قالت الحركة الشعبية إن مرشحها لرئاسة الجمهورية هو الذي طلب سحب الترشيح ولم يتم السحب بضغط منها ، وكان عرمان يبدو - بحسب تعابير وجهه - واقعاً تحت ضغط كبير وهو يعلن على شاشات التلفزة والقنوات الاخبارية قرار انسحابه من حلبة المنافسة حول منصب رئيس الجمهورية ، وبإعلان الحركة المذكور يتوجب علينا إخضاع عملية الانسحاب المفاجئ لعرمان للمزيد من النقد والتحليل فالرجل رقم على الساحة السياسية لا يمكن تجاوزه وهو يخوض حرب ( معلمين ) مع الحزب الحاكم لم يهدأ أوارها أبداً منذ مجيئه ضمن رجال الراحل قرنق الى الداخل وحتى لحظة تقديمه لأوراق اعتماده مرشحاً مستوفٍ لشروط الترشح لرئاسة الجمهورية . ورجل بمثل تلك المواصفات لا يمكن ان يوصف انسحابه ب ( الصفقة ) خاصة في ظل إنكار الحركة الشعبية لوجود أية صفقة بينها وبين المؤتمر الوطني وذهاب الناطق بإسمها الشاب ين ماثيو الى أبعد من الإنكار بمسافات حينما قفل الطريق أمام أي توافق مستقبلي مع حزب مطلوب جنائياً بسبب جرائم ضد سكان دارفور على حد تعبير ين ، كما ان الحركة تنكر تماماً ضغطها على مرشحها للإنسحاب ، إذن لم يتبقَ لنا الا ان نسترسل في إستدعاء المعلومات السابقة التي كان يعتمد عليها عرمان في حملته الانتخابية وربطها بالمستجدات من المعلومات والتصريحات حتى نفهم لماذا إنسحب ياسر عرمان في الدقائق الأخيرة مع إدراكه بأنه في حالة إستمراره سيكون صاحب حظ ونصيب كبير من أصوات الناخبين ؟. من الملاحظ أن عرمان قال عشية انسحابه وهويوجه حديثه لبابكر حنين مقدم برنامج ( مجهر سونا ) نحن نعلم الدور الذي تلعبه يا حنين ..أنت موجه لإستضافة مرشحي رئاسة الجمهورية لإظهارهم أمام الجمهور بمظهر الضعف وكل ذلك يتم لصالح مرشح المؤتمر الوطني .!!!. قال عرمان تلك الكلمات وهو يشعر بالغيظ الشديد وهاجم ياسر في تلك الحلقة المؤتمر الوطني ومرشحه لرئاسة الجمهورية كما لم يفعل مستضاف غيره ، ومن الواضح ان عرمان يحتفظ بملاحظات خطيرة عن حقيقة الانتخابات في السودان ، ملاحظات قد تكون وردت في تقرير مجموعة الأزمات الدولية ومركز كارتر وهي ذات الملاحظات التي جعلته يقول في تصريحات جديدة ان الانتخابات السودانية تسير في طريق سبق ان سلكته الانتخابات الإيرانية ويعقد مقارنة بين الإثنين . وبقراءة مبسطة لأسباب انسحاب عرمان مقارنة بالتهديدات التي تطلقها القوى السياسية الاخرى فإن إتجاهاً عاماً في السودان يسعى لإدانة نتيجة الإنتخابات قبل موعد الإقتراع في إشارة واضحة الى انها غير نزيهة ولا حرة وانها تتم لإكساب الحكومة المزيد من الوقت ، وحينما يتم الانسحاب الكامل فإن هذا يعتبر إشارة للآخرين ببدء برنامج محاربة النتائج مبكراً والإستعداد لجولة جديدة من جولات محاولات إسقاط النظام في السودان على خلفية سابقة هي أزمة دارفور وخلفية جديدة تتمثل في الإصرار على تزوير الإنتخابات بدءاً من عملية الإحصاء والسجل .