القضارف : عمار الضو جاءت سنة 2011 مختلفة التفاصيل عن سابقتها على الاصعدة كافة خاصة الاقتصادية ،والقى شح الامطار في موسم الخريف المنصرم بظلال قاتمة على المشهد العام في ولاية تعتمد اقتصاديات مواطنيها وحكومتها على عائدات الزراعة التي لم تحقق النجاح المتوقع ،مما حدا بوالي الولاية توقع فجوة غذائية وهو ذات الامر الذي سبقه اليه معتمد احدى المحليات ،وبحسب مراقبين لم يشهد محور الخدمات تحسناً يذكر فقضية مياه الشرب مازالت ماثلة بمعظم محليات الولاية ،كما ان الاجلاس المدرسي لم يرَ مشروعه النور كاملا ،وتلقى اعداد كبيرة من تلاميذ المدارس تعليمهم وهم جلوس على الارض يؤكد بجلاء ان لا جديد في هذا المحور ،وحتى المنجزات المحدودة التي شهدها قطاع الطرق والكباري لم تقنع المواطنين الذين كانوا يأملون في سفلتة الطرق الرابطة بين محليات الولاية وحاضرتها ،عطفا على الطرق الزراعية التي تطالها يد التاهيل والاعمار. سياسا واجه والي الولاية كرم الله عباس الشيخ انتقادات حادة وهجوماً مكثفاً وشرساً من قبل بعض اعضاء الحكومة السابقة بعد رفعه شعار التغيير وتمسكه به وإقصائه من افراد الحرس القديم بالحزب الذين دمغوا حكومة كرم الله بالعجز والفشل في اضافة مايفيد حياة الناس بالولاية وهو ذات الاتهام الذي وجهه لهم ،وحال تدخل المركز والزامه الطرفين الهدوء والصمت دون تصاعد وتيرة الخلاف بين اعضاء في حزب واحد ،وكان الشارع قد قابل هذه الخلافات باستياء واضح وعدم اكتراث . وايضا اثارت استقالة وزير المالية معتصم هرون المفاجئة اهتمام الوسط السياسي وأهل القضارف باعتباره احد المقربين للوالي حيث يعتبر الرجل من الارقام المعروفة بخبرتها الاقتصادية ،حيث نجح في وضع الخارطة الاقتصادية والمالية ومحاربة الفساد وتقليل الصرف الحكومي وترشيده عبر قراراته الشجاعة والحاسمة التي ظلت مصدر حديث الساسة والخبراء وقد تمسك الوالي وحكومته بإبقاء معتصم هرون لقيادة الوزارة بعد الجلسة المطولة والمفاوضات التي تمت معه في معقل محلية باسندة بعيداً عن اضواء المدينة ويجد هرون الذي يوصفه مجتمع المدني بالرجل الأول في حكومة كرم الله القبول والرضاء بعد نجاحه في عدد من الملفات وهو ربما يجعله موجوداً في التشكيل القادم . وايضا برز على السطح الخلاف الذي دار داخل تشكيلة حكومة كرم الله والذي انقسم على اثره مجلس وزرائه الى عدد من التيارات والاجنحة ،وهو الامر الذي جعل الوالي يعمل على تقريب شقة الخلاف بين التيارات المختلفة حفاظا على استقرار حكومته التي قام بحلها خواتيم العام المنصرم ويتوقع مراقبون ان تأتي تشكيلته الجديدة بعيدة عن الموازنات والترضيات التي اسهمت في فشله في تنزيل برنامج التغيير على ارض الواقع . من الاحداث الحزينة التي تفاعل معها مواطنو الولاية وكادت ان تطور الى مايشبه الفتنة القبلية وفاة مواطنين وشابات في حي كرفس وبمحلية الرهد جراء مواجهات مع الشرطة في الاولى وموظفي هيئة الغابات،ونجحت جهود والي الولاية كرم الله عباس الشيخ في احتواء الازمتين بحكمة وحنكة. يأمل مواطنو القضارف في أن يأتي العام الجديد مختلفا عن سابقه ويشيرون الى انهم مايزالوا يتعشمون خيرا في والي الولاية كرم الله عباس ،ويؤكدون ان واقع حياتهم لم يشهد تغييراً منذ ان تولى السلطة قبل عامين ولكن رغم ذلك يشيرون الى ان الرجل قادر على ترجمة شعار التغيير على ارض الواقع. النيل الأبيض..