تحطمت مروحية عسكرية وقتل أفراد طاقمها الستة بينهم ضابطان في مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان فجر أمس، ووقع الحادث إثر اندلاع النيران في مروحية من طراز «ابابيل» كانت تحمل معدات عسكرية، وسمع سكان الحي الذي سقطت فيه الطائرة دوي انفجارات بسبب تفجر الذخائر. واستبعدت كل من الحكومة والجيش تعرض الطائرة المنكوبة لاصابة في اشتباكات مع حركة العدل والمساواة. وفرضت قوات من الجيش طوقا حول حطام الطائرة. وقال المتحدث باسم الجيش العقيد الصوارمي خالد سعد ،ان المروحية العسكرية تحطمت فجرا في مطار الابيض، واضاف ان المروحية «كانت في مهمة ادارية تحمل بداخلها معدات عسكرية وعقب اقلاعها من المطار بثلاث دقائق حدث فيها عطل فني واشتعلت فيها النيران». ونفى سقوط الطائرة جراء عمليات عسكرية باعتبار ان الولاية خالية من اي مواجهات بعد مقتل خليل. واوضح ان «قائد الطائرة هبط بها في ميدان ولكن النيران كانت اشتعلت فيها وحطمتها ما ادى إلى مقتل طاقمها المكون من ستة افراد. ولم تحدث أي خسائر في الأرواح بين سكان المنطقة، رغم أن الطائرة كانت تحمل عتاداً عسكرياً، لجهة ان قائدها تمكن من الانحراف بها الى ميدان وسط حيي المطار والمروة. واحتسب الجيش ستة من منسوبيه في تحطم الطائرة وهم: الملازم أول طيار محمد صالح، والملازم طيار محمد طه، بجانب أربعة فنيين يمثلون طاقم المروحية العسكرية الذين لقوا مصرعهم في الحال. من جانبه ، كشف والي شمال كردفان معتصم زاكي الدين، ان سقوط طائرة أبابيل بالابيض جاء نتيجة لعطل فنى طارئ وهي في «مهمة عسكرية عملياتية عادية»، وقال انه لا علاقة تربط بين الطائرة واحداث حركة العدل والمساواة الاخيرة. واضاف في مؤتمر صحفي امس، ان الطاقم استطاع الانحراف بها يمينا لتجنب مواطني ومساكن الاهالي في عمل «شجاع وبطولي وفدائي نادر» ليهبط بها في ميدان وسط المنازل بلا خسائر وسط المواطنين. وقال الوالي، ان اصوات الانفجارات التى سمعها مواطنو المدينة كانت نتيجة لانفجار «الدانات» التى كانت تحملها الطائرة. وروى شهود عيان ل«الصحافة»، ان سقوط الطائرة العسكرية ، احدث دويا وانفجارا هائلا، وسيطر الهلع والذعر على سكان المدينة واهتزت عدة احياء فى مدينة الابيض، بجانب تصدع عدد من المنازل المتاخمة للمطار، دون وقوع خسائر فى ارواح سكان الحي. وخرج الالاف من مواطني مدينة الابيض، واتجهوا صوب المطار لمعاينة الطائرة المحترقة واحتواء ألسنة اللهب والشظايا، وتناثرت الطائرة بحسب شهود العيان بعد سقوطها الى ثلاثة اجزاء، موضحين ان طاقم الطائرة عمد الى توجيه صواريخ وقذائف المروحية الى اماكن خالية قبل سقوطها. ووفقا للمواطن مهدي عبدالرحمن احد سكان حي المطار ل«الصحافة»: فانه في تمام الثامنة من صباح امس، لاحظ عند خروجه من منزله الطائرة وهي في حالة اقلاع من مطار الابيض، وبعد دقائق لاحظ ان الطائرة تتهاوى، واضاف انها هوت بناحية احدى المدارس بحي المطار، وان طاقمها حاول ان يتجه بها ناحية مدرج المطار، لكنها سقطت فى مساحة خالية وعلى مقربة من منازل الحي، وبالتحديد جنوب منزله، وان سقوطها احدث انفجارا هائلا وتناثرت الي ثلاثة اجزاء، كما ان شظايا اصابت عددا من المنازل. وافاد عبد الرحمن بانه سارع فور سقوط الطائرة الى اخلاء ونقل اطفاله من المنزل، وان عددا من سكان الحي هجروا الحي وتوجهوا الى داخل المدينة. وتم تشييع طاقم الطائرة ودفنهم في موكب مهيب بمقابر «ود ابوصفية» بالابيض بعد ان صلى عليهم بمسجد الابيض العتيق عقب صلاة الجمعة، وتقدم المشيعين والي الولاية وقادة الجيش والشرطة والأمن ورئيس الجهاز القضائي ورئيس المجلس التشريعى والوزراء ومواطنو المدينة.