حزب الأمة القومي: يجب الإسراع في تنفيذ ما اتفق عليه بين كباشي والحلو    تشاد : مخاوف من احتمال اندلاع أعمال عنف خلال العملية الانتخابية"    دول عربية تؤيد قوة حفظ سلام دولية بغزة والضفة    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    صلاح العائد يقود ليفربول إلى فوز عريض على توتنهام    الفنانة نانسي عجاج صاحبة المبادئ سقطت في تناقض أخلاقي فظيع    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    جبريل ومناوي واردول في القاهرة    وزيرالخارجية يقدم خطاب السودان امام مؤتمر القمة الإسلامية ببانجول    وزير الخارجية يبحث مع نظيره المصري سبل تمتين علاقات البلدين    (لا تُلوّح للمسافر .. المسافر راح)    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الأحد    انتفاضة الجامعات الأمريكية .. انتصار للإنسان أم معاداة للسامية؟    بوتين يحضر قداس عيد القيامة بموسكو    وفاة بايدن وحرب نووية.. ما صحة تنبؤات منسوبة لمسلسل سيمبسون؟    الأمم المتحدة: آلاف اللاجئين السودانيين مازالو يعبرون الحدود يومياً    برشلونة ينهار أمام جيرونا.. ويهدي الليجا لريال مدريد    وداعاً «مهندس الكلمة»    النائب الأول لرئيس الاتحاد ورئيس لجنة المنتخبات يدلي بالمثيرأسامة عطا المنان: سنكون على قدر التحديات التي تنتظر جميع المنتخبات    الجنرال كباشي فرس رهان أم فريسة للكيزان؟    ريال مدريد يسحق قادش.. وينتظر تعثر برشلونة    الأمعاء ب2.5 مليون جنيه والرئة ب3″.. تفاصيل اعترافات المتهم بقتل طفل شبرا بمصر    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة لها مع زوجها وهما يتسامران في لحظة صفاء وساخرون: (دي محادثات جدة ولا شنو)    شاهد بالصور والفيديو.. رحلة سيدة سودانية من خبيرة تجميل في الخرطوم إلى صاحبة مقهى بلدي بالقاهرة والجمهور المصري يتعاطف معها    ريال مدريد ثالثا في تصنيف يويفا.. وبرشلونة خارج ال10 الأوائل    تمندل المليشيا بطلبة العلم    ((كل تأخيرة فيها خير))    الإتحاد السوداني لكرة القدم يشاطر رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الأحزان برحيل نجله محمد    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    مستشار سلفاكير يكشف تفاصيل بشأن زيارة" كباشي"    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    قائد السلام    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    العقاد والمسيح والحب    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تجنيد للأطفال وإنتهاك للحرمات!!
يحدث في (جنوب كردفان) .. (3 - 3)
نشر في الصحافة يوم 24 - 02 - 2012

لا يدرك حجم مأساة الحرب فى جنوب كردفان والتى لا زالت نارها متقدة منذ (9) أشهر،إلا الذين عاشوها وعايشوها ،من قتل وتشريد ونزوح ومشاكل صحية وإجتماعية وإقتصادية وبيئية، وفوق كل ذلك مستقبل قاتم بلا أمل منظور، مع تزايد حالات الممارسات اللا أخلاقية ، والأعمال البربرية والهمجية (التجنيد القسرى للأطفال، إنتهاك حقوق النساء ،الإعتداءات المتكررة على مواطنين عزل ) فى أبشع صور للجرائم ضد الإنسانية ، خرقا لكل المواثيق والعهود الدولية وتجاوزا لكافة الأعراف والقيم الإنسانية، والعالم بأسره يصمت ! كنت هناك وسط (الجبال) وعلى مدى أكثر من (ثلاثين يوما) رصدت وتابعت ما يحدث !
