اتهم الرئيس عمر البشير، حكومة الجنوب بعدم الجدية في التوصل الى حل حول قضية النفط بين البلدين ،مؤكداً ان الحكومة اتخذت قرارها من جانب واحد بأخذ رسوم عبور النفط الخام (شهر بشهر)الى حين التوصل لاتفاق ، واعلن ان العام الحالي سيكون عاما لحسم قضايا دارفور والنيل الازرق وجنوب كردفان. وقال البشير ،عقب تسلمه امس رد الهيئة التشريعية على خطابه الذي القاه امام البرلمان ،ان البرلمان اعتمد قانون رسوم عبور ومرور النفط عبر الاراضي السودانية، بيد ان طريقة حكومة الجنوب في التعامل وحضورها للجلسات التفاوضية وردودها على المقترحات توضح انها لا تريد التوصل لاتفاق واضاف (وضعهم ممتاز وبترولهم منساب بصورة طبيعية يأخذون العائدات بالكامل ،ولا تخضع لاية التزامات حول رسوم العبور سواء ادارية او سيادية عشان كده نحن اتخذنا قرار من جانب واحد، وحسب الحساب ناخذ رسوم العبور من النفط الخام شهر بشهروهذا من حقنا) وكشف البشير انه اخطر حكومة الجنوب بالرقم الذي حددته الحكومة وان(هذه حقوقنا وسنستمر في اخذ حقنا كاملا الى ان نصل لاتفاق.) ورأى البشير ان تهديدات حكومة الجنوب بقفل انابيب البترول ستحدث خسائر للحكومة، بيد انه عاد وقال «لكن الخسارة الاكبر ستكون للجنوب ،لانهم ليس لهم دخل سوى البترول» واغلق رئيس الجمهورية الباب امام اي تفاوض حول ولايتي النيل الازرق وجنوب كردفان ، وقال لن نسمح بأن تكون هناك نيفاشا جديدة ،وليس لدينا استعداد لاتفاق جديد واي تمرد سيتم حسمه عبر القوات المسلحة، مؤكدا الالتزام باتفاق السلام الشامل، واتهم جهات- لم يسمها - بتصوير الصراع في الولايتين بالصراع العرقي ،مبيناً ان القوات المسلحة احبطت كل المخططات ،ووجه نواب هذه المناطق بالتوجه الى النقاط الملتهبة للعمل من اجل استقطاب العناصر للجنوح الى السلام ،واشار الى ان نسبة تنفيذ المشورة الشعبية في النيل الازرق وصلت الى 80%. وشدد البشير على ان المرحلة التي يمر بها السودان تحتاج لترتيبات استثنائية في كل شئ ، وقال نحن نتحمل مسؤولية البلاد في هذا الظرف المفصلي (وكلنا ملمون بالتحديات التي تواجه البلاد اقتصاديا سياسيا وامنيا واجتماعيا)، داعيا الجميع الى العمل والتنسيق بين الاجهزة العدلية والتشريعية والتنفيذية. واوضح ان القضايا التي تم طرحها هي ملامح خطة عمل للبرنامج الثلاثي الذي قال انه برنامج لاسترايجية ربع قرنية، الهدف منها الوصول بالسودان الى مرحلة متقدمة، وان هذه المرحلة قطعا تحتاج لترتيبات استثنائية في كل شئ. واعلن البشير جاهزية الدولة لرد اي عدوان من دولة الجنوب ،مجددا اتهامه لها بإيواء حركات دارفور، وطالبها بتجريدها من السلاح ،واكد ان الاوضاع في دارفورمستقرة وان ما تبقى من قوات حركة العدل والمساواة وصلت الجنوب الآن ،وقال (نحن نراقب الموقف). وكشف الرئيس عن محاولات لاقناع حكومة الجنوب بتجريد تلك القوات من السلاح، وقال نحن نحاول اقناعهم لان السلام ( اساسي جدا بين الدولتين) واضاف (كما انهم محتاجون للسلام والاستقرار،نحن محتاجون لسلام واستقرار) ،وشدد على ان السودان سيتعامل معهم بمسؤولية وضبط النفس ،لكننا ايضا جاهزون لرد اي عدوان يأتي من دولة الجنوب. وفي الجانب الاقتصادي ،قال رئيس الجمهورية، ان هناك مؤشرات طيبة بزيادة الصادرات واحلال الواردات ،مبينا ان الدولة استطاعت تحقيق عائدات من الصادرات غير البترولية ب2 مليار دولار، وانه بنهاية العام نكون قد تجاوزنا كل العقبات التي ترتبت على خروج بترول الجنوب.