قرأت قبل يومين مقالة جيدة بصحيفة «القوات المسلحة» كتبها الفريق أول ركن حسن يحيى محمد أحمد تحت عنوان «ولاية وزارة المالية لا تعني بالضرورة تحويل الحسابات الحكومية لبنك السودان». والمقالة جاءت في الصميم كعادة صاحبها في الكتابة، ولفتت أنظار المهتمين الى التخبط في السياسات التي تتخذها وزارة المالية في عهد الوزير علي محمود الذي دخلت البلاد في عهد «ولايته علي المال العام» جحر ضب ولم تخرج حتى الآن من تداعيات ذهاب الثروة النفطية الى دولة جنوب السودان وفقدان الحكومة لاهم مورد صرف بذخي، وللحقيقة مازال الجنيه السودا?ي يتراجع أمام العملات الصعبة حتي شارف على الهلاك، والمقالة كشفت عن قيام وزارة المالية بخطوة يرجح أن الوزير اراد عبرها القيام بعمل يؤكد الرقابة على الحسابات الحكومية في مواجهة الصرف خارج الميزانية ويوقف «التجنيب» ولكن كما يقول المثل الشعبي «جاء يكحلها عماها». والمقال كشف عن انقلاب خطوة الوزير الى صناعة «احتكار جديد» وتمييع دور البنك المركزي ليصبح مضاربا في السوق مثله مثل البنوك التجارية، احد الظرفاء علق على التخبط البائن في السياسات الاقتصادية بالقول إن الشعب السوداني لن يستطيع حتى أكل «الكسرة» التي ?وصى بها الوزير، باعتبار أن الوزارة ربما تتجه الى احتكار صناعة «الكسرة» وتجعلها حكراً على بنك السودان، ثم تأمر بتصدير «الكسرة» لمقابلة النقص في النقد الأجنبي. الاتحاد الاوربي يودع سفيره في خطابه الاخير في حفل استقبال لاعضاء السلك الدبلوماسي، أعلن سفير الاتحاد الاوروبي في السودان السفير كارلو دي فليبي برفقة زوجته السيدة ماريا كريستينا، عن انتهاء فترة عمله سفيراً للاتحاد الاوروبي في السودان. وفي الخطاب الوداعي أعرب سفير الاتحاد الاوروبي عن ارتياحه لاستكمال مهمته بنجاح في السودان، وأنه يأمل أن يستمر التطور في العلاقات بين السودان واوروبا. وأضاف أن التعاون المطرد بين السودان والاتحاد الاوروبي واقامة حوار صادق بين الحكومة السودانية ودول الاتحاد الاوروبي حول مختلف القضايا، سوف ينعكس ايجابياً عل? العلاقات السودانية مع أوروبا. وشكر سفير الاتحاد الاوروبي كارلو دي فليبي الحكومة السودانية والشركاء الدوليين والموظفين السودانيين في بعثة الاتحاد الاوروبي، على التعاون من أجل تعزيز العلاقات السودانية الاوروبية. وأعرب السفير عن أمله في أن يتوسع الاتحاد الاوروبي في مشاريعه في السودان لتعبر عن تطلعات الشعوب الاوروبية والشعب السوداني من أجل تحقيق السلام والرخاء لجميع أهل السودان، وخصوصا الشباب وصغار السن. تولى السفير كارلو دي فليبي مهامه رئيساً لبعثة المفوضية الاوروبية في السودان في عام 2008م، بعد حياة مهنية دبلوماسية قضاها في بوركينا فاسو وغينيا والكونغو والغابون. وقد تم اختيار السفير الايطالي كارلو دي فليبي من قبل الممثل السامي للاتحاد الاوروبي للسياسة الخارجية لخبرته في الشؤون الافريقية وحل النزاعات وشؤون التنمية والعمل الانساني. وتطورت العلاقات السودانية الاوروبية في فترة السفير كارلو دي فليبي خصوصاً في مجالات التنمية والتعاون، حيث مثل السفير الاتحاد الاوروبي في ضمان اتفاق السلام الشامل، وتعهد الاتحاد ا?اوروبي بدفع مليار ونصف يورو لدعم عمليات السلام في السودان من خلال المشاركة في «81» مشروعاً في شمال وجنوب السودان. علاوة على ذلك فقد شهدت العلاقات السودانية الاوروبية بدء الحوار السياسي حول قضايا الديمقراطية وحقوق الانسان وتقديم الدعم المادي والفنى والمراقبة لعمليات الانتخابات والاستفتاء. كما شهدت الفترة اهتماما اوروبيا بالسودان تمخض عن زيارات ثنائية عالية المستوى ابرزها زيارة مفوض التنمية الاوروبي اندرياس باى بالجس ومفوضة الشؤون الانسانية كريستينا جورجيفا، وزيارة الوزير علي كرتي ود. جلال الدقير وزير التعاو? الدولي، وزيارة د. أحمد إبراهيم الطاهر للاتحاد الاوروبي في بروكسل. كما أعلن المكتب الإعلامي ببعثة الاتحاد الاوروبي أنه من المتوقع وصول سفير الاتحاد الاوروبي القادم الى الخرطوم في يناير 2012م لتقديم اوراق اعتماده للسطات السودانية. وفي اغسطس 2011م عينت المفوضة السامية للاتحاد الاوروبي كاثرين أشتون السفير التشيكي توماس يوليشني ليكون الرئيس القادم لبعثة الاتحاد الاوروبي في السودان. والسفير توماس يوليشنى هو سفير جمهورية الشيك السابق لسوريا، واختير بناءً على خبرته في الشؤون العربية وقضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان.