٭ ليست هذه هي المرة الاولى التي تعلو فيها صرخة مواطني حي المنصورة المعروف بالازهري مربع «91» والمصنف «خرطومياً» ضمن الاحياء السكنية «الدرجة الاولى» والذي لا ينتمي لها الا بالاسم والعمران الرائع الذي اجتهد فيه «اصحاب الملك» من اجل حي يليق بساكنيه من اطباء وأساتذة جامعات ومناصب عليا في القوات النظامية ، ولكن هل وجد هؤلاء اي شكل من اشكال الراحة بعد دفع كل «المبالغ المعلومة» من أجل الحصول على سكن مستوف لانواع الراحة النفسية منها والصحية؟.. لا اظن ويكفي التحقيق الذي اوردته على صفحات هذه الصحيفة العام الماضي «1102» والذي جأر فيه مواطنو الحي ب «الشكوى» المريرة وظل الجميع في انتظار الوعود التي ما ان تجاوزت تاريخها حتى ذرتها الرياح رغم ان الكبري الجديد والذي سيتم تدشينه رسمياً في مقبل الايام يمر ب «واجهة» حي الازهري مربع «91» باتجاه الجنوب.. والسؤال هنا كيف ستحتفي الولاية ب «كبري» على مرمى منه براميل ملوثة مكدسة في واجهة الحي وبيئة تعلن عن ترديها «رواكيب وزرائب ومستنقع» تصب فيه عربات الصرف الصحي وتمثل هاجساً للحي والاحياء المجاورة في وصف لا يليق بعاصمة يريد «واليها» ان تكون «حضارية السلوك والتوجه.. خبرني سيدي الوالي كيف سيتم ذلك.. والحي والكبري «ضدان» اذاً كيف يجتمعان؟ ٭ مدخل ثان: بدأ العد التنازلي لمؤتمر التعليم وكل أسرة في هذا الوطن الموجوع في «تعليمه» تترقب - وهي جلوس - على جمر الانتظار الحدث الذي ربما يحدث تغييرا جذرياً في سلمنا التعليمي «المتآكل» الذي كاد يسقط ب «صاعديه» ان جاز الوصف وربما ظل كما هو تعلو درجاته «الغبار» القديم الذي كم حجب التحديث والابتكار ومنعه من النفاذ لقلب السلم التعليمي السوداني. ٭ مدخل ثالث: واضح جداً ولا يحتاج ل «درس عصر» ان وزارة التربية والتعليم قسم التعليم الاجنبي لا يهمها ما يجري في هذه المدارس ليس فقط في ما يختص بالارتفاع الجنوني لرسوم الدراسة بل في ما يتعلق بالبيئة المدرسية نفسها واختيار المعلم والمعينات الدراسية والكتب ، وما يلفت نظر الوزارة حقيقة ويحرك قدمها نحو المدرسة الاجنبية هو «المقبوض» من المال لصالح الخزينة عندها.. ٭ اصبحت المعضلة الرئيسية اليوم في هذه المدرسة هي رسوم الدراسة وما حدث قبل ايام في احدى المدارس - رغم نفي المدرسة - ما هو الا دليل دامغ على عدم اهتمام الوزارة بهذا النوع من التعليم ، اذ لم يحرك ساكنها الا «الاشتباك» الذي تم بين الاهالي والادارة والذي ايقظ «الانتباه» ما دفعها الى رفع قدمها الى حيث المشكلة.. يأتي المعلم كذلك كواحد من هذه المعضلات وهو بجانب الرسوم يظل دافعاً قوياً وكافياً لدفع الوزارة بخبراء التعليم القدامى ذوي البصمة الحديدية الموغلة في العلم والمعرفة واللغة والتربية والاخلاق الى قلب المدرسة الاجنبية ل «الوقوف» على اسباب الارتفاع المفاجئ للرسوم ومن ثم القاء نظرة فاحصة بعين متمرسة وخبرة متجذرة في حقل التعليم والتربية في اداء ومهارة المعلم فليس كل من دخل الفصل حاملاً «طبشورته» يتأبط «الاجازة» في التعليم والتربية يتقن فنونها ولغة التواصل مع الجيل الذي امامه، وهذه نقطة مهمة ولا بد من وجودها حتى نقتل «الإبداع» داخل العقول الصغيرة البريئة ونحرمها من حقها في التمتع ب «الاختيار» الذي فضَّلته. ٭ ادارة التعليم الأجنبي في وزارة التربية والتعليم لا يعوزها التفكير في وضع أسس وضوابط ومعايير ثابتة لهذه المدارس وفي كل الجوانب المالية والعلمية والتربوية بجانب اخرى تؤطر لمعلم يتحلى بالعلم الوفير وتراكم الخبرات ومكارم الاخلاق التي هي زينة القوم الذين «ان ذهبت اخلاقهم ذهبوا».. لا يرفع يده الى اعلى الا للدعاء لطلابه بالتوفيق والنجاح... ٭ ان المدارس على اختلاف مراحلها هي من تمنحنا في مرحلتها النهائية جيل الغد والبناء والتعمير ورجال الوطن صانعي النهضة العلمية والاكتشاف النير والاختراع ، وكم اتمنى ان تفرد الوزارة في مؤتمرها العام القريب مساحة ثرة للتعليم الاجنبي «المشكلات والحلول» ليطمئن الذين طرقوا بابي و«فرحي بهم سال ملأ حتى الكبابي» كما يردد الراحل مصطفى سيد أحمد والشاعر الظريف بشرى الفاضل.. همسة: على هدى الرسول نسير ... يمتليء القلب عشقاً... ويصطفي في كل يوم حديث... ننهل من معانيه دروسا وعبر... نتكيء فيها... على سيرة وخبر... يا سيدي... يا مصطفى...