لعل متابعة ما يكتب، في بعض مباحث سياسية، يغني عن تصفح بعض «الصحائف» التي أوغلت بعنف في «تغفيل» القارئ، والامر بداهة استمرار خطاب، لم يفارقنا ولن يفارقنا، ما لم نخرج من قوقعة «دفن الرؤوس في الرمال»، الى براح الحرية غير المشمولة، بوصايا «السلطات» من هذه الزاوية فان ما يقدم لنا من أوراق تحت مسمى «مؤتمر علمي» ليحتاج «لغربلة» حتى «نفرق« بين «البحاثة» الذين يكدون ويسعون فنلاقيه علما واستنارة، وأولئك الذين لا هم «ولا غم» لهم، سوى ارتياد آفاق اللا معقول للاتيان «بالمعقول» علمياً، وكل «كدهم» في حيواتهم «المتأكدمة» «لكدمة» الحقائق من اجل اهداف ذات طبيعة «متأدلجة» قوامها «حرق الآخر» بديلا موضوعيا، في عرفهم وعلميتهم، لحوار الآخر. أقامت الجمعية السودانية للعلوم السياسية مؤتمرها العلمي السنوي الثاني، تحت شعار «واقع المؤسسية السياسية في السودان» وقد رماني حظي العاثر في مطالعتها وقراءتها ووضعها جانباً، فما أكثر الذي نقرأه ونضعه بعيدا عن العين والقلب والعقل.. «سنة الله في خلقه» إلا ورقة واحدة، قرأتها، مرارا وتكرارا، ورجعت اليها حتى أضعها في موضعها الذي تستحقه، أو موقعها الذي لا تستحقه، وأحتار أمري، هل هذه الورقة علمية؟، أين القراءة العلمية الجادة التي تجعلك تحترمها، بل أين ما درسناه من مناهج بحث، هل هذه الورقة، مقال سياسي بائس؟ لم يبذل فيه صاحبه، جهدا، كل توقعاتي ومحاولاتي عادت إليّ خائبة وهي تحاول «موقعة» ما طالعته، واخيرا «وجدتها» انها مجموعة «شتائم» أراد صاحبها ان يوجهها الى حزب «الحركة الوطنية» الاتحادي الديمقراطي «الأصل» تحت لافتة، علمية، وفي مؤتمر علمي سنوي، تقيمه جمعية سودانية للعلوم السياسية والتي أعتقد، بأنها تسعى، من أجل جعل «العلموية» منهاجاً لحياتنا السياسية، حتى تدلي بدلوها الطويل، وفق منهج علمي أكاديمي، في قضايا الوطن،.. ولكن أبى صاحب ورقة «ازمة المؤسسية في الاحزاب السياسية السودانية.. الحزب الاتحادي الديمقراطي نموذجاً.. د. عبد المنعم محمد صالح عبد الله رئيس قسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية جامعة أم درمان الاسلامية» إلا إحالتنا، الى بؤس الخطاب السياسي السائد في ساحتنا، بتدن في ابسط زوايا النظر العلمية والركون الى ما يعرف في قاموس الاعلام الفضائي بمنهج «الردح» وردح يردح ردحا، فهو «رداح سداح مداح» فخرج من العلموية الى أغنية «أحمد عدوية» «زحمة يا دنيا زحمة» وحينما وجد الازدحام السياسي، يغطي الساحة السياسية، أبدل اغنيته الاثيرة الى أغنية، صفي وصنو «عدوية» الفنان «شعبولا» وهتف الباحث الأكاديمي «أنا بكره الاتحادي وبحب البحث العلمي.. وبحب البحث العلمي.. هي هي هي» ولكن أين البحث العلمي المؤسس من صاحب بحث أزمة المؤسسية، إذ يقول بكل حواسه البحثية غير المأزومة «في الطائفية هنالك علاقة من جانب واحد بين الزعيم الروحي والاتباع، بين الامام في بيت المهدي والشريف في بيت الميرغني» فهناك علاقة روحية، جعلت الافراد يعتقدون في زعيم الطائفة في احقيته