حصاد سراب الوعود ربك:عبد الخالق بادى شهدت ولاية النيل الأبيض فى العام 2011م الكثيرمن الأحداث السياسية والإقتصادية والتنموية، لعل أبرزها زيارة رئيس الجمهورية للولاية لإفتتاح كبرى الدويم وعدد من المشاريع التنموية وقد وجه سيادته حكومة الولاية بالتركيز على الزراعة بتجميع مشاريع االولاية، ويعتبر قرار والي الولاية بإقالة حكومته من أهم الأحداث السياسية ، ووجد القرار إهتماما كبيرا من السياسيين ومتابعة عريضة من المواطنين ،خاصة أن القرار تأخر كثيرا بحسب مراقبين ،ويأتى ذلك الإهتمام لتعويل المواطنين عليه فى إحداث بعض التغيير من خلال التشكيلة الجديدة للحكومة والتى سيعلن عنها قريبا. ورغم الأحداث السياسية المتلاحقة إلا ان قضية التنمية بولاية النيل الأبيض تعتبر من أهم القضايا التى ظلت ومازالت تشغل بال مواطنى الولاية،خاصة فى السنتين الأخيرتين بعد الوعود الكثيرة من المسؤولين بحكومة الولاية والذين أعلنوا عن الكثيرمن المشاريع التنموية فى تقاريرهم وخططهم فى مطلع العام 2011م، هذا إضافة لتعهد والي الولاية يوسف الشنبلى خلال فترة الإنتخابات بوضع التنمية وتوفيرالحياة الكريمة كأولوية لبرنامجه ، كما أنه وفى خطابه فى مايو من العام الماضى أمام المجلس التشريعى إستعرض إنجازات حكومته إضافة لحديثه عن المشاريع التى ستنفذ خلال العام الجديد ،وهذا مما جعل المواطنين يحلمون بتنمية كبيرة وظهورمشاريع عديدة خاصة فى المجالات الحيوية ،مثل خدمات الكهرباء والمياه ،والطرق والإستثمارات الأجنبية والوطنية فى مجالات الزراعة وغيرها، ، ورغم ذلك هناك الكثيرمن الأسئلة التى تدور فى أذهان الناس عن مدى إيفاء حكومة الولاية والمعتمدين بوعودهم،وعن حقيقة إنزالها إلى أرض الواقع . ففى مجال الطرق والجسورنجد أن هناك إنجازاً وحيداً مثل نقلة تنموية كبيرة ،وهو مشروع كبرى الدويم والذى نفذ بميزانية إتحادية،وهو ابرز مشروع تنموى خدمى فى مجال الطرق والجسوربالولاية، كما نجد أنه وفى مجال الشوارع الداخلية أن بعض المدن شهدت سفلتة بعض الشوارع كما هو الحال فى كوستى والتى نجحت محليتها فى رصف عدد من الكيلومترات ،كما تم بالدويم رصف الشارع الرئيسى بدعم من وزارة الطرق والجسورالإتحادية،وهناك الطريق الزراعى (طريق الكويك) والذى توقف عند مرحلة الردميات رغم أهميته الإقتصادية والأمنية،وحكومة الولاية لم تفِ بما بشرت به فى بداية عهدها بخصوص سفلتة حوالى المائة كيلومتربمدن الولاية ،حيث تم تنفيذ نسبة ضئيلة جدا من هذا الرقم ، أما على صعيد الطاقة فقد تم تشييد ثانى أكبرمستودع للمواد البترولية على المستوى القطر وذلك عن طريق وزارة النفط ،وهذا يعتبرإضافة إقتصادية للولاية. وفى مجال الزراعة نجدأن الولاية وقعت بعض العقودات مع جهات مختلفة لتنفيذ مشاريع زراعية وإعادة تأهيل البعض،حيث وقعت مع الشركة الصينية للهندسة الزراعية عقدا لكهربة وتجميع مشروعى الدويم وأبقر،إلاأنه لم يتم أى شىء على أرض الواقع، ويعتبرمشروع