لجان مقاومة النهود : مليشيا الدعم السريع استباحت المدينة وارتكبت جرائم قتل بدم بارد بحق مواطنين    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    جامعة ابن سينا تصدم الطلاب.. جامعات السوق الأسود والسمسرة    من رئاسة المحلية.. الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع يعلن تحرير النهود (فيديو)    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    بحضور عقار.. رئيس مجلس السيادة يعتمد نتيجة امتحانات الشهادة السودانية للدفعة المؤجلة للعام 2023م    إعلان نتيجة الشهادة السودانية الدفعة المؤجلة 2023 بنسبة نجاح عامة 69%    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    احتجز معتقلين في حاويات.. تقرير أممي يدين "انتهاكات مروعة" للجيش السوداني    هجوم المليشيا علي النهود هدفه نهب وسرقة خيرات هذه المنطقة الغنية    عبد العاطي يؤكد على دعم مصر الكامل لأمن واستقرار ووحدة السودان وسلامة أراضيه    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تجنيد للأطفال وانتهاك للحرمات !!
يحدث في «جنوب كردفان» . . . «2 3»
نشر في الصحافة يوم 13 - 02 - 2012

لا يدرك حجم مأساة الحرب فى جنوب كردفان والتى لا زالت نارها متقدة منذ «9» أشهر، الا الذين عاشوها وعايشوها ،من قتل وتشريد ونزوح ومشاكل صحية واجتماعية واقتصادية وبيئية، وفوق كل ذلك مستقبل قاتم بلا أمل منظور، مع تزايد حالات الممارسات اللا أخلاقية ، والأعمال البربرية والهمجية «التجنيد القسرى للأطفال، انتهاك حقوق النساء ،الاعتداءات المتكررة على مواطنين عزل » فى أبشع صور للجرائم ضد الانسانية ، خرقا لكل المواثيق والعهود الدولية وتجاوزا لكافة الأعراف والقيم الانسانية، والعالم بأسره يصمت ! .
«تجنيد الأطفال وانتهاك حقوق المرأة والاعتداء على مواطنين عزل» ثلاث من كبرى المآسى الانسانية التى تدمى لها القلوب ،وقد ظلت محل رفض وشجب واستنكار من قبل كل أهل جنوب كردفان ، بمن فيهم قيادات من الحركة الشعبية نفسها ،فلم تستطع الطبيبة الانسانة تابيتا بطرس أن تحبس دموعها خلال زيارتها الأخيرة لكادقلى من هول الفاجعة الأليمة التى ألقت بظلالها على النسيج الاجتماعى الجنوب كردفانى،واصفة الحرب بالولاية بعمل «الشيطان الرجيم » وقالت انها ليست ذات فائدة لانسان جنوب كردفان ، الا ان دموع الدكتورة قد سبقت ردها على «الصحافة» فقالت افتقدنا أعزاء لنا ،فقدت أهلى ،فكم قتيل وجريح ومفقود وأرملة ويتيم «انها الحرب اللعينة» ،فيما استنكرت النسيم عيسى كوكو عضو المجلس التشريعى التى أعلنت انضمامها لمقعدها بالمجلس كأحد الفائزين من قبل القائمة الحزبية للحركة الشعبية ،استنكرت الحرب بشدة وأدانت كافة الاعتداءات على المواطنين ،ووصفتها بالأفعال «غير الأخلاقية» وقالت انها تعتبر انتهاكات واضحة تستوجب المساءلة ، الا أن الانتهاكات والمآسى لا زالت تتواصل ،«فطو» طفلة بريئة لا يتجاوز عمرها الثلاث سنوات،كتب الله لها النجاة مع أمها من دنس التمرد ،فقد ظللت أتابع براءة فطو وهى مهمومة بلعبتها المفضلة بالحجارة ،فنظراتها البريئة تقول شعرت بالأمان لأواصل لعبى الذى حرمتنى منه الحركة الشعبية ، «حوة» امرأة أربعينية يبدو عليها الحزن والرعب فاجأتها كيف استطعتم الهرب من قبضة الحركة فالتفتت يمنة ويسرة ، فالحركة غير الارادية تؤكد معاناة المواطنين مع التمرد ، حالما أدركت «حوة» انها فى أياد أمينة