في وحدة السيادة، ليس هناك أي مجال للأخذ والرد، فعندما يأمر يأتي الولاء مع الطاعة تلقائياً». رغم ركاكة الطارح والمطروح، وذكائه الذي لا يحسده عليه أحد ولن يحسده عليه يوما ما، فان هنالك خلطا وتخليطا وتغبيشا متعمدا، قوامه، «لجاجة وفجاجة» ليس لها من اعراب العلموية الا إعرابي بالأسف على مآلات البحث العلمي في بلادنا. والفهم الخاطئ يأتي من استنباط المعرفة عبر «نواقص» النقص العلمي، فمثل هذه العلاقة التي عرفها الباحث الدكتور بين تابع وسيد، لا توجد الا في مخيلته، والمخيال العلمي، نتيجته الحتمية «فنتازيا سياسية» تجعل من اللا معقول، معقولا، وعدم المعرفة بعلائق المتصوفة تجعل الذي لا قرأ ولا سأل وانبرى وكتب مثل صاحبنا هذا، وبداهة لا توجد طائفية في السودان، شاء البحاثة «البحاتة» أو تمترسوا حول مقولة، ليست علمية، اطلقت من باب الكيد السياسي، والمعروف بالضرورة طائفياً في الشقيقة الصغرى «لبنان» ان هناك طائفية قائمة على روابط الدم «أولاً» والمعتقد «ثانيا» وان لكل طائفة فنانها، ورسامها، وطباخها، ولاعبها، وعارضها «للأزياء» المفضل فمن هو فنان «الختمية» ورسام «الانصار»؟ إن نظرة بعض أبناء الغبش السابقين، من متعلمة الجامعات تحتاج إعادة نظر، ونزول من بروج عاجية، شيدوها من اللاشيء «علمياً» وتعود عليهم وعلى وطننا باللاشيء «معرفيا» ويأتي الحصاد ما نراه في هذه الورقة من بؤس معرفي وشظف علمي «وعطش» سياسي، في تربة تحتاج الى العلم والمعرفة كي تصبح بوابتها الى التطور، وهناك سؤال ماذا تعرف عن التصوف، بعيداً عن الختمية والانصار، الطرق الصوفية الأخرى، حتى يستبين لك الخلط والتخليط والتغبيش الذي «دلقته» بمهارة في ورقتك هذه؟ وماذا عن «القبلية» التي ارتددنا لها، اسأل نفسك «أولاً»! وبما ان «شر البلية» العلمية لا يضحك، فان الباحث اخذ يلف ويدور حتى يرى علة الديمقراطية الموءودة ليس من جانب الشمولية «لا قدر الله» بل من داخل علاقة السيد والمسود «ما لنا نذهب بعيدا، فمرشحو الحزب انفسهم يختارهم «السيد» في العاصمة في كثير من الاحيان من غير ان تستشار قواعد الحزب، حسب كل دائرة من الدوائر فالحزب حزب «السيد» ولهذا كان الشعار «نحن نؤيد حزب السيد». أود أن أشيد بمثل هذا القول، الحاكي عن خروج سافر على العلمية «المفتراة» وذلك لجهل الكاتب بالبناء السياسي للحزب الاتحادي، واختصاره لحراكه السياسي، فقط.. داخل دائرة سيد ومسود، وهذه محمدة علمية، تقف شاهداً على قلة حياء أكاديمي، وتشظٍ علمي، وقلة حيلة بحثية، فالباحث كتب من وحي ظنونه، وان كانت «الظنون» لا تغني عن الحق، وليس كل الظن كذب، إلا ظن الذي لا يرى «عوجة» «رقبته» العلمية، فالناخب يختاره عمله وليس رضاء «السيد»، ويختاره، دوره في حياة الناس «الاجتماعية» أما نحن فنؤيد حزب السيد، فيقع في تأويل اللغة داخل إطار من العلمية نحن نؤيد الحزب الذي ننتمي اليه، ولا يقع داخل اطار علاقتك غير العلمية بقراءة، واقع الحزب الاتحادي، ولعل السؤال المنطقي ماذا تريد أو تحب أن يؤيد كل