يروى أنه في مدينة سعودية وقع اختيار الاسرة على عروسة لابنهم، وبعد النظرة الشرعية، مضت الاسرة باهتمام كبير في تجهيزات العرس، لابنهم، وفي ذات يوم شديد البرودة، جلس العريس «باعتبار ما سيكون» في غرفته، يقلب آخر الاوراق والدفاتر، استعداداً لرحلته الجديدة، في هذه الاثناء دخلت عليه شقيقته، فطرح عليها سؤالاً مباغتا، «ايش رأيك في العروس»، فكان السؤال فاتحة شهية لشقيقته لمدح العروس بكل الصفات الجميلة، وبعد أن اكملت حديثها.. قال لها: يعني لا توجد أية ملاحظات؟.. قالت «هي فقط بربارة» ومعنى «بربارة» في السعودية، أنها كثيرة الكلام، فيقولون إن هذا الرجل «راعي سواليف، وانه كثير البربرة» أي انه يولي «للونسة» اهتماما، ولإطالة الحديث عناية.. فانتفض العريس قائلا «والله انني اكره كثرة البربرة» وهكذا انتهى العرس قبل ان يبدأ! وفي قرية من قرى الجزيرة التي أضحت تعاني العطش بعد طول ارتواء، وأخشى عليها من أن تصاب بالجدب بعد خضرة دائمة، المهم، في واحدة من هذه القرى وفي زمان ماضٍ فسخ أحد المغتربين العائدين من الخليج، حينما كان المغترب «سمح الطلة وكثير الغلة» خطوبته، بسبب كثرة كلام الخطيبة، وهي المسكينة، كانت تطرح عليه السؤال تلو الآخر، حتى قبل أن تتلقى إجابة كاملة، وهذه الحالة توصف في السعودية، حيث نقيم، بأنها «لقافة»، أي بنتنا السودانية أصبحت في هذه الحالة «ملقوفة» أي تريد معرفة كل شيء، غير أن «لقافتها» هذه ابعدت عنها «العريس اللقطة» الذي ارغى وازبد بانه لا يريد الارتباط بهذه «الملقوفة». هناك قصص وحكايات كثيرة حول «عرسان طاروا وزيجات فركشت» بسبب «اللقافة» وكثرة الحديث، لذلك نوصي من تنتظر عريسا ان كان مغترباً يعاني الويلات أو خريجاً يتسكع في الطرقات ينتظر السماء أن تمطر ذهباً، أو موظفاً مفتوناً بالكلمات المتقاطعة، وتناول الشاي والقهوة «بالدين» من «ست الشاي» المتكئة على ناصية الشارع او بوابة الوزارة، او اذا كان العريس يعمل في كل شيء من شأنه أن يدر عليه عائداً مادياً، أو حتى ذلك الجالس في «حديقة حبيبي مفلس» ينتظر «اللوتري».. بأنه يتوجب على الراغبة في الزواج، وحتى قبل ان تصبح بدرجة «خطيبة» ان لا تظهر أية لقافة او كثرة حديث، وعليها أن تتحلى بالصبر حتى يتم الزواج، كون أية محاولة «بربرة او لقافة» ربما زجت بها بعيداً عن قفص الزوجية.. وعلى الراغبة في الزواج ان كانت موظفة او صاحبة امجاد، او مشغولة بالماجستير، او جالسة في البيت، تراقب حركة الجيران، عليها ان تبدي لمن تعتقد بأنه ربما يكون عريساً، قلة في الكلام، ومحدودية في الحركة، حتى لا يفشل المشروع قبل ان يبدأ، ويلحق بحلم المغتربين في مشروع سندس الزراعي.