إلى من تقرع الأجراس ؟؟وهل كتبت على الإنسان السوداني المعاناة حيا وميتا ؟ومن المسؤول عن الاخفاقات الكثيرة التي يعاني منها المواطن على الاصعدة كافة ؟؟اسئلة تبدو اجاباتها معروفة للجميع ،ومن يزر مشرحة مستشفى عطبرة يقف على حقيقة الاهمال والتردي الذي تشهده،والمعاناة لاتقتصر على من يريدون تشريح جثة احد اقربائهم ولا على أولئك الذين يريدون استلام جثة لمواراتها الثرى ،بل تمتد وتشمل حتى العاملين في هذه الغرفة المسمية مجازا مشرحة، تبدو هي احوج ماتكون لتشريح حالها البائس ،وحادث حجاج ولاية النيل الابيض الاخير كشف بوضوح حجم القصور الكبير داخل المشرحة والذي كان مثار تعليق وحديث كل مواطني الولاية وعطبرة فيومها انكشف المستور ووضح تماما ضعف المشرحة على استيعاب عدد كبير من الجثث ،وتوقع بعدها المواطنون ان تجد المشرحة حظها من التأهيل خاصة في ظل تزايد حوادث الحركة المرورية ولكن الواقع لم يتغير وهذا ماكشفه الحادث الاخير الذي راح ضحيته عدد من المواطنين اثر تصادم شاحنة وبص سياحي ،ووضح ضيق مساحة المشرحة والتي هي عبارة عن غرفة حيث لم تتسع لكافة الجثامين التي لم يتجاوز عددها الخمسة عشرة جثة ،ووضح افتقاد المشرحة للتكييف والمياه ،ومن يزر المشرحة يتوقف على تردي اصحاح البيئة في محيطها التقت (الصحافة) بمدير المشرحة والذي لم يخفِ استياءه من الحالة التي عليها المشرحة متحدثا عن وجود المشرحة الجديدة التي بدأ العمل بها ولم يكتمل بسبب المال معللا ان وزارة الصحة ليست لديها الامكانات والقدرة على القيام بذلك وحدها وقال: يجب ان يشارك جميع المستفيدين منها في تكملة مبانيها الجديده، ونفى علمه باسباب توقف العمل في تأهيل المستشفى ،والصورة التي خرجت بها الصحافة ان هذه المشرحة لاتختلف كثيرا عن مسلخ عطبرة ،وحالها يغني عن السؤال وليت الجهات المسؤولة في وزارة الصحة بالولاية تسجل اليها زيارة لتتعرف على حجم التردي والاهمال الذي تشهده. في سياق مختلف دخلت لاحد اجنحة الحوادث المكون من ثلاثة طوابق ولاحظت الاختلاف الكبير بين المباني وهذا المبنى وعرفنا ان القسم الحديث شيددته شركة سوداتل وهو قسم للحوادث والذي افتقدته المدينة طويلا و يضم القسم جزءً للعناية المكثفة والوسيطة والطوارئ وفق احدث النظم والاجهزة الحديثة، وقامت الشركة ببنائه وتوفير جميع مستلزماته الطبية ،وليت اهتمام الشركة وغيرها من شركات يمتد للمشرحة.