جبريل ومناوي واردول في القاهرة    وزيرالخارجية يقدم خطاب السودان امام مؤتمر القمة الإسلامية ببانجول    مشار وكباشي يبحثان قضايا الاستقرار والسلام    وزير الخارجية يبحث مع نظيره المصري سبل تمتين علاقات البلدين    (لا تُلوّح للمسافر .. المسافر راح)    (تاركو) تعلن استعدادها لخدمات المناولة الأرضية بمطار دنقلا والمشاركة في برنامج الإغاثة الإنسانية للبلاد    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الأحد    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    بوتين يحضر قداس عيد القيامة بموسكو    أول اعتراف إسرائيلي بشن "هجوم أصفهان"    انتفاضة الجامعات الأمريكية .. انتصار للإنسان أم معاداة للسامية؟    وفاة بايدن وحرب نووية.. ما صحة تنبؤات منسوبة لمسلسل سيمبسون؟    برشلونة ينهار أمام جيرونا.. ويهدي الليجا لريال مدريد    الأمم المتحدة: آلاف اللاجئين السودانيين مازالو يعبرون الحدود يومياً    وداعاً «مهندس الكلمة»    النائب الأول لرئيس الاتحاد ورئيس لجنة المنتخبات يدلي بالمثيرأسامة عطا المنان: سنكون على قدر التحديات التي تنتظر جميع المنتخبات    الجنرال كباشي فرس رهان أم فريسة للكيزان؟    ريال مدريد يسحق قادش.. وينتظر تعثر برشلونة    الأمعاء ب2.5 مليون جنيه والرئة ب3″.. تفاصيل اعترافات المتهم بقتل طفل شبرا بمصر    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة لها مع زوجها وهما يتسامران في لحظة صفاء وساخرون: (دي محادثات جدة ولا شنو)    شاهد بالصور والفيديو.. رحلة سيدة سودانية من خبيرة تجميل في الخرطوم إلى صاحبة مقهى بلدي بالقاهرة والجمهور المصري يتعاطف معها    غوارديولا يكشف عن "مرشحه" للفوز ببطولة أوروبا 2024    ريال مدريد ثالثا في تصنيف يويفا.. وبرشلونة خارج ال10 الأوائل    تمندل المليشيا بطلبة العلم    ((كل تأخيرة فيها خير))    الربيع الامريكى .. الشعب العربى وين؟    الإتحاد السوداني لكرة القدم يشاطر رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الأحزان برحيل نجله محمد    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    مستشار سلفاكير يكشف تفاصيل بشأن زيارة" كباشي"    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    قائد السلام    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    العقاد والمسيح والحب    مؤسس باينانس.. الملياردير «سي زي» يدخل التاريخ من بوابة السجن الأمريكي    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تجنيد للأطفال وانتهاك للحرمات !!
يحدث في «جنوب كردفان» . . . «2 3»
نشر في الصحافة يوم 13 - 02 - 2012

لا يدرك حجم مأساة الحرب فى جنوب كردفان والتى لا زالت نارها متقدة منذ «9» أشهر، الا الذين عاشوها وعايشوها ،من قتل وتشريد ونزوح ومشاكل صحية واجتماعية واقتصادية وبيئية، وفوق كل ذلك مستقبل قاتم بلا أمل منظور، مع تزايد حالات الممارسات اللا أخلاقية ، والأعمال البربرية والهمجية «التجنيد القسرى للأطفال، انتهاك حقوق النساء ،الاعتداءات المتكررة على مواطنين عزل » فى أبشع صور للجرائم ضد الانسانية ، خرقا لكل المواثيق والعهود الدولية وتجاوزا لكافة الأعراف والقيم الانسانية، والعالم بأسره يصمت ! .
