نحاول في هذه الوقفة أن نقرأ الأجندة الثقافية للعام الحالي (2012م)، ونحن في بداياته، ونتوقف عند بعض المناسبات الثقافية والتربوية، حتى يكون العام خصباً ومليئاً. ٭ فبراير 2012م:- في منتصف هذا الشهر 15-16 فبراير 2012 تنعقد بقاعة الصداقة بالخرطوم اشغال احتفالية الطيب صالح التي ترعاها الشركة السودانية للهاتف السيار (زين) ويشرف عليها مجلس امناء جائزة الطيب صالح العالمية للابداع الكتابي برئاسة البروفيسور علي محمد شمو.. وسيكون هناك حضور مكثف لنقاد وروائيين وكتاب قصة من السودان وبقية اجزاء الوطن العربي. بعضهم سيقدم أوراقا حول الرواية العربية والتحولات الاجتماعية. ومنهم أ.د. عبد الحميد بورابو (الجزائر) - د. بطرس حلاق (سوريا) - د. شبرين أبو النجا (مصر) - عبد الرحمن مجيد الربيعي (العراق)، حول الرواية التونسية والتحولات الاجتماعية. والبعض الآخر سيقدم شهادات عن تجاربهم الابداعية ومنهم الروائي الجزائري واسيني الأعرج والقاص سعيد الكفراوي والقاصة ليلى العثمان والروائي عبده خال من المملكة العربية السعودية إلى جانب رصفائهم من السودانيين، مبارك الصادق - أمير تاج السر - زينب بليل - بشرى الفاضل. وسيكون هذا الاحتفال بمثابة ملتقى ثقافي عربي لمناقشة قضايا السرد يتجدد في كل عام، بعد أن حقق ملتقى العام الماضي نجاحاً باهراً إذ شارك فيه عدد من كبار الأساتذة منهم أ.د. أحمد درويش (مصر) وأ.د. يوسف بكار (الأردن) ود. حميد محمداني (المغرب) ود. حاتم الصكر (العراق) كما شارك من على البعد د. عبد العزيز المقالح، أ.د. أحمد علي محمد (سوريا) ود. يمنى العيد (لبنان) إلى جانب النقاد السودانيين، البروفيسور محمد المهدي بشرى، البروفيسور عبد الله حمدنالله، أ. عائشة موسى السعيد ود. أحمد صادق أحمد. إلى جانب الشهادات التي قدمها عدد من الكتاب (ابراهيم اسحاق/ عيسى الحلو/ أمير تاج السر) وعدد من زملاء الطيب صالح ومحايليه ومنهم الفنان التشكيلي ابراهيم الصلحي، ومحمود أحمد محمود وأ. حسن تاج السر، وأ. عبد الباسط عبد الماجد وخالد القشطيني وغيرهم. مارس 2012م:- هذه هي الذكرى الثلاثين لرحيل الشاعر الكبير محمد المهدي مجذوب ولا أقل من أن تتولى احدى مؤسساتنا الكبرى رعاية هذا العمل الكبير الذي ينبغي أن يتوج باصدار ما لم ينشر من قصائد للشاعر الكبير، دون حذف أو استبعاد لقصائده ذلك ان روح الوفاء والأمانة تقتضي الحفاظ على تراث الشاعر الكبير، فهو قد غدا ملكاً لأجيالنا وجزءاً من الثقافة الانسانية. كما نتوقع أن تسهم هذه الاحتفالية في أن يتبوأ موقعه على خارطة الابداع الشعري العربي، وأن نهتم بتقديم ما كتبه النقاد السودانيون حول منجزه الشعري. ونقترح أن يعقد سمنار نقدي لمدة يومين، وأن يتولى معهد العلامة عبد الله الطيب بجامعة الخرطوم تنظيم هذا السمنار، على أن تصدر الأوراق العلمية المقدمة في السمنار في كتاب.. كما نرجو أن تتم دعوة بعض النقاد العرب والسودانيين الذين اهتموا بشعر المجذوب وفي طليعتهم أستاذنا