أزمة مياه في الولاية الشمالية؟؟ دنقلا: مختار بيرم ظلت قضية مياه الشرب بالولاية الشمالية بمثابة اللغز المحير الذي استعصى على الجميع فك طلاسمه، لجهة توفر المياه فوق وتحت باطن الارض ، وانعدامها من قطاع واسع من مناطق الولاية، وهو الامر الذي اعتبره المواطنون تقصيراً واضحاً من سلطات الولاية. ويقول مدير مياه الولاية الشمالية المهندس حسن على الحاج إن لديهم خطة طموحة لعام 2012م، من حيث توصيل بعض الشبكات وإعادة تأهيل الخطوط القديمة وكهربة بعض المحطات، ويضيف: كما لدينا بعض المشروعات النيلية سوف ترى النور خلال هذا العام في محلية دلقو ومروي ودنقلا، ومن اولوياتنا في هذا العام انشاء معامل متكاملة لفحص المياه، وأهمها معامل مروي ونوري واوسلي ودنقلا ووادي حلفا، كما نشير إلى أن الاداء في العام المنصرم 2011م كان جيدا، ونحن الآن نكمل ما بدأه اخواننا في العام المنصرم، ونسعي عن طريق القرض الصيني إلى عمل توسعيات في شبكات المياه وتغطية المواقع التي لم تصلها الشبكات، والآن تخطط المنطقة لإدخال الخدمة للخطة الاسكانية الجديدة، ويضيف: كما لدينا بعض الاقتراحات بقيام محطات نيلية في عبري والبرقيق والترعة، أما محطات دنقلا، الدبة، دلقو فإننا نبحث لها عن تمويل، وذلك لتفادي مشكلات المياه بالولاية وتوفير المياه الصالحة للشرب ومعالجة بعض الآبار التي تنتج عنها الروائح الكريهة، وهي لست ضارة بصحة الإنسان ولكنها مزعجة، ونسعى لإيجاد مضخات وأنابيب ذات مواصفات ممتازة لاستبدال الأنابيب القديمة الموجودة بهذه الآبار، علماً بأن إغلاق الأنابيب ليلاً يؤدى الى انفجارات في خطوط المياه، ويؤدي ذلك الى توالد البعوض وانتشار الأمراض ودمار بعض المنازل خاصة في فصل الشتاء، لذا نلجأ نحن في الهيئة الى اغلاق مصادر المياه ليلا بعد الساعة 10 مساءً، واضطررنا لتقليل زمن تشغيل بعض المحطات، ومعالجة هذا الأمر يتم بتصنيع خزانات مياه ومضخات عالية الجودة لتغطية الفائض. واعترف بوجود صعوبات قائلاً: من الصعوبات التي تواجهنا بالولاية عدم وجود مضخات احتياطية لسد العجز في حالة حدوث أي طارئ، كما نحتاج لعمل نظافة دورية للآبار وهذا يحتاج الى مبالغ طائلة، ونسعى لعمل إحلال وإبدال لبعض الصهاريج والأنابيب، كما نحتاج إلى آبار إضافية للعرب الرحل الذين استقروا على اطراف القرى. الامراض والعطش يحاصران مواطني القدمايب بكسلا كسلا: سيف الدين آدم هارون كشف عمدة البشارياب أحمد هداب محمد عن أوضاع مأساوية تشهدها منطقة «قدمايب الآبار» التابعة لمحلية تلكوك بولاية كسلا، مؤكدا افتقادها لابسط مقومات الحياة من صحة وتعليم وطرق ومياه وكهرباء، وأشار إلى وجود أكثر من «300» منزل بقدمايب يعود تاريخ تأسيسها الى منتصف القرن الماضي، وذلك في عام 1949م الذي كان فيه الانجليزي «مستر هوك» مسؤولا عن المنطقة. وقال متحسراً: نحن نعاني على الاصعدة كافة خاصة علي صعيد مياه الشرب التي تمثل لنا هاجسا كبيرا يؤرق مضاجعنا، رغم ان المياه تجري امامنا وخلفنا ومن تحتنا، ومنذ عهد الرئيس نميري ظللنا نطالب بتوفيرها وحتي الآن لا حياة لمن تنادي، والمعاناة لا تقتصر على منطقتنا فحسب، بل تمتد لكل القرى المحطية بنا التي يشكو سكانها بؤس الحال، وقال إن التعليم لم يعد من أولويات المواطنين، وذلك لبعد المدارس عن قراهم، مشيراً إلى أن التلاميذ هجروا المدارس وفضلوا الدراسة في الخلاوى، وذلك لقربها من أماكن سكنهم، وكشف عن عدم وجود مركز صحي بالمنطقة، مشيرا إلى ان المرضى يتم نقلهم عبر الدواب «الحمير» واللواري إلى اقرب مركز صحي بقرية مشليت ومامان، وقال انه في كثير من الاحيان يتوفى المرضى الذين ينقلون الى مستشفي كسلا في الطريق، وذلك لرداءته، وقال ان معاناتهم لا تتوقف على ذلك بل تمتد الى النساء الحوامل اللاتي يتعرضن للموت حسبما أشار في عملية الولادة، وذلك لعدم وجود قابلة بالمنطقة، وعبر عن بالغ دهشته من سلوك المحلية الاخير بعد ظهور ذهب في المنطقة، وقال: حرصت سلطات المحلية علي الوجود في مناطقنا ليس لتقديم الخدمات ولكن لتحصيل الرسوم المفروضة على عمليات تعدين الذهب، ورغم أن المنطقة باتت تمثل مورداً للمحلية إلا أنها لا تهتم بخدماتها وإنسانها. من ناحيته قال المواطن علي حامد السر إن ظهور الذهب في المنطقة أفرز العديد من الظواهر السالبة التي يطالبون بمعالجتها، مشدداً على ضرورة توفير الأمن بالمنطقة.