إختطاف وتجنيد أطفال بالنيل الأزرق
قبل أن نخوض فى غمار مأساة (ثلاثة ) من الأطفال من أبناء قبيلة الميدوب إختطفتهم حركة العدل والمساواة من شمال دارفور لتزج بهم فى محرقة الحرب فى جنوب كردفان ،والتى إجتمعت عندها حركات (خليل ،مناوى ،عبد الواحد ،الحلو وعقار) تحت مسمى (تحالف الجبهة الثورية) أو (تحالف كاودا )،وكذلك قبل أن نستعرض مأساة (500) طفل فى سن التعليم إختطفتهم الحركة الشعبية من ذويهم بغرض تعليمهم لتزج بهم فى معسكر للتدريب ب(إيتننق ) بولاية الوحدة بدولة الجنوب ،قبل كل ذلك نكن كل إحترامنا وتقديرنا لمشاعر أهلنا فى النيل الأزرق لما نعتوها ب(الفظاعات ) من قبل الحركة الشعبية ، من (إختطاف وتجنيد للأطفال وإنتهاك للحرمات وتدمير للبنية التحتية والمشروعات التنموية) ، مستنكرين غياب المنظمات الحقوقية الدولية والإقليمية والمحلية والمسؤولين بالدولة والإعلام ،فيما أكد مجلس رعاية الطفولة إختفاء (340) من الأطفال بالنيل الأزرق تم إدماجهم فى وقت سابق ،وقد أعادت الحركة الشعبية تجنيدهم ،نعود لجنوب كردفان حيث لا زلنا نحاول بعنت ومشقة أن نتحسس المعلومة لنمتصها إمتصاصا فلا زال الخوف يسيطر على المواطنين ،تهديدات معلومة وأخرى مجهولة تجعل كل شئ طى الكتمان رغم فظاعة الإنتهاكات والممارسات اللا أخلاقية التى يعلمها القاصى والدانى ، فما تحصلت عليه من معلومات فى قناعاتنا ماهى إلا جزء يسيرا جدا من هالة من معلومات حقيقية وإنتهاكات أكثر فظاعة تحرسها عصابات مسلحة إنتزع الله من قلوبها الشفقة والرحمة يمارسون (التجنيد القسرى للأطفال وإنتهاك الحرمات والإعتداء على المواطنين بجانب تدمير المشروعات التنموية والبنى التحتية) ومزيدا من القتل والتشريد والتنزيح ، لعل أول سؤال يطرح نفسه بجدية لماذا رحلت قيادات التمرد أسرهم إلى أماكن آمنة فى الخرطوم أو مدن السودان الأخرى لمواصلة تعليمهم وتوفير الحماية والرعاية لهم تحت مسؤولية الحكومة التى يحاربونها بالأحراش؟ فيما لا يزال أبناء الذين غرربهم فى (هيبان ،أم دورين ،البرام ،تلودى ،كالوقى ،الليرى ، دلامى ،هبيلا ،سلارا ،جلد والفيض أم عبدالله وأبو الحسن ومناطق أخرى ) يواجهون مصيرا مؤلما مع أبنائهم بعد أن إتخذهم التمرد دروعا بشرية ،يواجهون الجوع والفقر والمرض بل يواجهون مصيرا مجهولا كما يواجهون خطر الموت.
