*فى اواخر عام 2009 أشار اتحاد كرة القدم السوداني بقيادة شداد فى ذلك الوقت للاخوة فى شمال الوادي بجمهورية مصر العربية بأنهم في كامل الجاهزية لاستضافة المباراة الفاصلة بين المنتخبين المصري والجزائري المؤهلة لكأس العالم 2010 بجنوب افريقيا وبالفعل عندما ابتسمت القرعة لمصر لاختيار الدولة التى تستضيف المباراة لم تتردد فى اختيار السودان وبالفعل كان الاهتمام متعاظما من قبل الجهات الرسمية واتحاد الكرة بتلك المباراة التى نجح السودان فى استضافتها واخراجها الى بر الامان، ورغم ذلك لقى «جزاء سنمار» من الاخوة المصريين لا لشئ الا لانهم خسروا المباراة وصعدت الجزائر على حسابهم الى كأس العالم ممثلا للعرب فى المونديال، وعقب المباراة افتعل المصريون الذين حضروا المباراة من داخل استاد المريخ ومعظمهم من منسوبي الحزب الحاكم فى ذلك الوقت «الحزب الوطني » حيث جاءوا فى رحلات منظمة منهم فنانون وفنانات ورجال اعمال شباب من اصحاب جمال مبارك وحقيقة وجدوا كما ذكرت اهتماما كبيرا من الرياضيين السودانيين وفى مقدمتهم الاستاذ جمال الوالي رئيس نادي المريخ الذي سخر امكاناته لتذليل الصعاب للضيوف الكرام وبحمد الله انتهت المباراة على خير ولكن الخسارة التى تلقاها المنتخب المصري أدت الى غضب عارم اجتاح المصريين الذين رافقوه الى السودان واخذوا ينسجون القصص ويتحدثون عن اشياء لم تحدث الا فى خيالهم وصوروا الامر وكأنه معركة حربية وانهم تم الاعتداء عليهم وضربهم، وللاسف تجاوب بعض رجال الاعلام بالعاصمة المصرية القاهرة وضخموا المشاكل البسيطة التى حصلت وعملوا «من الحبة قبة» وتباروا فى الاساءة الى اخوتهم بالسودان لانهم لم يستطيعوا حمايتهم من المشجعين الجزائريين رغم ان ابناء ارض المليون شهيد لم يفعلوا شيئا يدعو الى مثل تلك الضجة التى افتعلها بعض المصريين لانه ببساطة ان الجزائريين كانوا منشغلين بتأهل فريقهم وفرحتهم كانت عارمة، وقبل ذلك الجهات الامنية السودانية قامت بواجبها كاملا ونجحت بدرجة امتياز فى تأمين المباراة وقبلها تأمين وصول الاعداد الكبيرة من المشجعين من البلدين الشقيقين ووقفت على راحتهم حتى مغادرتهم، ولكن رغم ذلك تلقى السودان ما تلقى من اساءات وتجريح من بعض المحسوبين على الاعلام المصري وانصار الحزب الوطني المنحل . *ماساقني الى ذكر هذا هو الطلب الذى تقدم به الاتحاد السوداني لكرة القدم بان السودان يمكن ان يستضيف المباريات الافريقية للفرق المصرية الاربعة «الاهلى - الزمالك - الاسماعيلي - انبي» بعد الاحداث الاخيرة التى حدثت عقب مباراة الاهلي والمصري البورسعيدي فى الدوري المصري والتى راح ضحيتها 74 شخصا جراء العنف . * لااود هنا أن اقارن بين مصر فى عهد مبارك ومصر حاليا بعد الثورة ولكن اقول ان اتحاد كرة القدم السوداني كان يجب عليه الا يتسرع ويبادر باعلانه استضافة مباريات الفرق المصرية وذلك لعدة اسباب اولها أنه لا يوجد مجلس ادارة لاتحاد كرة القدم بمصر حاليا بعد حله من قبل رئيس الوزراء المصري دكتور الجنزوري وبعد ذلك تقديم الاعضاء لاستقالاتهم ونتيجة لهذا ربما تعتذر مصر عن المشاركة الافريقية خصوصا وانه تم الغاء الدوري المصري هذا سبب يدعو اتحادنا لعدم التسرع، وثانيا اذا نظرنا للحساسيات التى افرزتها مباراة مصر والجزائر بام درمان فان الامر يدعو للتفكير ألف مرة لاستضافة مثل تلك المباريات مرة اخرى ذلك اذا اردنا المحافظة على علاقاتنا الرياضية مع كل الافارقة، وثالثا اتحاد كرة القدم السوداني لا ينبغي ان يتخذ قرارات فردية فى مثل هذه الاشياء التى تتعلق باطراف اخرى ينبغي ان تكون فى الصورة واولها وزارة الشباب والرياضة التى تعطى الضوء الاخضر بعد دراسة الامر من كل جوانبه ولذلك ارجو ان تراجع طلب اتحاد الكرة وتوجيهه بالرجوع اليها فى مثل هذه المواقف لانها هى التى تمثل الدولة فى مجال الشباب والرياضة .