رغم ظروف الحرب…. بدر للطيران تضم طائرة جديدة لأسطولها    المملكة تستعرض إستراتيجية الأمن الغذائي لدول مجلس التعاون الخليجي    المتّهم الخطير اعترف..السلطات في السودان تكشف خيوط الجريمة الغامضة    أنباء عن اغتيال ناظر في السودان    خسائر ضخمة ل"غانا"..تقرير خطير يكشف المثير    إسرائيل تستهدف القدرات العسكرية لإيران بدقة شديدة    "خطوة برقو" تفجّر الأوضاع في دارفور    الصادق الرزيقي يكتب: الدعم السريع وشهية الحروب التي فُتحت في الإقليم    الترجي يسقط أمام فلامنغو في مونديال الأندية    افتتاح المرحلة النهائية للدوري التأهيلي للممتاز عصر اليوم باستاد الدامر.    فيكم من يحفظ (السر)؟    الحلقة رقم (3) من سلسلة إتصالاتي مع اللواء الركن متمرد مهدي الأمين كبة    في السودان :كيف تتم حماية بلادنا من اختراق المخابرات الإسرائيلية للوسط الصحفي    من الجزيرة إلى كرب التوم..هل دخل الجنجويد مدينة أو قرية واستمرت فيها الحياة طبيعية؟    التقى بروفيسور مبارك محمد علي مجذوب.. كامل ادريس يثمن دور الخبراء الوطنيين في مختلف المجالات واسهاماتهم في القضايا الوطنية    هيمنة العليقي على ملفات الهلال    نشاط مكثف لرئيس الوزراء قبل تشكيل الحكومة المرتقبة    الحرب الايرانية – الاسرائيلية: بعيدا عن التكتيات العسكرية    نقل أسلحة إسرائيلية ومسيرات أوكرانية الى افريقيا بمساعدة دولة عربية    والي الخرطوم يصدر عدداً من الموجهات التنظيمية والادارية لمحاربة السكن العشوائي    أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة    شاهد بالصور والفيديو.. الفنان حسين الصادق ينزع "الطاقية" من رأس زميله "ود راوة" ويرتديها أثناء تقديم الأخير وصلة غنائية في حفل حاشد بالسعودية وساخرون: (إنصاف مدني النسخة الرجالية)    إدارة مكافحة المخدرات بولاية البحر الأحمر تفكك شبكة إجرامية تهرب مخدر القات    شاهد بالصورة والفيديو.. وسط ضحكات المتابعين.. ناشط سوداني يوثق فشل نقل تجربة "الشربوت" السوداني للمواطن المصري    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    عناوين الصحف الرياضية السودانية الصادرة اليوم الأثنين 16 يونيو 2025    سمير العركي يكتب: رسالة خبيثة من إسرائيل إلى تركيا    شاهد بالفيديو.. الجامعة الأوروبية بجورجيا تختار الفنانة هدي عربي لتمثل السودان في حفل جماهيري ضخم للجاليات العربية    شاهد بالفيديو.. كشف عن معاناته وطلب المساعدة.. شاب سوداني بالقاهرة يعيش في الشارع بعد أن قامت زوجته بطرده من المنزل وحظر رقم هاتفه بسبب عدم مقدرته على دفع إيجار الشقة    رباعية نظيفة .. باريس يهين أتلتيكو مدريد في مونديال الأندية    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية يؤكد أهمية مضاعفة الإنتاج    على طريقة البليهي.. "مشادة قوية" بين ياسر إبراهيم وميسي    المباحث الجنائية المركزية بولايةنهر النيل تنجح في فك طلاسم بلاغ قتيل حي الطراوة    من حق إيران وأي دولة أخري أن تحصل علي قنبلة نووية    أول دولة عربية تقرر إجلاء رعاياها من إيران    السودان..خطوة جديدة بشأن السفر    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    ضربة إيرانية مباشرة في ريشون ليتسيون تثير صدمة في إسرائيل    بالصور.. زوجة الميرغني تقضي إجازتها الصيفية مع ابنتها وسط الحيوانات    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    بعد حالات تسمّم مخيفة..إغلاق مطعم مصري شهير وتوقيف مالكه    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    وزارة الصحة وبالتعاون مع صحة الخرطوم تعلن تنفيذ حملة الاستجابة لوباء الكوليرا    رئيس مجلس الوزراء يقدم تهاني عيد الاضحي المبارك لشرطة ولاية البحر الاحمر    وفاة حاجة من ولاية البحر الأحمر بمكة    اكتشاف مثير في صحراء بالسودان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    محمد دفع الله.. (صُورة) تَتَحَدّث كُلّ اللُّغات    في سابقة تعد الأولى من نوعها.. دولة عربية تلغي شعيرة ذبح الأضاحي هذا العام لهذا السبب (….) وتحذيرات للسودانيين المقيمين فيها    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    تراجع وفيات الكوليرا في الخرطوم    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    وزير المالية السوداني: المسيرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود "إماراتية"    "الحرابة ولا حلو" لهاني عابدين.. نداء السلام والأمل في وجه التحديات    "عشبة الخلود".. ما سرّ النبتة القادمة من جبال وغابات آسيا؟    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تجنيد للأطفال وإنتهاك للحرمات ..!!