انهارت لتقول ظللنا منذ اندلاع الحرب فى يونيو من العام الماضى نعانى ظروفا سيئة،عساكر التمرد قتلوا أبونا وشالوا اثنين من أولادى طلاب «16-14» عاما للجنوب الى معسكر ألير للتدريب وشالوا عيشنا وأكلوا غنمنا وساقوا بقرنا معهم وتركونا بين الحياة والموت فى منطقة التيس ،ولم تكن حوة وفطو لوحدهما بل هنالك المئات من المواطنين بمختلف المآسى، «حوة» ذات الستين ونيفا من عمرها تعرضت الى لدغ ثعبان منذ «4» أشهر كادت أن تلقى حتفها لولا ان العناية الالهية أنقذتها ،جاءت والسم قد سرى وقضى على رجلها مابين الأصابع والركبة تماما وربما تتعرض لبتر كما أشار لها الطبيب ظاهريا ،فقد كابدت حوة المشقة والألم ،فكم امرأة مثلها لاقت حتفها وكم رجل وكم طفل تجرع السم مثل ذات اللدغة ،ولم تكن حوة لوحدها بل «جيمى» و«كميجور» وأخريات يعانين من أمراض مختلفة مابين الأورام الحميدة والخبيثة وكلزار واستسقاء وأمراض مختلفة،الا أن شبح الموت الذى خيم عليهن هون كل هذه الآلام والأمراض ،استقبلتهم مفوضية العون الانسانى فقدمت لهم الغذاء والكساء وجاء المفوض العام بنفسه وأشرف على حالة هؤلاء العائدين قبل أن يأتى تيم من الأطباء لمتابعة حالة العائدين الصحية ، فالأطفال هنا لا يعرفون شيئا اسمه التطعيم أو اللقاحات ،وعن المدرسة لم يجيبنا أحد منهم وتتراوح أعمارهم مابين «12 -6» سنوات وعندما تسألهم أخواتكم واخوانكم الكبار وين يقولون أخذوهم العساكر للجنوب للحرب ! ما هو مستقبل هؤلاء الأطفال ومن المسؤول عما آل اليه وضعهم صحيا وروحيا واجتماعيا وثقافيا واقتصاديا ؟.
قضية خطيرة جداً
خطورة تجنيد الأطفال أكدتها الأستاذة أميرة الفاضل وزيرة الرعاية والضمان الاجتماعى ،فى ردها على سؤال من «الصحافة» حيث أدانت الوزيرة بشدة ما قامت به الحركة المتمردة من اختطاف للأطفال وتجنيدهم قسريا ، فقالت الوزيرة ان الأطفال والنساء هما أكثر الفئات تضررا وتأثرا بأزمة الحرب فى جنوب كردفان ، وزادت انها «قضية خطيرة جدا» وتعتبر انتهاكا لحقوق الطفل ، مؤكدة والسودان أحد الدول التى وقعت على برتكول حقوق الطفل ،وكشفت الوزيرة ان السودان تقدم بشكوى لمجلس الأمن الدولى ،وان الوزارة سلمت اليونسيف عبر المجلس القومى لرعاية الطفولة ، شكوى رسمية بجانب ما تقدم به سفير السودان لدى الأمم المتحدة من شكوى رسمية لمجلس الأمن الدولى حول انتهاكات الحركة الشعبية لحقوق الأطفال ، فيما كشف « علي» أحد الذين كتب الله لهم النجاة من أحد معسكرات الحركة الشعبية المتمردة لتجنيد الأطفال ولا يتجاوز عمره «16» عاما، كشف ل«الصحافة» ان الحركة الشعبية المتمردة أصدرت تعليماتها للشباب والضباط الذين ينتمون لها فى المناطق التى تسيطر عليها استقطاب شباب وطلاب للانضمام لمعسكراتها لضمان استمرارية الحركة ،ولتكتمل هذه العملية كما يخطط ،تم عزل «4892» طالبا دون سن «16» فى معسكر «أويج» بأعالى النيل لوحدهم ،فضلا عن آخرين بمعسكر «ألير» بالوحدة ومجموعة ثالثة بمعسكر «ايتانق» بالوحدة أيضا فجميعها لتجنيد الأطفال،كما قامت بعزل «10» آلاف من الشباب من سن «18» فمافوق ليتم تدريبهم بمعسكر «مافيل» و«أونجبول» بالاستوائية ،وكشف «علي» عن تصفية أكثر من «53» طالبا أمام زملائهم أظهروا تململا وتذمرا وبعضهم حاول الهرب من المعسكر ،فيما مات «26» طالبا من انعدام الغذاء والدواء وانعدام أى معينات تليق بسنهم وسط التهديد والتخويف والتدريب القاسى والمعاملة السيئة .