معسكر للأطفال فى إيتانق
(محمد وأحمد وعلى) ضمن (24) طفلا أنقذتهم عناية الله من قبضة التمرد بعد أن قضوا (5) اشهر بمعسكرالحركة الشعبية فى (إيتانق) بولاية الوحدة فى دولة الجنوب ، قال ثلاثتهم أن التمرد إقتادهم عنوة من أسرهم مع (250) طفلا بمدارس الأساس من مناطق (كرنقو،شرورو،كرجى ،أبسنون،كوفا ،كافينا،كجا،شات) بمحلية البرام إلى معسكر (إيتانق) بزعم توفير فرص لمواصلة دراستهم إلا أنها زجت بهم فى معسكرات التدريب العسكرى فى (جاو) ،وكشف الأطفال أنهم يتلقون وجبة واحدة (بليلة ذرة) طيلة فترة (5) أشهر مع إنعدام الدواء وندرة الماء للشرب وتفشى أمراض سوء التغذية ،مات على إثرها بعض الأطفال فيما أصاب الأطفال بالرعب والخوف والمصير المجهول،وكشفوا ل(الصحافة) عن أسماء بعض زملائهم الذين مازالوا تحت قبضة التمرد بمعسكر (إيتانق ) ضمن (500) طالب بينهم (145) من الطالبات (عماد إيدام 15 عاما،محمد عابدين 14 عاما،فيصل محمد 13عاما،محمد على طه 16 عاما،أكرم حسام 14 عاما،كمال عثمان 13 عاما ،عثمان محمد طه(17) عاما،شريف حامد 17 عاما،أسامة النور17 عاما ،شاذلى فيصل 14 عاما،مراد راوا 16 عاما محمد زيدان 10 سنوات ،فيصل زيدان 13 عاما ،على حامد 17 عاما ،عثمان طه 11عاما وآخرون كثر لا يسع المجال هنا لذكرهم ،وقال الأطفال إن التمرد طلب من أهاليهم (3) ملوة ذرة لكل طفل شهريا أو (30) جنيهاً ،و من يرفض بأولاده ينتزعوا منه كل ماشيته ،ووصف الأطفال نجاتهم من سجن الحركة ب(المغامرة) قالوا إن معسكر (إيتانق) به (3) بوابات كبيرة ،والهرب منه ليس سهلا ولكنها عناية الله عمت أبصار الحرس وهم فى حالة إنهاك وإرهاق شديدين فتمكنوا من الهرب خلسة بإذن الله عبر شاطئ البحر إلى طروجى فالبرام ثم الشات حتى شرورو حيث لحق التمرد ببعض الفارين منهم وتمكن من إرجاعهم وتعذيبهم ،فيما إتجه ثلاثتهم وآخرون إلى (ليما ثم كيلك فالشعير بكادقلى ) إلا أن عيون التمرد لا زالت تطاردهم .
مابين الطويشة وفانجونق بالوحدة
(إسماعيل على آدم سليمان (16) عاما ، صديق الحاج عبدالرحمن جدو (15) عاما والصادق هارون عبدالله آدم موسى (14) عاما) ، ثلاثتهم من أبناء قبيلة الميدوب الأول من قرية (مرسوس) والثانى والثالت من قرية بطران فى محلية المالحة فى شمال دارفور ، إختطفتهم حركة العدل والمساواة من محلية الطويشة بهجومها الأخير ،إلا أن المأساة التى تعرض لها ثلاثتهم من إختطاف وتخويف وترهيب من قبل التمرد ،كانت بمثابة مأساة كبرى ، حيث أنقذتهم العناية الإلهية وحدها من قبضة حركة العدل والمساواة ،بعد أن تمكن ثلاثتهم من الهرب من معسكر (فانجونق) بولاية الوحدة بدولة الجنوب فى طريقهم لخوض معركة حربية مجهولة المصير بالأبيض بجنوب كردفان ،كشفت عملية الإختطاف عن إستمرارية العدل والمساواة فى تجنيد الأطفال قسريا لخدمة أجندة (خاصة) ليست فى مصلحة مواطنى دارفور، فما يبين الأساليب التى تجيدها الحركة من تهديد وإغراء لأطفال تركوا مقاعد الدراسة بحثا عن المال على نهج (نهب ساعتين ولا إغتراب ساعتين ) ،وممارسة الغش إستطاعت حركة العدل والمساوة إصطياد الأطفال