عشرة ألف لاجئ أفريقي باسرائيل توافق دولة جنوب السودان على استضافتهم ،خبر تصدر العناوين بعد زيارة رئيس دولة الجنوب الى الدولة العبرية ،خبر قد يكون طبيعيا للدول الاخرى ،ولكن للسودانيين يعني الكثير ويحمل دلالات ومعاني مختلفة ،فمن واقع العداء التاريخي بين السودان واسرائيل وتصاعد حدة التوتر والخلافات بينه والدولة التي انقسمت منه حديثا استشعر السودان خطورة الخطوة التي يعتبرها مراقبون له ماورائها ولن تكون مبرأة من الغرض وانها تعني السودان ،وهو الامر الذي جعلهم يتساءلون عن مغزاها واسباب ودوافع دولة الجنوب على الاستضافة ومقاصد اسرائيل من ورائها ،وكيفية تعامل الحكومة في الشمال معها. مواصلة لدعمها للحركة الشعبية كانت إسرائيل واحدة من بين أوائل دول العالم التي اعترفت بقيام دولة جنوب السودان قبل حوالي 6 أشهر عقب انفصالها عن الدولة الأم، وأقامت معها علاقات دبلوماسية خلال أيام قليلة من إعلانها. وتوجت هذه العلاقة القوية بزيارة رئيس دولة جنوب السودان اخيرا لاسرائيل وهي الزيارة التي اثارت غبارا كثيفا وسط الدول العربية خاصة مصر والسودان اللتين تعتبران ان اسرائيل تسعى لمحاربتهما عبر بوابة الدولة الوليدة ،وحملت الزيارة التي امتدت ليوم واحد الكثير من الاخبار غير السارة للدول العربية خاصة السودان الذي اعلنت خارجيته تكوين لجنة لبحث آثار وتداعيات هذه الزيارة عليه ،ولكن ابرز ماحملته الزيارة ماكشف عنه مسؤول إسرائيلي أن مقربين من رئيس جنوب السودان سلفا كير، ، أكدوا استعداد دولتهم لاستيعاب 10 آلاف لاجئ أفريقي تسللوا إلى إسرائيل مقابل مساعدات في مجالات عدة بينها المجال الأمني. وقال عضو الكنيست داني دانون، إن «دولة جنوب السودان مستعدة لأن تستوعب في أراضيها 10 آلاف متسلل دخلوا إلى إسرائيل»،وأضاف دانون أن جنوب السودان طلب مقابل ذلك الحصول على مساعدات من إسرائيل في مجالات الزراعة والتكنولوجيا والأمن. كشف دانون عن أن جنوب السودان وافق على استيعاب لاجئين أفارقة وصلوا إلى إسرائيل من دول أفريقية أخرى مثل إريتريا، مشيرا إلى أنه منذ إقامة دولة جنوب السودان قبل نصف عام يغادر إسرائيل ما بين 100 إلى 400 لاجئ جنوب سوداني يعودون إلى موطنهم وذلك مقابل 500 دولار تدفعها إسرائيل للفرد الواحد،وأشار إلى أن استعداد جنوب السودان سيساعد في تقليص عدد المتسللين الأفارقة إلى إسرائيل، الذي تفيد المعطيات الرسمية بأن عددهم يقارب ال«50« ألفا وقسم كبير منهم جاءوا من إريتريا،ووصف دانون موافقة جنوب السودان على استيعاب المتسللين بأنه «إنجاز عظيم» واقترح أن يتم بناء المعتقل، لاحتجاز اللاجئين الأفارقة، الذي قررت إسرائيل بناءه في جنوبها في أفريقيا، وأن تمنح إسرائيل تعويضا ماليا للدولة التي توافق على إقامة المعتقل في أراضيها. واعتبر أن «تكاليف بناء معتقل كهذا في افريقيا أرخص، وعدا ذلك فإن من شأن ذلك أن يمرر رسالة إلى المتسللين مفادها أنه في جميع الأحوال لن يتمكنوا من المكوث في إسرائيل، ورئيس الوزراء (نتنياهو) أحب هذه الفكرة لكن لم يتم البدء في تنفيذها حتى الآن. «يشار إلى أن إسرائيل ترفض تسمية الأفارقة الذين يصلونها بأنهم «لاجئون» وترفض تطبيق القانون الدولي بهذا الخصوص إلا في حالات نادرة، كما أن دانون يعتبر أحد أبرز أعضاء الكنيست اليمينيين المتطرفين والعنصريين وفي رصيده البرلماني عدد من القوانين العنصرية والمعادية للديمقراطية التي يجري سنها في الكنيست وسط انتقادات داخلية ودولية واسعة. واخطر ماقاله عضو الكنيست حول جنوب السودان «أعتقد أنه ينبغي تقوية الأمة الجديدة والتي هي أقلية مسيحية داخل أغلبية إسلامية وتعزيز التعاون معها بشأن المتسللين وبذلك يربح الجانبان، هم من الناحية الاقتصادية وإسرائيل من تقليص المتسللين في أراضيها». (الصحافة ) التقت مجموعة من السياسيين لمعرفة مغزى واسباب ودوافع دولة الجنوب على استضافة 10ألف لاجئ ومقاصد اسرائيل من ورائها. قال (للصحافة)السفير عثمان السيد أعتقد ان اسرائيل ستقوم فعلا بترحيل لاجئين افارقة الى جنوب السودان لان ذلك سيكون عكس تطلعات