مازالت موجة الغلاء التي طالت كل أسعار السلع الاستهلاكية بالأسواق تواصل ارتفاعها، حيث لم تسلم منها سلعة، إذ بلغ سعر جوال السكر أكثر من 180 جنيهاً، وجوال الدقيق 116 جنيهاً وقفز سعرعبوة زيت الطعام زنة 36 رطلاً إلى 184 جنيهاً، وزيت السمسم إلى 210 جنيهات، وصفيحة الجبنة إلى 140 جنيها، وكرتونة الشعيرية والمكرونة من 21 جنيها إلى 25 جنيها، وكرتونة صابون الغسيل من 10 جنيهات إلى 13.5 جنيهات. وعزا التجار زيادة الأسعار إلى انخفاض سعر صرف الجنيه وزيادة رسم الجمارك على الواردات، بينما أعرب عدد من المواطنين عن استيائهم من الارتفاع المتواصل للأسعار بالأسواق، وأعلنوا تخوفهم من استمرار ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية، ودعوا الحكومة لاتخاذ خطوات جادة لإيقاف زحف موجة الغلاء، وأكدوا أن الفرق بين أسعار مراكز البيع المخفض التي أنشأتها ولاية الخرطوم أخيراً بغرض تخفيف حدة الغلاء ليس فرقاً معنوياً يمكن من الإسهام في تخفيف الغلاء. وأشاروا إلى أن رفع الرسوم وتخفيض الرسوم على السلع والخدمات والاهتمام برفع سعر صرف الجنيه عبر الاهتمام بالمشروعات الإنتاجية، الوسيلة الأنجع لمحاربة الغلاء. وقال التاجر بالسوق العربي الصديق الفكي، إن حركة البيع والشراء بالسوق قد تباطأت كثيرا جراء ارتفاع أسعار السلع، بجانب قلة السيولة في أيدي المواطنين. ولفت إلى أن الزيادة طالت كل السلع تقريباً، وأوضح أن المخرج من ارتفاع الأسعار واشتعال الأسواق يكمن في تخفيض قيمة الجمارك، وفتح باب الاستيراد لكل من يستطيع دون احتكار لجهة معينة. ومن جانبه أرجع الخبير الاقتصادي البروفيسور عصام بوب ارتفاع الأسعار بالأسواق إلى تباطؤ عجلة الاقتصاد الكلي وتقاصر المشروعات الإنتاجية عن القيام بدورها، علاوة على المؤثرات السياسية السالبة التي رمت بظلالها على الاقتصاد جراء احتمالات تناقص الموارد العامة بسبب فقدان جزء من الموارد التي تأتي من النفط. ودعا إلى خفض الضرائب والرسوم وإعادة النظر في حجم الإنفاق الحكومي الذي وصفه بالمرتفع رغم وعود وزارة المالية بخفضه. وطالب بإشراك خبراء اقتصاد من خارج منظومة السلطة للاستنارة بآرائهم، وحذَّر بوب من تنامي ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية بالأسواق دون أن تحرك الحكومة ساكناً لرفع العبء عن المواطن. وختم قائلاً إن على الولاية مراجعة وتقييم وتقويم تجربة مراكز البيع المخفض ودراسة أثرها على المستهلكين، حتى لا تكون مصدراً لتحقيق الأرباح الطائلة تحت ستار التخفيض الحكومي.