شركة تسنيم العاملة فى مجال البترول ( مشروع بستنة)، من المشروعات التى رأت النوروينتظرأن تحقق نجاحا كبيرا، وهناك مشروع الملاحة والذى تعطل العمل فيه لفترة من الزمن بسبب بعض المشاكل المالية، إلا أن مشروع سكرالنيل الأبيض والذى إكتمل العمل فى تركيب المصنع بنسبة كبيرة يعتبر الأهم والأكبر فى الولاية وتم بتمويل من الحكومة الإتحادية وبعض الصناديق المالية الأجنبية،وينتظرأن يحدث المشروع وبعد بداية تشغيل المصنع نقلة إقتصادية وإجتماعيةعظيمة ، وهناك العمل الذى بدا فى إعادة تأهيل مصنعى نسيج الدويم وكوستى والذى قطع شوطا لابأس به ،حيث يتوقع أن يبدأتشغيلهما هذا الشهر. وفى مجال الخدمات ،فقد نجحت الولاية فى تحديث شبكة مياه عدد من أحياء كوستى وربك والدويم بمواردها ودعم من صندوق دعم الوحدة،كما تم وفى مجال الكهرباء مد عدد من القرى بالتيارالكهربائى بالشراكة مع وزارة الكهرباء والسدود ،كما تم إفتتاح محطة مشكوروالتى تغذى الدويم وماحولها من كهرباء سدمروى، وبالرغم من ذلك فهناك أحياء ببعض المدن وعدت بإيصال خدمة الكهرباءإليها ومنها أحياءالدويمالغربية 50% من احياء ربك بخلاف محليات عديدة لم تعرف الكهرباء اليها سبيلا حتي الان، إلا أن الأمورظلت مجمدة منذ شهور،وهناك عدد من القرى مازالت تنتظردخول التياررغم تركيب الأعمدة ومنذ فترة . أما فى المجال الصحى فقد تم إكتمال العمل فى مبنى حوادث الدويم ،رغم أنه يعانى من عدم توفر بعض المعينات والخدمات الضرورية، وفى ربك قطع العمل فى مبنى الحوادث شوطا مقدرا، هذا إضافة لتأهيل بعض مبانى وعنابرمستشفى كوستى ،إلا أن المشوارمازال طويلا من أجل الوصول بالخدمات الصحية للمستوى المقبول. وفيما يختص با لتعليم فوضح أن ماذكربخصوص تخصيص ميزانية كبيرة له تصل وحسب تصريحات المسؤولين إلى نصف ميزانية الحكومة ،فهو يعتبرأكثرالمجالات المهملة خاصة من ناحية المبانى ،حيث تعانى الكثيرمن المدارس من تصدع مبانيها وغياب الصيانة،واقرب مثال مدرسة القردود للأساس والتى يدرس بعض تلاميذها فى العراء ، وهنالك مدارس داخل المدن إنهارت بعض فصولها مثل مدرسة الفروق للأساس بالدويم ومدرسة الشيماء والتى إضطرت إدارتها للتوجه إلى السوق لجمع التبرعات لصيانة فصولها ،وهذا يؤكد ان بنيات التعليم ببعض مناطق الولاية لم تجد الإهتمام المنتظر من المسؤولين بالولاية والمحليات . وعلى صعيد الإعلام فهو شهد بعض التطور التقنى بتقوية البث عبرأجهزة الأف أم بالنسبة للإذاعة ،وكذلك دخول عدد من إذاعات الإف أم للولاية مثل إذاعة البيت السودانى والإذاعة الرياضية وإذاعة طيبة والإذاعة القومية، إلا أنه وعلى صعيد المحطات التلفزيونية فنجد أن تلفزيون الولاية عانى من عدم الإستقرار حيث لايملك مبانى خاصة به،وقد سبق وان إلتزمت حكومة الولاية بتشييد مجمع للتلفزيون والإذاعة إلا أنه لم تتخذ اى خطوة فى سبيل ذلك . أما المجال الرياضى فقد ساهمت الحكومة فى إعمارإستاد كوستى بصورة جيدة وهناك مشاريع تحت التخطيط بإستادات ربك والدويم والقطينة ،وهناك مشاريع لم تفِ حكومة الولاية بوعدها بتنفيذها وعلى رأسها إنشاء اربعة إستادات للناشئين رغم توقيع العقد مع الإتحاد العام للناشئين منتصف العام الماضى. الكثيرمن المتابعين لشأن ولاية النيل الأبيض لاحظوا ضعف التنمية مقارنة مع بعض الولايات ،حيث يرون أن المسؤولين السابقين أضاعوا الكثيرمن الأموال والجهد والوقت فى البرامج السياسية ، وهذا مما جعل المواطنين يطالبون بتغيير معظمهم عسى ولعل أن يتحسن وضع الولاية الإقتصادى. نهر النيل ..