ظل مخرج التعليم خلال السنوات الأخيرة يشكل هما كبيرا لوزارتى التربية والتعليم والتعليم العالى والمهتمين بالتعليم فى السودان ،وذلك بعد أن تدنى مستواه بصورة جعلت الكثيرمن المتابعين للشأن التعليمى والتربويين يدقون ناقوس الخطرمناديا بإتخاذ خطوات عملية لإنقاذ التعليم ،وهذا مما حدا بوزارة التربية والتعليم الإتحادية ،ومثيلاتها بالولايات للتفكير جديا لوضع حلول سريعة وناجعة لهذه المشكلة ، والتى تشكل خطورة كبيرة على مستقبل البلد بإعتبار أن أطفال اليوم هم رجال المستقبل وقادته. إلا أنه ومن الملاحظ أن معظم المعالجات والأفكار التى نفذت حتى الآن ركزت فى الغالب على تغييرالمنهج ومايتعلق بالمعلم وغيرها من قضايا التعليم ،وهذا مما أدى لبطء شديد فى إحداث التغييرالمنشود، فى حين تم إهمال أمرهم يمكن أن يكون مفعوله أسرع وأضمن من غيره من الأفكار،ألا وهو ضرورة وجود المناشط بالمدارس ، فغيابها وحسب تقييم الخبراء كان له مردود سلبى على عملية التحصيل ونسبة النجاح، فكان المنتج ضعيفا فاقدا للثقة وغيرمؤهل للقيادة . منظمة بلان (وحدة الدويم والعلقة) ومن خلال تجربتها الثرة فى مجال الأطفال ورعاية حقوقهم ،وصلت إلى بيت الداء وإكتشفت الدواء،حيث تناولت القفاز من غيرها وطرحت مشروعا عمليا وجاذبا وهو (مشروع خطة تطويرالمدرسة) والذى نفذ أكثر من مرة فى عدد من القرى التى تعمل بها بريفى الدويم وبمحلية أم رمتة،كان آخرها فى الشهرالماضى بخمس قرى من محلية أم رمتة وهى(العشرة،المراخة،ودنوار، سليك وطيبة الفكى موسى)،وقد حقق نجاحا كان بمثابة المفاجأة للجميع بمافيهم القائمون على أمرالتعليم والذين شهدوا بذلك. محمد حسين مدير مكتب العلقة الفرعى أوضح ل(الصحافة) بأن المنظمة وبعد النجاح الكبير للمشروع فى السنوات الماضية حرصت على إستمراريته،وقال إن المشروع الأخير إستهدف (476) طفل و(358) طفلة، وقال إن مشروع خطة تطويرالمدرسة هدفت منه المنظمة إلى تحسين نوعية التعليم وبيئته لجذب الأطفال وترغيبهم فى التعليم خاصة فى الريف،مع مراعاة تحسين أدائهم فيه، وأبان بأن المشروع يركز على تفعيل عدد من الأنشطة الرياضية والثقافية إضافة للفنون المختلفة، والتى تساهم فى تنمية مقدرات الأطفال وتوسيع خيالهم . من جانبها فقد أكدت الأستاذة هاجرالطاهر منسقة المشروع بالمنظمة بأن العديد من المدارس التى لم تحظَ بهذا المشروع طالبت به ،وقالت إن ذلك خيردليل على جدواه وتلمس المعلمين والأطفال لفاعليته ونجاحه ، وأوضحت بأن دورالشركاء كان كبيرا مشيرة إلى التعاون المثمر بينهم ومنظمة بلان . ولكن هل حقا ساهم المشروع فى رفع نسبة الإستيعاب والنجاح وسط تلاميذ المدارس الذين إستهدفهم؟ الأستاذ عمرالسنوسى مديرمرحلة الأساس بمحلية أم رمتة أجاب مؤكدا أن المدارس التى إستهدفها المشروع زادت فيها أصبحت تحتل المرتبة الأولى بين رصيفاتها ،حيث قال إن هنالك مدارس كانت نسبة نجاحها سابقا ضعيفة والآن إرتفعت بصورة كبيرة، ضاربا المثل بمدرسة طيبة الفكى موسى، حيث ذكر أن نسبة النجاح فيها زادت من 70%إلى 100%،وقد طالب السنوسى المنظمة بمواصلة مشروع خطة تطويرالمدرسة فى مدارس أخرى حتى تتسع الفائدة. مديرمرحلة الأساس بمحلية الدويم عبد المنعم حسن أكد ل(الصحافة) أنه من خلال متابعته لمشروع خطة تطويرالمدرسة لمنظمة بلان خلال السنوات الماضية لاحظ أن عدداً كبيراً من الأطفال عاد إلى الدراسة ، مشيرا إلى أن المشروع جعل المدارس جاذبة ،وقال إنه حقق أيضا هدفه الخاص بتقليل الفاقد التربوى وإزدياد تعلق الأطفال بالمدرسة ،واضاف بأن المشروع ساهم كذلك فى رفع مقدرات الأطفال الذهنية وغيرالكثيرمن المفاهيم ليس على مستوى الأطفال وإنما على مستوى الأسر ، وأكد بأن إدارات التعليم تسعى لنشر المشروع خاصة بمدارس الدويم وبالتضامن مع المنظمة وبقية الشركاء حتى يستفيد منه أطفال تلك المدارس. مديرمدرسة طيبة الفكى موسى ، الباقرعزالدين (إحدى المدارس التى إستهدفها المشروع) قال ل (الصحفة) إن المدرسة إختلفت كثيراً من ناحية التحصيل الأكاديمى قبل وبعد المشروع ،مشيرا إلى أن نسبة النجاح إرتفعت كثيرا ،وذكر أن المدرسة كانت فى السابق تشكو من إزدياد نسبة الفاقد التربوى وأنها الآن لاتعانى من هذه الظاهرة وأنها إختفت إلى الأبد على حد قوله.