أكثر من «5» آلاف طفل
وقد كشفت مصادر ذات صلة بقضايا الأطفال ل«الصحافة» أن أكثر من «250» طفلا بجنوب كردفان كانوا ضمن قوات الجيش الشعبى تم دمجهم فى المدارس التعليمية على نفقة منظمة انقاذ الطفولة الأمريكية فى الفترة مابين «2006 - 2010» تحت اشراف ال«دى دى آر»، باندلاع الحرب أعادت الحركة الشعبية تجنيدهم ثانية وقد شوهد الكثير منهم يحمل السلاح ويقاتل داخل العاصمة كادقلى ، عللت جهات مسؤولة عودة الأطفال للانخراط فى صفوف الحركة للقتال من جديد لأسباب وأخطاء فى عملية الدمج التى تمت مباشرة بين الحركة والمنظمة دون متابعة ورقابة من قبل الجهات الحكومية المسؤولة ،كما أن العملية نفسها لم تكتمل بصورتها الصحيحة ،بل اقتصرت عملية الدمج فقط على صرف الكتب والكراسات دون معينات وقد اعتاد الأطفال الجنود على سهولة الحصول على الأموال بالسلاح ،وربما أيضا تعتمد أسرهم عليهم فى توفير معينات الحياة اليومية ،ولكن منذ متى بدأت الحركة الشعبية المتمردة فى تجنيد الأطفال القصر ؟ قال ل«الصحافة» ابراهيم محمد بلندية رئيس المجلس التشريعى المنتخب بجنوب كردفان، ان الحركة الشعبية لتحرير السودان جندت عشرات الآلاف من الأطفال القصر خلال فترة احترابها الأخير الذى امتد لأكثر من «20» عاما، وذهب محملا الحركة الشعبية مآلات الأوضاع فى جنوب كردفان وقال ان الحركة ظلت تماطل وتتمادى فى خرقها لكل الاتفاقيات والمواثيق على مسمع ومرأى من المجتمع الدولى والذى ظل ساكنا ولم يتحرك قيد أنملة ، ووجه بلندية اتهاما صريحا للحركة الشعبية فى جنوب كردفان لتجنيدها أكثر من «5» آلاف طفل بمدارس الأساس النظامية الحكومية ولفيف من الثانوى ومدارس أخرى خاصة بالحركة وهى ذات نظام غير حكومى بجانب آخرين خارج أسوار المدارس بالمناطق التى كانت تسيطر عليها ،قال ان الحركة أخذتهم معها بتمردها فعملت على تجنيدهم والزج بهم فى ساحات الحرب .
عمليات التجنيد مستمرة
ولكن ماهى الجهة التى خططت والمسؤولة من عملية تجنيد الأطفال ،اتهم عبد العظيم رحمة الله معتمد محلية السنوط أعضاء من تنظيم «الكمولو» بالتخطيط لفكرة تجنيد الأطفال ،مؤكدا أن الخطة مبنية على فكرة «الجيش الأحمر» تجنيد القبائل على أساس أن المجموعات القديمة التى كانت تقاتل فى صف الحركة الشعبية طيلة العقود السابقة قد اندمجت وسط المجتمع بجنوب كردفان ، فلابد للحركة من ضخ دماء جديدة فى الجيش الشعبى وتشبيعها بأفكار الحركة الشعبية ،وأكد معتمد السنوط ان الحركة الشعبية لم تتوقف من عمليات التجنيد السرى للأطفال القصر منذ بداية توقيعها اتفاقية السلام الشامل بل ان الأمر كان بمثابة احلال وابدال ،وقال انه شاهد بنفسه أطفالا يقاتلون بشراسة ضارية فى الحرب التى اندلعت فى السادس من يونيو عندما انطلقت شرارتها من كادقلى ، وأكد المعتمد تعرفه على نفر منهم وهم يقودون الحرب ،وأبان المعتمد ان الحركة الشعبية بعد صدها وازاحتها من كادقلى عملت على عزل الأطفال من عمر«12» عاما فما فوق من الجنسين لاسيما البنين من ذويهم لتجنيدهم وتدريبهم ،كما كشفت مصادر ل«الصحافة» ان غالبية الذين قتلوا فى أحداث تلودى ومناطق البرام وطروجى ومناطق أخرى هم من الأطفال الذين استطاعت الحركة تجنيدهم ،وقال «كودى» انه كان حضورا فى كثير من مآتم العزاء لعساكر الحركة الشعبية فى محرقة كادقلى ولا تتجاوز أعمارهم «14 - 16» عاما .