لاجديد؟؟؟ عطبرة: مها عبد المنعم بعد ان استبشر مواطنو ولاية نهر النيل خيرا بزيارة رئيس الجمهورية بداية العام المنتهي التي افتتح من خلالها عدداً من المشروعات التنموية والاقتصادية والخدمية ،تبخرت احلامهم وامانيهم بعد ان عقدوا آمالاً عراضاً على مخرجات زيارة الرئيس وقرارته،وواقع الحال خلال عام 2011 وبحسب مواطنين تحدثوا ل (الصحافة) لم يكن جيدا ،فغلاء الاسعار وازمات الكهرباء والمياه وتفشي البطالة تعتبر من العناوين البارزة للعام المنصرم والذي شهد في خواتيمه تفجر قضية المناصيرالتي ظلت تراوح مكانها منذ اعوام، فكان اعتصامهم الذي جعل الانظار تتوجه نحو الولاية التي عجزت حكومتها حتى الآن في وضع حد لقضية من اتخذوا ميدان العدالة بالدامر موطنا. وزيارة الرئيس التي افتتح من خلالها اربعة مصانع للاسمنت ومستشفى وكبري ام الطيور ،والميناء البري ،كانت زيارة تاريخية غير ان ابرز المفارقات التي صاحبتها كمنت في خروج نساء عدد من احياء عطبرة وهن يحملن الفوانيس نهارا تعبيرا عن الظلام الدامس الذي يرزحن تحت وطأته ليلا لعدم دخول الكهرباء الى الاحياء التي يقطنها ،وايضا من المفارقات ان الميناء البري الذي تم تدشين العمل فيه على يد رئيس الجمهورية لم يفتح ابوابه للمسافرين حتي الآن بداعي خلاف بين الجهات المنفذة وحكومة الولاية. ومن اهم اخبار العام المنصرم اعلان د. ساميه عبد الرحمن وزير الصحة بولاية نهر النيل عن اصابة 107 من منقبي الذهب بالحصبة الالمانية ..بمناطق التعدين العشوائي بمحلية ابو حمد شمال الولاية بينهم حالة وفاة واحدة وحالات نزف غير نشط ل 59منهم ،وفي ذات المحلية تظاهر آلاف المواطنين احتجاجا على ما اسموه بممارسات وزير الكهرباء و السدود بشأن كهرباء المنطقة ،وتم تعيين معتمد خاص بالحكومه الجديده للاهتمام بمشكلة كهرباء ابوحمد. وفي محلية بربر اطلق معتمدها نداء عاجلا لوزارة الصحه للاسراع في تبني مشروع بحث ميداني حول ظاهرة انتشار وتزايد السرطانات على الشريط الشمالي للمحليه،ورغم موضوعية طلب المعتمد غير ان هناك من رفض مسلكه الذي وجد اشادة من المواطنين المكتوين بنيران داء السرطان. وشهدت الولاية ايضا قضية الطبيب المزيف التي استحوزت على اهتمام الرأي العام بكل انحاء السودان وكانت مادة دسمة للتندر والسخرية بمختلف مجالس الولاية واسدل الستار عليها بحكم قضائي صدر ضد الطبيب المزيف . وانقذت عناية السماء بمحلية المتمة والي الولاية وعدد من مرافقيه من موت محقق عندما تعرضت العربة التي تقلهم لحادث حركة مؤسف اسفر عن انقلاب العربة ،ورغم ذلك كتبت النجاة للوالي ومرافقيه. ومن المظاهرات الاحتجاجية حفل العام المنصرم بعدد مقدر منها بولاية نهر النيل التي ضربت رقماً قياسياً غير مسبوق في الاعوام الاخيرة بحسب متابعين ،حيث خرج مواطني بربر