أحدث غياب أعضاء الحركة الشعبية المتمردة بالمجلس التشريعى المنتخب لجنوب كردفان «21» عضوا من جملة «54» هم أعضاء المجلس المنتخب ،أحدث غيابهم عن أداء القسم والانضمام الى جلسات المجلس لدورة كاملة جدلا قانونيا كثيفا فيما استمرت جلساته فى الانعقاد و لم تتوقف ! كما لم تتوقف الاتصالات ب «سبعة» من أعضائه يمثلون الحركة الشعبية من بينهم النسيم عيسى كوكو عبدالله «القيادية بالحركة الشعبية» فقد فاجأت النسيم المجلس بأداء القسم، لتتبوأ مقعدها رقم «34» بمجلس الولاية التشريعى، استنطقتها «الصحافة» وهى تجلس على مقعدها من داخل قاعة المجلس بكادقلى فالى افاداتها . = بطاقتك الشخصية ؟ النسيم عيسى كوكو عبدالله من مواليد كادقلى «حجر المك » ، خريجة كلية معلمات أمبيلى بواو 1980 ،دراسات عليا جامعة السودان تخصص لغة انجليزية 2009 م. = حالتك الاجتماعية ؟ أنا حبوبة والحمدلله ! أم ل«سبعة أولاد وبنات » أحدهم خريج وآخر فى الهندسة وأخرى على وشك التخرج وآخر بالدراسات الهندسية وآخرين بالأساس وبنتى الكبيرة متزوجة بكادقلى . = هل كانت النسيم متفرغة لشؤون الحزب ؟ لا أبدا لم أكن متفرغة بذلك المعنى ،بل أنا كادر منظمات مجتمع مدنى ،عملت فى مجال الطفولة والأمومة فى عدة منظمات ، ثم فى منظمة الثقة العدلية التى تتبع لمنظمة الأممالمتحدة للتنمية ، مبادرون وكذلك التعليم قبل المدرسى . = شعورك وانت تؤدين القسم عضوا بالمجلس التشريعى بجنوب كردفان؟ أنا أشعر بأننى الآن بعد أدائى القسم أحمل الأمانة لأوفى المواطن الذى انتخبنى حقه ، وربنا يقدرنا ويوفقنا لأن نشيل الشيلة مع زملائنا بالمجلس التشريعى ،وأتمنى أن نكون على قدر تطلعات المواطنين وعند حسن ظنهم . = برأيك ماهى الأسباب أو المشكلة التى قادت لاندلاع الحرب فى الولاية ؟ أعتقد أن هنالك عدة أسباب منها عدم التطبيق الصحيح لاتفاقية السلام الشامل ،والتماطل من قبل الطرفين فى تكملة بقية بنود الاتفاقية ،الا أن «نتيجة الانتخابات التكميلية » أصبحت بمثابة كبش فداء وأكملت الناقص ،وكان يفترض أن تكون حرة ونزيهة وهو شرط أساسي ،فأصبحت هنالك مشكلة بالنتيجة النهائية ، ولكننا لم نصل لتحديد ماهية تلك المشكلة بالضبط ! ونتيجة لغياب الحكمة انفجر الوضع . = ولكن كانت هذه الانتخابات مراقبة دوليا واقليميا ومحليا ألم تكن تلك النتيجة مقنعة لديكم ؟ لا !فقد تباينت الآراء حول نزاهتها ،كما اختلفنا فى داخل الحركة الشعبية حولها كثيرا ،فاقترحنا نحن الأعضاء الذين فازوا أن نجلس مع الحكومة للتفاهم ،وان لم يكن ذلك مقنعا ،نلجأ لتجميد مشاركتنا ونقاطع المجلس ان كان ذلك يحل المشكلة ،ثم نعد أنفسنا لمرحلة قادمة ،وكنا على ثقة بأننا نستطيع أن نهزم المؤتمر الوطنى عبر الانتخابات اذا تداركنا بعض السلبيات التى صاحبت الانتخابات . = هل ناقش الحزب عبر مؤسساته خيار الحرب ؟ لا أبدا !لم يناقش الحزب خيار الحرب ،بل كنا أكثر حرصا على ألا تؤدى الانتخابات لاحداث مشكلة تعود بعواقب وخيمة على المواطنين ،ولكن من الواضح أن الرفقاء العسكريين كانوا يبطنون عنا خيار الحرب ،فالحرب قامت بها مجموعة محددة بمفردها ولم نعلم نحن كثيرون فى الحركة الشعبية شيئا عن هذا التخطيط والتدبير . = هل تعتقدين أنها مبررات كافية لحمل السلاح ؟ أولا أنا أدين بشدة خيار الحرب ! وتأزم الأوضاع لأسوأ حالة وصل اليها انسان جنوب كردفان من قتل وتشريد ومشاكل اجتماعية واقتصادية وتخريب ودمار وهدم للبنى التحتية والمشروعات الخدمية والتنموية بالولاية ، وقد ألقت الحرب بظلالها على كل مجتمع جنوب كردفان بل أهل السودان جميعا ،كما اتفق مع كثير من الرفاق بالحركة الشعبية أن المبررات غير كافية لحمل السلاح . = ماذا لفت انتباهك وبيدك ملفات موازنة حكومة الولاية للعام 2012 وخطة الولاية الاستراتيجية ؟ أولا الموازنة جيدة جدا واعتقد أنها ترقى لتطلعات انسان الولاية لأنها اعتمدت على ايرادات تنموية حقيقية ،حيث اعتمدت على الاستثمار ،ونادت بتخفيف العبء الضريبى على المواطن ،فخصصت للتنمية 49% وقضايا الأجور والتوظيف 37% كما انخفض صرف الحكومة الادارى الى 14% ولأول مرة خلال طيلة الفترات الماضية ،الا أن ما لفت انتباهى بصورة خاصة «وضع اعتبار خاص لتنمية المناطق المختارة » والاهتمام بقوت المواطن وحالته المعيشية من خلال صناديق الدعم الاجتماعى ووسائل أخرى تعمل جميعها على خفض حدة الفقر . = أين كانت النسيم ساعة اندلاع الحرب ؟ كنت فى كادقلى ساعتها وسافرت فى اليوم الثانى الى كوستى ثم الخرطوم فيما بعد . = هل خلعت النسيم جلباب الحركة الشعبية وانضمت للمؤتمر الوطنى ؟ أنا لا زلت عضوة فى الحركة الشعبية لتحرير السودان ،كما جئت للمجلس بحكم أننى من أعضاء الحركة الشعبية الذين فازوا فى الانتخابات التكميلية ،ولا زلت متمسكة بانتمائى للحركة الشعبية والذين يتعاملون معى يدركون ذلك . = ولكن الحركة الشعبية لتحرير السودان حزب غير مسجل وهى حركة تحمل السلاح ماذا أنت فاعلة ؟ أنا لازلت على أمل أن أنجح فى جنوح زملائى للسلام ونسجل حزبنا وفق قانون التنظيمات السودانية وليس بالضرورة المسمى بقدر ما هو مهم الأهداف والمنفستو الحزبى لأجل السلام ولأجل الوطن والمواطن . = هل لك أى اتصالات مع زملائك ؟ نعم لدى اتصالات كثيرة جدا مع رفاقى ورفيقاتى فى الحركة الشعبية ومنهم أعضاء فازوا فى الانتخابات الأخيرة وسوف تكلل بنتيجة مبشرة قريبا ان شاء الله . = ماهى أولوياتك وأنت عضو بالمجلس ؟ ايقاف هذه الحرب المدمرة واعادة الأمن والسلام والاستقرار ورتق النسيج الاجتماعى . = كيف يمكن ايقاف الحرب والحركة التى بدأت الحرب لم تستجب لنداءات السلام ؟ نحن يجب ألا ننظر للوراء بل نحاول عبر كافة الوسائل من اتصالات فردية وجماعية وعبر وسائل الاعلام توصيل رسالة التحريض على السلام ،كما ندعو الحكومة مناشدة المواطنين الجنوح للسلام والعودة الى مواقعهم ،ولكن لابد من الاتفاق السياسى عبر أطراف وسيطة مثلا مصر أو الاتحاد الأفريقى ،ويمكن للرئيسين سلفاكير والبشير حل هذه المشكلة بكل سهولة ،ولا زلت اعتقد أن الحل بأيديهم . = الحركة الشعبية متهمة بتجنيد الأطفال القصر ؟ أنا عضو أصيل بالحركة وناشطة فى مجال حقوق المرأة والطفل ،أدين بشدة عملية تجنيد الأطفال وكذلك الاعتداء على المرأة ،وأؤكد أن منهج الحركة الشعبية ضد هذا السلوك ، وأدعو للاهتمام بحقوق المرأة والطفل . = لماذا تأخر انضمام النسيم لمقعدها بالمجلس التشريعى ؟ لأسباب مرضية وظروف صحية ،ولا زلت أتعاطى بعض العلاجات = يعنى ما خوف وتهديد ؟ أخاف ليه ومن منو !لا أبدا أنا ما خايفة من شخص لأننى اعتبر نفسى جئت لأخدم المواطن والوطن ،ولست مجرمة ! وبالمناسبة عندما قلت لأهلى بالخرطوم أنا مسافرة الي كادقلى ،ودعونى بالبكاء، قالوا لى النسيم ودعناك الله ،وذلك للشائعات الكثيرة التى ظل يطلقها زملاؤنا من اعتقالات وتصفيات وغيرها تمارسها حكومة أحمد هارون مع العائدين . = اذا كيف استقبلتك الحكومة وناس كادقلى ؟ الحكومة بالولاية رحبت بى ترحيبا أخجلنى ،وأديت القسم بحضور زملائى بالمجلس وانتظمت فى الجلسات ،بل طفت على كل أهلى فى كادقلى وبالمناسبة أنا اعتبر كل الناس فى جنوب كردفان أهلى وليس هنالك ما يجعلنى أخاف على تاريخى ،فأنا سياسية واحترم خيار الجميع فلا غبار على ذلك ،أما من جانب والدتى واخواتى بكادقلى ،لا زال البكاء لم يتوقف على تلك الفترة العصيبة التى عاشوها . = المنظمات متهمة بجنوب كردفان بأنها ظلت تقدم خدماتها للحركة الشعبية فقط ؟ أبدا ليس ذلك صحيحا ولكن لأننا نحن كنا بالحركة الشعبية حريصين على تقديم مقترحات مقبولة ومقنعة للمشروعات سيما فى مجال بناء القدرات بعكس الآخرين . = كيف حال المواطنين الذين مازالوا فى مناطق سيطرة الحركة ؟ حالهم سيئ جدا نقص فى الغذاء والصحة وكل ما تعنيه كلمة المعاناة من معاني . = اذا كيف يمكن تقديم تدخلات انسانية لهؤلاء المواطنين ؟ عبر الحوار والاتفاق مع الحركة الشعبية = مع منو ؟ احتجت النسيم بشدة : ليه مع منو !مع هؤلاء الذين يحملون السلاح. = كيف يمكن لمجلسكم تنفيذ المشورة الشعبية؟ المجلس بصورته الراهنة لا يستطيع تنفيذ المشورة الشعبية وهو أمام خيار واحد لابد من السعى لايقاف الحرب أولا وتسوية المشكلة سياسيا .