الثلاثة مع آخرين ،فقال إسماعيل إن عساكر العدل والمساواة قبضوا عليهم وهددوهم بالسلاح يوم الإثنين 19 ديسمبر 2011 واقتادتهم أثناء رعيهم الأغنام شمال الطويشة وركبوهم بالتهديد فى سيارة كبيرة ،فضلا عن أكثر من(20) طفلا آخرين بذات المنطقة وصفهم صديق ب(الصغار مرة واحد ) وكشفوا عن آخرين إخطتفتهم الحركة من مناطق (الطويشة ،ام قوزين ، أم سدرة ،التكيلات ،النايم ،أم جراهام ،عديد بابكر، توم بشارة ومناطق أخرى بمناطق الذهب)،حيث قبضت على بعضهم ،فيما فر آخرون ،ثم بدأت مرحلة أخرى من العنت والمشقة فى رحلة طويلة إلى المجهول ،قال عنها (الصادق) أحد المختطفين ،إقتادونا فى (عشرة) عربات كبيرة بصحبة بعض العساكر إلى (جبل أدولا) الواقع فى حدود شمال دارفور مع جنوبها ،ثم تحركوا بعد ثلاث أيام قضوها فى جبل أدولا ، فقال الطفل إسماعيل وصلنا (فانجونق) فى ولاية الوحدة بعد رحلة شاقة إستغرقت (5) أيام من المسير ،فتدخل صديق قائلا (غشونا وقالوا لنا ندوكم قروش كثيرة وبعد يومين أوثلاث بالكثير نرجعكم لمكانكم) ، وزاد عندما وصلنا (أدولا) سألناهم عن وعدهم عشان نطئن قالوا لنا معنا بعض من إخوانكم من أبناء الميدوب هناك فى (مانجونق) نصل ونديكم قروش .
تعذيب وجوع وعطش ومرض
إذا إشتد الخطر وقد بلغ ذروته بمجرد الوصول إلى معسكر(مانجونق) فى ولاية الوحدة ،فكشف الطفل إسماعيل أن المعسكر كبير جدا وبه أكثر من (800) شخص ، وبدأت فكرة (الهروب) ! ولكن إلى أين وكيف ؟ قال إسماعيل إن عساكر الحركة قتلوا بعض الأطفال الذين حاولوا الهرب ،فيما تم القبض على آخرين وتم إرجاعهم المعسكر ولا زالت الحركة تقيد (10) منهم ، ويعانون من الضرب والتعذيب والجوع والعطش والمرض ،وهم فى حالة سيئة جدا ما بين الحياة والموت وكشف (الصادق) عن رداءة الأكل فقال (دقيق على موية ونشرب طوالى بالقوة ) ،مرة واحدة فى اليوم ولا يوجد أكل ولا تتوفر موية للشرب ،فأوضح صديق سلمونا سلاح (كلاش) وعلمونا فقط كيف (نعمر ونضرب ) ،فيما أفاد إسماعيل أنه سلموه كاكى ،وقالوا لهم سوف نذهب (الأبيض) وهم لا يعلمون أين تقع الأبيض إلا أنهم علموا من خلال حديث للعساكر أنهم فى إنتظار أسلحة وعتاد قادمة من جوبا فى الطريق إليهم ،وقد وصلت بعض الدبابات ويعمل عليها أفراد جنوبيون ، أما عن الجيش قال الصادق (أغلبهم من الزغاوة ، زيادية،فور،ميدوب وآخرين) ،إلا أن مؤشرات الإنفراج قد تكشفت أمامهم بمجرد أن تعرفوا على أحد أبناء الميدوب ، ففكروا جديا فى الهروب ولكن إلى أين لا يعلمون شيئا ؟،فهداهم صديقهم الجديد إلى الطريق فى إتجاه (هجليج) بالقطاع الغربى فى جنوب كردفان فالمسافة ليست قريبة والطريق محفوف بالكثير من المخاطر والمهددات ، كما دلاهم أيضاعلى مكان شنطة القروش فى عربة القائد ، فقال صديق «سرقناها وكسرناها بعيدا و(خمش) كل منا مبلغا من المال (1300،1200 ،1500) جنيه سودانى لم نزد عليها حسب حاجتنا وأخذنا موية معنا فى (باقات كرستال) وظللنا نتحاشى الأماكن العسكرية حتى وصلنا هجليج بعد يومين وسلمنا أنفسنا للجيش السودانى ،وهكذا كتب الله لثلاثتهم أن نلتقيهم بكادقلى .
