بدأ العد التنازلي للعملية الانتخابية واستشرفت صناديق الاقتراع لتبشر بمولود شرعي للسودان رغم التعقيدات والعقبات التي لازمت الساحة السياسية في الفترة القليلة المتبقية، وكما نشهده من رفض وقبول ومقاطعة ودخول من قبل الأحزاب السياسية في الساحة السودانية الا ان الحزب الاتحادي الديمقراطي يفرد عنان صهوه في خطوات منتظمة تجاه الانتخابات لأجل ارساء التحول الديمقراطي والتبادل السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع في الانتخابات التي اعتبرها المولود الشرعي لمبادرة الشريف زين العابدين الهندي التي أسست لمبادئ الحوار الشامل. وانطلق الأمين العام للحزب الاتحادي الديمقراطي في تدشين حملات حزبه في جميع ولايات السودان مراهنا على اكتساح مرشحي حزبه الانتخابات في كل الدوائر وبكل ولايات السودان المختلفة. ومن الواضح جدا ان الدقير امتلك ثقته باكتساح الانتخابات من جماهير حزبه العريضة التي التقى بها من خلال جولاته وفي الاسبوع المنصرم التي بدأت بولاية سنار بقرية كساب الجعليين. وفي تلك القرية ضربت سرادق الاحتفال منذ الصباح الباكر وكانت حشود الجماهير ترابط بها في ساعات مبكرة ورغم سخانة الجو وشمسه الحارقة الا انهم ظلوا صامدين في انتظار قدوم الأمين العام. ومنذ ان حطت طائرة الدقير بأرض تلك القرية ظلت في غليان مستمر وهتافات لم تهدأ سير.. سير يا دقير.. فألك خير يا دقير. غطت الأعلام الاتحادية ارجاء ساحة الاحتفال.. ومن الملفت للنظر حب انتماء القواعد للحزب وحبهم القاطع لشعاره العلم والدليل على ذلك عندما قام احد منسوبي الحزب بتوزيع تلك الاعلام الصغيرة على الجماهير انهالت عليه تلك الجماهير من كل حدب وصوب مما دفعه للقذف بها تجاههم وفر بجسده. ولكن ليس بالخبز وحده يحيا الانسان.. من الملاحظ ان تلك القرية تعاني من بعض الاشكالات والنقص في الخدمات وهذا ما دعا مرشحة قوائم المرأة بالحزب بالولاية منى فاروق بالمطالبة بتأهيل المشاريع الزراعية وتوفير المياه والكهرباء والصحة والتعليم لمواطني المنطقة. وقالت مخاطبة الدقير باسمهم يريدونك ان تعبر لهم عن مشاريعهم وعن مجانية التعليم وتوفير الدواء والمشافي. واستجاب الدقير لندائها وقال نحن بدأنا مشروع السوكي، ومشروع دقدوق، وسلمناه لشركة كنانة وايضا مشروع النيل الأزرق للسكر موضحا بان تلك المشاريع سترفع مستوى الدخل لاهل الولاية ولمزارعي تلك المشاريع واضاف نحن سنعيد للمسيرة رونقها وسيكون اول المستفيدين اهل المنطقة. وتابع اما في برنامج مكافحة الفقر ينبغي توفير التمويل للحرفيين والمزارعين وصغار التجار لان نحن نستهدف دولة المواطنة والذي يشارك فيها جميع المواطنين دون النظر لاحزابهم .وقال نريد ان نحكم بمبادئ العدالة الاجتماعية وان يوظف الاقتصاد لمصلحة الوطن ونادى بحفظ حقوق المعاشيين وتحديد العملية التعليمية والاهتمام بالمعلمين وتحسين اوضاعهم ودعا جماهير حزبه للتصويت لمرشحي الحزب وان يتدربوا على العملية الانتخابية حتى لا تضيع اصواتهم ليتمكن مرشحوهم من اكتساح الدوائر في كل ولايات السودان. وفي الوقت ذاته دعا قيادات الاحزاب السياسية بادارة معركة انتخابية نظيفة ومسؤولة وقال نريد ان تكون الكلمة فيها عفيفة حتى نخرج بمجتمع يسوده السلام لا نريد الخروج ببؤر الصراع. وجدد دعمه لمرشح المؤتمر الوطني عمر البشير لرئاسة الجمهورية. وقال دعمناه لانه يتمثل الحزب الاتحادي لحفظه لعزة السودان ودفاعه المستميت عنه. وامتدح الدقير ولاية سنار وقال هي التي ورثت دولة الاندلس وبعد انتهاء الاندلس