تدير منظمة الدعوة الإسلامية عملا دعويا وخيريا ضخما في إفريقيا عبر أكثر من اثني عشر إقليميا تتبع لها أكثر من أربعين دولة، ويأتي ملتقى بعثات المنظمة في السودان وإفريقيا كأول نشاط من نوعه بعد توحيد البعثات في إدارة واحدة بالمنظمة، وقد انتظمت أعمال الملتقى بالاثنين بمقر المنظمة بالخرطوم الرياض بحضور المشير عبد الرحمن سوار الذهب رئيس مجلس أمناء منظمة الدعوة الإسلامية والمهندس محمد علي الأمين الأمين العام للمنظمة والأستاذ سمير علي أحمد نائب الأمين العام بالإضافة إلى مديري المؤسسات التابعة لمنظمة الدعوة الإسلامية ومدير إدارة البعثات ومدير البعثات الخارجية ومدير البعثات الداخلية وثلاثة عشر مديرا إقليميا وتسعة عشر مدير بعثة. رئيس اللجنة التحضيرية للملتقى عقيل الفادني أشار في كلمته الى الحضور إلى أن منظمة الدعوة الإسلامية تعمل بعثاتها عبر اثني عشر إقليما في أكثر من أربعين دولة إفريقية وتغطي خدمات تشمل الإغاثة والصحة والتعليم والدعوة، وأضاف أن هذا الملتقى يأتي في إطار التقييم والتقويم للأداء وتلاقح الخبرات وتُقدم فيه أوراق تغطي جوانب الميزانية والخطط وتجارب البعثات ومستقبل العمل في دولة جنوب السودان بالإضافة إلى أوراق عمل عن عمل المؤسسات التابعة للمنظمة كالمنظمة الصحية العالمية، والجمعية الإفريقية لرعاية الأمومة والطفولة ومركز تأهيل وتدريب الدعاة. رئيس بعثة موريتانيا أحمد سالم تحدث بالإنابة عن زملائه مديري بعثات المنظمة محيا السودان أرض الشهداء والصمود، مثمنا الدور الذي تقوم به المنظمة في إفريقيا مسحا لدمعة الأيتام ورعاية للأرامل وأخذا بيد الإنسان إلى طريق مستقيم، محذرا من أن المنظمات التنصيرية تبطش بإنسان إفريقيا بمساعدة بعض الحكومات وبإمكانات ضخمة، لكنه تفاءل بأنهم كما قال تعالى (فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يُغلبون)، مستدلا بأن جهود التنصير زعمت بأنها ستُنصر إفريقيا بحلول العام "2000"، مؤكدا أن إفريقيا لن تتنصر إلى قيام الساعة بإذن الله. مدير الإدارة العامة للبعثات إبراهيم الأمير تحدث بالأرقام عن أعمال بعثات منظمة الدعوة الإسلامية مشيرا إلى أن المنظمة تكفل مائتين وخمسين داعية، ويتبع لها أكثر من ألف مسجد بإفريقيا غير تلك التي تم تسليمها للجان المسجدية وتدير أكثر من خمسمائة مدرسة قرآنية وخلوة ويتبع لها مائتين وخمسين مؤسسة تعليمية ابتداءا من رياض الأطفال إلى الكليات الجامعية مرورا بمرحلة الأساس والمرحلة الثانوية، واهتدى على يديها خلال العامين الماضيين أكثر من سبعة عشر ألف مهتد، أما خدمات الإغاثة فهي مما لا يُعد ولا يُحصى لكنه أشار إلى أن المنظمة في الصومال أنفقت بالتعاون مع آخرين في ستة شهور من منتصف العام الماضي إلى نهايته أكثر من ثمانية عشر مليون دولار مما ساعد على تجاوز الأزمة والشروع في إقامة المشاريع التنموية لاستقرار النازحين. رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان الصومالي وضيف الملتقى البروفسور محمد عمر طلحة حيا من جهته ايضا السودان الذي اعتبره مفخرة للعالم الإسلامي، مشيرا إلى أن الكثير من القيادات الصومالية تعلمت وتخرجت من السودان وعلى رأسها رئيس الدولة شيخ شريف، مقدرا للمنظمة دورها الذي ظلت تقوم به منذ ثمانينيات القرن الماضي في الصومال، مشيدا بمديري بعثة المنظمة هناك الذين وصفهم بأنهم أنشط الكوادر حركة وأفضلهم أداءا. اما نائب الأمين العام لمنظمة الدعوة الإسلامية سمير أحمد فقد أكد على أن هذا الملتقى يأتي في إطار تبادل التجارب والخبرات، مشيدا بتجربة مكتب تنزانيا الذي استطاع أن يترجم أمهات الكتب الإسلامية إلى اللغة السواحلية وأشرف على تدريسها، كما أنشأ المكتب كلية للتربية هناك، كما ثمن تجربة مكتب الصومال في الإغاثة، وأشاد بتجربة مكتب تشاد في الأسلمة حيث تمكن من إدخال أكثر من سبعة عشر ألف مهتد إلى الإسلام في العامين الماضيين وركز جهوده في جنوب تشاد حيث معقل النصرانية، ونوّه إلى تجربة مكتب ملاوي في التمويل الذاتي ودعا إلى الاستفادة منها وتعميمها، كما أشار إلى أن الملتقى سيبحث مستقبل الدعوة في دولة جنوب السودان، وأكد أن هذا الملتقى يأتي في إطار تجويد العمل وتطويره، مشيرا إلى أن الملتقى سيشهد إقامة دورات حول إعداد التقارير بصورة علمية ومبتكرة ويتيح لمديري البعثات الالتقاء والتعارف، معلنا عن استضافة خبير استراتيجي ليدرب المديرين على إعداد وتنفيذ الخطط الاستراتيجية.