د. عبد الرحمن عبد الرؤوف الخانجي.. وأن يخصص اليوم الثالث لقراءات من شعر المجذوب، وأن تنظم مسابقة للملحنين والمغنين، وفي ذهننا قصيدة المولد التي ترنم بها الفنان عبد الكريم الكابلي.. وأن ينتقل جزء من هذه الفعاليات إلى عواصم ثقافية كبورتسودان وود مدني، وبالتأكيد لابد أن يكون لدامر المجذوب النصيب الأوفى من هذه الاحتفالية.. ونقترح أن يتم تقديم كتاب مختارات من شعر المجذوب للقراء داخل السودان وخارجه. ٭ أبريل 2012:- في تزامن مع ذكرى انتفاضة السادس من أبريل ستكون هناك دورة جديدة من دورات مسابقة الطيب صالح للقصة القصيرة للشباب التي ينظمها مركز محمد عبد الكريم ميرغني الثقافي بأم درمان لترافق زميلتها جائزة الطيب صالح للابداع الروائي، والتي انتظمت طوال عقد من الزمان في يوم 21 اكتوبر من كل عام. ٭ مايو 2012م:- الموسم الثقافي لرابطة الجزيرة للآداب والفنون والذي يشتمل على ندوات ومعرض كتاب وقراءات شعرية، ومعرض تشكيلي، وهي أنشطة ستستمر بقية هذا العام وصولاً إلى عيدها الأربعين في العام القادم. ٭ يوليو 2012م:- في يوليو 2012م تكمل مدرسة شندي الشمالية للبنين قرناً من الزمان. كما تكمل المدرسة الشمالية للبنات ستين عاماً (1952-2012م). وفي هذه المناسبة التي يمكن أن نقيس عليها مؤسسات تربوية وتعليمية أخرى احتفالاتها.. ونقترح في هذا الشأن أن تقام مكتبة عامة: للأطفال وللكبار في مدينة شندي يتبرع لها الأحياء من خريجي هذه المدرسة وأسر الذين رحلوا، ونتبرع لهذه المدرسة بمجموعة من الكتب باسم الراحل عيدروس ميرغني الذي تلقى تعليمه في عام 1922-1926، وقد ظل وفياً لها إلى أن لقى ربه.. وتستطيع جهود خريجي هذه المدرسة وذويهم أن تصنع الكثير سواء في ترقية التعليم بالمنطقة، وأن تحقق التواصل بين الأجيال، وأن تخرج هذه الاحتفالية في الثوب الذي يليق بهذه المؤسسة وتوأمها المدرسة الشمالية للبعثات، وبالمنطقة التي ظلت مستودعاً للقيم والمثل والتكافل. ٭ وفي 2012 تمر أربعون سنة على انشاء رابطة سنار الأدبية، وقد لعبت هي ورابطة الجزيرة للآداب والفنون دوراً مهماً في دفع حركة الثقافة السودانية إلى الأمام، وأهل سنار أدرى بشعابها.. ولكن هذه تذكرة. ٭ في عام 1922 ولد الشاعر ادريس محمد جماع. وكذلك الناقد والشاعر محمد محمد علي، وقد تم الاحتفال بمرور أربعين سنة على رحيل محمد محمد علي في عام 2010، وكذلك تم الاحتفاء بذكراه في 2011 (اليوبيل الذهبي لكلية التربية - معهد المعلمين العالي سابقاً) والاحتفال بالشاعرين مهمة مؤسساتنا الثقافية والتعليمية: وزارة الثقافة - جامعة بخت الرضا - كلية التربية جامعة شندي التي عمل في معهد التربية الأستاذ ادريس جماع - اتحادات وروابط الكتاب والأدباء - حلفاية الملوك - وزارة التربية والتعليم ...الخ ويمكن للآخرين أن يضيفوا إلى هذه الأجندة ما فات علينا. وهي تتضمن لمسة وفاء تجاه الرموز الثقافية، وللمؤسسات التعليمية والتربوية مما يمكن أن يعيد للحياة بعض طعمها ولونها.