طموحات اولئك اللاجئين الذين فروا من افريقيا بحثا عن حياة افضل فى اسرائيل واروبا ولكن من الممكن ان ترسل اسرائيل عملاء من الموساد لغرض تنفيذ عمليات فى المنطقة ضد السودان . ان الزيارة التي قام بها سلفاكير الى دولة اسرائيل تعتبر تهديداً مباشراً للامن القومى السودانى والامن القومى العربى . وهى جزء من مخطط كبير تشترك فية كل من كينيا ويوغندا وجنوب السودان بشكل مباشر وتترأس هذه المجموعة اسرائيل ،وبدعم من الولاياتالمتحدةالامريكية . تعتبر ملامح هذا المخطط واضحة للعالم حيث يهدف الى تمزيق السودان لانه يعتبر العمق الاستراتيجى للامن القومى العربى . وبعد هذه الزيارة تعتبر كل الحلقات قد اكتملت وأن الاستهداف يمكن ان يتم من جنوب السودان والذى يوجد فية الآن وجود فاعل لجهاز الاستخبارات الاسرائيلى والموساد والى جانب الخبراء العسكريين ويمكن رصد التحرك الاسرائيلى المكثف فى البحر الاحمر حيث تتم الآن عمليات التصنت على جميع الاتصالات فى السودان من جزيرة وصلك فى ارتريا ومن الممكن ان تشهد المرحلة القادمة عملية نوعية متطورة داخل السودان وفى افريقيا ومن جهة ضد مصالح السودان او لصالح الجنوب بنفس طريقة اغتيال اطور ومن الممكن تنفيذ عمليات بطائرات بدون طيار او تدمير مواقع داخل السودان يكون الانطلاق بها من جوبا فى جنوب السودان، او مطار عنتبى فى يوغندا اومن نيروبى فى كينيا او من جزيرة وصلك فى البحر الاحمر او من اسرائيل نفسها . الخبير الامنى والاستراتيجى داؤد قريب الله المزمل ان زيارة سلفاكير الى اسرائيل هى امر متوقع من زمن بعيد حتى من قبل ولا اعتقد ان هنالك خطرا كبيرا يمكن ان يمثله وجود 10زلف لاجىء كانوا فى اسرائيل يتم ترتيب استقرارهم فى جنوب السودان ومن المؤكد ان اسرائيل قد قامت بتدريب مجموعات منهم ولكن سبق ان قاتلت اسرائيل بخبرائها وقادتها بجانب الحركة الشعبية اثناء الصراع فى جنوب السودان وحسرته والحقيقة فالجنوب الآن ليس فى حاجة الى 10ألف ليأتوا من اسرائيل لكن فى حاجة الى خبراء فى كل ا لمجالات دولة جنوب السودان لاتزال دولة هشة . وقد أثارت زيارة سلفاكير جدلا واسعا لدى الرأي العام في السودان، وقال عنها الخبير الأمني والاستراتيجي حنفي عبد الله في تصريحات اعلامية «علاقة جنوب السودان مع إسرائيل علاقة قديمة متجددة.»،وأضاف «هناك زيارات متبادلة وهناك ترتيبات لزيارة نتنياهو لدولة جنوب السودان في يناير المقبل، وكلها تنطلق من أطماع إسرائيل ومن خلال عدوان إسرائيل الذي يأتي بأزياء مختلفة ونحن لسنا متخوفين ومستعدون لصد أي عدوان.» اضاف الخبير الاستراتيجى حيدر عبد الكريم فضل الله اعتقد ان الزيارة تعتبر امتداداً للتواصل لاسرائيل مع حركة التمرد فى جنوب السودان منذ بدايتها فأول ألغام تمتلكها الحركة الشعبية فى جنوب السودان كانت اسرائيلية منذ عهد ( الأنانيا ) وكذلك هنالك العديد من من اشكال التعاون بين الطرفين ولكن اعتقد ان الاتجاه من قبل جنوب السودان الى اسرائيل لايحمل رؤية استرايجية فى هذا الوقت . حيث ان دولة الجنوب بهذا الاتجاه سوف تفقد السودان و الدول العربية ويمكن ان تقدم اسرائيل لجنوب السودان العون العسكرى او الدعم المادى ولكن لن تستطيع ان تسمح لنقاطها بالعبوروان تعطيها الذرة التى تحتاجها وهى دولة مليئة بالمشاكل ،الدعم العسكرى لها سوف يؤدى الى مشاكل جديدة لدولة الجنوب غير المتماسكة وكذلك فإن اسرائيل فى ورطة وتبحث عن حليف جديد حول العالم العربى بعد ان حاصرت حلفاءها العرب الثورات العربية فدولة الجنوب تفتقر الى الرؤية الاستراتيجية والخبرة واكثر من الوجود الاسرائيلى فى اراضيها . وفى السابق كانت تدعم الحركة الشعبية فى جنوب السودان لادارة القتال اما الآن فالواقع يختلف فهنالك حدود واضحة بين الشمال والجنوب وادارة الحرب بين الطرفين ستكون واضحة للعالم ولن تكون فى صالح الجنوب لانه دولة ضعيفة حتى الآن لا اعتقد جنوب لسودان قادر على ادارة شؤون مواطنيه، فهو فى حاجة لسد الفجوات الغذائية وحل مشاكل التعليم ناهيك عن استضافة 10ألف آخرين، والامر لايبدو منطقياً .