منتم لحزبه، فهل مثلا يزيد اعجابك وعلميتك ان يؤيد شيوعي «جبهوي» أو اتحادي «حركة شعبية» حتى يستقيم لديك الشعار. «ثم إن علاقة الولاء المصطنعة بين «السيد» وأتباعه قد شوهت أداء النواب داخل المجلس النيابي، فيفترض في النائب ان يتصرف داخل البرلمان من غير ترهيب او ترغيب من الحزب الذي ينتمي اليه، يتوقع ان تناقش أمور الهيئة البرلمانية بكل حرية». ما أبأس اللغة وهي تبذل في شارع البحث، بغير رابط او «تربيط» والمعلوم بالضرورة في دنيا السياسة، بان كل حزب يتم انتخابه على برنامجه، وهو محاسب عليه من ناخبه، وان كل كتلة برلمانية، تنظر الى ما يطرح عليها من زاوية نظرتها الى ما قدم لها من قوانين او ميزانيات، وهي في ذلك لا تقف الا على ما ترى فيه المصلحة العامة من باب برنامجها الانتخابي، ولقد شهد كل العالم على نزاهة الممارسة الديمقراطية في الديمقراطية أولى وثانية وثالثة، ولم يشذ إلا صاحبنا هذا، والسؤال ما قولك في انسحابات البرلمان المنتهية ولايته «5002 9002م». ويواصل الباحث تبحره في قراءة الحزب الاتحادي وان لم يخرج من «ضحل» المياه، الا ميمماً شطر الحقيقة، مرة واحدة.. فقط لا غير، قائلا «ان أثر القيادة والزعامة في شعبية الحزب السياسي وقوته التنظيمية لا يخفى على احد وان أي عمل سياسي لا يكون ناجحا لو لم تتوفر له القيادة الشعبية التي تستطيع ان تعبئ الجماهير حول القضايا السياسية المطروحة» فلنترك الكاتب الباحث، في صدقيته النادرة وان أتى بها في جمل انشائية، لا تغني ولا تسمن في البحث العلمي وتدخل مباشرة الى «ترهاته» التي استقاها من مخيلته ولم يأخذ حتى عينة عشوائية من القيادات «الوسيطة» في حزبي «الطائفية» السودانية.. عفواً اللبنانية، او بالاحرى دولة «المعتمد بن عباد» في عصر الطوائف الاندلسية. «ان هيمنة الزعماء على الاحزاب السياسية في السودان، كان مثالا للعمل غير المؤسس حيث تعمل الزعامة على أن يرتبط الافراد بالاشخاص بدلا عن الارتباط بالبرامج والاهداف، وهذا من شأنه ان يجعل الحزب ضعيفاً يلقي حتفه من اول مشكلة تلم بالزعيم». وفي هذه اللحظة غير التاريخية واللا علمية، أود أن ابشر الباحث، بان حزب «كاديما» الاسرائيلي الذي أسسه الارهابي والقاتل المحترف «أرييل شارون» من «ملاقيط» أحزاب العمل والليكود وميرتس، لازال من احزاب المقدمة الصهيونية، رغم «غيبوبة» زعيمه وموته السريري منذ سنوات. أحزاب المبادئ والتاريخ والتمثيل الحقيقي لشعبها باقية «خت في بطنك بطيخة صيفي وشوية علموية.. ما تخاف». وعلى طريقة أنا وأخوي «الكاشف» يقرأ الباحث الدكتور غياب وأزمة مؤسسية الاتحادي «يلاحظ أن القيادة الفعلية في حزب الأمة مثلاً، في أيدي قلة من بيت المهدي، فعلى سبيل المثال، المجلس الرئاسي للحزب يتكون من خمسة أشخاص، هم الصادق المهدي، سارة زوجة الصادق، مبارك الفاضل، نصر الدين الهادي المهدي، فقط المرحوم د. عمر نور الدائم من خارج الأسرة» ولا أدري متى كتب الدكتور هذا ورقته العلمية وان كان فيه الخير على ترحمه على «شيخ العرب» «ود