قامت السلطنة الزرقاء معتبرا سنار القلعة الحصينة لحزبه. وفي اثناء مخاطبته لم تصمت الجماهير بل تقاطعه تارة واخرى وهي تهتف سير سير يا دقير.. ولم تتوقف من الهتاف حتى بعد ان اكمل خطابه وظلت تلوح بأعلامها وتسير خلفه حتى صعد مروحيته وغادر سماء تلك المنطقة. وتكرر ذلك الموقف بولاية النيل الأبيض في منطقة أبو الدقيرة بمحلية الجبلين بعد يوم من مخاطبته جماهير حزبه بمنطقة كساب. لكن في هذه المنطقة جاءت العبارات السياسية والحملة الانتخابية لمرشحي الحزب بالولاية في باقة صوفية كما قال مدير الاعلام بالحزب محمد الشيخ عزمي اراد ان يقدم الشيخ موسى أبو الدخيرة الذي احتضن مسيده العامر لتلك البوتقة والنفر الذي اتى اليه من قيادات الحزب بالمركز بمن فيهم الامين العام الدكتور جلال يوسف الدقير.. والكل في حضرة الشيخ أبو الدخيرة جلوسا كأنهم في حلقة الذكر. قال نحن اتينا هنا لنستمد المدد الروحي والصوفي الذي يعيننا في حملتنا الانتخابية لكن الشيخ ابو الدخيرة اقتضب خطابه في نحن مع الحق ونناصره اينما حل وتابع سنمنح اصواتنا للذي نرى فيهم خير للدين والوطن. وفي ذات الاطار قال الدكتور احمد بلال عثمان نحن نرى ان هذه البلاد رغم المكايد والمكايدات التي تواجهها من العالم الغربي الا انها محفوظة برجال الطرق الصوفية.. وبعدها ترجل الدقير الى موقف الاحتفال وسط مرشحي حزبه وابتدر حديثه لدى مخاطبته الاحتفال بالتحية لاهل المنطقة وجماهير حزبه، وقال اتيت لهذه المنطقة ووجودنا هنا له دلالات ومعاني أولها تحية مؤسسي هذا المسيد العامر واوتاد الارض والثانية ان نخاطب أهلنا في هذه الولاية وفي هذه المحلية خاصة ولكنا نعلم ان رسالة الحزب المعرفة والاصلاح الاجتماعي وان المواطنة هي اساس الحقوق والواجبات، مؤكداً ان حزبه حفظ العهود والمواثيق رغم التحديات التي حاصرت الوطن. وقال لكن استطعنا ان نصون كرامة هذا الوطن والسعي لوحدته كما ورثناه عن اجدادنا. واضاف طرحنا برنامجاً واضحاً للمرحلة القادمة وأوله في المسألة السياسية ان تقوم دولة الحق والاجهزة القضائية ووحدة الصف والاصطفاف حول القضايا الوطنية ونبذ العنف والاقتتال والاحتراب والصراعات داعيا للالتفاف للتنمية التي اقعدتها الحروب. وتعهد الدقير في برنامجه السياسي بمحاربة الفقر وتشجيع الاستثمار وتوظيف ابناء المنطقة. وقال لا نقول ان كل الابناء نوظفهم في دواوين الحكومة ولا نكافح الفقر من ديوان الزكاة ولكن نتيح الفرص للاستثمار وتوفير الدعم للمزارعين والحرفيين والتجار ووعد بتحسين دخل المزارعين وقال في خلال هذا العام سيكون دخل الفرد 3 أضعاف ما كان عليه في السابق ،مشيرا الى ان مشروع سكر النيل الأبيض يوفر 61 ألف وظيفة ومشروع سابينا 01 ألف وظيفة لأبناء الولاية. واضاف ان هذه الولاية معطاءة واتينا لنرد لها جميلها. ودعا الدقير احزاب المعارضة للعدول عن موقفهم في مقاطعة الانتخابات وقال يجب ان يراجعوا موقفهم ويكملوا المشوار لان هذه مسؤولية وطنية. وفي حديثه قال مرشح الحزب لمنصب الوالي بالولاية الدكتور معتصم العطا نحن في ظل التخلقات الجديدة والتحول الديمقراطي همنا الوطن والمواطنين، ونريد ان نبني مجتمعا متكاملا يؤمن بحرية الفرد وديمقراطية في التنظيم ليكون الدليل والفاصل بيننا والآخرين وقاطعته الجماهير فايز فايز يا دكتور. وتابع ان برنامجنا تقديم الخدمات لاهلنا في المنطقة وفق رؤية متكاملة ونطرح برنامجنا للشعب والناخب ليحكم عليه ان اقنعه فليصوت لنا وان لم يكن ذلك فليصوت للبرنامج الذي يقنعه ونحن معه على ذلك.