«تجنيد الأطفال وانتهاك حقوق المرأة والاعتداء على مواطنين عزل» ثلاث من كبرى المآسى الانسانية التى تدمى لها القلوب ،وقد ظلت محل رفض وشجب واستنكار من قبل كل أهل جنوب كردفان ، بمن فيهم قيادات من الحركة الشعبية نفسها ،فلم تستطع الطبيبة الانسانة تابيتا بطرس أن تحبس دموعها خلال زيارتها الأخيرة لكادقلى من هول الفاجعة الأليمة التى ألقت بظلالها على النسيج الاجتماعى الجنوب كردفانى،واصفة الحرب بالولاية بعمل «الشيطان الرجيم » وقالت انها ليست ذات فائدة لانسان جنوب كردفان ، الا ان دموع الدكتورة قد سبقت ردها على «الصحافة» فقالت افتقدنا أعزاء لنا ،فقدت أهلى ،فكم قتيل وجريح ومفقود وأرملة ويتيم «انها الحرب اللعينة» ،فيما استنكرت النسيم عيسى كوكو عضو المجلس التشريعى التى أعلنت انضمامها لمقعدها بالمجلس كأحد الفائزين من قبل القائمة الحزبية للحركة الشعبية ،استنكرت الحرب بشدة وأدانت كافة الاعتداءات على المواطنين ،ووصفتها بالأفعال «غير الأخلاقية» وقالت انها تعتبر انتهاكات واضحة تستوجب المساءلة ، الا أن الانتهاكات والمآسى لا زالت تتواصل ،«فطو» طفلة بريئة لا يتجاوز عمرها الثلاث سنوات،كتب الله لها النجاة مع أمها من دنس التمرد ،فقد ظللت أتابع براءة فطو وهى مهمومة بلعبتها المفضلة بالحجارة ،فنظراتها البريئة تقول شعرت بالأمان لأواصل لعبى الذى حرمتنى منه الحركة الشعبية ، «حوة» امرأة أربعينية يبدو عليها الحزن والرعب فاجأتها كيف استطعتم الهرب من قبضة الحركة فالتفتت يمنة ويسرة ، فالحركة غير الارادية تؤكد معاناة المواطنين مع التمرد ، حالما أدركت «حوة» انها فى أياد أمينة انهارت لتقول ظللنا منذ اندلاع الحرب فى يونيو من العام الماضى نعانى ظروفا سيئة،عساكر التمرد قتلوا أبونا وشالوا اثنين من أولادى طلاب «16-14» عاما للجنوب الى معسكر ألير للتدريب وشالوا عيشنا وأكلوا غنمنا وساقوا بقرنا معهم وتركونا بين الحياة والموت فى منطقة التيس ،ولم تكن حوة وفطو لوحدهما بل هنالك المئات من المواطنين بمختلف المآسى، «حوة» ذات الستين ونيفا من عمرها تعرضت الى لدغ ثعبان منذ «4» أشهر كادت أن تلقى حتفها لولا ان العناية الالهية أنقذتها ،جاءت والسم قد سرى وقضى على رجلها مابين الأصابع والركبة تماما وربما تتعرض لبتر كما أشار لها الطبيب ظاهريا ،فقد كابدت حوة المشقة والألم ،فكم امرأة مثلها لاقت حتفها وكم رجل وكم طفل تجرع السم مثل ذات اللدغة ،ولم تكن حوة لوحدها بل «جيمى» و«كميجور» وأخريات يعانين من أمراض مختلفة مابين الأورام الحميدة والخبيثة وكلزار واستسقاء وأمراض مختلفة،الا أن شبح الموت الذى خيم عليهن هون كل هذه الآلام والأمراض ،استقبلتهم مفوضية العون الانسانى فقدمت لهم الغذاء والكساء وجاء المفوض العام بنفسه وأشرف على حالة هؤلاء العائدين قبل أن يأتى تيم من الأطباء لمتابعة حالة العائدين الصحية ، فالأطفال هنا لا يعرفون شيئا اسمه التطعيم أو اللقاحات ،وعن المدرسة لم يجيبنا أحد منهم وتتراوح أعمارهم مابين «12 -6» سنوات وعندما تسألهم أخواتكم واخوانكم الكبار وين يقولون أخذوهم العساكر للجنوب للحرب ! ما هو مستقبل هؤلاء الأطفال ومن المسؤول عما آل اليه وضعهم صحيا وروحيا واجتماعيا وثقافيا واقتصاديا ؟.
