السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،، الموضوع: رد على ما جاء في تقريركم عن حزب التحرير لقد اطلعنا على تقريرك عن حزب التحرير بتاريخ 26 ربيع أول 1433ه الموافق 18 فبراير 2012م بصحيفة الصحافة تحت عنوان: ( حزب التحرير الإسلامي... إستعادة الخلافة عبر البيانات الصحفية!!) وقبل الإجابة عن التساؤلات التي أثرتموها، يجب أن نشيد بمهنية الأستاذة صباح وبهمتها العالية في بحث القضايا الجادة والتي تهم الجميع، ونشكر لها متابعتها لنشاطات حزب التحرير وإلمامها بما يصيب شباب الحزب الصامد الصابر من قبل أنظمة البطش والقهر في بعض البلاد الإسلامية. أما فيما يتعلق بما أثير في التقرير من أسئلة: فأولاً: إن الخلافة التي يدعو لها حزب التحرير، ويلاقي في سبيلها شبابه صنوفاً من الأذى تصل إلى درجة التعذيب المفضي للموت، إن هذه الخلافة فرض على الأمة جمعاء إقامتها، والقعود عن إيجادها إثم كبير، صحيح انها فرض كفاية إذا أقامه البعض سقط عن الباقين، ولكن هذا الفرض لم يقم بعد رغم تلبس بعض المسلمين بالعمل له، فيظل العمل لإقامته فرضاً على جميع المسلمين حتى تحصل الكفاية وتقام الخلافة، وإلا كان الإثم يلحق بالجميع إلا الذين تلبسوا بالعمل، وذلك مصداقاً لقول النبي «مَنْ خَلَعَ يَداً مِنْ طَاعَةٍ لَقِيَ اللهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ حُجَّةَ لَهُ، وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ في عُنُقِهِ بَيْعَةٌ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً» رواه مسلم، والميتة الجاهلية هي الميتة الآثمة. إذن فالعمل لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة ليست فرضاً على حزب التحرير وشبابه فقط، وإنما هي فرض على الأمة جمعاء وإن كان الحزب هو من حمل اللواء وسعى يدعو الناس للقيام بهذا الفرض. ثانياً: إن إصدار البيانات والنشرات أسلوب من أساليب العمل السياسي يعبّر بها الحزب عن موقفه المبدئي في مستجدات القضايا والأحداث، وهناك أساليب أخرى تبنّاها الحزب مثل الخطابات الجماهيرية، كالخطب والمحاضرات والندوات والمؤتمرات والنقاشات العامة وكذا المسيرات والاعتصامات ونحوها، ليقود الحزب الأمة بأفكار الإسلام، وليعرف الناس الحزب ورأيه في كل القضايا حتى يعملوا معه لإقامة فرض الخلافة، وهم على بيّنة من صدق الحزب، وصدق توجهه ومقدرته على حل كل الإشكالات والقضايا عبر فهم الواقع بعمق وإنزال أحكام الإسلام عليها باجتهاد صحيح، فتوجد الثقة عند الناس والإنقياد لفكرته، كما أن بيانات الحزب ونشراته جزء من عمل الحزب لتثقيف الأمة بربط واقعها ومعالجاته بالإسلام حتى توجد الثقة في الإسلام وأحكامه بعد أن أُبعد الإسلام عن الحياة والدولة بهدم الخلافة، فاضطرب أمر الناس وظن الكثيرون أن الإسلام ما هو إلا عبادات وأخلاق، وغاب عنهم أن الإسلام دين كامل للحياة الدنيا والآخرة: قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163) سورة الأنعام. وهي أحكام رب العالمين لتنظيم حياة البشرية في كوكب الأرض. أما إقامة الخلافة فإن الحزب يتبع فيها طريق الرسول صلى الله عليه وسلم الذي أوجد دولة لم تكن موجودة كما هو الحال اليوم، وسار في طريق محدد حتى أقامها. وأفعال الرسول صلى الله عليه وسلم واجب التأسي بها، ونجمل الركائز التي أكمل الرسول صلى الله عليه وسلم بناءها لإقامة الدولة المبدئية في المدينةالمنورة في الآتي: 1/ المبدأ المفصّل، أي الإسلام في عقيدته وأحكامه ومعالجاته لمستجدات القضايا، ومن ذلك أن حزب التحرير تبنّى دستوراً للدولة التي يعمل لإقامتها. 2/ وجود رأي عام واعي للإسلام، وهذا ما يستهدفه عمل الحزب من خلال بياناته ونشراته ومؤتمراته وغيرها. 3/ وجود رجال أكفاء من حملة الدعوة الذين يتجسد فيهم مبدأ الإسلام فعلاً وقولاً. 4/ وجود قوة مادية تنصر عقيدة الأمة وتوصلها لسدة الحكم، تماماً كما فعل الأنصار رضي الله عنهم. هذا هو الطريق الذي يسير فيه حزب التحرير الآن، وهو على أعتاب إقامة الخلافة، فقد وُجدت فكرة الخلافة عند الأمة، وأصبحت بمجموعها ترنو إلى فجرها الصادق، والحزب الآن يقوم بطلب النصرة من أهل القوة والمنعة ومنهم الجيوش كما ذكرتِ فهذه الجيوش قادتها وجنودها هم أبناء المسلمين واخوانهم، فواجبهم الانحياز لإرادة الأمة وهي تمكين الإسلام بإقامة الخلافة فهي فرض على أهل القوة ولا ينجيهم من السؤال يوم القيامة إلا بإعطاء النصرة في هذه الظروف ليُكتب لهم في ميزان حسناتهم. وسيظل الحزب مع الأمة يطلب النصرة حتى يكلل الله مسعاه بالنجاح مقتدياً برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ظل يطلبها سنوات حتى قيض الله له أهل يثرب من الأوس والخزرج الذين ناصروه فقامت الدولة عندهم فأعزهم الله ورضي عنهم في الدنيا والآخرة. ثالثاً: إن أمير الحزب الشيخ/ عطا خليل أبو الرشتة فهو ليس نكرة، وإنما عالم معروف، فقد كان قبل توليه إمارة الحزب أول ناطق رسمي لحزب التحرير، وكان مكتبه معروفاً، حيث عُقدت معه لقاءات صحفية ومقابلات تلفزيونية وغيرها. وهو الآن وإن لم يعلن مكان وجوده لدواعٍ أمنية فهو أمير الحزب وقائده يعرف عن كثب كل صغيرة وكبيرة عن الحزب في جميع ولاياته المختلفة المنتشرة عبر العالم. وختاماً، نقول إن الخلافة وعد الله القائل: ((وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) وهي بشرى النبي صلى الله عليه وسلم القائل: «تَكُونُ فِيكُمُ النُّبُوَّةُ مَا شَاءَ الله أَنْ تَكُونَ ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ، ثُمَّ تَكُونُ خِلاَفَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ ، ثُمَّ تَكُونُ مَا شَاءَ الله أَنْ تَكُونَ ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا عَاضًّا ، فَتَكُونُ مَا شَاءَ الله أَنْ تَكُونَ ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً ، فَتَكُونُ مَا شَاءَ الله أَنْ تَكُونَ ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ، ثُمَّ تَكُونَ خِلاَفَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ نُبُوَّةٍ» رواه أحمد. ونحن نعيش آخر أيام الملك الجبري إن شاء الله، ونصل ليلنا بنهارنا في كل العالم من أجل إقامة الخلافة التي باتت وشيكة، وعندها )يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ، بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ(.