نور الدائم» كما أود أن اخبره برحيل السيدة «سارة» زوج الامام الصادق منذ سنوات، وان مبارك الفاضل، قد عمل مساعدا للرئيس بعد خروجه من حزبه وتكوينه لحزب تجديدي واصلاحي منذ ما يقارب سبع سنوات، لذلك أنصحك بأن تكون ورقتك القادمة عن تجديد وإصلاح «مبارك» وأيضا الاعتذار لحزب «الامة» عن ايرادك معلومة تاريخية «خطأ» عن مجلسهم الرئاسي الحاكم لحزبهم. «إن وجود الشخصيات أو القيادات الملهمة يؤكد على ضعف وغياب العمل التنظيمي لقواعد الاحزاب وحصره فقط في القيادة مما يجعل هذا الاحزاب دون قاعدة عريضة». يا أخوي «أركز» علمياً، وجود القيادات صاحبة الشعبية، مهم، أو غير مهم، حتى نقرأ ما تفضلت به علينا، لقولك «ان اثر القيادة والزعامة في شعبية الحزب وقوته التنظيمية لا يخفى على أحد» هنا «لا يخفى» وهناك «دليل على ضعف وغياب العمل التنظيمي» وهذا التناقض الذي نراه، يقف دليلا على «كسل» بحثي، وعدم مراجعة حتى ولما كتبه في ورقته التي ضخ فيها دماء غير علمية، وأصبحت عنواناً بارزاً «ركاكتك فيها علمية، وعلميتك فيها ركاكة» ويزداد الباحث «علمية» ويضعنا في شواطئ قراءة ما تعانيه الاحزاب من انشقاقات، إذ يقول «أدت ظاهرة «شخصنة السلطة» او الزعامة التاريخية الى تفجير صراع حاد داخل الاحزاب واتجاهات انفصالية يفجرها عادة استئثار الرؤساء بكل الصلاحيات والسلطات وطول البقاء». لا أدري، لماذا يحاول الدكتور ان يخرج من علميته الى ضرب رمل القراءة، والتنجيم، بدلا من تتبع اثر الانظمة الشمولية «نوفمبر، مايو، يونيو» على الحياة السياسية، وقطعها و«تقطيعها» أوصال الاحزاب السياسية، عبر اغراء المشاركة فيها، أو «ترهيب» «الإبعاد» عن الوطن والجماهير، ولكن يحتار المرء في اسباب هؤلاء «البحاثة» «البحاتة» وهم يهرولون بعيداً عن الحقيقة، ويطلبونها في «الشخصنة»، الزعامة التاريخية، تفجير الصراع وغيرها من لغة «المتصاحفة» و«لجاجتهم» بحثا عن تصغير المكبر، وتكبير المصغر، وكل حسب قراءته اما البحث العلمي، فله أدواته، والدكتور خبير بها ولكن يحاول بكل ما أوتي من قوة، ان يلوي الحقيقة ويكسر عنقها، لأسباب تخصه ولا تخصنا البتة.. «أما التغيير الذي طال معظم المناصب العليا لبعض الاحزاب في العقود الماضية، واخيرا فلم يكن بسبب الرغبة في الاصلاح والتجديد ولكن بسبب الخلاف ما بين رئيس الحزب والجبهة المعارضة له داخل الحزب من ناحية أخرى». ومن ناحية واضحة لا لبس ولا تدليس، فيها، اشتراط «المعرفة» يختلف عن شروطها، والتحليل السليم والبحث الاسلم يؤكد ان كل ادواء الاحزاب «الكبرى» مسببها الاول «الديكتاتورية» التي تحكم بلادنا منذ ما يقارب «الخمسة عقود» من عمر استقلاله، وبعدها تأتي، هذه الاسباب «واهية» التحليل، «واهية» الاستقصاء، وهي تقف على ساق، البحث عن أسباب «لشتم» هذه الاحزاب بدافع افتقادها للمؤسسية.. وان كان ثمة اتفاق داخلي بين أوراق «الورقة» يحكي عن «مواجد ومواجع» لا علاقة لها بالبحث «انما أنفس الا الانيس سباع» يتفارس جهرة واغتيالا» المتنبي - نواصل -