آسيا رحاحلية صديقة وقاصة جزائرية صدرت لها «ليلة تكلم فيها البحر» و «سكوت..إني احترق». كثيراً ما أرسل لها رابط عمود بالتقسيط المريح كل جمعة الصادر عن صحيفة الصحافة. راق لها مقال سابق تحت مسمى أزمة صبر قاتلة يتحدث حول العلاقات العاطفية الجادة بين الجنسين التي سرعان ما تتحول إلى عبء اضافي بسبب الضغوط التي تمارسها الفتاة على فتى أحلامها لأجل إنجاز المشروع كاملاً، فيتخلى الفتى عن أحلامه..فكتبت صديقتنا التالي: من المفترض أنّ يكون الصبر سلاحاً ضد الأزمة، لكن ماذا يحدث حين يصبح الصبر نفسه أزمة، كيف نصبر على الصبر؟ الحب قد يكون في أول قائمة التزامات حواء و في آخر قائمة التزامات آدم، كله وقف على معنى لفظة التزام. عند فتاة اليوم قد يعني عشرين اتصالاً هاتفياً في اليوم..كيف حالك، هل نمت جيدا، ماذا تفعلين الآن..الخ؟. عند الرجل قد يكون أنتِ مشروعي..كوني صبورة واصمتي. لا يوجد ما يطلقه البعض على نفسه (أنا مشغول) فإذا لا تجد الوقت لفعل أمرٍ ما يعني ذلك أن الأمر ليس من أولوياتك. حواء تطالب بالالتزام وآدم يحس بالإختناق ويبحث عن الهرب. الوقت عند المرأة يعني الآن وعند الرجل يعني عندما أريد وأرغب. سابقاً في زمن غير هذا الزمن وفوق أرض كأنّها غير هذه الأرض وسماء لم يلوّث غيمتها البيضاء دخان المصانع والزيف كان التواصل سهلاً وبسيطا وممتعاً وصادقاً. كانت الرسائل بخط اليد و حبر القلب. كان العشاق ينحتون قلباً على جذع شجرة ويلتقون تحت ظل الأغصان. صرنا نتواصل من خلف زجاج بارد بعد أن نرتدي القفازات والاقنعة .نرسم على الشاشة ابتسامات وهمية ونتبادل ورودا مزيّفة. تهجّمت التكنولوجيا على كل شي .العلاقات تحكمها المصلحة والأنانية وحب الذات. ليت العلاقات قصة قصيرة جداً كتبها قاص محترف على الأقل نجد فيها التكثيف والمعنى .إنها للأسف أصبحت مجرّد ومضة..تومض لحين وتمضي كأنها ما كانت . [email protected]