٭ حسن عبد الكريم اسم ترسخ في وجدان المستمع السوداني عبر أثير الاذاعة السودانية، نشأ وسط اسرة اهتمت بالعمل الاعلامي والاذاعي، وكانت بداياته عبر الأثير من اذاعة الابيض. وحاز على جائزة التميز الاذاعي، وعمل عبر اثير اذاعة الوحدة الوطنية واذاعة صوت الامة، وأثرى الاذاعة السودانية بعدد من التغطيات المباشرة من موقع الحدث، فتفرد بها وتميز وحاز قصب السبق، وصار من نجوم حوش الاذاعة القومية. ٭ هل كان الوصول سهلاً إلى حوش الإذاعة؟ الحمد لله، فإن احترام الآخرين وتعاونهم وما حباني الله به من أدائي لتكاليف على الوجه المطلوب، ساعدني في ان اجد الطريق ممهداً، والعمل على كسب مزيد من الخبرات التي نتعلمها يوماً بعد يوم. ٭ الاسرة حافلة بعدد من الأشقاء العاملين في مجال الاذاعة والاعلام.. كيف أسهم ذلك في التحفيز على النجاح؟ المناخ بيننا فيه تحفيز على الإبداع، وتجد النقد والإشادة من المنزل قبل الآخرين، وأنا شخصياً علمتني الروح التي أجدها في التعامل داخل الاذاعة ومن أساتذتي والخبراء السابقين لي في هذا المجال وتجاربي المكتسبة، فقد تعلمت منهم ان اكون تلميذاً امام الآخرين، واتعلم منهم الكثير حتى أمام المستمع والقارئ والمشاهد. واحمد الله أنه ليست عندي غرور أو قناعة بأنني وصلت الى النهاية. ٭ شخصيات أسهمت في مسيرة الحسن عبد الكريم الإذاعية؟ أولاً هذه فرصة لأوجه الشكر العميق لكل شخص اسهم في دفعي الى الامام، فلولا تعاون الآخرين وأريحية التعامل معهم، لما حزت على جائزة التميز، والشكر من بعد الله سبحانه وتعالى لكل الزملاء والمديرين بالهيئة والمستمعين، والانسان يجد نفسه مديناً للآخرين بهذه النجاحات. وبالنسبة للمحيط الاسري كان الراحل الوالد يعلمنا منذ الصغر الشجاعة الادبية والتجديد. والشكر موصول للأستاذ عوض محمداني المذيع باذاعة الأبيض، وقائمة طويلة من مديري الاذاعة الذين عاصرتهم وزملائي في العمل. ٭ أبرز البرامج التي قدمتها للمستمعين؟ المشهد الآن وبرنامج الاذاعة والمستمع، وعدد من التغطيات الحية والمباشرة مصحوبة بالترجمة الفورية للمؤتمرات وأعياد السلام وتغطية الانتخابات واحتفال الاذاعة بعيدها السنوي. ٭ ما هو رأيك في الجيل الحالي من الإذاعيين؟ الجيل الحالي متوثب وطموح ويسعى لتحقيق النجاحات، ونسأل الله أن يوفقه ليضع بصمة مهنية عصرية مواكبة تشرف العمل الاذاعي والاعلام السوداني. ٭ إلى أي مدى يمكن أن يبني النقد المذيع؟ وإلى أي مدى يمكن أن يضر به؟ النقد سلاح ذو حدين، لكن على المذيع أن يتعامل معه بعين ثاقبة وصدر مفتوح وقلب رحب، فهنالك نوع من الآراء قد يجعل الانسان يصاب بداء الغرور، وهنا تصيبه غشاوة التكبر والتعالي فلا ينظر لأخطائه ولايعترف بها، وهناك نوع من النقد قد يكون لاذعاً وقد يكون كله صحيحاً، وقد يجانب بعضه الحقيقة، وهنا لا بد من الأخذ في الاعتبار كل ما ورد فيه، وأعتقد أن النقد هنا يجب أن يصحح المسير، ويكون موضوعياً وهادفاً ووسيلة فاعلة لمراجعة النفس وتطوير الاداء والسعي دوما نحو المبادرات الإيجابية في مختلف مجالات العمل الإذاعي. ٭ نصيحة توجهها للجيل الجديد من الإذاعيين؟ أولاً الاستعداد الفطري لمهنة العمل الاذاعي والرغبة الاكيدة في التطور، وأن يتبع ذلك العمل الملموس، ولا بد من الاطلاع على الثقافة العالية والاستفادة من التجارب الإنسانية المثمرة في مجال المهنة من الاجيال السابقة أو المعاصرة حتى تضيف لنفسك معرفة جديدة وتكتسب دوماً أساليب متطورة في الأداء المهني. والأهم من ذلك التسلح بالعلم والمعرفة والإلمام بمجريات الأحداث الراهنة محليا وإقليمياً ودولياً، ولا بد أن يكون أداؤك اليوم أفضل من الأمس وأداء الغد أفضل من اليوم. ٭ العمل الإذاعي قمة يمكن الوصول إليها عن طريق العلم أم الموهبة؟ الاستعداد الفطري أساس في نجاح العمل الاذاعي، وتتبع ذلك القابلية للتطور والاستعداد لذلك، فالتجارب وتبادل الخبرات وصقل المهارات والاستفادة من الاخطاء والتعرف على تجارب الآخرين والسعي المستمر لتحقيق مزيد من التفوق هو الدافع لبلوغ هذه القمة، وأنا على قناعة تامة بأن العمل الاذاعي بحر لا ساحل له. وفي كل يوم نتعلم المزيد، ولا بد من تنمية مقدراتك وتحصيلك الاكاديمي والمهني واللغوي والتقني حتى تكون إعلامياً مسايراً لروح العصر ومواكبة الجديد في دنيا الإعلام. ٭ هنالك غياب ملحوظ للمواهب الجديدة عبر أثير الإذاعة؟ ٭ لا أتفق معك في ذلك، فالإذاعة تظل على الدوام مصنعاً لتفريخ النجوم، وهي بوابة مهمة للتطوير الإذاعي، وأهم ما يميزها أنها تعمل بأسلوب تواصل الأجيال، فنجد فيها الرواد، وتجد فيها الجيل الذي تلاه، ويتصل ذلك بالجيل الوسط، ثم جيل الشباب الذي التحق بها أخيراً، وهذا يعني أنها مؤسسة لا بد لمن يريد أن يحفر فيها اسمه «إبداعياً» في قلوب المستمعين، أن يسعى دوما للتفوق والنجاح والمحافظة على ذلك، وهو أمر يستوجب معايير التطور والمبادرات الخلاَّقة ببصمة إذاعية خاصة حتى تجد لقدمك موطأً وسط هذا الزحام الإعلامي.