ايضا في تظاهره احتجاجا على ايرادات سوق العبيدية التي قالوا انها تذهب بعيدا عن المنطقة ولايستفيدون منها ،وهو الامر الذي جعل المعتمد يخاطبهم موضحا كافة الحقائق ،وكان لجامعة نهر النيل رصيد وافر من المظاهرات والاحتجاجات لاسباب ودواعي مختلفة اشهرها احداث كليتي التربية والهندسة ،وفي محلية الدامر ثار جدل كثيف بين المواطنين والمحلية حول تحويل السوق وماصاحبه من اتهامات متبادلة بين التجار والمعتمد السابق حول قرعة توزيع المتاجر ،وغير بعيد من ذات الاحداث التي شهدتها محلية بربر وضع المحلية يدها على عدد من الساحات والميادين وهو ماقوبل باحتجاجات صارخة من قبل المواطنين، ومن ابرز حرائق العام ان جاز التعبير حريقان شبا في مقر المؤتمر الوطني وهيئة مياه الولاية ،مخلفين خسائر مادية فادحة. اما ابرز احداث العام المنصرم كانت قضية المناصير الذين التقى الوالي وفداً منهم بداية العام الماضي ،مؤكدا من خلاله اهتمام حكومته بحل كافة قضايا المناصير بمناطق الخيار المحلي فيما يتعلق بالتعويضات والتنمية مناطق البحيره ،ولكن لأن الوعود المركزية والولائية لم تنفذ وتنزل على ارض الواقع تصاعدت القضة متخذه منحى آخر ،تمثل في اعتصامهم امام مقر حكومة الولاية منذ بداية النصف الثاني من شهر نوفمبر الماضي وكان الاعتصام قد بدا بمحلية البحيرة ثم انتقل الى حاضرة الولاية ،وحظي باهتمام كبير وتفاعل غير مسبوق من مواطني الولاية الذين تعاطفوا مع قضية المناصير والتي لم تفلح الجهود حتى الساعات الاخيرة من عام 2011 في وضع حل نهائي لها ،ويؤكد المعتصمون الذين احتفلوا باعياد رأس السنة بحضور اعداد كبيرة لمؤازرتهم من مختلف انحاء السودان انهم باقون في ميدان العدالة حتى تتحقق مطالبهم كما اشاروا في جمعة الانذار الاخير. يتهم المسؤولون قبيلة الصحفيين بتعمد القاء الضوء على السلبيات وغض الطرف عن الايجابيات ،وحتى نفد هذه الاتهامات بحثنا عن اشراقات حملها العام الماضي تستحق التوثيق فلم نجدها ،فحتى المصانع التي تم افتتاحها لم يكن لها اثر مباشر على معاش المواطن بولاية نهر النيل الذي مايزال يعاني من ارتفاع الاسعار وضعف الخدمات ،فهل يحمل العام 2012 جديدا يعيد الابتسامه الى شفاهٍ اعياها الحزن؟؟ جنوب دارفور..عام بطعم الحلو مر نيالا:عبد الرحمن إبراهيم منذ اندلاع الحرب في دارفور في سنة 2003 ،مرت الأعوام متشابهة في تفاصيلها حيث ظل صوت طبول الحرب يعلو ولا يعلى عليه خاصة في ولاية جنوب دارفور التي عانى اهلها الامرين من الحرب ،ولكن العام المنصرم شهد تحسنا ملحوظا وكبيرا في الجانب الامني الذي شهد استقرارا كبيرا لم يكن مألوفا من قبل وذلك على اثر نشاط حكومة الولاية في هذا الملف ،عطفا علي اهتمامها بطي صفحة الخلافات القبلية التي انحسرت الى ادنى مستوياتها في 2011 ،ومثل استتباب الامن الجانب (الحلو) من حصاد العام المنصرم غير ان ارتفاع الاسعار وضعف التنمية مثلا الجانب (المر) من ذات العام ،الذي شهد احداثا كثيرة وكبيرة نرصد ابرزها في المساحة التالية . *فى شهر يناير كان الحدث الاكبر حيث شرف رئيس الجمهورية المشير عمر البشير حفل توقيع ميثاق الشرف للتعايش والسلام بين قبائل ولاية