والمهندس عبد العزيز الجنيد كما تغنى في المنتدى المطرب / أمير موسى الذي قدم اعملا خاصة ظهرت فيها خامته الصوتية الفريدة وقدرته اللحنية البارعة فكان حديث الحاضرين وكذلك كان المطرب/ الواعد ضياء الدين السر صاحب المستقبل الكبير في خارطة الأغنية السودانية .