كان الامر عاديا في البداية الى ان وصل حد عدم القدرة على الاحتمال، فسكان منطقة الشاحنات التي تتبع لوحدة النصر التابعة بدورها لمحلية جبل اولياء ظلوا لسنوات يتابعون باهتمام شديد نمو المنطقة الصناعية الجديدة بالخرطوم جنوب السوق المحلي، فهي تحدهم من ثلاثة اتجاهات حيث يحد المنطقة شرقا مسطحات تصريف مياه الصرف الصحي اوما يعرف ب (الكونيكا)،ويعترف المواطنون ان المنطقة الصناعية وفرت فرصاً للعمل،وانعشت المنطقة ،ولكن يشيرون الى انه قبل أكثر من شهرين وعند تشغيل مصنع صهرالحديد الذي يجاورهم من الشمال مباشرة ويفصله الشارع الاسفلتي فقط عن المنطفة السكنية أطل الفزع برأسه اليهم فادخنة المصنع يؤكدون انها دخلت الى بيوتهم، واستقرت مادة النساج التي يرسبها دخان المصنع في رئاتهم وترسبت على مياه الشرب بكل وضوح وانتشرت الى الملابس واواني الطبخ ،وما سلمت الاشجار من الترسبات. المصنع يعمل 24 ساعة كما حدثنا سمؤال الطيب العامل بالمنطقة نفسها والمقيم بها وأضاف يعمل المصنع بسعة ثلاثة أفران ولا توجد مدخنة بالمعنى الواضح لهذه الافران فنسبة لكميات الخردة الهائلة من الحديد ودرجات الحرارة العالية صممت الافران لتكون مفتوحة على الهواء الطلق حيث تتصاعد الادخنة والابخرة لتغطي كل سماء الناحية الشمالية من الحي لتسبب الالتهابات الرئوية وتترسب على ملابسهم فيتغير لونها بوضوح.وأشار الى مصنع آخر للزيوت يقع في الجانب الغربي من الحي يقض مضاجع سكان الناحية الغربية. الحاج آدم اوضح ل (الصحافة) انه بعد الاصابات المتكررة لحفيده من ابنته بنوبات السعال الحاد انتقلت ابنته الى منطقة أخرى فترة من الزمن حفاظا على ارواح أطفالها مضيفا اصابة جميع الاسرة بسعال حاد اثناء فترة عمل المصنع وبين ان هنالك اصوات انفجارات مدوية تحدث في المصنع تروع سكان الحي وتصيبهم بالهلع، وكانوا أول الامر يهرعون الى المصنع لجهة ان هذا الانفجار سبب خسائر في الارواح او غيرها فلا يجدون شيئا. الحاجة فاطمة عاملة بوزارة الصحة الولائية وجدناها على سرير المرض تشكو لله مصنع صهر الحديد المجاور لها فهي والمصنع الباب في الباب كما تصف ،قالت للصحافة انها نقلت الى المستشفى مرتين في الاسبوع الماضي في أوقات متأخرة من الليل بسبب التهابات الشعب الهوائية التي تصيبها جراء استنشاق الابخرة المتصاعدة من المصنع كما تعاني ابنتها بضيق في التنفس ليلاً ويومياً. و تحدث الى (الصحافة) رئيس اللجنة الشعبية لمربعي منطقة الشاحنات عمار هاشم معتبرا ان وجود مصنع صهر الحديد مهدد لاستقرارهم مشددا على وصف ما يحدث بالكارثة موضحا ايضا المعاناة الصحية للمواطنين واصابة عدد كبير من سكان المنطقة بالتهابات رئوية فضلا عن ربطه بين أبخرة مصنع للزيوت غربي المنطقة وواقعة اجهاض حدثت لجارته التي يفصلها شارع عن المصنع، وقرب مصنع زيوت السيارات هذا والمدرسة الاساسية التي تنعدم فيها الرؤيا داخل الفصل في كثير من ساعات الدراسة ،وأضاف قائلا انهم كلجنة شعبية تحاوروا مع صاحب مصنع الزيوت لتحويل اتجاه المدخنة ولم يستجب والى ذلك ناشدوا عددا من الجهات بدءً من المحلية ووزارة الصحة ولم يصغِ احد وان اللجنة الشعبية قامت بفتح بلاغات ضد هذين المصنعين في نيابة البيئة واتهم رئيس اللجنة الشعبية مصنع صهر الحديد باخفاء اصابات العمال وكشف (للصحافة) عن اجتماع دار بينهم والمدير الاداري لمصنع صهر الحديد حيث قال تفاجأنا حين وجدناه سودانيا فتساءلنا كيف يؤذينا ود البلد فخرجنا منه بعد ان قال لنا:(انا بدخل دولارات للبلد دي انا ما بقدر اشيلكم وانتو ما بتقدرو تشيلوني) وتساءل عمار هاشم هل الدولارات اغلى من حياة المواطن السوداني .