يحدث في (جنوب كردفان)...
نشر في الصحافة يوم 08 - 02 - 2012

لا يدرك حجم مأساة الحرب فى جنوب كردفان والتى لا زالت نارها متقدة منذ (9) أشهر،إلا الذين عاشوها وعايشوها ،من قتل وتشريد ونزوح ومشاكل صحية وإجتماعية وإقتصادية وبيئية، وفوق كل ذلك مستقبل قاتم بلا أمل منظور، مع تزايد حالات الممارسات اللا أخلاقية ، والأعمال البربرية والهمجية (التجنيد القسرى للأطفال، إنتهاك حقوق النساء ،الإعتداءات المتكررة على مواطنين عزل ) فى أبشع صور للجرائم ضد الإنسانية ، خرقا لكل المواثيق والعهود الدولية وتجاوزا لكافة الأعراف والقيم الإنسانية، والعالم بأسره يصمت ! (الصحافة) كانت هناك (وسط الجبال) وعلى مدى أكثر من (ثلاثين يوما) رصدت وتابعت ما يحدث:
أنقذتهما العناية الإلهية
قبل أن نخوض فى غمار مأساة (التجنيد القسرى للأطفال ) نضع بين يديك عزيز القارئ هذه المأساة التى واجهتها (فاطمة) ذات العشرين ربيعاً ، وقد فاجأها المخاض بإحدى المناطق التى تسيطر عليها الحركة ،فأنقذتها العناية الإلهية لوحدها بعد أن تمكنت من الهرب وسط سيل منهمر من الرصاص يخطئ هدفه يمينا ويسارا وما ذلك إلا بإذن الله لأن فاطمة كان لسانها رطبا بالقرآن على قدر ما تحفظه من الإخلاص والمعوذتين ،فالكل بالتمرد يريد تنفيذ تعليمات قائدهم المتمرد (أسكيال كوكو تلودى ) ليظفر بالجائزة الثمينة على قدر فكرهم وشهوتهم الجنسية (إحدى الحرائر من النساء) اللائى يحتجزهن التمرد، وهم فى سكرتهم يعمهون ولا يعلمون أن الله قد كتب لهذا الجسد المنهك بآلام المخاض والنحيل بسوء التغذية ،شبه عارٍ من أى ملابس أن الله كتب له (النجاة) ،لتضع (فاطمة) حملها مولودا ذكرا (محمد) بين يدى الجيش السودانى ليجدا الرعاية والعناية الكاملة ولسان (فاطمة) لا ينقطع عن الحمد والشكر لله وصالح الدعوات لحماة الوطن!، لم تكن تلك مسرحية خيالية بل هى واقعة حقيقية مكتملة الشهود والأركان ،وما هى إلا إحدى آلاف المشاهد والقصص والروايات المؤلمة ، أما قضية (التجنيد القسرى للأطفال بجنوب كردفان) فهى مأساة واقعية ، ليست بأقل من عمل عصابات المافيا أو حركات التمرد العالمية ،فما يرويها أولياء الأمور من حقائق ماهى إلا جزء من رأس الخيط، وما يقلق أكثر أن عملية التجنيد لا زالت مستمرة ولن تتوقف وقد وصلت لأسوأ مراحلها مع إشتداد وطأة الإقتتال بين الحكومة والمتمردين، وقد دخلت الحرب مرحلة حرجة وأكثر مأساوية حيال خطة كل طرف (تحسين الوضع العسكرى على واقع الأرض) .
