التداوى بالأعشاب وسيلة استعملها الإنسان منذ قديم الزمان، واشتهرت أماكن بيع الأعشاب والعطارة فى السودان منذ القدم، وكانت تبيع أشياء مثل المر الحجازى أو الصبر لعلاج التهاب اللوز، والحلتيتة وزيت القرنفل وغيرها من الاشياء التى ان لم تعالجك فإنها لن تضرك بأى حال، وقد اشتهرت بالابيض محلات النعيم القاضى وحاج ابكر ومحمد اول بالتعامل فى مثل هذه الاصناف. ولكن فى السنوات الاخيرة اصبح التداوى بالاعشاب ظاهرة تستحق الدراسة والتأمل، حيث انتشرت اماكن التداوى بالاعشاب وملأت إعلاناتها البلاد على اتساعها ابتداءً من أكبر شركة الى اصغر بائع اعشاب يفترش الارض، وهم يختلفون فى تعبئة المستحضر وطريقة عرضه، ولكنهم جميعهم يتفقون على شيء واحد هو أن مستحضراتهم تعالج جميع الامراض حتى تلك التى لم يجد لها الطب علاجاً كالسرطان مثلاً، اضافة الى مستحضرات اخرى تأتى من خارج السودان . «الصحافة» أجرت استطلاعاً حول هذه الظاهرة، حيث قال المواطن سعد عبدالله «موظف» انه يعانى من مرض السكرى، وسبق ان جرب العلاج بالاعشاب ولكن لم يجد شيئاً جديداً، وعاد مرة اخرى لاستعمال الادوية الصيدلانية، اما سعاد آدم فقد قالت انها كادت تفقد ما تبقى من شعر رأسها بعد أن صدقت أحد العشابين الذى يروج لبضاعته، واقنعها بأن تجرب نوعاً من الخلطات اعطاه لها بمبلغ معقول قال انه يساعد فى نمو واطالت وغزارة الشعر وازالة القشرة. وقالت: لولا لطف الله ومساعدة الطبيب الذى لجئت اليه بعد أن بدأ شعري يتساقط فور استعمالي الخلطة، لأكملت باقي عمري وأنا أعاني الصلع. والحاجه بخيتة عمر قالت إنها استعملت علاجاً بلدياً عبارة عن دهان لعلاج الرطوبة، ولكن بدل ان يعالج الدهان الرطوبة اصابها بحساسية عانت منها كثيراًحتى تم علاجها بواسطة طبيب. وقالت إنها تنصح كل من يريد استعمال الادوية البلدية والأعشاب أن يفكر مئة مرة قبل أن يجربها. وعزا الطاهر إبراهيم انتشار ظاهرة التداوى بالاعشاب الى انتشار امراض الفقر مثل سوء التغذية، اضافة الى ان الادوية الموجودة بالصيدليات ضعيفة الفعالية والأثر، مما جعل البعض يتجه الى العلاج بالاعشاب. ودافع السنوسى محمد عن الذين يعملون فى هذه المهنة قائلاً إن كل مهنة فيها الصادق وفيها الكاذب. ومعروف ان الاعشاب هى اساس أية تركيبة دوائية، سواء تم تركيبها محلياً او تصنيعها بمصانع الادوية. ونفى ان تكون سبباً فى حدوث آثار جانبية اذا تم تحضيرها على يد متخصص. عموماً فإن التداوى بالأعشاب ظل مجال جدل بين مؤيد ورافض، وهو أمر يجب أن تضع له الدولة حساباً لأنه يتعلق بأمر لا يقبل غض الطرف عنه بأي حال من الاحوال، وعلى مستوى الدول المتقدمة لم نسمع بمن يدعى أن لديه علاجاً لكل الأمراض حتى تلك التى لم تكتشف بعد.