أمة الامجاد هي الامة السودانية التي شكلت تاريخنا وعزنا ومجدنا بالبطولات في مناهضة المستعمر، وقد كتب شعراؤها وغنى مبدعوها بعذب الكلام وان مدخل هذه الامة للاستقلال بدأه الشعراء والمفكرون والمغنون، وقد كتب الشاعر السوداني ابراهيم الدلال من دار الكبابيش اجمل الشعر للوطن: يا وطناً غر الشموس تظله ونامت على كل الجبال جباله تلقع بالنيلين بردي مهابه وقد لاح فوق الجمال جلاله وقد حفظ التاريخ أية مجده ليوث الثرى يوم اللقاء رجاله وامة يكتب اشعارها امثال الدلال فإن حضارتها مبنية على نسق معرفي لانسان السودان لان السودان تاريخ وحضارة وكتابات. يا وطناً غر الشموس تظله ونامت على كل الجبال جباله كما ناضل السياسيون فإن اهل الثقافة ناضلوا بالكلام وحمل الاقلام وكانت كلماتهم لها وقع في نفوس الناس لمحاربة المستعمر فالسوداني هو مفجر البطولات وصانع الامجاد وصاحب الكلام الذي حفز الناس، وهو حامي حمى البلاد فإن الغناء السوداني ساهم بصورة فاعلة في ان يرحل المستعمر عن بلادنا وذلك لان لشعرائنا وفنانينا قيما جمالية تطرح التصور للوطن وها هو الشاعر محمد احمد التني يخلد موقعة كرري وابطال المهدية يواجهون جيوش الغزاة المعتدين بهمة عالية أوضحت عزيمة أهل السودان: سل إن مررت ببقعة الشهداء صوتا من الماضي أهاب بالفتية قد ضمهم في الحق خط سواء فتقدموا متواثبين وحلقوا بالشعب نحو الرتبة الشماء وقد صدح الشاعر ادريس جماع بلحن الفداء فداء للوطن وقد صور السوداني بأنه محارب مقدام ضد الاعداء: اذا ردد القوم لحن الفداء وثبنا سراعا وكنا صدى وسرنا صفوفا نلاقي الردى ولو كان حوض الردى موردا وتحية لشعرائنا الذين حملوا المشعل ليضيئوا دياجير الظلام بالكلمة والايقاع، وانهم كانوا بواسل كالابطال المحاربين ومنهم الشريف زين العابدين الهندي الذي يقسم: قسما برب الكون رب الحسن رب الناس خالق الانام سنسرج الظلماء من عيوننا لذلك نجد ان استقلال السودان صنعه الادباء والفنانون، ويذكرني دائماً الدكتور محمد الامين الشريف الصديق العزيز والباحث والمعد في تلفزيون السودان ان هنالك ارهاصات للنضال ضد المستعمر تتمثل في منتوج الشعراء والادباء والفنانين الذي يسهم في تشكيل وعي الجماهير، وقد شكلت الروابط الادبية في كل مدن السودان حراكاً ثقافياً توعوياً ان كان في سنار او مدني متمثلا في الروابط ونادي الخريجين، وفي الابيض كان الشاعر محمد عوض الكريم القرشي والصحفي الفاتح النور من الذين ينادون بالاستقلال في المنتديات، كما ان محمد خير المحامي بود ?دني كان شعلة من النشاط ضد المستعمر، وفي عطبرة قلعة النضال والمدينة العمالية كتب الشاعر الطيب حسن «وطني العزيز» وقد قام بغنائها قيثارة الوطن حسن خليفة العطبراوي: يا وطني العزيز يا اول وآخر اهتف بي حياتك وبي حبك أفاخر كيف لا استميت في حبي واجاهر ويجهر الشاعر الطيب حسن الطيب بهذه الانشودة التي أصبحت من اغنيات الوطن، وقد غنى وكتب شعراً حادي الوطنية وحادي الغناء خليل فرح ومن اشعاره وألحانه وغنائه عازة في هواك التي كانت وما زالت وتظل نبراس الغناء السوداني: عزة في هواك نحن الجبال للبخون صفاك نحن النبال عزة ما بنوم الليل محال بحسب النجوم فوق الرمال والقى الزاد كمل وانا حالي حال متين اعود اشوف ظبياتنا الكحال عزة ما سليت وطن الجمال ولا ابتغيت بديل غير الكمال... واغنية عازة صارت هي الرمز للوطن وباستخدام الخليل للرمزية صارت من اغاني الوطن، وقد كتبت برؤى مستقبلية لذلك خلدت كما خلد شاعرها ومغنيها في وجدان الامة السودانية؛لانها اثارت الشعور الوطني ضد المستعمر، وخليل فرح شاعر الوطن ومغنيه يعتد بالوطن السوداني في تاريخه وبطولاته كما في الشرف الباذخ: نحن ونحن الشرف