شاب، رياضي الجسم، ذو لحية وشارب خفيفان، يرتدي قميصاً مفتوح الأزرار تحته تي شيرت وبنطال من الجينز، وينتعل حذاء عمل خفيف وهو يركض ما بين قاعات المحاضرات وطلبات والدته وحاسوبه واصدقائه عبر الانترنت ، وبينما هو في ركضه ذاك سمع صوت الاذان يصدح منبهاً إياه بمواعيد الصلاة فتوقف في مكانه واقام صلاته لتغمر وجهه بعدها طمأنينة ظهرت في خطواته الواثقة والهادئة المخترقة للطرقات ذات الظلال الدائمة التي تستمدها من ناطحات السحاب التي تحيط به والتي كان يتأملها بنظرة صافية و مسالمة .. تلك هي دعاية محطة ال MBC التي تحث على المحافظة على الصلاة . فبالله عليكم ما هي الوسائل الجهادية لمثل هذا الشاب ذي الحياة الرقمية اللاهثة إذا ما فرض عليه الجهاد يوما كمسلم؟ ايكون تفجيراً لمترو انفاق وحافلات الركاب بلندن تقتيلاً لابرياء ربما خرجوا هم او بعض اقربائهم في احدى المظاهرات التي اجتاحت العالم الغربي احتجاجاً على الغزو الاميركي للعراق، مهدياً الاعلام الصهيوني فرصة على طبق من ذهب لتجريم الاسلام و تشويه صورة الانسان المسلم في عين الرأي العام العالمي ليصبح ذاك الارهابي الهمجي الذي يسعى لتدمير الحضارة الإنسانية! فلم لا يستخدم جيل الوسائط الرقمية والانترنت ادوات عصره ليصبح جهادهم هو جهاد ال (ويندوز اكس بي) Windows XP وال(Windows XP) هواكثر برامج شركة مايكروسوفت للحاسوب شهرة لما به من مميزات جعلته الاكثر إستعمالاً بالنسبة لمستخدمي الانترنت في مختلف ارجاء العالم. و لعل الخبر الذي قام باعلانه مكتب ال FBI يعتبر تدشيناً لجهاد ال Windows XP والذي يقول فيه : بانه قد تم اعتقال كل من الشابين التركي اتيلا اكيجي (23) عاما و المغربي فريد الصبار (18) عاما اللذين يشتبه بانهما ابتكرا فيروس (زوتوب) الذي يسمح لمبتكريه بالسيطرة على اجهزة الكمبيوتر التي اصيبت به وعرقلة محاولة وصول المستخدمين الى مواقع للحماية من الفيروسات وذلك اثر تعاون دولي بينهم وبين ادارة الامن ومسؤولي الامن المغاربة والاتراك. وبعد مطاردة استمرت لاسابيع وتعقب لمسار الفيروس .. وقد نشر الشابان الفيروس في الانظمة المعلوماتية لمجموعة شركة مايكرسوفت الاميركية، ومن ثم قام بالهجوم على شبكة ال CNN التي قامت بقطع بثها المعتاد واعلنت على الهواء ان حواسيبها تتعرض لهجوم فيروسي، كما هاجم قناة إيه بي نيوز وصحيفة نيو يورك تايمز وسلسلة ديزني و مطار سان فرانسيسكو. مع ملاحظة انهما لم يجعلا فيروسهما يهاجم اي مواقع تتعلق بها حياة البشر مثل المستشفيات ومحطات الكهرباء او مترو الانفاق.. وقد صرح محامي الصبار ان خطورة هذا الامر بالنسبة للاميركيين لا تكمن كما راج في انه هاجم العديد من مواقع ويندوز 2000 والقنوات والصحف الاميركية فحسب، بل في انه استطاع ان يخترق موقع الكونغرس الاميركي، والدخول الى 1200 موزع معلوماتي والإستيلاء على 60 ألف ملف معلوماتي. وهكذا نرى اننا يمكن ان نهزم اعداءنا في عقر دارهم من داخل قاعدة بيانات مايكروسوفت وليس من قاعدة اسامة بن لادن وان نحز ونذبح قوتهم واقتصادهم دون ان نريق نقطة دم واحده يمكن ان تحسب ضدنا، فلنعلم ابناءنا ثقافة جهاد ال Windows XP. واخيراً هو شاب، رياضي الجسم، ذو لحية و شارب خفيفان، يرتدي قميصاً مفتوح الأزرار تحته تي شيرت، وبنطال من الجينز وينتعل حذاءً رياضياً خفيفاً و..... رجاءً تمهل عزيزي القاريء ولا تتعجل بالاستغراب فهذه السطور ليست إعادة لمقدمة العمود ولكنها وصف دقيق لصورة الشاب (اتيلا اكيجي) التركي عند القبض عليه والتي شاهدتها على موقع قناة الجزيرة بالانترنت...! * ذعر في إسرائيل!! (استفاقت إسرائيل، يوم الثلاثاء، على قلق كبير أو ما يشبه الذعر الذي سيطر على شارعها بمستوييه الشعبي والرسمي، بعد أن اتضح أن «هاكر» سعودي أفلح عملياً في الوصول إلى تفاصيل شخصية عن مئات الآلاف من الإسرائيليين وأيضاً على تفاصيل بطاقات ائتمان لنحو 15 ألف إسرائيلي أو أكثر، الأمر الذي أشاع حالة من الذعر في البلاد. ولم تكن حالة الذعر التي انتابت الإسرائيليين اليوم نابعة فقط من معرفة تفاصيل البطاقات وإنما تخوّف من أن تكون هناك شبكات لمؤسسات إسرائيلية استراتيجية وحساسة سهلة المنال بعمليات قرصنة مماثلة منها كمبيوترات الوزارات الإسرائيلية الحساسة). إنتباهتي لحقيقة ان (الهاكر السعودي) الوارد ذكره في الخبر اعلاه ما هاجم العدو الاسرائيلي مسببا الذعر للشارع الاسرائيلي بمستوييه الشعبي والرسمي الا بعد 3 يوم فقط من قراءتي ما بين مصدقة ومكذبة للخبر الآتي: (إسرائيل تعتزم (مطالبة السعودية) ب 100 مليار دولار تعويضاً عن أملاك اليهود في عهد الرسول.. ضمن مشروع قانون خُصّصت له 100 مليون دولار من ميزانية الخارجية لعام 2012)، انتباهتي هذه هي ما جعلتني اسارع بإعادة نشر عمودي (جهاد الWindows XP) ، العمود الذي قمت بكتابته ونشره عام 2005م بصحيفة السوداني حال صدورها الأسبوعي بالخليج.