يمثل شهر فبراير، التاريخ المعتمد لدى اسرة الشاعر التجاني يوسف بشير لتحديد ميلاد الشاعر (1912 - 1937)، وبهذا يكون اليوم هو يوم اكتمال قرن على ميلاد الشاعر الكبير.. ونستعيد اليوم ذكرى هذا الشاعر الذي رحل في ربيع عمره، وخلف وراءه ديوان اشراقة، وكتابات نثرية ، ونحمد لاولئك الذين اهتموا بتراث الشاعر واخراجه في سنوات سابقة - ولكننا نعتب علي بعض دور النشر السودانية.. والعربية التي لم تهتم بإخراج الديوان بشكل يليق بهذا الشاعر والناقد الكبير .. وقد صدرت طبعة جديدة عن دارسودانية كبيرة، ولكنها - اي الطبعة - اعادت لنا ما كتبه د. عبدالله علي ابراهيم (هل احطوطب عشب اشراقة) لما حملته الطبعة من اخطاء فادحة..؟! ونعجب كيف مرّ هذا الديوان من الدار (الكبيرة) ومن السلطات المختصة - وهل تم اخضاع الديوان للمراجعة والتصحيح؟! اسئلة كثيرة طافت في الذهن، وهل هذه هي تحيتنا للشاعر الكبير في مئويته.. وبين يديّ نسختان فاخرتان احداهما لديوان اغاني الحياة لأبي القاسم الشابي، وهي نسخة فاخرة بمعنى الكلمة.. ونسخة اخرى - فاخرة ايضا تحوي الآثار الشعرية والنثرية للشابي بخط يده .. فتأمل..! ويحضرني هنا ان مجلة فصول (القاهرة) خصصت عددا خاصا للشابي في ذكرى مرور نصف قرن على رحيله في عام 1984م. وايضا الاهتمام التونسي برسائل الشابي ومذكراته والدراسات النقدية حول اعماله، الامر الذي استقطب اهتماما عربيا به.. وما اشد حاجتنا الى ان نجعل من احتفالية مهرجان ملتقى النيلين للشعر العربي ملتقى ثقافيا/ نقديا يتناول تجربة التجاني الابداية والنقدية ، واخراج طبعة صحيحة من ديوان اشراقة الذي كثرت فيه الاخطاء والتصحيف، خاصة وان هناك جهدا سابقا قد بذل.. ولنجعل من هذا اليوم بداية لعمل جاد ودؤوب تتداعى له مؤسساتنا وتنظيماتنا الثقافية - الرسمية والاهلية - ونأمل الا يضيع هذا العام كما ضاعت ذكرى معاوية محمد نور في 1909م..!