*يضرب المدفع اليوم الأربعاء إيذانا ببداية موسم كروى جديد على المستوى القومى، حيث سيتحرك قطار الممتاز للموسم 2012 وكما هو معروف فإن الدورى الممتاز هو البطولة العظمى فى السودان وهى التى تحدد البطل العام وتتميز بأنها تحظى بإهتمام ومتابعة كل الشعب السودانى، فضلا عن كونها تجسد القومية من واقع أن فرق هذه الدرجة تمثل سبع ولايات هى ( الخرطوم - الجزيرة - نهر النيل - البحر الأحمر - - جنوب كردفان - والنيل الأبيض ) وتعتبر ولاية الخرطوم هى مركز ثقل البطولة حيث تشارك بخمسة فرق - أكثر من الثلث هى المريخ والهلال - الموردة - الأهلى - الخرطوم الوطنى تليها ولاية الجزيرة ولها ثلاثة فرق ( النيل الحصاحيصا - جزيرة الفيل - أهلى مدنى ) ثم ولاية نهر النيل ( الأمل عطبرة - الأهلى شندى ) وممثل واحد لبقية الولايات، وتكتسب بطولة الممتاز مميزات إضافية منها أنها محل إهتمام الإعلام ويديرها الحكام المتميزون وتشكل مصدر الدخل الرئيسى والوحيد لخزينة الإتحاد كما أنها تجذب شركات الرعاية وقنوات البث وهذا مايؤكد على ضخامتها وعظمتها إضافة لذلك فهى بمثابة برنامج أساسى لعشاق اللعبة حيث تنتزع إهتمامهم وتحظى بمتابعتم وإنفعالهم، غير ذلك كله فهى سوق للكثير من ( السلع ) وتشكل مباريات الممتاز فى الولايات حدثا إستثنائيا وتكتسب وضعا خاصا من خلال التجاوب الكبير وتحديدا فى التى يكون أحد قطبى القمة طرفا فى المواجهة وحينها يحرص والى الولاية المعنية وكافة أعضاء حكومته على تشريف المواجهة ومصافحة اللاعبين للتأكيد على ( الوجود والإهتمام بالرياضة ) ولهذا كله فقد أضحت الدرجة الممتازة غاية للفرق وهدفا إستراتيجىا لحكومات الولايات على أساس أنها البطولة التى تجمع المتفوقين وتقود إلى عالم الأضواء ودائرة النجومية. *وبقراءة لمسيرة الدورى الممتاز نجد أن بطولته ظلت حكرا على المريخ والهلال فيما تعمل كافة الفرق على تأمين وجودها أولا فى الدرجة ومن ثم تبحث عن مركز متقدم فى جدول البطولة، وقد ظل المركز الثالث محل تنافس فرق بعينها ( الخرطوم الوطنى والأمل العطبراوى ) وقد إكتسبت المراكز الصدارية ( حتى الرابع ) أهمية كبرى بعد أن إتسعت دائرة التمثيل الخارجى بفضل تقدم المستوى العام لمنتخبنا الوطنى ولفرقتا فى بطولتى أفريقيا للأندية ( الهلال والذى يحسب له أنه ظل يتقدم فى بطولة أفريقيا للأندية الأبطال حتى أدوارها الأخيرة بصورة مستديمة، الشئ الذى كان له الأثر الكبير فى زيادة نصيبنا من التمثيل ومن بعده المريخ إذ كان لوصوله للمباراة النهائية فى الكونفدرالية الدور الأكبر أيضا فى أن نمثل بأربعة فرق فى الأبطال والكونفدرالية ) وهذا الوضع إنعكس إيجابا على فرقنا حيث رفع من سقف طموحات الأندية وأسهم بقدر كبير فى رفع كفاءة اللاعبين وأدى إلى تطور المستوى العام للعبة وهذا ما قاد لظهورأكثر من فريق عملاق ( الخرطوم الوطنى - الأمل العطبراوى - النيل الحصاحيصا - الأهلى شندى) حيث إقتحمت هذه الفرق قائمة الإتحاد الأفريقى لكرة القدم وزينت تاريخها وعطرت سيرتها وأصبحت من الفرق ( السيادية والقومية .) *سيبدأ الدورى الممتاز اليوم ونتمنى أن يأتى كما اسمه ممتازا فى كل شئ ( فى تنافسه الشريف ومستواه العام وإنضباط اللاعبين وحسن سلوكهم وفى تحكيمه وإدارته وتنظيمه وقوة المنافسة فيه وحرص اللاعبين على بذل الجهد والعطاء و تقديم ما يشبع رغبات المشاهد ويمتعه، ونرجو أن تغيب السلبيات التقليدية هذه المرة حيث الإحتجاجات والشكاوى وبيانات التهديد والحملات الإعلامية الموجهة والتحريض على الحكام واللجوء لتبخيس جهود الفرق التى تحقق الإنتصارات أو التقليل من شأنها والإنفعالات والتفلتات، فكل هذه مظاهر قبيحة يجب أن تغيب خصوصا وأن الرياضة لها مبادئ تقوم على ( التنافس الشريف وتتميز بأن لها أخلاقا ) *كل المؤشرات تقول إن بطولة الممتاز هذا الموسم ستأتى نموذجية خالية من الشوائب والسبب فى ذلك ( إتفاقية التعاون المشترك ) التى أبرمها طرفا القمة، حيث إنها ستخفف بل ستزيل الإنفعالات والحساسيات والعداءات التى كانت سمة لجمهور وإعلام وإدارتى ولاعبى الناديين، وستعود بالعديد من الإيجابيات ليس على المريخ والهلال فقط بل على كافة جزئيات المنافسة وهذا من شأنه أن يؤدى إلى إستقرار وإستمرار البطولة وإنسيابها. *وإن كان لنا ما نختم به فهو رجاء وتوصية وتنبيه للإخوة الحكام، ونذكرهم بأنهم فى مقام القضاة وأن الله سبحانه وتعالى يراقبهم وقد حرم الظلم على نفسه، فالمبارة عبارة عن قضية لابد من قيادتها بكل عدالة ونزاهة، مع الحرص على إعطاء الحقوق لأهلها كاملة غير منقوصة، ونوصيهم بأن يكونوا ( أمينين مع أنفسهم وأن يفعلوا ضمائرهم ويتحلوا بالشجاعة والجرأة، وأن لا يجاملوا أو يحابوا أو يترصدوا أو يستهدفوا، وأن لا يخافوا مما يكتبه الإعلام من هجوم عليهم ولا من صرخة وإحتجاج وهتاف الجمهور، فاللاعب هو اللاعب والحق ثابت ومن يخطئ يجب أن ينال جزاءه إن كان لاعبا للمريخ أو الهلال أو ريال مدريد أو الأرسنال، فالمساواة مبدأ لا يقبل التجزئة . نوصيهم ونذكرهم بأن لا يتعاطفوا مع الفريق المستضيف على حساب حقوق الفريق الضيف، وأن يضعوا فى أذهانهم أن دعوات المظلوم ستصل ولا حجاب يمنعها وتفتح لها أبواب السماء وليس هناك أصعب من أن يدعو عليك من ظلمته فقد يصلك العقاب الربانى فى نفسك أو ذريتك أو والديك ) نقول ذلك ونحن نثق تماما فى الإخوة الحكام ونعلم أنهم ( بشر ) والخطأ وارد وليس هناك من هو معصوم، فالخطأ العفوى مغفور ولكن المتعمد والذى من ورائه غرض فهو ذنب كبير. *الله يديكم العافية