كابوس الأسرة السودانية
إعترف كثيرون بوجود مأساة(التجنيد القسرى للأطفال ) من قبل الحركة الشعبية ،كما إتفق كثر من أهل جنوب كردفان على أنها حقيقة وواقع معاش وليست مسألة مزايدات أو مناورات سياسية ، إلا أن رواياتهم قد تشعبت كما تعددت مصادر المعلومات وتباينت الرؤى، حول البدايات والكيفية والعدد الذى تم تجنيده وأماكن تواجدهم، فهى ليست بمعزل عن مأساة تجنيد الأطفال (الأطفال الجنود) التى شغلت العالم بأسره إلى أن تداعت (100) دولة موقعة على ميثاق لحماية الأطفال ومنع تجنيدهم عسكريا، فالسودان أحد هذه الدول التى صادقت على الميثاق، إلا أن الحركات المسلحة بلا إستثناء بدارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق ظلت تشكل بمثابة الكابوس لدى الأسرة السودانية ، فلا زال التمرد فى جنوب كردفان يواصل تجنيده القسرى للأطفال ولم تتوقف العملية، حتى بعد أن تقدم السودان أخيرا بشكوى رسمية للأمم المتحدة عبر اليونسيف ضد الحركة الشعبية المتمردة فى جنوب كردفان لإختطافها أكثر من (900) إلى أن إرتفع العدد لأكثر من (1900) طفلا قاصرا من مناطق مختلفة بالولاية ،وتجنيدهم قسرا بمنطقة فاريانق وعدة معسكرات أخرى داخل حدود دولة جنوب السودان .
إرهاب وتخويف
مع أن عملية (التجنيد القسرى للأطفال) التى أقدمت عليها الحركة الشعبية المتمردة فى جنوب كردفان مثبتة ،إلا أن ما يؤسف له حقا عدم توفر الإحصائية الحقيقية لعدد الأطفال الجنود التى جندتهم هذه الحركة الشعبية فى جنوب كردفان ،لعدة أسباب منها أن الحركة لم تتوقف عن عمليات تجنيدها الأطفال القصر طيلة فترة مشاركتها فى الحكم (2005 - 2011) ، كما أنها ظلت تفرض سيطرتها الكاملة على محليات بأكملها (هيبان ،أم دورين ،البرام ، دلامى) ومناطق (سلارا ،جلد،الفيض أم عبدالله ،أم دحيليب ،تلودى وكالوقى،الليرى ) ، وقد نجحت الحركة فى أن تجعل هذه المناطق بعيدة كل البعد عن أعين الرقابة الحكومية والدولية ،وقد فرضت سلطتها القسرية والقهرية على المواطنين الذين يقطنون هذه المناطق ، فالتمرد ظل يمارس مع هؤلاء المواطنين أبشع عمليات الإرهاب والتخويف ، روايات وحكايات أقرب إلى الخيال يرويها فارين من قبضة التمرد من مناطق (التيس والبرام ومناطق أخرى) وسوف نحكى عن القصة كاملة، إلا أننا سنحتفظ فى الوقت الراهن ببعض الإفادات نرمز للأسماء ب (كود) محدد حفاظا على أرواح الأشخاص الذين مازالوا فى قبضة التمرد والآخرين الذين يرغبون فى العودة لمناطقهم بعد تأمينها من قبل القوات الحكومية ،حيث يروى بعض الناجين من قبضة التمرد أن الحركة الشعبية المتمردة إقتادت قسرا كل أطفالهم من الجنسين ذكورا وإناثا ما فوق سن (12) عاما إلى داخل أراضى الجنوب لتجنيدهم بالجيش الشعبى بعد أن خدعتهم بفرية إلحاقهم بركب التعليم ،كما أخذت كل أملاك وممتلكات هؤلاء المواطنين من ماشية وغيرها.