الباذخ دابي الكر شباب النيل نحن حمايتك ونحن فدايتك نحن نموت ويحيا النيل نحن الطينة ونحن العينة نحن اليوم بشائر جيل فالاغنية مسقية بحب الوطن من عاشق الوطن خليل فرح الذي تأدب بحب الوطن لذلك فهي معطونة بالوطنية سلاحه الذي سكن في قلوب كل السودانيين.. ومن كلمات الشاعر محيي الدين فارس غنى الفنان حسن خليفة العطبراوي للوطن: انا لست رعديداً يكبل خطوه ثقل الحديد عن الكفاح لا لن احيد وهناك اسراب الضحايا الكادحون العائدون مع الظلام من المصانع والحقول وقد كان العطبراوي يدخل السجن بجريمة الغناء للوطن كما يعتقد المستعمر ولكنه كان شرفا له، وللغناء وللوطنية وقد قام بغناء نشيد المؤتمر من تأليف خضر حمد: للعلا للعلا وابعثوا مجدنا الآفلا واطلبوا لعلاه المزيد امة اصلها للعرب دينها خير دين يحب عزها خالد لا يبيد وقيثارة الوطن حسن خليفة العطبراوي كان فيضاً من الاغنيات الوطنية وبلدنا حبابه كلمات شمس الدين حسن خليفة: مرحبتين بلدنا حبابه حباب النيل حباب الغابه ياها ديارنا نحن احبابه بنهوى عديله ونرضى صعابه ومنْ مِنْ الشعب السوداني لا يتذكر ملحمة العطبراوي يا غريب لبلدك: كلمات الشاعر يوسف مصطفى التني: يا غريب يلا لبلدك يلا يلا لبلدك يلال لي بلدك سوق معاك ولدك ولملم عددك انتهت مددك وعلم السودان يكفي لي سندك فالعطبراوي خارطة من النضال والغناء في وجه المستعمر المستبد المتسلط ولم يزده السجن الا مزيدا من الغناء لذلك نجد ان غناءه ضد المستعمر كثير وجميل ورائع ومن الروائع لا لن يكون من اشعار محمود علي شعبان: لا لن يكون لن يفلح المستعمرون لن يحرقوا في الموقد الذري احلام القرون لن يهدموا القيم الرفيعة والحضارة والفنون لن يسرقوا في الظلام فإننا مستيقظون ولقد كان نبع الوطنية والوطن في شعر محمد عثمان عبد الرحيم انا سوداني والتي جعلت العطبراوي يصدح بها في كل مكان في عز وشموخ: انا سوداني انا انا سوداني انا كل اجزائه لنا وطن اذ نباهي به ونفتتن نتغنى بحسنه ابداً دونه لا يروقنا حسن حيث كنا حدت بنا ذكر ملؤها الشوق كلنا فدا نتملى جماله لنرى هل لترفيه عيشه ثمن فالاستقلال أسس له بالشعر والثقافة والغناء، وميرغني المأمون واحمد حسن جمعة ابدعوا في اغنية الوصية: جدودنا زمان وصونا على الوطن على التراب الغالي لذلك كان السودان في حدقات الوطن لميرغني المأمون واحمد حسن جمعة كما كان حاضراً عند الشاعر عبيد عبد الرحمن في واجب الاوطان داعينا، وقد انشد الشاعر عبد الواحد عبد الله مع الموسيقار محمد عثمان وردي: كرري تحدث عن رجال كالاسود الضارية وهذا استلهام للتاريخ البطولي لابطال كرري في صور شعرية محفزة للنضال ضد المستعمر.. وتحية اجلال وتقدير لرافع علم السودان ابي الوطنية الزعيم اسماعيل الازهري، ولشاعر الوطن عبد الواحد عبد الله الذي جعل الاستقلال تاريخاً نحتفل به مع المغني وردي: اليوم نرفع راية استقلالنا ويسطر التاريخ مولد شعبنا يا اخوتي غنوا لنا والغناء في حضرة الوطن عشق وصور وجمال، كما صور الدكتور الشاعر مبارك بشير في عرس الفداء: نلتقيك اليوم يا وطني لقاء الاوفياء قد تنادينا خفافا لك يا ارض البطولات وميراث الحضارات نغني اليوم في عرس الفداء لبعانخي وترهاقا وللمهدي لعلي عبد اللطيف لعبد القادر ود حبوبه لصمود العز في كرري للموت الفدائي العظيم والاستقلال عرس انطلق من تاريخ الاجداد وان الوطن عند الشعراء والفنانين دونه الكلمات والمهج، والوطن في حدقات العيون وهو رسالة فنية خالدة في منتوج الشعراء والفنانين، فلهم التحايا وللوطن الجلوس تقديراً واحتراماً، ووطن الجدود نفديك بالارواح نجود، كما تغنى عثمان الشفيع وسلام على كل شاعر ومغنٍ كتب حرفاً في غناء الوطن. [email protected]