جنوب دارفور لانهاء الصراعات القبلية بتوقيع (38) من رجالات الادارة الاهلية ، وهدف ميثاق الشرف القبلي الى تحقيق الوحدة بين مكونات مجتمع الولاية وتمتين العلاقات القبلية ، وبسط الامن والاطمئنان فى نفوس المواطنين وحفظ الحقوق وتحقيق التنمية المستدامة فى جميع ربوع الولاية، فيما دعدت الوثيقة والى الولاية لاتخاذ الاجراءات القانونية والتدابير اللازمة فى حالة خروج قبيلة او جماعة على أي بند من بنود الميثاق .وبارك الرئيس البشير لمواطني الولاية طيهم لصفحة مؤلمة من الصراعات القبلية داعيا اياهم لاستحضار التعاليم الدينية وموروثات دارفور فيما أكدت الادارات الاهلية التزامها ووقفتها الصلبة مع الميثاق بينما تعهدت الاحزاب والقوى السياسية بدعمها ومباركتها. *طردت حكومة ولاية جنوب دارفور منظمة اطباء العالم الفرنسية (MDM ) من الولاية من العمل نهائيا واغلاق مكاتبها بالولاية ووضع يدها على كل ممتلكات المنظمة وقال والى الولاية عبد الحميد موسى كاشا ان طرد هذه المنظمة جاء وفقا للمعلومات التى توفرت للسلطات الامنية وحكومة الولاية بقيام المنظمة بأنشطة استخباراتية معادية لحكومة السودان من خلال مدها للحركات المسلحة بالتقارير فضلا عن رفعها للمعلومات والتقارير التى وصفها بالمغلوطة فضلا عن الاتهامات الكاذبة بالاغتصاب وتحركات القوات المسلحة منوهاً الى ان القرار استند على المستندات التي تحصلت عليها اجهزة الولاية * اطلقت مجموعة قامت باختطاف مراسل الاذاعة القومية والولائية الحسين علي الطاهر وخمسة آخرين كانوا برفقة معتمد محلية رهيد البردي في مهمة رسمية في الاول من فبراير سراح المختطفين بعد (17) يوما من عملية الخطف وابان اللواء (م) محمد الحسن الامام بيرق معتمد الرئاسة ورئيس الغرفة التي شكلها والي جنوب دارفور وقتها للوصول الى المختطفين انهم تمكنوا من الوصول الى المختطفين الستة دون أي حدوث أي خسائر او دفع فدية منوها الى انه تم اطلاق سراح المختطفين الذين كانوا يتواجدون بمناطق جيش تحرير السودان مجموعة عبد الواحد بشرق جبل مرة *انهت محكمة الجنائية الخاصة بجرائم دارفور بنيالا برئاسة القاضي الامين الطيب قضية عملية السطو على فرع بنك التضامن بسوق نيالا وسط تعزيزات شرطية كبيرة قبل النطق بالحكم ضد المتهمين حيث حكمت المحكمة بالقطع من خلاف للمتهم الرئيسي في قضية السطو على بنك التضامن الاسلامي بالسوق الجنوبي ونهب (252) ألف جنيه وادانت المحكمة في جلستها امس بقاعة محلية نيالا المتهم (م ، خ ، م) تحت المادة (168/21) بعد قيامة بالنهب ومعة اربعة آخرون فروا بعد الحادث وبحوزتهم المبلغ منوهة الى عدم قبولها الرجوع عن القرار القاضي الذي سجله المتهم بعد ثبوت واقعة النهب وضبط اسلحة حارسى البنك التى تم اخذها اثناء عملية السطوى بداخل المنزل الذي يقيم فيه المتهم وان المال يفوق النصاب وقضت المحكمة بان يدفع المتهم تعويضاً عن كل المبلغ الذي نهبت من البنك علاوة على مصادرة العربة والاسلحة التى تم تنفيذ الجريمة بها ، فيما حكمت المحكمة على المتهم عريف شرطة ( ج ، ا، ) بالسجن لمدة اقصاها اربعة اشهر ابتداءا من تاريخ القبض عليه في 24/9/2010بجانب غرامة الف جنيه