لا معسكرات للنزوح
لقد فشلت كل محاولات الباحثين الإجتماعيين إنتزاع أى معلومة من بعض الذين نجحوا فى الفرار من قبضة التمرد ، للحصول على معلومة تدلهم على حقيقة أوضاع المواطنين المأساوية فى المناطق التى لا زالت تحتجزهم فيها الحركة ، فمن الصعب جدا هنا فى كادقلى أن تجد معلومة تدلك على أن هذا الشخص من العائدين لأسباب يطول الحديث عنها ، رغم تزايد أعداد المواطنين القادمين من مناطق التمرد، أسر جاءت من مناطق التيس والبرام بأطفالهم دون سن (12) سنة من البنين والبنات وبينهم بعض العجزة ،فكثير من الأسئلة تطرح نفسها أين الرجال والشباب والطلاب بنين وبنات؟ ولا أحد يجيب بأكثر من (الرجال فاتوا)! ،فالحكومة ماضية فى تنفيذ قرارها وخطتها (لا وجود لمعسكرات للنازحين) وقد جاء القرار منسجما ومناسبا وملائما تماما لطبيعة وتركيبة وثقافة إنسان جبال النوبة ،إلا أننا نعتقد كما يؤكد المراقبون هنا لابد ان تعدل الحكومة فى قرارها بأن تكون هنالك معسكرات مؤقتة لإجراء الفحوصات الطبية وتقديم العلاجات اللازمة من ثم تفريغ المعسكر المؤقت!، إلا أن عملية صعوبة الحصول على المعلومة لا تخرج عن دائرة الخوف والرعب من التمرد ،كما يتخوف الكثيرون أن للتمرد عيونا وأيدى وأرجل فى كادقلى ،فقد أدركت حكومة الولاية هذا الخطر فأوقفت عمل كل شبكات الإتصالات عن كادقلى الكبرى لأكثر من (أربع أسابيع) ماعدا التلفونات الثابتة (الأرضية) ،وقد إعتذر الوالى للمواطنين من خلال لقاء جماهيرى بحى المك عن خطوته مطالبا سكان كادقلى بأن يتحملوا ذلك قليلا ،فقال هارون (مش إرتحتم من التهديدات والحرب النفسية والمعلومات المغلوطة التى ظل يرسلها التمرد عبر هذه التلفونات )! فكانت إجابة المواطنين بنعم، فكانت تلك (موافقة جماهيرية بما أقدمت عليه الحكومة)، إلا أن كل من يتحدث إليك فى كادقلى رغم ندرته يملأ الخوف والهلع قلبه ولايزيد عليك أكثر من (ما عارف) خاصة عندما يعلم بأنك (صحافى)، فبعد إلحاح وإستخدام طرق أكثر دبلوماسية وإرسال رسائل تبعث على الإطمئنان مع التعهد الكامل بعدم نشر الأسماء والتى ننشرها هنا تحت إسم مستعار بين قوسين، رغم كل ذلك لم نجد إلا سماع نغمة واحدة (أنا خايفة) أو(أنا خايف) رجالا ونساء يملأ الخوف جوانحهم! ، فإن زاد أو زادت عليك تقول (بقتلوا ولدى أو بنتى أو زوجى أو أخوى أو أختى ) .
انتهاكات النساء
إذا المأساة كبيرة جدا (قتل وإزهاق أرواح وتجويع وتعذيب وإرهاب وتجنيد قسرى وإغتصاب) بكل ما تعنية كلمة (إغتصاب) من معنى فكل ما يدور بخيال المتأمل أقل من أن يتصور الشخص ما ظل يمارسه التمرد جماعات مع هؤلاء الأطفال من البنات فى منطقة البرام، فى ظل تغييب كامل للمعلومة والسلطة والقانون، فى ظل هذا التعتيم المستمر، إذ يتساءل الكثيرون هنا هل المشكلة الأساسية التى من أجلها شنت الحركة الشعبية الحرب (تجنيد قسرى للأطفال وإنتهاك حرمات النساء والإعتداء على مواطنين عزل)؟ أم فعلا للحركة قضية مشروعة من أجلها حملت السلاح !إلا أننا لم نيأس عن المحاولات التى لازالت جارية للحصول على المعلومة ،فبعد إلحاح شديد ومحاولات عديدة وتعهدات مكتوبة وأخرى شفاهية إستطاعت (الصحافة) أن تتوصل للمعلومات من خلال خيط رفيع جدا كشفت عنه (5) من فتيات البرام نرمز لهن ب (نها) ، قلن إن عساكر التمرد أجبروهن على خدمتهم بجلب الماء كل فتاة مقابل (15) عسكرى لتقوم الفتاة بعملية إستحمام العساكر وجميعهم يقضى حاجتهم منها !!.