أطفال فى قبضة العدل والمساواة
لم يكن الأطفال الثلاثة (إسماعيل ،الصادق ،صديق) لوحدهم بمعسكر (فانجونق) بل (800) شخص من بينهم (40) طفلا طال البحث عنهم ،قال الصادق عباس ضوالبيت عبد الدائم ناظر عموم شرق دارفور أن حركة العدل والمساواة بهجومها الأخير على مناطق (الطويشة ،ام قوزين ، أم سدرة ،التكيلات ،النايم ،أم جراهام ،عديد بابكر، توم بشارة ومناطق أخرى ) بشمال دارفور قتلت العشرات من المواطنين فيما إختطفت (322) شخصا عاد منهم (209) ثم الثلاثة أطفال ،وكشف الناظر أن عدد المفقودين (110) شخصا من بينهم (33) طفلا دون سن (18) عاما فيهم (عبد الرحمن أحمد أبو (16) عاما من أم جراهمان ،حبيب عبد الرحمن خاطر (16) عاما من خمسات، محمد أحمد الرضى (15) عاما من المنجر وآخرين )،فضلا عن آخرين كثر إختطفتهم الحركة فى أوقات سابقة ،وراح الناظر محملا الحركة مسؤولية وأرواح هؤلاء المواطنين مناشدا المجتمع الدولى التدخل والقيام بدوره على أكمل وجه للقضاء على ظاهرة التجنيد القسرى للأطفال ، ولأهل شمال دارفور نصيب وافر من إنتهاكات العدل والمساواة ،فالهجوم على أم درمان فى العاشر من مايو 2008 ،إستخدمت فيه الحركة (300) من الأطفال أكدوا أنهم جرى إغراؤهم بالمال وبعضهم جرى خداع ذويه وبعض آخر أُنتزع انتزاعاً من عائلته ،وقال الناظر إن العدل والمساواة تمادت فى غيها لعدم ملاحقة المنظمة الدولية لها ،مبينا إن مخاطر التجنيد القسري الذى تقوم به حركة العدل للأطفال فى دارفور لا يقتصر ضرره على تعريض حياة هؤلاء الأطفال للخطر وحرمانهم من ذويهم وأسرهم فحسب ،بل يتعدى ذلك الى عمليات شحذ وشحن لهؤلاء الأطفال مستغلة براءتهم ليتحولوا الى مرتزقة وقطاع طرق ومن ثم مشروعاً لمجرمي حرب ومرتزقة.
