حسم الرئيس البشير رؤية حزبه للدستور المقبل الذى شهد حراكاً غير مسبوق فى الفترة الماضية من قبل القوى السياسية المعارضة ومنظمات المجتمع المدنى التى وضعت خريطة طريق لدستور يرتضية الجميع، الا ان البشير قفل الباب امام أية اجتهادات فى هذا المجال، واكد ان الدستور القادم هو دستور الشريعة الإسلامية، وقال ان حزبه قطع عهداً مع الشهداء بإقامة دولة الشريعة التى قتلوا من أجلها، حيث جدد الرئيس عمر البشير فى مخاطبته أعياد الشهيد بميدان الحرية بمدينة كوستى، التأكيد على أن الشريعة الإسلامية ستكون مصدر الدستور القادم لاقامة مجتمع القرآن في البلاد، وفاءً للعهد الذي قطعه المؤتمر الوطني مع الشهداء، وقال إن الشعب السوداني حسم هويته ويقدم أنموذجاً للدول التي تبحث عن هويتها الآن. وقال البشير إن المصير الذي انتهى اليه القذافي بمقتله على ايدى الثوار سيكون مصير كل من يقدم الدعم للعمل المسلح ضد السودان، مؤكداً قدرة القوات المسلحة على ردع كل من تسول له نفسه العبث بأمن واستقرار المواطنين، وقال البشير: إن اعداء السودان قالوا ان قيادات الحكومة اصبحوا منشغلين بجمع واكتناز الأموال والاستثمارات وانشغلوا عن أمن البلاد وسلامتها واستقرارها، ومن ثم استفزوا القوات المسلحة فى أبيي، ولكنا فوتنا عليهم الفرصة فى المرة الأولى، ولكن عندما تكررت اعتداءاتهم لقناهم درساً لن ينسوه، وطردناهم من أبيي حتى حدود بحر العرب، وعندما فشلت مساعيهم حركوا عملاءهم بالداخل أمثال عبد العزيز الحلو، واشعلوا الحرب فى ولاية جنوب كردفان، وارادوا ان يحولوا مدينة كادقلى الى بنغازي ومن ثم الزحف على الخرطوم بعد تكوين المجلس الانتقالى ولكن عصرناهم فى مكانهم ولم يتمكنوا من تنفيذ مخططاتهم التى رسموها من اجل تمزيق السودان ونسف استقراره، ووجه البشير انتقادات حادة لمالك عقار وقال: «نصبناه حاكماً واعطيناه ميزانية، لكنه طلع تور وما بفهم وأعمى بصيرة»، واضاف «الزول ده جثة كبيرة ورأسو صغير ولم يعِ الدرس في جنوب كردفان، واصبح شارداً من شجرة لي شجرة ومن جحر لى جحر». وشدد البشير على أن موجة الربيع العربي لن تصل البلاد، وقال إن الربيع العربي بدأ في السودان منذ 23 عاما مع ثورة الانقاذ، وانه تأخر في المحيط العربي والاقليمي، وقال إن كل الشعوب المسلمة لو اتيحت لها فرصة حقيقية ستختار منهج «لا إله إلا الله»، وأثبتت الانتخابات فى مصر وتونس هذه الحقيقة التى مازالت تنتظرها ليبيا واليمن. وحيا البشير شباب الثورات العربية الذين ارتضوا منهج الشريعة الإسلامية، وتابع: «نقول لبعض المرجفين والمنافقين إن انتظاركم لقيام الثورة فى السودان سيطول كثيراً»، وأقرَّ البشير بأن الانقاذ اتت عبر دبابة ليلاً من اجل انقاذ الشعب، وقال: «جينا بدبابة بالليل لأن البلد كانت محتاجة للانقاذ من الجوع والفقر والمرض». وامتدح الرئيس البشير الثورة المهدية وقال إنها ثورة توجه وعقيدة من أجل نصرة الدين الإسلامى، وقال إن الإمام محمد احمد المهدى كانت وجهته الأولى الى هذه الولاية التى احتضنت انطلاقة الثورة المهدية، فلم يأتِ من اجل قبيلة او جاه، وانما أتى لانه مدرك بأن اهل بحر أبيض مع راية «لا اله الا الله»، التى نصروها وقدموا فى سبيلها الشهداء، وقال إن رايتها لن تنكس، واوضح البشير ان زيارته الى هذه الولاية تعد الأولى له فى العام الجديد عقب احتفالات البلاد بالاستقلال. وفى مخاطبته لجماهير النيل الأبيض كشف رئيس الجمهورية عن دراسات تقوم بها الحكومة حول تفريغ خزان جبل أولياء وازالته والاستفادة من الأراضي للزراعة او الابقاء عليه. وأدلى والي الولاية يوسف الشنبلى بإفادات قصيرة عن حال الولاية التى قال إن اهلها يقفون قلباً وقالباً مع ثورة الإنقاذ، وقال الشنبلي ان الولاية تحتضن هذا العام احتفالات أعياد الشهيد، وذلك لإيمانها بتضحيات من مضوا من اجل عزة وكرامة البلاد، واشار الى ان اهل النيل الأبيض قدموا عدداً كبيراً من الشهداء من اجل امن السودان وسيادة اراضيه، وقال ان الولاية مستعدة لتقديم المزيد من الشهداء. ومن جانبه، طالب معتمد كوستي ابو عبيدة عبد العزيز العراقي، بتطبيع العلاقات التجارية مع دولة الجنوب، لافتاً الى ان المدينة تعتمد على التجارة، وتضررت من قفل الحدود مع دولة جنوب السودان، وقال إن التجار اشتكوا من تكدس بضائعهم منذ ستة اشهر بميناء كوستي، وترتبت على ذلك خسائر كبيرة لهم، وناشد رئاسة الجمهورية بتحسين العلاقات التجارية وتسهيل حركة البضائع مع الدولة الوليدة، وشكا المعتمد من تدهورالطرق بالمدينة والحال المزرية التى وصلت إليها فى الفترة الأخيرة، وقال إنها توقفت منذ سنتين، موضحاً انه تم التصديق ب «40» كيلومتراً تم تنفيذ 15 كيلومتراً فقط منها، وطالب العراقى بإكمال طريق كوستى الدويم الذى اكتملت دراسته وتبقت فقط مرحلة التمويل والتنفيذ. وفى كلمته قال مدير منظمة الشهيد الاتحادية محمد احمد حاج ماجد إنهم درجوا على إقامة الاحتفالية كل عام فى ولاية جديدة، وهذا العام وقع الاختيار على ولاية النيل الأبيض التى أقامت فيها منظمة الشهيد بالتعاون مع حكومة الولاية عدداً من المشاريع لإعانة أسر الشهداء عن طريق مشاريع التمويل الأصغر، وبناء «111» منزلاً لأسر الشهداء، ونوَّه حاج ماجد بأن عيد الشهيد القادم في عام 2013م ستشهده ولاية شمال دارفور. وافتتح البشير عدداً من المشاريع في احتفالات عيد الشهيد، شملت مستشفى الحوادث والإصابات بمدينة ربك، بالإضافة إلى «111» منزلاً لأسر الشهداء بمدينة كوستي، اضافة لمستشفى سوداتل للنساء والولادة، واستاد كوستي الذى اعيد افتتاحه من جديد بعد ترميمه لاستقبال مباريات الدوري الممتاز، بعد دخول فريق الرابطة كوستي إلى مضمار المنافسة.