وفي حالة عدم الدفع شهرين سجن فيما برأت المحكمة التسعة المتهمين من بينهم نقيب وعريف الاستخبارات العسكرية ومساعد المباحث الجنائية *زار نائب رئيس الجمهورية على عثمان محمد طه مدينة نيالا ومن ثم الى كاس حيث انه اكد لارجعة فى استمرارية تطبيق الشريعة الاسلامية فى كافة مناحى الحياة وستظل المنهج الاساسى فى تسيير الامور بالبلاد داعيا المواطنين بعدم الانصات لحديث المرجفين الذين يحيكون المؤامرات ضد السودان واعلان طه لدى مخاطبته مواطنى مدينة كاس بولاية جنوب دارفور امس التزام الحكومة السودانية باحداث التنمية والاعمار بكل ولايات السودان وتحقيق العدالة والتنمية المتوازنة بالبلاد *اقر والي جنوب دارفور عبد الحميد موسى كاشا بوجود فجوة غذائية فضلا عن تدني في شكل الخدمات الأساسية بعدد من المحليات الشرقية للولاية وقال كاشا لدى تنوير للقيادات السياسية والتنفيذية والتشريعية بالولاية حول جولته لمحليات شرق الولاية ان الجولة كشفت العديد من القضايا التى تطلب المعالجة السريعة واحتوائها قبل استفحالها وخاصة عملية الفجوة الغذائية بتلك المحليات *اعلن والى جنوب دارفور عبدالحميد موسى كاشا منع استخدام اكياس البلاستيك بالولاية موجها السلطات الامنية والشريطة بضبط كل من يتعامل باكياس البلاستيك وفتح بلاغات فى أي شخص يتعامل بالكيس وتقديمهم للمحاكمات. *لاول مرة تقر ادارة المخدرات بولاية جنوب دارفور بان الولاية تعد من اكبر المناطق المصدرة للحشيش بالبلاد وكشف اللواء الطيب عبدالرحمن النورابي لدى كلمته في اللقاء التنويري الذي اقامته اللجنة الفرعية لمكافحة المخدرات وادارة مكافحة المخدرات لائمة المساجد والدعاة بنيالا عن جملة ماتم ضبطه خلال العام بلغ (2.190.750) جرام من الحشيش . الى جانب ازدياد نسبة تعاطي المخدرات بالولاية مقارنة بالعام السابق ،في وقت طالب النورابي مدير شرطة الولاية حكومتي الولاية والمركز بضرورة ايجاد مزارع بديلة لمزارع الحشيش تمكن منتجيها من كسب محاصيل نقدية عوضا عن الحشيش الذي اصبح طاعون العصر. *تعرض معتمد محلية دمسو بجنوب دارفور احمد تندل وسبعة من مرافقيه الى حادث واطلاق كثيف من قبل مجهولين مسلحين على موكبه فى طريق عودته من نيالا الى محليته وقال المعتمد في تصريحات انه تحرك من نيالا متوجها الى محليته وفى الطريق وبمنطقة شندى فوق التابعة لمحلية السلام اعترض سيرهم مجموعة من عصابات النهب المسلح قوامهم ثلاثة اشخاص حاولوا توقيفهم تحت تهديد السلاح وبعد ان فشلت فى توقيفهم بدأ المسلحون فى اطلاق النار عليهم بصورة مكثفة اصابت عربته فى مواقع مختلفة دون ان يصاب احد ممن كانوا برفقته واضاف تندل الى تحرك قوة من الشرطة من محلية السلام واخرى من نيالا تحركت لموقع الحادث لملاحقة الجناة. شمال كردفان..