الآن فقط أدركت سر بكاء (حمرة) إمرأة فى نهايات العقد الثالث من عمرها من منطقة التيس ،ظلت تواصل بكاء مستمرا حتى إحمرت عينيها على إبنتها (ندى) ذات (12) عاما ،قالت (حمرة) أإن المتمردين إقتادوها معهم قسرا إلى جنوب السودان فى منطقة (إييدا) بولاية الوحدة كما إقتادوا زوجها فى وقت سابق والآلاف من الأطفال من الجنسين مابين (12 - 16) عاما ، وأبانت حمرة التى تمكنت من الهرب بذات السيناريو الذى نجحت فيه (فاطمة) ،قالت إن المتمردين حذروها من الهروب كما هددوها بالقتل إن أدلت بأى معلومة ،وأضافت أن المتمردين أخذوا كل ممتلكاتها من ماشية وذرة ولم يتركوا لها شيئا حتى الدجاج أخذوه منهم عنوة وبتهديد السلاح .
حمل سفاح وأمراض فتاكة
فيما كشف مسؤول رفيع ل(الصحافة) ظهور أكثر من (100) حالة حمل وسط البنات اللائى تحتجزهن الحركة المتمردة فى معسكرات خاصة بها داخل حدود دولة جنوب السودان ،وأكد المسؤول الرفيع إنتشار الكثير من الأمراض الجنسية، سيما (الإيدز) بالمناطق التى تسيطر عليها الحركة ،والكثير من الأمراض الأخرى وسط الأطفال والنساء ،كما أوضحت ل(الصحافة) أيضا مجموعات من الذين نجحوا من الفرار من قبضة التمرد ،أن عبد الباقى قرفة معتمد البرام السابق المتمرد حاليا ،أسكيال كوكو ، وكوكو الجاز وآخرين عساكر بالحركة الشعبية إقتادوا قسرا منذ ساعة إندلاع التمرد فى يونيو من العام الماضى العديد من الشباب والأطفال القصر من الجنسين من مناطق (التيس ،شات ،كجو ،البرام ،كرنقو سلارا ،جلد ، دلامى ، اللحيمر ومناطق أخرى ) بغرض إدخالهم المدارس وتعليمهم ،ولكنهم زجوا بهم فى مناطق التدريب العسكرى بمنطقة فاريانق فى ولاية الوحدة بدولة جنوب السودان وبعد شهر من التدريب تم إلحاق الأطفال بساحات القتال فى مناطق غير مناطقهم الأصلية ، وقالت هذه المجموعة لقد حاولنا أكثر من مرة منذ بداية الحرب أن نهرب تجاه كادقلى ولكن عساكر الحركة ضربونا وهددونا وقالوا أإن تعليمات القائد (أسكيال) قتل كل من يحاول الهرب وتقطيعه إربا إربا ، تماما كما حكت لنا (مريم ) إحدى الناجيات أنها تمكنت من الهرب من بين آلاف الأعيرة النارية التى فشلت أن تلحق أذى بجسمها النحيل وأقرت مريم بإغتيال أخريات كن يحاولن الفرار معها .