إزدواجية المعايير
لا شك أن أهل دارفور أكثر المتضررين من الحرب والتجنيد القسرى للأطفال كما إعترفت بذلك قمر هبانى الأمين العام للمجلس القومى لرعاية الطفولة وقالت ل(الصحافة) إن المجلس أشرف فى وقت سابق على إدماج (300) طفل شاركوا ضمن هجوم العدل والمساواة على ام درمان فى العام 2008 كما أشرف المجلس أيضا على عملية إدماج أكثر من (3000) من الأطفال الجنود ضمن قوات الحركة الشعبية بعد توقيعها إتفاقية السلام فى العام 2005 ،وأضافت قمر أن للمجلس شبكة بالخرطوم للم شمل الأطفال المفقودين بأسرهم ،فضلا عن منظمة تأهيل اليافعين وتعمل على التأهيل النفسى والإجتماعى للأطفال الجنود ،وأفصحت قمر عن مذكرة تفاهم تم توقيعها بين حكومتى السودان ودولة الجنوب ،تلزم الطرفين بحصر أطفال كل منهما لدى الآخر ،وطالبت قمر حكومة الجنوب بضرورة تنفيذ الإتفاق ،ولكن لماذا فشلت عمليات الإدماج وعاد بعض الأطفال للتجنيد ثانيا ،ألجأ مراقبون ذلك لأخطاء فى عملية الإدماج وضعف الرقابة والمتابعة وغياب الدور المجتمعى ، إلا أن مسؤولين حكوميين شنوا هجوما عنيفا على المجتمع الدولى واتهموه بالتواطؤ مع الحركات المسلحة المعارضة للحكومة ،وقالوا ل(الصحافة) أن المجتمع الدولى أصبح يمارس سياسة (إزدواجية المعايير) ،يغض الطرف عن كل إنتهاكات الحركات المسلحة ويبحث دائما لتجريم الحكومة ،فكشفت الأمين العام للمجلس القومى للطفولة عن جملة من الخطوات الإجرائية ضد الحركات المسلحة سيما العدل والمساواة والحركة الشعبية وقد تمثلت فى رفع شكوى لمفوضية حقوق الإنسان بجنيف وأخرى لمجلس الأمن الدولى عبر بعثة السودان الدائمة بنيويورك ،إلا أن قمر تعتبرأن التحدى الأكبر هو تفعيل المجتمع للقيام بدوره كاملا سيما الأسرة السودانية لمحاربة ظاهرة تجنيد الأطفال وتمكينها ضد الفقر ،وناشدت قمر المجتمع الدولى لا سيما اليونسيف القيام بدور فاعل وعدم مد الحركات المسلحة بالسلاح مع الضغط عليها .
تحديد أسماء أطفال مختطفين
أما مأساة الطفل (بشير بطرس شيبون ) من قبيلة (المورو) من مواليد1999 بمنطقة العتمور فى قرية (القطيب) بأم دورين ، تؤكد جليا ضلوع الحركة الشعبية فى عمليات إغتيالات وإختطاف أطفال ،فالطفل بشير قتلت الحركة الشعبية والده وهو طفل صغير كما شردت والدته (كواجة كمسنجى أندراوى ) لتجد من مدينة عطبرة بولاية نهر النيل ملاذا آمنا لها وتركت طفلها مع حبوبته (سمية أندرافى كلككى ) أم والده التى لازالت تحتجزها الحركة ،إلا أن عيون الحركة لم تغب عن متابعة تحركات الطفل الصغير حتى جاءت محاولة إختطافه، فتمكن من الهرب بأمر الله وحفظه وسط رصاص منهمر عليه فى كل إتجاه ، فكتب له النجاة على أيادى الجيش السودانى ، قالت هدى قمر الأمين العام لمجلس رعاية الطفولة بجنوب كردفان أن أمثال حالة الطفل بشير كثيرة جدا، وأفادت بأن مجلسها قام بالإشراف على تسليم (4) من الأطفال للمركز بعد ملء إستمارة التحرى ،إلا أن هدى كشفت عن (300) من الأطفال فى سن الدراسة ، قالت إن أهاليهم أبلغوا أن الحركة الشعبية المتمردة إختطفتهم ضمن مجموعة أخرى من الأطفال ،وحددوا أماكن تواجد أطفالهم بمعسكرات تجنيد الحركة ،فيما كشفت الأستاذة / عفاف تاور رئيس لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان عن جملة من البلاغات والتى تؤكد إثبات إختطاف للنساء والأطفال وإنتهاكات ضد مواطنين عزل وكثير من الفظاعات ظلت تمارسها الحركة الشعبية المتمردة ،وقالت ل(الصحافة) أن اللجنة جمعت الكثير من الأدلة والوثائق حول إختطاف الأطفال وإنتهاك حرمات النساء ، من جانبها أدانت المجموعة الوطنية لحقوق الإنسان ممارسات الحركة الشعبية ،وقالت إنها مخالفة للأعراف والتقاليد وميثاق الأمم المتحدة ،مؤكدة تورط الحركة الشعبية في إختطاف (200) طفل بغرض إخضاعهم للتجنيد القسري واستخدامهم في الحرب و (40) حالة خطف للنساء تعرضن لبعض الأعمال التي ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية و (20) حالة إعدامات خارج النظام القضائي وعبرت المجموعة عن قلقها لحالات الاحتجاز التي تمت للمواطنين المقيمين في بعض المحليات ومنعهم من ممارسة حق التحرك بحرية بجانب تعرضهم لعمليات تهديد ، وناشدت المجموعة المجتمع الدولي ومنظمات الأمم المتحدة ممارسة الضغط على الحركة الشعبية لوقف هذه الإعمال والعمل على إطلاق سراح المختطفين والمحتجزين من النساء والأطفال والرجال ،فيما أكدت تاور أن اللجنة بحوزتها الكثير من الأدلة والمعلومات وستدفع بها للمنظمة الدولية لحقوق الإنسان بجنيف .
