الآثار السالبة المترتبة على اغلاق جامعة الخرطوم لم تلق بظلالها السالبة على الطلاب وحسب، بل طالت شرائح لا علاقة لها بالاحداث الاخيرة التي شهدتها ام الجامعات، وهذا ما كشفته جولة قامت بها «الصحافة» أمس، حيث عبر اصحاب الكافتريات والمحال التجارية والخدمية عن بالغ سخطهم من قرار اغلاق الجامعة وتجفيف الداخليات، مؤكدين ان اضراراً بالغة وقعت عليهم وعلى الاسر التي يعولونها، مشيرين إلى ان المحال التجارية والكافتيريات التي يمارسون خلالها اعمالهم يدفعون نظيرها اموالاً طائلة لصالح الجامعة والصندوق، مؤكدين تحولهم الى عطالي بعد ان كانوا اصحاب دخل ثابت يمكنهم من مجابهة تكاليف الحياة، وكشف صاحب كافتريا «تحفظ على ذكر اسمه» أن لديه عمالاً يوجدون بصورة يومية فى المحل حتى بعد قرار الإيقاف، وقال إنه لا يستطيع تسريحهم، وذلك لأنه يعرف ظروفهم الاسرية، وانه يجتهد في منحهم «مصاريف» يواجهون بها ظروفهم بعد توقف العمل، وقال إنهم عمالة تتمتع بكفاءة وامانة ولا يستطيع الاستغناء عنهم، وذلك لأن ايجاد بديل بعد فتح الجامعة واستئناف العمل امر يبدو في غاية الصعوبة، مبدياً حسرته الكبيرة على قرار اغلاق الجامعة ، مطالباً السلطات المختصة بالبحث عن طرق أخرى لمعالجة القضايا بعيداً عن إيقاع الضرر بالذين لا علاقة لهم بالسياسة واحداثها، كاشفا عن معاناة عدد كبير من الطلاب إثر توقف الدراسة، وقال إن عدداً منهم حضر اليه طالبين مالاً يعينهم على السفر الى اهلهم بالولايات. فيما يتساءل صاحب «دكان» عن مصيرهم، مشيراً إلى أنهم دفعوا إيجار المحال مقدما، وأضاف: هل ستخصم الإدارة فترة التوقف عن الايجار وتقوم بتعويضنا؟ الاجابة بكل تأكيد لا، وقال إنهم خسروا رؤوس أموالهم وذلك بداعي المنصرفات اليومية في ظل عدم وجود عائدات، وقال إن العمل بعد قرار إغلاق الجامعة تأثر كثيراً، وإن الكافتريات التي لم تتوقف اثنتان فقط من اصل تسع داخل الجامعة وعدد كبير خارجها، وقال إن اللتين تعملان فقدتا 97% من الزبائن وربما تتوقفان عن العمل. وفي منحى مشابه عبر سائق عربة «تاكسي» عن بالغ حسرته من قرار إغلاق الجامعة، وقال إن أصحاب أكثر من «60» عربة تجارية تأثروا بالقرار، وقال: هناك عدد كبير من أصحاب العربات كانوا متعاقدين مع طلاب وطالبات لنقلهم الى الجامعة نظير اجر شهري أو أسبوعي، وهؤلاء تأثروا ووقع عليهم ضرر كبير، كما أن أصحاب التاكسي الذين ظلوا يعملون أمام الجامعة منذ سنوات طوال فقدوا زبائنهم من الطلاب والموظفين والأساتذة، وتمنى سائق التاكسي تراجع السلطات عن قرار إغلاق الجامعة، مقدرا إعداد المتأثرين من التجار والعمال واصحاب المركبات بأكثر من «500»، وختم متسائلاً: ما ذنب هولاء؟