دروع بشرية
لا زالت الحركة المتمردة تحتجز بعض المواطنين بمناطق (هيبان ،البرام وأم دورين )، ومع إرتفاع إيقاع العمليات العسكرية بالبرام تمكن بعض المواطنين بالهرب وهم فى خطر ومازالوا معلقين بين الحياة والموت ، فيما قال أمراء ومسؤولون من الإدارة الأهلية بمحلية البرام أن التمرد إحتجز مواطنيهم وإستخدمهم كدروع بشرية لحمايته من ضربات أسلحة الجيش السودانى ،كما إستغلوهم لتوفير الغذاء للجيش المتمرد بتحديد ربط على كل أسرة ،وقالوا إنهم إحتجزوا والدة اللواء تلفون كوكو أبوجلحة المعتقل فى سجون حكومة الجنوب وهى تعانى من حالة صحية سيئة للغاية ولا تقوى على التحرك ،وقال عمدة منطقة اللحيمر أن التمرد إحتجز أكثر من (100) من المواطنين منذ يونيو من العام الماضى بينهم أطفال فى مراحل تعليم الأساس ،فيما كشف التجانى وآخرين من شات الصفية أن التمرد إقتاد أكثر من (200) شخص من مناطق الصفية منذ رمضان الماضى بعد أن جردهم من كافة ممتلكاتهم ودفع بهم إلى معسكر (إييدا) فيما تم نقل الأطفال للتجنيد فى معسكر(إيتانق) وقالوا إن حالتهم سيئة ويعانون نقصا فى الغذاء والدواء بجانب الإضهاد وممارسة العمليات الإرهابية وتبلغ سعر ملوة الذرة هناك (20) جنيه ،كما أوضح عمدة شات مزارق أن التمرد إقتاد قسرا (90) شخصا إلى معسكر للتدريب فى (إيتانق) ،إلا أن خميس تية مدير التعليم بالبرام كشف ل (الصحافة ) أن التمرد إحتجز (11) من العاملين فى مجال التعليم بالبرام ضمنهم الأستاذ / سمير حامد أبوسنون وقد أمسكت به الحركة الشعبية فكادت أن تقتله لأنه يعمل على تدريس العربية إلا أنها عدلت عن قرارها لتستخدمه فى تشغيل (طاحونة) يستخدمونها لطحن الذرة ،فيما تمكنت زوجته وبطرفها (3) من أطفاله من الهرب ،قال مدير التعليم أنهم جاءوا فى حالة صحية سيئة وعرايا بدون ملابس إلا أنهم الآن بخير بعد أن تلقوا العناية والرعاية .
طلاب تحت قبضة التمرد
مدير التعليم أوضح أن (250) طالب ثانوى بالبرام إقتادتهم الحركة المتمردة بزعم توفير الدراسة لهم فى مدارس السودان الجديد بالوحدة إلا أن التمرد إقتادهم قسرا لمعسكر التدريب فى (إيتانق) ،كما أكد مدير التعليم أن تكون الحركة المتمردة قد إقتادت كل طلاب وطالبات البرام ماعد (500) طالب من البرام المختلطة كانوا فى فترة إجازة مع ذويهم بالإضافة إلى (200) آخرين طالب أساس تم إستيعابهم بمدارس أخرى بمناطق الولاية المختلفة ،فيما كشفت ل(الصحافة) وزارة التعليم بولاية جنوب كردفان أن آخر سجل لمدارس محلية البرام قبيل إندلاع الحرب (3163) طالب وطالبة منهم (1760) طالب و(1403) طالبة ،إلا أنها أشارت إلى عدد كبير من الفاقد التربوى وبعض الطلاب بمدارس أخرى غير خاضعة للنظام السودانى، وقالت الوزارة أنها تحمل الحركة الشعبية المتمردة مسؤولية هؤلاء الطلاب كما تناشد جميعات حقوق الإنسان وحقوق الطفل والمنظمات ذات الصلة القيام بدورها على أكمل لوجهه لحماية أبناء ومستقبل جنوب كردفان من عبث الحركة الشعبية المتمردة .
تجنيد قسرى
كشفت مصادر ل(الصحافة) إستمرار الحركة الشعبية المتمردة فى تجنيد الشباب والأطفال القصر تجنيدا قسريا، وقد ظلت تمارس معهم كافة أنواع عمليات الإرهاب والتخويف والتى يقوم عليها عدة عساكر ،ففى منطقة دلامى تحت قيادة عقيد/خلف الله دينار يقوم على تدريب (1240) شخص مازالت تحتجزهم ، وفى ميرى (885) شخص تحت إمرة العقيد/أحمد تية ، وفى منطقة طبانيا والبرام (2653) شخص تحت إمرة عميد/أسكيال كوكو تلودى ،وفى كجورية (684) شخص تحت إمرة عقيد/أحمد سليمان تية ، وفى كاودا (3264) تحت إمرة عقيد/ تيما ساوس كوكو ،وفى الريكة والقانية (2154) شخص تحت إمرة عميد/ كوستى جادين ، وفى تيمة ، كرتالا ،تيمين ،جولد،مندرى ،الكوك ،سلارا(4283) تحت إمرة كل من مقدم /جمعة كجور،والنقيب بلال رابح،وأضاف المصدر أن كل هذه المجموعات تعتمد على المواطنين فى توفير الغذاء .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.