خطوات إلى الأمام الأبيض:عمر عبد الله شهدت ولاية شمال كردفان خلال العام المنصرم أحداثاً كثيرة ومهمة سياسيا وإقتصاديا وإجتماعيا، ولكن الحدث الذى إستأثر بإهتمام كل وسائل الإعلام المحلية والخارجية هو خبر مقتل د. خليل ابراهيم رئيس حركة العدل والمساواة والذى جرت أحداثه بمحلية ود بندا إحدى محليات ولاية شمال كردفان هذا الحدث أبرز أسماء مناطق بشمال كردفان كانت تنوم في الماضى على مخدات النسيان مثل ودبندا والتوم بشارة وام الزرنخ ودردوق وارمل والسكنجى ووادى الجداد ويعتبر أهم حدث بالنسبة لولاية شمال كردفان يليه حدث سقوط طائرة عسكرية بمدينة الأبيض وإستشهاد أفراد طاقمها نتيجة عطل أصابها عند إقلاعها من مطار الأبيض. وخلال العام المنصرم جرت احداث كثيرة اهمها ذبح الشيخ الكباشى حارس ضريح الشيخ إسماعيل الولى بحى القبة بالأبيض وهو حادث غريب لم تفك طلاسمه حتى الآن كما أن حادث إعتداء أب على زوجته وبناته ضرباً بالساطور هو أحد الأحداث التى لم لم تبارح مخيلة اهل الولاية حتى الآن والحريق الذى إلتهم سوق الزرافى إحدى مناطق التعدين الأهلى بمحلية سودرى إثر إنفجار تانكر وقود مما أصاب عشرات المواطنين بحروق مختلفة وأدى إلى وفاة البعض ،ومن احداث العام الاجتماعية وفاة وزير التخطيط العمرانى المهندس النو على جبريل وهو فى ريعان شبابه. وفى المجال الإقتصادى برزت احداث اهمها دخول الولاية فى منظومة الشبكة القومية للكهرباء التى دشنها رئيس الجمهورية عند زيارته للولاية خلال العام المنصرم مما كان له الأثر الكبير في إستقرار الامداد الكهربائى فى بعض مدن الولاية مثل ام روابةوالرهد والابيض وبارا كما ان توقيع عقد مع بنك المال المتحد لإكمال الشبكة الداخلية لمد احياء الأبيض خارج الشبكة بالكهرباء حدث مهم. وفى مجال حصاد المياه إكتمل العمل في عدة سدود وحفائر فى مختلف انحاء الولاية ففى شرق محلية سودرى حفائر الفاو والجمام وتنة وفى شمالها حفيرى (أم سنيطة) و (بت ام بحر) وحفير (الكبرا) بمحلية النهود ، كما ان توقيع عقد الخط الناقل للمياه من المصادر الجنوبية إلى مدينة الأبيض بتكلفة 10 مليار يعتبر من الاحداث المهمة مجال المياه وفى العام المنصرم تم إفتتاح المخيم الرعوى بمنطقة (الكبرا) بمحلية النهود أبان زيارة النائب الاول لرئيس الجمهورية للمنطقة وشهد العام أيضاً البدء في تنفيذ مشروع اعالى خور ابوحبل وكانت البداية بمزارع تجريبية حققت نتائج غير مسبوقة كما تم تصدير أول شحن من الفلورايت الذى إكتشف بجبل الداير محلية الرهد وشهد العام توقيع عقد مع شركة الراجحى للإ ستثمار في قطاع الثروة الحيوانية في مجال إنشاء مزارع لتربية الماشية. وفى مجال الطرق والجسور شهد العام تشييد كبرى (أبوزعيمة) بمحلية سودرى وبدء العمل في طريق الإنقاذ الغربى قطاع النهود ود بندا وطريق الدبيبات أبوزبد لقاوة والذى يمر بأجزاء من محلية ابو زبد. وفى المجال الرياضى واصل أبطال شمال كردفان فى العاب القوى إحراز الميداليات في المنافسات الخارجية بإسم السودان وإستضافت الابيض الدورة القومية للسلة. وفى المجال الثقافى شهد العام المنصرم قيام مهرجان ثقافى ضخم تحت إشراف محلية شيكان ورعاية شركة زين شارك فيه العديد من أهل الفن ولعله آخر محفل يتغنى فيه الراحل زيدان ابراهيم الذى صال وجال في مسارح الابيض كذلك إفتتاح عدة حدائق بمدينة الأبيض مثل حديقة الراحل عبد العزيز العميرى ومنتزه الصالحين ومنتزه النسايم الذى تم إغلاقه بمبررات غير مقنعة وقدمت في هذه الحدائق عدة مناشط فنية وثقافية أحدثت حراكاً هائلاً بمدينة الابيض.