فكرة الجيش الأحمر
من جانبه قال والى جنوب كردفان مولانا أحمد محمد هارون ل(الصحافة) أن إنتهاكات الحركة الشعبية ل(حقوق الأطفال) ليست بجديدة وقد ظلت تمارس بما يعرف بفكرة (الجيش الأحمر ) مبنى على فكرة عزل الأطفال فى عمر (10) سنوات عن أسرهم وعن مجتمعهم لكسب الولاء المطلق كما فعلت سابقا بكوبا ومعسكرات أخرى للتجنيد بالجنوب ، لإكسابهم ثقافات المجتمعات الجديدة التى يعيشونها وتشليخهم بشلوخ (شلك ،دينكا ،نوير) وفصلهم عن لغاتهم القديمة ليصبحوا منفصلين تماما عن مجتمعاتهم ،وقال هارون إن جون قرنق مارس الفكرة بنجاح فى حسم نزاعاته الداخلية مع (كاربينو) و(رياك مشار) و(وليام نون ) وغيرهم ،وإتهم هارون الحركة الشعبية بإستخدام (أبناء جبال النوبة) لتغذية الجيش الشعبى لأن فك الإرتباط بهم سيؤدى لإنهيار الحركة الشعبية الأم ،وأكد الوالى أن الحركة لازالت تواصل إختطافها وتجنيدها للأطفال،وقد عملت على إشعال الحرب لإلهاء أبناء الجبال عن المطالبة بحقوقهم تحت مسمى (السودان الجديد ) الذى خدعتهم به ،وكذلك لإلهاء شعب الجنوب ،وأضاف هارون أن فلسفة (الأطفال الجنود) لتشغيلهم آلة ووقود للحرب ،وقال إن الحلو فرض ربطا محددا من الأطفال على العمد ليتم تدريبهم فى الجنوب لخدمة عدة أجندات خاصة به وبالجنوب وثالثة ب(تحالف كاودا).
وأدان هارون بشدة إنتهاكات الحركة الشعبية المتمردة ،وقال إنها لازالت تواصل إنتهاكاتها لحرية المواطنين حيث لازالت تحتجزهم وتمنعهم من التنقل وتحتفظ بهم فى مناطق مقفولة لإستمرار الحرب التى تنتهجها بالوكالة ،وزاد هارون أن التمرد لجأ للإعتداء على مشروعات التنمية ،قائلا إن التحدى الأساسى لدينا فك أسر مواطنينا وتحريرهم من سجن الحركة عبر أدوات العمل العسكرى والسياسى والشعبى .
وهكذا دخلت الحرب فى جنوب كردفان مرحلة شرسة من الإقتتال على كافة الجبهات، فيما لازالت عمليات العودة والفرار تتواصل .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.