نجمة المسرح بلقيس عوض رقم صعب فى حياتنا بكل ما قدمته للمسرح السودانى فى الوسائط الاعلامية المسموعة او المرئية، وظلت بلقيس عوض تعطى بلا حدود متسلحة بالعلم والتجربة والخبرة التى صقلتها وجعلتها من نجوم الدراما، ومن القلائل اللائى يشار اليهن بالبنان. خلوة الشيخ محمد بابكر فى هذه الخلوة وبمدينة أم درمان فى الخمسينيات، قرأت بلقيس عوض القرآن وجودته فى الرابعة من عمرها، مما أفادها كثيرا فى اللغة العربية فى المستقبل، لتصبح ممثلة السودان الاولى بالعربى الفصيح. المدرسة المصرية دخلت بلقيس عوض مدارس البعثة التعليمية المصرية، وتحديدا الكلية القبطية للبنات. وكان من اساتذتها فى ذلك الوقت أمين الهنيدى ومحمد أحمد المصرى، وعلى يد هؤلاء تعلمت اصول التمثيل الذى كان مادة اساسية فى المنهج المدرسي، وزاملت من الاساتذة المرحوم محمد خيرى احمد ومحمد رضا حسين والفنان عبد العظيم حركة، كما زاملت المذيع المتميز والرقم الاعلامى حمدى بدر الدين. الفن التشكيلي كانت بلقيس عوض من اميز الطالبات فى الفن التشكيلى والرسم والتطوير، واكتشفت هذا الفن منذ الطفولة، وكانت لوحاتها تعرض فى مدارس البعثة المصرية خلال المعارض التى تقام سنوياً، حيث تحصلت على جائزة احسن لوحة فى عام 1958م، وكانت ترسم على البروش والقفاف، ولها لوحة نادرة عن مشاط العروس. جامعة القاهرة الفرع درست بلقيس عوض فى جامعة القاهرة فرع الخرطوم كما كان يطلق عليها آنذاك، وكانت الجامعة خلال الامسيات عبارة عن منتدى ثقافى، حيث يجتمع معظم الشعراء والادباء والتشكيليين من الجامعات الاخرى، فكان صلاح تركاب من كلية الفنون الجميلة، وسيف الدين الدسوقى وابو آمنة حامد، حيث تكونت حينها اول فرقة مسرحية سودانية فى عام 1962م بقيادة الكاتب المسرحى يوسف خليل، وكانت بلقيس عوض الممثلة الوحيدة فى الفرقة من العنصر النسائى، كما لحقت بفرقة أخرى تعمل فى المسرح الكوميدى بقيادة الممثل الكبير يس عبد القادر، وشاركت بلقيس فى اعمال كتبها يوسف خليل وهى «بنت المدير» و «قطر الشمال» وهى عبارة عن بساط ريح ينتقل من الخرطوم الى حلفا، اضافة الى بعض الاسكتشات التى كانت تقدم خلال برنامج «تحت الاضواء» الذى يقدمه الاستاذ بولاد. الفن الغنائي تعلقت بلقيس عوض فى مشوارها الطويل بجيل العمالقة فى مجال الفن السودانى المعتق، وكانت أغنيات ابراهيم الكاشف الرائعات تستهويها كثيراً، فهى تتميز ببساطة الكلمة والايقاع والالحان الجميلة، ومن تلك الاغانى «يوم الزيارة» و أنا افريقى انا سودانى». وعشقت بلقيس عوض الفنان الكبير حسن عطية الذي يتمتع بصوت متفرد ونادر، وفى هذا تقول انها ليست معجبة به بوصفه فناناً فقط، بل لأنه كان جاراً لوالدتها، وكانت كثيراً تعتقد انه خالها، وكانت تناديه بذلك. ومن أغنياته ما أظهر فيها انحيازاً للمرأة، فكان يردد «يا سعاد قودي الرسن». القاهرة لبلقيس عوض علاقات متميزة مع العاصمة المصرية القاهرة، باعتبارها عاصمة الثقافة والادب والفن فى العالم العربى، حيث دخلت بلقيس عوض إذاعة ركن السودان بالقاهرة عام 1960م، وأُجري معها لقاء عن المسرح فى السودان، ولبلقيس عوض علاقة أسرية مع أسرة الشاعر عبد الرحمن الابنودى وزوجته عطيات الابنودى، وكانت تقيم فى منزلهم عندما تزور العاصمة المصرية، وفى منزلهم كانت بلقيس عوض تلتقى بالمشاهير فى مجال الادب والفن، وتقول إن الأستاذ السر قدور يشكل سفيراً للفن فى قاهرة المعز لوجوده الدائم هناك، كما لدى بلقيس عوض علاقة جيدة مع الأستاذة ثريا حشيش مديرة إذاعة وادي النيل امتدت لخمسة وعشرين عاماً.