يبدأ وزير الخارجية، علي كرتي، زيارة رسمية للصين تستغرق خمسة أيام، بعد غد الاحد وتستمر حتى الأول من مارس، وتعد الزيارة الأولى لمسؤول شمالي بعد انفصال جنوب السودان في 9 يوليو الماضي ، وأعربت الصين عن أملها في زيادة التواصل والتنسيق مع جنوب السودان للتخفيف من سوء التفاهم وتعزيز التعاون بين الجانبين، وذلك على خلفية طرد رئيس شركة «بترودار» الصينية الماليزية من الجنوب بعدما اتهم بالعمل لمصلحة الحكومة السودانية ونقل أسرار النفط إليها. ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي قوله، خلال مؤتمر صحافي، رداً على سؤال بشأن طرد جنوب السودان لرئيس الشركة الصينية الماليزية، «نأمل في أن تعزز الأطراف المعنية من الاتصال والتنسيق في ما بينها لتخفيف سوء التفاهم في مسعى قيام تعاون طويل الأمد». وأشار إلى أن التعاون بين الصين وجنوب السودان حقق فوائد ملموسة لشعبي البلدين. وعلمت وكالة أنباء «الشرق الأوسط» من مصادر دبلوماسية في بكين، أن لقاءات كرتي مع المسؤولين الصينيين تأتي في ضوء تطورات الأوضاع داخل السودان، والأزمة الحالية بين الشمال والجنوب الخاصة بأنابيب النفط والمياه. وينتظر أن تتطرق الاجتماعات للعلاقات الاقتصادية ومستقبل الشركات الصينية في السودان، خاصة بعد حادث اختطاف العمال الصينيين بجنوب كردفان وغيرها من القضايا التي تهم البلدين. ومن المقرر أن يعقد كرتي، مؤتمراً صحفياً بالسفارة السودانية في بكين صباح الثلاثاء المقبل، للحديث عن العلاقات الثنائية السودانية الصينية، وما أسفرت عنه المباحثات مع المسؤولين الصينيين خلال زيارته. ويعتبر السودان الشريك الاقتصادي الثالث للصين في أفريقيا، بينما تعده الصين الشريك الاقتصادي الأول لها، وهو الأمر الذي يعتبره السودان دليلاً على قوة ومتانة العلاقات بين البلدين. وبدأ وزير الخارجية علي كرتي ظهر امس زيارة رسمية لجمهورية اندونيسيا، استهلها بمباحثات ثنائية مع نظيره وزير خارجية اندونيسيا مارتي ناتاليغاوا ، تركزت حول دعم علاقات البلدين عبر التعاون الاقتصادي والسياسي، وقدم وزير الخارجية خلالها شرحا لمجمل الاوضاع في السودان، في حين جدد وزير الخارجية الاندونيسي دعم بلاده للسودان في جميع المجالات . واستقبل الرئيس الاندونيسي سوسيلو بامبانغ يودهويونو امس ، وزير الخارجية علي كرتي، الذي سلمه رسالة خطية من الرئيس عمر البشير تتعلق بدعم العلاقات الثنائية، وقدم وزير الخارجية خلال المقابلة شرحا تفصيليا للاوضاع في السودان بعد انفصال الجنوب، وخطط السودان لتجاوز المصاعب الاقتصادية الناتجة عن ذلك . من جانبه ، ابدى الرئيس الاندونيسي ترحيبه بالزيارة، وجددا دعمه الكامل للسودان في قضاياه، مشيرا الى تجربة بلاده في انفصال تيمور الشرقية، وابدى استعداد بلاده لتوجيه عدد من الانشطة الاقتصادية للسودان، ووجه وزير خارجيته بترتيب عقد لقاءات لكرتي مع عدد من وزراء القطاع الاقتصادي، طالبا منه في ذات الوقت ان ينقل الى الرئيس البشير رعاية الاستثمارات والانشطة الاقتصادية الاندونيسية في السودان . على صعيد متصل، اجرى وزير الخارجية لقاءً مع مجلس علماء المسلمين الاندونيسيين، شرح لهم خلاله مجريات الاحداث في السودان . وستستمر الزيارة لليوم حيث يستكمل الوفد لقاءاته مع وزراء القطاع الاقتصادي في اندونيسيا ، كما ستجري المباحثات الثنائية بين وزارتي خارجية البلدين .