اتهم مندوب السودان الدائم في الأممالمتحدة ،السفير دفع الله الحاج علي ، مجلس الامن الدولي بتجاهل شكوى الخرطوم بتسلل عناصر من حركة العدل والمساواة، التي كانت تقاتل مع كتائب القذافي الى جنوب السودان، مشيرا الى انها كانت تأمل في ان يتعامل المجلس بقدر أكبر من الاهتمام وأن يوليها ما تستحق من معالجة استثنائية عاجلة، وأن يترجم المجلس أقواله إلى أفعال. واكد مندوب السودان خلال جلسة مجلس الأمن حول مهددات الأمن والسلم في غرب أفريقيا ودول منطقة الساحل مساء امس الاول، أهمية مثل هذه المداولات خاصة في ضوء تمدد ظاهرة الجريمة المنظمة العابرة للحدود وارتباطها بالانتشار غير المشروع للأسلحة الثقيلة والصغيرة والخفيفة. وقال السفير الحاج علي ان ما يزيد من خطورة ظاهرة الجريمة المنظمة العابرة للحدود تداخلها مع ظواهر أخرى مثل تهريب المعادن النفيسة والإتجار بالمخدرات ، وتزايد أنشطة المجموعات المسلحة عبر حدود الدول ، بما في ذلك الأنشطة الإرهابية وأنشطة القرصنة والنهب ، مبيناً أنها ظاهرة زاد من إنتشارها واقع الحدود المفتوحة بين معظم دول غرب أفريقيا ومنطقة الساحل، بالإضافة إلى التداخل القبلي بين المجموعات السكانية المتواجدة على الحدود وحركة أفرادها بين هذه الدول ، الأمر الذي يجعل كل دولة من دولنا تتأثر وبصورة مباشرة بحالة الأمن والإستقرار في الدولة المجاورة لها وتتأثر بذلك سلباً وإيجاباً «. واستعرض المندوب الدائم الجهود التي بذلتها العديد من دول المنطقة لاحتواء أنشطة المجموعات المسلحة عبر الحدود ، مشيراً إلى نشر القوات الثلاثية المشتركة لمراقبة الحدود بين السودان وتشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى باعتباره خطوة إيجابية كان مؤداها إحتواء عمليات التسلل عبر الحدود وتعزيز قنوات التواصل بحيث تكون جسراً للتعاون لا لتصدير العنف والجرائم العابرة للحدود . ورأى أن العديد من دول المنطقة تأثرت بصورة مباشرة بتداعيات ما بعد سقوط نظام العقيد معمر القذافي في ليبيا باعتباره كان داعماً قوياً للعديد من الأنشطة الهدامة ، كما كان راعياً للكثير من الجماعات المسلحة التي دعمت كتائبه خلال الثورة الليبية التي أطاحت بنظامه ، وقال إنه كان من الطبيعي أن تتسلل بعض هذه المجموعات عبر الحدود بكامل أسلحتها وعتادها إلى بعض دول الجوار مثل السودان. وتناول السفير دفع الله، موضوع الشكوى التي تقدم بها السودان لمجلس الأمن في التاسع والعشرين من ديسمبر المنصرم بشأن عبور فلول من بقايا عناصر حركة العدل والمساواة بأسلحتها وكامل عتادها إلى داخل دولة جنوب السودان ،مشيراً إلى أن تلك القوات كانت تقاتل جنباً لجنب مع كتائب العقيد القذافي ثم عبرت الحدود من ليبيا إلى السودان، ثم تسللت في الثالث والعشرين من ديسمبر الماضي وعبرت الحدود إلى دولة جنوب السودان، ثم إرتكزت وعسكرت في منطقة تمساحة التي تقع إلى الجنوب من حدود عام 1956م. واوضح أن تلك القوات كان قوامها أكثر من (350) عنصراً على متن (79) سيارة محملة بالسلاح الليبي بما في ذلك المدافع عيار (37) ملمتر والراجمات من طراز (40) ماسورة ، واعتبر ذلك مثالاً حياً لمدى خطورة ظاهرة تسلل المجموعات المسلحة عبر الحدود ، مضيفاً أنه كان المتوقع من مجلس الأمن أن يتعامل مع تلك الشكوى بقدر أكبر من الإهتمام، وأن يوليها ما تستحق من معالجة إستثنائية عاجلة، وأن يترجم المجلس أقواله إلى افعال.