الحكومة تطالب الحركة
وعن حجم المأساة التى يواجهها المواطنون الذين لازالت تحتجزهم الحركة المتمردة فى المناطق التى تحت سيطرتها منذ «9» أشهر ، تعتبر محلية «هيبان» كبرى هذه المحليات وتقع فيها «كاودا» العاصمة السياسية للولاية حسب اتفاقية السلام الشامل ،ويوجد معهد لدراسة علوم اللاهوت وعدد من المدارس التى تدرس فيها النظام الكينى ومدارس أخرى خاصة بالحركة الشعبية ويبلغ تعداد سكانها أكثر من « 200» ألف نسمة وتسكنها قبائل «ليرا،الشواية،أبل ،هيبان،أتورو وبعض القبائل الأخرى» وتعتبر هيبان من أعلى المناطق التى نالت فيها الحركة الشعبية أصواتا فى الانتخابات الاخيرة بنسبة أكثر من 90% ، ولكن أين وكيف يعيش سكانها الآن ؟ اتفق فى الرأى كل من محمد تية أمير هيبان ،وابراهيم أبكر حسن وكيل أمير الشواية وآخرين ان 70% من سكان هيبان احتجزتهم الحركة المتمردة ،وظلت تعمل على تجنيدهم تحت التهديد ،وكشف ل«الصحافة» وكيل امارة الشواية ان التمرد جند بمنتصف نوفمبر الماضى «500» شخص من «دبى » احدى مناطق هيبان بينهم طلاب تم تجنيدهم وارسالهم للتدريب فى «ايتانق» وكررت ذات الخطوة خلال يناير الماضى ،وأفاد الوكيل ان المواطنين بهيبان يعيشون فى ظروف سيئة حيث يبلغ سعر جوال الذرة «400» جنيه ،رطل السكر«10» جنيهات ،كباية الملح ب«5» جنيهات، وصابونة الغسيل ب«10» جنيهات ، فالحكومة من جانبها أدانت انتهاكات الحركة الشعبية واتهمتها بالعمالة والارتزاق والمتاجرة والتسول بمواطنين سودانيين تحت مسؤولية الحكومة ،مطالبة الحركة الشعبية فك احتجاز المواطنين واتاحة حريتهم فى التحرك ،وقالت على لسان والي جنوب كردفان والمفوض العام للشؤون الانسانية ان الحكومة جاهزة ومستعدة وبحوزتها معينات غذائية ودوائية وكساء لكافة مواطنيها بمن فيهم الذين يتبعون للحركة الشعبية نفسها .
وأجمع الأمراء ان الحركة الشعبية المتمردة ظلت تمارس ممارسات لا أخلاقية ،من اغتصاب وانتهاك حرمة النساء فقامت بتزويج قسرى لكل النساء والبنات من موظفات الحكومة وبينهن معلمات وأخريات وقفن ابان الحملة الانتخابية مع المؤتمر الوطنى ،تم تزويجهن قسرا لعساكر الحركة ويقولون «نسوان المؤتمر الوطنى حلال علينا » بجانب الكثير من الأعمال البربرية والهمجية ضد الأطفال والنساء ومواطنين عزل ،فتساءل وكيل الامارة أين قضية الحركة الشعبية التى من أجلها دخلت الحرب؟ ألهذا تحارب ؟ لسفك دماء الأبرياء وانتهاك حرمة النساء واغتصاب الأطفال انتهاكا لحقوق الانسان ؟ فقال الأمير تية ان الحركة خرقت كل العهود والمواثيق الدولية وتجاوزت كافة الأعراف والقيم ، فأكد جميعهم ان الحركة الشعبية لازالت تحتجز أكثر من «130» ألفا من المواطنين فى مناطق هيبان بينهم أكثر من «2» ألف طالب وطالبة بمدارس الأساس ومدارس خاصة بالحركة وفاقد تربوى ، وأبان وكيل الأمارة ان أكثر من«500» من الأطفال من الذكور والاناث جندتهم الحركة ليقاتلوا فى صفها بمعسكرات فى كاودا ،وعاد الأمير محمد تية قائلا ان التمرد احتجز معه بعض القيادت السياسية أمثال علي كوكو وزير الشباب الأسبق والقيادى بالمؤتمر الوطنى وآخرين ،وقد قطع التمرد كافة وسائل الاتصال بالمنطقة وعمل على عزلها تماما عن بقية العالم طيلة فترة «9» أشهر .