قضية خطيرة جداً
خطورة تجنيد الأطفال أكدتها الأستاذة أميرة الفاضل وزيرة الرعاية والضمان الاجتماعى ،فى ردها على سؤال من «الصحافة» حيث أدانت الوزيرة بشدة ما قامت به الحركة المتمردة من اختطاف للأطفال وتجنيدهم قسريا ، فقالت الوزيرة ان الأطفال والنساء هما أكثر الفئات تضررا وتأثرا بأزمة الحرب فى جنوب كردفان ، وزادت انها «قضية خطيرة جدا» وتعتبر انتهاكا لحقوق الطفل ، مؤكدة والسودان أحد الدول التى وقعت على برتكول حقوق الطفل ،وكشفت الوزيرة ان السودان تقدم بشكوى لمجلس الأمن الدولى ،وان الوزارة سلمت اليونسيف عبر المجلس القومى لرعاية الطفولة ، شكوى رسمية بجانب ما تقدم به سفير السودان لدى الأمم المتحدة من شكوى رسمية لمجلس الأمن الدولى حول انتهاكات الحركة الشعبية لحقوق الأطفال ، فيما كشف « علي» أحد الذين كتب الله لهم النجاة من أحد معسكرات الحركة الشعبية المتمردة لتجنيد الأطفال ولا يتجاوز عمره «16» عاما، كشف ل«الصحافة» ان الحركة الشعبية المتمردة أصدرت تعليماتها للشباب والضباط الذين ينتمون لها فى المناطق التى تسيطر عليها استقطاب شباب وطلاب للانضمام لمعسكراتها لضمان استمرارية الحركة ،ولتكتمل هذه العملية كما يخطط ،تم عزل «4892» طالبا دون سن «16» فى معسكر «أويج» بأعالى النيل لوحدهم ،فضلا عن آخرين بمعسكر «ألير» بالوحدة ومجموعة ثالثة بمعسكر «ايتانق» بالوحدة أيضا فجميعها لتجنيد الأطفال،كما قامت بعزل «10» آلاف من الشباب من سن «18» فمافوق ليتم تدريبهم بمعسكر «مافيل» و«أونجبول» بالاستوائية ،وكشف «علي» عن تصفية أكثر من «53» طالبا أمام زملائهم أظهروا تململا وتذمرا وبعضهم حاول الهرب من المعسكر ،فيما مات «26» طالبا من انعدام الغذاء والدواء وانعدام أى معينات تليق بسنهم وسط التهديد والتخويف والتدريب القاسى والمعاملة السيئة .
أكثر من «5» آلاف طفل
وقد كشفت مصادر ذات صلة بقضايا الأطفال ل«الصحافة» أن أكثر من «250» طفلا بجنوب كردفان كانوا ضمن قوات الجيش الشعبى تم دمجهم فى المدارس التعليمية على نفقة منظمة انقاذ الطفولة الأمريكية فى الفترة مابين «2006 - 2010» تحت اشراف ال«دى دى آر»، باندلاع الحرب أعادت الحركة الشعبية تجنيدهم ثانية وقد شوهد الكثير منهم يحمل السلاح ويقاتل داخل العاصمة كادقلى ، عللت جهات مسؤولة عودة الأطفال للانخراط فى صفوف الحركة للقتال من جديد لأسباب وأخطاء فى عملية الدمج التى تمت مباشرة بين الحركة والمنظمة دون متابعة ورقابة من قبل الجهات الحكومية المسؤولة ،كما أن العملية نفسها لم تكتمل بصورتها الصحيحة ،بل اقتصرت عملية الدمج فقط على صرف الكتب والكراسات دون معينات وقد اعتاد الأطفال الجنود على سهولة الحصول على الأموال بالسلاح ،وربما أيضا تعتمد أسرهم عليهم فى توفير معينات الحياة اليومية ،ولكن منذ متى بدأت الحركة الشعبية المتمردة فى تجنيد الأطفال القصر ؟ قال ل«الصحافة» ابراهيم محمد بلندية رئيس المجلس التشريعى المنتخب بجنوب كردفان، ان الحركة الشعبية لتحرير السودان جندت عشرات الآلاف من الأطفال القصر خلال فترة احترابها الأخير الذى امتد لأكثر من «20» عاما، وذهب محملا الحركة الشعبية مآلات الأوضاع فى جنوب كردفان وقال ان الحركة ظلت تماطل وتتمادى فى خرقها لكل الاتفاقيات والمواثيق على مسمع ومرأى من المجتمع الدولى والذى ظل ساكنا ولم يتحرك قيد أنملة ، ووجه بلندية اتهاما صريحا للحركة الشعبية فى جنوب كردفان لتجنيدها أكثر من «5» آلاف طفل بمدارس الأساس النظامية الحكومية ولفيف من الثانوى ومدارس أخرى خاصة بالحركة وهى ذات نظام غير حكومى بجانب آخرين خارج أسوار المدارس بالمناطق التى كانت تسيطر عليها ،قال ان الحركة أخذتهم معها بتمردها فعملت على تجنيدهم والزج بهم فى ساحات الحرب .
عمليات التجنيد مستمرة
ولكن ماهى الجهة التى خططت والمسؤولة من عملية تجنيد الأطفال ،اتهم عبد العظيم رحمة الله معتمد محلية السنوط أعضاء من تنظيم «الكمولو» بالتخطيط لفكرة تجنيد الأطفال ،مؤكدا أن الخطة مبنية على فكرة «الجيش الأحمر» تجنيد القبائل على أساس أن المجموعات القديمة التى كانت تقاتل فى صف الحركة الشعبية طيلة العقود السابقة قد اندمجت وسط المجتمع بجنوب كردفان ، فلابد للحركة من ضخ دماء جديدة فى الجيش الشعبى وتشبيعها بأفكار الحركة الشعبية ،وأكد معتمد السنوط ان الحركة الشعبية لم تتوقف من عمليات التجنيد السرى للأطفال القصر منذ بداية توقيعها اتفاقية السلام الشامل بل ان الأمر كان بمثابة احلال وابدال ،وقال انه شاهد بنفسه أطفالا يقاتلون بشراسة ضارية فى الحرب التى اندلعت فى السادس من يونيو عندما انطلقت شرارتها من كادقلى ، وأكد المعتمد تعرفه على نفر منهم وهم يقودون الحرب ،وأبان المعتمد ان الحركة الشعبية بعد صدها وازاحتها من كادقلى عملت على عزل الأطفال من عمر«12» عاما فما فوق من الجنسين لاسيما البنين من ذويهم لتجنيدهم وتدريبهم ،كما كشفت مصادر ل«الصحافة» ان غالبية الذين قتلوا فى أحداث تلودى ومناطق البرام وطروجى ومناطق أخرى هم من الأطفال الذين استطاعت الحركة تجنيدهم ،وقال «كودى» انه كان حضورا فى كثير من مآتم العزاء لعساكر الحركة الشعبية فى محرقة كادقلى ولا تتجاوز أعمارهم «14 - 16» عاما .
