الباب زجاجي محاط بسوار من لدائن الالمونيوم الذي يغطي كامل الواجهة الامامية للمحل.. الوان هادئة وجذابة تتناسق مع الديكور الداخلي الذي يكاد يصرخ في وجهك انتبه انت محاط بالجمال، والتكييف يفعل فعلته بالزائر، وتضفي الاضاءة بعداً جماليا آخر، والنظافة حاضرة بقوة، هذه هي مجرد عناوين لمحال الحلويات لتضفي علي اثر الحداثة البائنة روحا جديدة على مهنة «الحلواني» التي كادت تندثر، حيث اضحت تشكل لوحات معمارية متفردة بزينتها الخارجية وديكورها الأخاذ، وتمتد مع امتداد العاصمة، ولا تميز بين الوسط والأطراف. ويشاهد الزبائن «الأنجلش كيك» و «الدراي كيك» وتناثر «الشيكولاتة» على أسطح انواع الحلويات الاخرى، فللجمال والأناقة هنا سطوة ونفوذ، وبشاشة صاحب المحل وهدوؤه وأناقته ووداعته ليست مثار استغراب هنا، فقد أكد كثير من مرتادي هذه المحلات أن هذه الصفات تلازم معظمهم ان لم يكن مجملهم، والزبائن كذلك يتبادلون ضحكاتهم في همس، ومنهم قلة من الاطفال تهيم أعينهم داخل صواني الحلويات الغارقة بالوان «الفانيليا» تلتهمهم الأشكال والزينة بدل أن يلتهموها، ويضجون مع من قدم معهم في اختيار المثلجات التي خصص لها جانب من المحل مستندا على الطاولة الزجاجية التي يخصص أسفلها للعرض. عبد الرحمن التيجاني صاحب محل تحدث الى «الصحافة» عن هذه المهنة قائلا: الآونة الاخيرة شهدت انتشارا واسعا لمحلات الحلويات الحديثة، وهذا لتغير طرأ على الثقافة الغذائية التي حدثت نتيجة لمواكبة المجتمع السوداني للمجتمعات المدنية في العالم، حيث كان في السابق الكثير من انواع الحلويات ك «التورتات» مثلا حكراً علي فئة معينة، ولكن مع دخول الفضائيات في أغلب المنازل أصبح الجميع يشاهدون أنواع الحلويات المختلفة سواء كان عن طريق الدراما العربية او التركية او البرامج المتخصصة في صناعة الحلويات، مما ساعدنا في كثيرا عمليات الترويج، وعمل على انتعاش هذه الصناعة والاقبال على الحلويات الأجنبية بشكل خاص من قبل ربات المنازل والاطفال، مبيناً أن الجزء الخاص بالمثلجات تغلب علي زبائنه فئة الشباب من الجنسين، اضافة الى الاطفال، كما ان حركة الزبائن عموماً تنشط ليلاً وتتركز في ايام العطلات والمناسبات الرسمية وغير الرسمية كاحتفالات رأس السنة والأعياد الدينية، واحتفالات الشركات والمؤسسات، وأعياد الميلاد للأفراد وعيد الحب، وغيرها من المناسبات التي وفدت حديثاً. وأوضحت ازدهار ابراهيم ربة منزل قائلة: إن محال الحلويات أصبح وجودها مهماً جداً، وتعتبر لعدد كبير من مرتاديها مكاناً للترفيه، مؤكدة انها تخرج وأطفالها كل نهاية اسبوع وتقصد محلا معيناً يبيع الحلوي والمثلجات، مضيفة أن أغلب هذه المحلات تتميز بديكور علي درجة عالية من الجمال، كما يعامل فيها الزبائن بشكل راقٍ، وتتوفر فيها بيئة هادئة ونقية تخرج الاسر من الضغوط التي تعاني منها، فيما كشفت أن المجتمع السوداني أخذ يدرك أهمية الترفيه، وعمته ثقافة الاستهلاك في الاحتفالات التي فتحت الباب واسعاً أمام انواع الحلويات المختلفة للدخول الى المنازل. وقال حسام كمال صاحب محل إن هذه المهنة تعتمد بشكل كبير على اختيار اسم المحل الذي لا بد ان يكون لافتاً وجاذباً للزبون، عطفا على ذلك يجب اختياره بعناية تامة. وايضا التصميم الداخلي والخارجي للمحل وكيفية العرض لأنواع الحلويات ونظافة المحل لتوفير الجو الملائم للزبائن امر مهم، فضلاً عن التعامل المباشر بين صاحب المحل والزبون، كاشفا ان الاسعار مناسبة تبعاً لتكاليف صناعة الحلويات نفسها، حيث يتم الاتفاق مع «الشيف» صانع الحلويات على كمية الانتاج المطلوبة للمحل، موضحاً في جانب آخر أن المجتمع أصبح بشكل عام يتقبل فكرة وجود الحلويات في مناسباته المختلفة حتى الصغيرة منها، مثل حفلات الشاي والوداع وغيرها، كما أصبح هنالك عدد من ربات المنازل يقمن بصناعة الحلويات بأنفسهن داخل المنازل في مناسباتهن الخاصة، ووصفها بأنها دائماً ما تكون أجود من الموجودة بالمحل.