احتجزتنا الحركة الشعبية
«محمد» شاب ثلاثينى تمكن من الهرب بعد «8» أشهر قضاها محتجزا بقرية «مدنى » فى محلية هيبان احدى المناطق التى لازالت تسيطر عليها الحركة ،قال «محمد» عندما اندلعت الحرب كنا فى مناطق الذهب ب«أم دوال» فى محلية تلودى ،الا ان الحركة الشعبية اعتقلتهم وهم «166» شابا وتم تحويلهم الى «مندى » تم تصنيف المتعلمين «11» شخصا وهو أحدهم وغير المتعلمين «155» شخصا تم تحويلهم فورا من مندى لتجنيدهم فى «كاودا» ،فقال محمد هددونا وأخذوا مقتنياتنا من موبايلات وقروش وساعات وغيرها وكل من يشك فيه انه ينتمى للمؤتمر الوطنى يعدم فى الحال تحت اشراف العمدة «قمر جرو» ،تركونا تحت الرقابة مع بعض الأسر بمندى بعد ان أكدنا لهم نحن ضد المؤتمر الوطنى ، فأنتزع العمدة بقر أى أسرة يشك فى انتمائها للحركة الشعبية ولم يترك لهم الا واحدة أو اثنتين ومنهم «علي» لديه «120» رأسا وآخرين سلمها «جرو» لعساكر الحركة ، وأوضح «محمد» أن «موسى كجو» أحد قادة التمرد كان يحضر مندى باستمرار لزيارة أشقائه ويزودهم بالمواد الغذائية ،ومعروف أن موسى كجو عندما ضاقت عليه الحرب لم يجد مأمنا لأولاده الا تحت مسؤولية الحكومة حيث أرسلهم الخرطوم ليكونوا فى رعاية الحكومة التى يحاربها فى جنوب كردفان ،والسؤال الذى يطرح نفسه فلماذ يصبح هؤلاء المواطنين ضحايا لأهواء الحركة الشعبية المتمردة وتلبية تطلعات قادتها ؟ قال محمد ان التمرد أصبح يعتمد تماما على المواطنين لتوفير الغذاء والكساء والدواء والاحتياجات المعيشية لجيشها من مناطق سيطرة الحكومة ،وأبان محمد ان سعر ملوة الذرة بلغ «15» جنيها خلال شهر رمضان الماضى الا أنها انخفضت الآن الى «8» جنيهات ، وأخيرا تمكن محمد ومعه مجموعة من زملائه من الهرب بمساعدة بعض شباب المنطقة الذين يعرفونهم فى مغامرة قاسوا فيها الكثير من العنت والمشقة .
أكثر من «2850» طالبا وطالبة
لا زالت المعلومات تتوافد الى «الصحافة» فمحلية البرام التى يسكنها حوالى «150» ألف نسمة ،منهم أكثر من «3» آلاف فى سن التعليم ،وقد تمكن معظم سكانها من الهرب والفرار من قبضة الحركة الشعبية الا أنها مازالت تحتجز أكثر من «20» ألف مواطن بينهم أكثر من «ألف» طالب وطالبة ،جندت الحركة الشعبية منهم أكثر من «400» من القصر،وفى محلية أم دورين التى يقطنها حوالى « 100» ألف نسمة منهم أكثر من«3» آلاف طالب وطالبة،لازالت الحركة تحتجز منهم حوالى «15» ألف مواطن منهم حوالى «ألف» فى سن الدراسة جندت منهم «200» من القصر ،اذا عدد الطلاب القصر الذين جندتهم الحركة الشعبية فى المناطق التى مازالت تحت سيطرتها فى محليات «هيبان ،أم دورين والبرام » لوحدهما أكثر من «1100» طالب تجنيدا قسريا ،فضلا عن «350» بمناطق «سلارا وجلد» و«300» بدلامى وأكثر من «ألف» بكل من محليات «الرشاد ،هبيلا، كادقلى ،الدلنج ، تلودى ،أبوجبيهة ومناطق أخرى» ليصل عدد القصر الذين جندتهم الحركة الشعبية أكثر من «2850» بينهم أكثر من «500» من البنات القاصرات .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.