الحكومة تطالب الحركة
وعن حجم المأساة التى يواجهها المواطنون الذين لازالت تحتجزهم الحركة المتمردة فى المناطق التى تحت سيطرتها منذ «9» أشهر ، تعتبر محلية «هيبان» كبرى هذه المحليات وتقع فيها «كاودا» العاصمة السياسية للولاية حسب اتفاقية السلام الشامل ،ويوجد معهد لدراسة علوم اللاهوت وعدد من المدارس التى تدرس فيها النظام الكينى ومدارس أخرى خاصة بالحركة الشعبية ويبلغ تعداد سكانها أكثر من « 200» ألف نسمة وتسكنها قبائل «ليرا،الشواية،أبل ،هيبان،أتورو وبعض القبائل الأخرى» وتعتبر هيبان من أعلى المناطق التى نالت فيها الحركة الشعبية أصواتا فى الانتخابات الاخيرة بنسبة أكثر من 90% ، ولكن أين وكيف يعيش سكانها الآن ؟ اتفق فى الرأى كل من محمد تية أمير هيبان ،وابراهيم أبكر حسن وكيل أمير الشواية وآخرين ان 70% من سكان هيبان احتجزتهم الحركة المتمردة ،وظلت تعمل على تجنيدهم تحت التهديد ،وكشف ل«الصحافة» وكيل امارة الشواية ان التمرد جند بمنتصف نوفمبر الماضى «500» شخص من «دبى » احدى مناطق هيبان بينهم طلاب تم تجنيدهم وارسالهم للتدريب فى «ايتانق» وكررت ذات الخطوة خلال يناير الماضى ،وأفاد الوكيل ان المواطنين بهيبان يعيشون فى ظروف سيئة حيث يبلغ سعر جوال الذرة «400» جنيه ،رطل السكر«10» جنيهات ،كباية الملح ب«5» جنيهات، وصابونة الغسيل ب«10» جنيهات ، فالحكومة من جانبها أدانت انتهاكات الحركة الشعبية واتهمتها بالعمالة والارتزاق والمتاجرة والتسول بمواطنين سودانيين تحت مسؤولية الحكومة ،مطالبة الحركة الشعبية فك احتجاز المواطنين واتاحة حريتهم فى التحرك ،وقالت على لسان والي جنوب كردفان والمفوض العام للشؤون الانسانية ان الحكومة جاهزة ومستعدة وبحوزتها معينات غذائية ودوائية وكساء لكافة مواطنيها بمن فيهم الذين يتبعون للحركة الشعبية نفسها .
وأجمع الأمراء ان الحركة الشعبية المتمردة ظلت تمارس ممارسات لا أخلاقية ،من اغتصاب وانتهاك حرمة النساء فقامت بتزويج قسرى لكل النساء والبنات من موظفات الحكومة وبينهن معلمات وأخريات وقفن ابان الحملة الانتخابية مع المؤتمر الوطنى ،تم تزويجهن قسرا لعساكر الحركة ويقولون «نسوان المؤتمر الوطنى حلال علينا » بجانب الكثير من الأعمال البربرية والهمجية ضد الأطفال والنساء ومواطنين عزل ،فتساءل وكيل الامارة أين قضية الحركة الشعبية التى من أجلها دخلت الحرب؟ ألهذا تحارب ؟ لسفك دماء الأبرياء وانتهاك حرمة النساء واغتصاب الأطفال انتهاكا لحقوق الانسان ؟ فقال الأمير تية ان الحركة خرقت كل العهود والمواثيق الدولية وتجاوزت كافة الأعراف والقيم ، فأكد جميعهم ان الحركة الشعبية لازالت تحتجز أكثر من «130» ألفا من المواطنين فى مناطق هيبان بينهم أكثر من «2» ألف طالب وطالبة بمدارس الأساس ومدارس خاصة بالحركة وفاقد تربوى ، وأبان وكيل الأمارة ان أكثر من«500» من الأطفال من الذكور والاناث جندتهم الحركة ليقاتلوا فى صفها بمعسكرات فى كاودا ،وعاد الأمير محمد تية قائلا ان التمرد احتجز معه بعض القيادت السياسية أمثال علي كوكو وزير الشباب الأسبق والقيادى بالمؤتمر الوطنى وآخرين ،وقد قطع التمرد كافة وسائل الاتصال بالمنطقة وعمل على عزلها تماما عن بقية العالم طيلة فترة «9» أشهر .
