تعقيب على ما جاء بعمودك - الجوس بالكلمات - حادث السكة حديد قرأت في عمودك المحترم هذا ما قلته عن الاهمال الذي تعاني منه تقاطعات السكة حديد مع شوارع مرور السيارات في العاصمة . واذا انت قد طرحت فكرة ضرورة تقديم المسئولين عن ذلك الاهمال لاستقالاتهم ، فانني اضيف الى ما قلته وتقديمهم للمحاكمة ايضا .لان تلك الارواح التي ازهقت والاطراف التي قد تكون بترت ليست هي اول كوارث تحل بالانسان السوداني في ذلك المكان، ذلك الانسان الذي يدفع ما يزيد عن السبعمائه الف جنيه سنويا لتجديد رخصة سيارته. ياسيدي لقد كانت هناك اجهزه انذار كهربائيه مركبه عند هذه التقاطعات وهذه الاجهزه مربوطه كهربائيا مع اذرع اغلاق ( مزلقان ) هذه المنظومه مبرمجه بمجسات مربوطه في القضيب علي بعد كاف من التقاطع مهمتها ان تقوم باعطاء اوامر للنظام المذكور قبل ان يقترب القطار من التقاطع بمسافه كافيه فيقوم الجهاز باضاءه لوحات حمراء متقطعه واصدار صوت جرس عالي وبالتزامن مع ذاك تنزلق الاذرع فتغلق الطريق امام السيارات وتظل هكذا الي ان يمر القطار فيتوقف الانذار ويصمت الجرس وترتفع الاذرع لتمر السيارات بسلام. اكرر هذا النظام كان موجودا في كل التقاطعات داخل العاصمه قبل ما يزيد عن ثلاثين عاما . وهو نظام بسيط وغير مكلف وهو مركب في مثل تلك التقاطعات في كل قري العالم ،اما في العواصم العالميه فهناك طرق احدث واكثر امانا نمسك عن شرحها هنا لان الكسلاي والذين لا يريدون ان يتعلموا ولا يعملوا سيرفعوا لنا رايات ضعف الامكانيات وانقطاع الكهرباء ، وربما عدم وجود اسبيرات لتلك النوعيه من الاجهزه في سوق السجانه او ربما يخافون من ازعاج السكان المجاورين لتلك التقاطعات بصوت الجرس او ما قيمة ما تستهلكه انوار الانذار من كهرباء ،من سيدفعه اهي السكه حديد ام مصلحة الطرق ام وزارة الصحه...... الخ. سيظل الانسان السوداني يموت بكل ما لايستحق ان يتسبب عنه الموت ، ليس لسبب الا لاننا لا نحاسب المهملين ولا المتقاعسين ولا المتسيبين ولا المتعمدين ولان سادتنا وكبراءنا يضيعون وقتهم المخصص لتتبع حاجات المواطنين في الكلام غير المفيد والتناحر على السلطة طمعا في ثرواتها وسلطاتها . ولطالما ان السلاطين الذين يسكنون ارقى الاحياء تغلق لهم شوارع الخرطوم ساعات عددا حتى يصلوا من بيوتهم الى مكاتبهم بامان، فيكفي المسئولين فخرا انهم ينجزون ذلك بكفاءة عالية اما ما دون ذلك فمش مهم. أشكرك أخوك نصر رضوان من المحرر : هاتفني العديد من القراء بخصوص ما كتبته عن حادث السكة حديد الذي اودى بحياة مواطنين ابرياء ليس لهم ذنب سوى انهم استخدموا حافلات النقل العام في مشاويرهم العادية من والى منازلهم ، لقد اصبحت القيادة في شوارع الخرطوم عبارة عن استهتار من قبل الجميع ، مستخدمي الطريق اغلبهم مستهترون ومن الطبيعي ان تجد اشخاصاً غير مسؤولين يقودون بسرعة جنونية داخل شوارع المدينة بدوافع الاستهتار او ربما يكونون تحت تأثير المؤثرات المختلفة ومنها على سبيل المثال الغضب بسبب الرسوم التي يأخذها منفذو القانون كمخالفات ، لقد اصبح سلوكاً مصرحاً به ان يدفع احدهم رسوم المخالفة المرورية للشرطة ثم يعيث بقية يومه فساداً في الطريق دون ان يخشى شيئاً وفي هذا تتحمل الادارة العامة لشرطة المرور المسؤولية المترتبة على اخذهم رسوم المخالفات وغضهم الطرف بعد ذلك عن المخالفين بحجة ان المخالفة لا تدفع مرتين ، انه امر عجيب ان يتم التقنين قانونياً للسلوكيات المنحرفة والقيادة باهمال نحن نحتاج الى ثورة اخلاقية لتصحيح المفاهيم الجبائية والاخلاقية في هذا البلد ، لقد اضمحلت الثقافة المرورية الارشادية وحلت بدلاً منها ثقافة الجباية ولذلك ازهقت العديد من الارواح البريئة وضاعت مسؤولية هذا النوع من الجرائم او بالاحرى قيدت ضد مجهول ودونكم ضحايا البصات السفرية والطائرات وغيرها ودونكم الارقام الفلكية السنوية لضحايا الحوادث المرورية ، ان المسؤولية تجاه ارواح المواطنين تضامنية بيد اننا نحمل السلطة مسؤولية تسوية الطريق والتخلي عن سخافة الجباية وغيرها من السلوكيات.