احتجزتنا الحركة الشعبية
«محمد» شاب ثلاثينى تمكن من الهرب بعد «8» أشهر قضاها محتجزا بقرية «مدنى » فى محلية هيبان احدى المناطق التى لازالت تسيطر عليها الحركة ،قال «محمد» عندما اندلعت الحرب كنا فى مناطق الذهب ب«أم دوال» فى محلية تلودى ،الا ان الحركة الشعبية اعتقلتهم وهم «166» شابا وتم تحويلهم الى «مندى » تم تصنيف المتعلمين «11» شخصا وهو أحدهم وغير المتعلمين «155» شخصا تم تحويلهم فورا من مندى لتجنيدهم فى «كاودا» ،فقال محمد هددونا وأخذوا مقتنياتنا من موبايلات وقروش وساعات وغيرها وكل من يشك فيه انه ينتمى للمؤتمر الوطنى يعدم فى الحال تحت اشراف العمدة «قمر جرو» ،تركونا تحت الرقابة مع بعض الأسر بمندى بعد ان أكدنا لهم نحن ضد المؤتمر الوطنى ، فأنتزع العمدة بقر أى أسرة يشك فى انتمائها للحركة الشعبية ولم يترك لهم الا واحدة أو اثنتين ومنهم «علي» لديه «120» رأسا وآخرين سلمها «جرو» لعساكر الحركة ، وأوضح «محمد» أن «موسى كجو» أحد قادة التمرد كان يحضر مندى باستمرار لزيارة أشقائه ويزودهم بالمواد الغذائية ،ومعروف أن موسى كجو عندما ضاقت عليه الحرب لم يجد مأمنا لأولاده الا تحت مسؤولية الحكومة حيث أرسلهم الخرطوم ليكونوا فى رعاية الحكومة التى يحاربها فى جنوب كردفان ،والسؤال الذى يطرح نفسه فلماذ يصبح هؤلاء المواطنين ضحايا لأهواء الحركة الشعبية المتمردة وتلبية تطلعات قادتها ؟ قال محمد ان التمرد أصبح يعتمد تماما على المواطنين لتوفير الغذاء والكساء والدواء والاحتياجات المعيشية لجيشها من مناطق سيطرة الحكومة ،وأبان محمد ان سعر ملوة الذرة بلغ «15» جنيها خلال شهر رمضان الماضى الا أنها انخفضت الآن الى «8» جنيهات ، وأخيرا تمكن محمد ومعه مجموعة من زملائه من الهرب بمساعدة بعض شباب المنطقة الذين يعرفونهم فى مغامرة قاسوا فيها الكثير من العنت والمشقة .
أكثر من «2850» طالبا وطالبة
لا زالت المعلومات تتوافد الى «الصحافة» فمحلية البرام التى يسكنها حوالى «150» ألف نسمة ،منهم أكثر من «3» آلاف فى سن التعليم ،وقد تمكن معظم سكانها من الهرب والفرار من قبضة الحركة الشعبية الا أنها مازالت تحتجز أكثر من «20» ألف مواطن بينهم أكثر من «ألف» طالب وطالبة ،جندت الحركة الشعبية منهم أكثر من «400» من القصر،وفى محلية أم دورين التى يقطنها حوالى « 100» ألف نسمة منهم أكثر من«3» آلاف طالب وطالبة،لازالت الحركة تحتجز منهم حوالى «15» ألف مواطن منهم حوالى «ألف» فى سن الدراسة جندت منهم «200» من القصر ،اذا عدد الطلاب القصر الذين جندتهم الحركة الشعبية فى المناطق التى مازالت تحت سيطرتها فى محليات «هيبان ،أم دورين والبرام » لوحدهما أكثر من «1100» طالب تجنيدا قسريا ،فضلا عن «350» بمناطق «سلارا وجلد» و«300» بدلامى وأكثر من «ألف» بكل من محليات «الرشاد ،هبيلا، كادقلى ،الدلنج ، تلودى ،أبوجبيهة ومناطق أخرى» ليصل عدد القصر الذين جندتهم الحركة الشعبية أكثر من «2850» بينهم أكثر من «500» من البنات القاصرات .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.